كتاب “حرب” يكشف كواليس مثيرة لقرار بايدن قصف الحوثيين في اليمن
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
يمن مونيتور/ مأرب/ خاص:
في كتابه الجديد “حرب” يكشف الصحفي الاستقصائي الأمريكي بوب وودوارد عن تفاصيل مثيرة حول لقاءات ومحادثات إدارة الرئيس جو بايدن والإيرانيين لاتخاذ قرار الحرب ضد جماعة الحوثي في اليمن، وقصف الأراضي اليمنية.
ويسلط الكتاب الضوء على الأزمات السياسية الاخيرة التي عصفت بالعالم والكيفية التي أدارت بها الحكومة الامريكية تلك الأزمات؛ بما في ذلك الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة وارتكاب جرائم الإبادة الجماعية.
وحسب الكتاب الذي أطلع عليه “يمن مونيتور” فقد خصص وودوارد جزء من صفحاته لكيفية اتخاذ الولايات المتحدة قرار شن ضربات جوية ضد الحوثيين والتي بدأت في 12 يناير/كانون الثاني 2024م.
وينقلها “يمن مونيتور” إلى العربية.
في يوم السبت 30 ديسمبر/كانون الأول، أطلق الحوثيون صاروخين باليستيين مضادين للسفن باتجاه سفينة حاويات تجارية كبيرة تدعى ميرسك هانغتشو . وأسقطت القوات البحرية الأميركية على متن السفينة يو إس إس غرافلي الصواريخ قبل أن تصل إلى هدفها. وفي اليوم التالي، عشية رأس السنة الجديدة، حاولت قوات الحوثيين في قوارب سريعة إغراق نفس سفينة الحاويات.
انطلقت مروحيات البحرية الأميركية من السفينتين أيزنهاور وجرافلي وأطلقت النار على الزوارق السريعة، التي ردت بإطلاق النار. وأغرقت الولايات المتحدة ثلاثة من الزوارق الصغيرة الأربعة، مما أسفر عن مقتل أفراد الطاقم. أما القارب الرابع فقد فر.
كان الرئيس بايدن في سانت كروا في جزر فيرجن الأمريكية لقضاء إجازته السنوية بمناسبة رأس السنة الجديدة مع السيدة الأولى. وكان جيك سوليفان (مستشار الأمن القومي الأمريكي) هو وزوجته ماجي جودلاندر قد سافرا معهم. وكانا يخططان لقضاء عطلة نهاية أسبوع مريحة في رأس السنة الجديدة على شاطئ البحر.
ومع ذلك، في صباح يوم رأس السنة الجديدة، كان الرئيس بايدن يجري مكالمة آمنة أخرى مع وزير الدفاع أوستن، والجنرال سي كيو براون (رئيس أركان القوات الجوية الأمريكية)، وجيك سوليفان، وبريت ماكجورك (المبعوث الخاص لشؤون الشرق الأوسط) وآخرين لمناقشة ما إذا كان ينبغي لبايدن أن ينفذ ضربات مباشرة في اليمن ضد الحوثيين.
وقال أوستن وسي كيو براون إن الجيش سيحتاج إلى وقت للتحضير لضربة من هذا النوع، لذلك لم يأذن بايدن بضربات فورية لكنه أراد التأكد من قيامهم بالتخطيط.
“ماذا سيحدث إذا ضربنا تلك الأهداف؟” سأل بايدن، موجها أسئلة لمستشاريه. “ما هي الأضرار الجانبية؟ كيف قد يتفاعل الحوثيون؟ هل نحن مستعدون لرد فعلهم المضاد؟ هل شعبنا محمي؟ هل لدينا دفاع صاروخي كافٍ؟ هل لديكم الموارد التي تحتاجونها؟”
أوضح الرئيس أنه لا يريد استخدام القوة العسكرية على نحو من شأنه أن يؤدي إلى عواقب من الدرجة الثانية أو الثالثة. فالمنطقة كانت بالفعل أشبه ببرميل بارود قابل للاشتعال والانتشار على الفور.
وقال بايدن “جهزوا كل شيء واستعدوا للانطلاق”.
كما وجههم بالتنسيق مع حلفائهم لتقديم إدانة شديدة وتحذير للحوثيين من شن المزيد من الهجمات. وصدر بعد يومين بيان مشترك وقعته 13 دولة.
خلال شهر يناير (كانون الثاني)، استمرت هجمات الحوثيين. أخبر بايدن ماكجورك أنه يريد تجربة الدبلوماسية مع الإيرانيين بالإضافة إلى التهديدات واستخدام القوة. كان لابد من إدارة الشرق الأوسط بعناية. أراد بايدن أن يكون نشطًا، ولكن ليس نشاط مكثف كما كان أسلوبه. كان حريصًا على إخماد الشعور بالغرب المتوحش في الشرق الأوسط.
وكان لدى بايدن ثلاث رسائل واضحة للإيرانيين. وقال بايدن لماكجورك: “نحن لا نبحث عن صراع ضخم في الشرق الأوسط هنا، نريد احتواء هذا الصراع في غزة ولا نبحث عن حرب مع إيران”.
وأضاف بايدن “ولكن، ولكن، ولكن كبيرة، سنحمي شعبنا وسنحمي مصالحنا”.
وقال لماكجورك إن عليه تحذير الإيرانيين: “إما أن تتوقفوا عن هذا وإلا”.
توجه ماكجورك إلى مسقط، عاصمة عُمان. ولم تتواصل الولايات المتحدة بشكل مباشر مع الإيرانيين، بل استخدمت وسطاء، مثل العُمانيين. وكانت رحلة شاقة تجاوزت 7000 ميل.
وقال ماكجورك في رسالة نقلها العمانيون إلى علي باقري كاني نائب وزير الخارجية الإيراني وكبير المفاوضين النوويين: “عليكم السيطرة على الحوثيين الذين يطلقون هذه الصواريخ على السفن”.
كان هذا الترتيب يبدو غريباً بالنسبة لماكجورك. فقد كان بوسعه أن يرى الإيرانيين على الجانب الآخر من الغرفة وكانوا هم يرونه. ولكنهم لم يتحدثوا إلى بعضهم البعض بشكل مباشر. وكان العُمانيون يمررون الرسائل ذهاباً وإياباً. ولكن كان هذا هو أفضل خيار للتواصل المباشر بين الولايات المتحدة وبين المرشد الأعلى لإيران.
“لا نستطيع السيطرة عليهم”، هكذا أجاب ممثلو إيران. وقد سمع ماكجورك هذه الإجابة منهم كثيراً. فقد كان يعلم أن إيران أوقفت تماماً، مؤقتاً على الأقل، الهجمات على القوات الأميركية في العراق. لذا فقد كان يعتقد أن بإمكانها إيقافها في البحر الأحمر. ثم نقل إليهم تحذير بايدن إلى ماكجورك.
وقال ماكجورك “إذا لم تتمكنوا من إيقاف الحوثيين، فسوف نستهدفهم بشكل مباشر. ويمكننا استهدافكم بشكل مباشر لأننا نحملكم المسؤولية”.
إيران لم تقدم أي التزام لماكجورك.
أمر الرئيس بايدن بشن ضربات جوية وبحرية ضد الحوثيين في تلك الليلة (12 يناير/كانون الثاني). وضربت الهجمات مواقع إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار التابعة للحوثيين ومناطق تخزين الأسلحة والرادارات بقنابل موجهة بدقة. وأطلقت غواصة تابعة للبحرية صاروخ كروز من طراز توماهوك. وانضم خمسة من حلفاء الولايات المتحدة – بريطانيا وهولندا وأستراليا وكندا والبحرين – إلى الرد. ورد الحوثيون بتحذير: “يجب أن تكون الولايات المتحدة والمملكة المتحدة مستعدتين لدفع ثمن باهظ”.
ويعتقد ماكجورك أن هذا الأمر أظهر الطريقة المتعمدة والحذرة التي يستخدم بها بايدن القوة العسكرية.
وبعد أسبوع، أعلنت الإدارة الأمريكية والمملكة المتحدة عن حزمة من العقوبات ضد أربعة من كبار قادة الحوثيين. وكان الهدف من فرض العقوبات على الأفراد هو تقليل الضرر الذي قد يلحق بسكان اليمن البالغ عددهم 32 مليون نسمة، والذين كانوا يعانون بالفعل من المجاعة والحرب.
كان بايدن يريد زيادة الضغوط وتصعيد التهديدات إلى هذا الحد وتنفيذها. وكان أحد مبادئه الأساسية في السياسة الخارجية هو أن “القوى العظمى لا تلجأ إلى الخداع/المراوغة”. لذا لن يكون هناك مجال للخداع. وكان عازماً على تجنب حرب إقليمية أوسع نطاقاً.
حصري- مختبئة في أعماق الأرض.. مخازن ومصانع الحوثيين الأكثر سرية حصري- الحوثيون يتخذون إجراءات جديدة وسط مخاوف اغتيال قادة الجماعة الحوثيون بين طموح إقليمي وعبء ثقيل: هل ينجحون في خلافة حزب الله؟ (تحليل معمق) الحرب الباردة في الجنوب تتصاعد.. المجلس الانتقالي والحكومة اليمنية على حافة المواجهة اغتيال حسن نصر الله فرصة لزعيم الحوثيين هل سيلعب الحوثيون دورا أكبر في صراع الشرق الأوسط؟لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق تقاريرنور سبتمبر يطل علينا رغم العتمة، أَلقاً وضياءً، متفوقاً على...
تم مشاهدة طائر اللقلق مغرب يوم الاحد 8 سبتمبر 2024 في محافظة...
يا هلا و سهلا ب رئيسنا الشرعي ان شاء الله تعود هذه الزيارة ب...
نرحو ايصال هذا الخبر...... أمين عام اللجنة الوطنية للطاقة ال...
عندما كانت الدول العربية تصارع الإستعمار كان هذا الأخير يمرر...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الحوثیین فی الیمن رأس السنة الجدیدة الولایات المتحدة الشرق الأوسط بشکل مباشر
إقرأ أيضاً:
“أدنوك” تستكمل بنجاح طرحا مسوّقا لـ 3.1 مليار سهم من “أدنوك للغاز”
أعلنت شركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك”، اليوم، استكمالها بنجاح طرحا مسوّقا لحوالي 3.1 مليار سهم عادي مخصص للمؤسسات الاستثمارية من أسهم شركة أدنوك للغاز بي أل سي.
ويمثل هذا الطرح نسبة 4% من رأس المال المُصدر والقائم لـ “أدنوك للغاز”، وسيساهم في زيادة التداول الحر على أسهم الشركة بنسبة 80%، لترتفع نسبة التداول الحر إلى 9%.
وشهد الطرح طلباً استثنائياً من المؤسسات الاستثمارية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والعالم، بحجم طلب يساوي 4.4 ضعف قيمة الطرح، وتم تسعيره بـ 3.40 درهم للسهم الواحد، أي أعلى بنسبة 43% تقريباً من سعر الطرح العام الأولي البالغ 2.37 درهم للسهم الواحد.
وجمع الطرح عائدات إجمالية بلغت حوالي 10.4 مليار درهم، ومن المتوقع أن تتم تسوية الطرح في 26 فبراير2025 أو في تاريخ قريب منه.
واستمرت شركة “أدنوك للغاز” في تحقيق معدلات نمو وربحية ثابتة بحسب النتائج المالية للشركة للعام المالي 2024، حيث حققت صافي دخل معدَّل بلغ 18.4 مليار درهم ، مما يشكِّل أعلى مستوى منذ الطرح العام الأولي للشركة، مع صافي أرباح بلغ 5.1 مليار درهم في الربع الرابع من عام 2024.
ويتماشى هذا الأداء القوي لشركة “أدنوك للغاز” مع التحديث الأخير لإستراتيجيتها المُعلن عنها في نوفمبر 2024، والذي حدد خطط النمو المحدثة للشركة، بما يشمل عملية الاستحواذ المستقبلي على مشروع الرويس للغاز الطبيعي المسال والتقدم المُحرز في تحقيق هدفها المتمثل في زيادة الأرباح قبل خصم الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك بأكثر من 40% بحلول عام 2029.
وستواصل ” مجموعة أدنوك” الاحتفاظ بحصة الأغلبية التي تشكل 86% في شركة “أدنوك للغاز”، وقد وافقت كذلك على عدم بيع المزيد من أسهمها لمدة ستة أشهر من استكمال عملية الطرح، مع مراعاة الاستثناءات المتعارف عليها، وإلا إذا تم التنازل عنها من قبل المنسقين العالميين المشتركين؛ مثل “بنك أوف أميركا للأوراق المالية”، و”سيتي”، و”المجموعة المالية هيرميس”، و”بنك “أبوظبي الأول”، و”بنك “اتش اس بي سي”، و” الدولية للأوراق المالية “.
ومن المتوقع كذلك بعد استكمال الطرح، أن يتيح توفر أعداد أكبر من الأسهم الحرة مساراً نحو الإدراج في مؤشر “مورجان ستانلي كابيتال إنترناشيونال للأسواق الناشئة – MSCI ” ، و”مؤشر بورصة فاينانشال تايمز للأوراق المالية – FTSE” ، المتوقع تنفيذه خلال المراجعة ربع السنوية القادمة مع مراعاة استيفاء “أدنوك للغاز” لكافة معايير الإدراج ذات الصلة.
ويساهم إدراج “أدنوك للغاز” في هذين المؤشرين في تنويع قاعدة المستثمرين فيها بشكل واسع، وتسليط الضوء على قيمتها الاستثمارية المميزة.