قبل 5 أيام من الحسم.. سباق البيت الأبيض يحتدم والولايات المتأرجحة في الواجهة
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
سلطت نافذة الجزيرة الخاصة بالانتخابات الرئاسية الأميركية الضوء على احتدام المنافسة بين مرشحي الحزبين الرئيسيين، الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب، وذلك قبل 5 أيام من اللحظة الحاسمة التي سيحدد فيها الناخبون هوية ساكن البيت الأبيض الجديد.
وأظهرت استطلاعات الرأي تقاربًا كبيرا في نسب التأييد بين المرشحين، بينما تشتد السجالات بين الحملتين حول قضايا رئيسية مثل الاقتصاد والهجرة، كما يثار جدل واسع حول قضايا تتعلق بالأمريكيين من ذوي الأصول اللاتينية والعرب والمسلمين، إضافة إلى الأبعاد المتعلقة بالحرب في قطاع غزة.
وتواجه هاريس تحدياً في التعامل مع قضية الحرب على غزة خلال جولاتها الانتخابية، وتنقل مراسلة الجزيرة وجد وقفي مشهدا متكررا في تجمعاتها الانتخابية، حيث يقاطعها الحاضرون للمطالبة بإنهاء الحرب، لترد بأنها أيضا ترغب في إنهائها وتركز على الانتخابات للنجاح والعمل على تحقيق هذا الهدف.
وفي ولاية فلوريدا، التي طالما كانت متأرجحة في الانتخابات السابقة، يبدو المشهد مختلفا هذه المرة، حيث تقول مراسلة الجزيرة ميساء الفطناسي إن الولاية لم تعد متأرجحة كما في السابق، خاصة بعد أن حسم ترامب أصواتها في دورتين انتخابيتين متتاليتين.
وتشير أرقام التصويت المبكر إلى تفوق الناخبين الجمهوريين على الديمقراطيين في الولاية، وهو أمر غير معتاد، مما قد يؤثر سلبًا على حظوظ هاريس التي لم تزر الولاية حتى الآن.
تشتت الصوت العربيوفي ميشيغان، حيث تشكل الجالية العربية كتلة تصويتية مؤثرة، يرصد مراسل الجزيرة أحمد هزيم تشتتاً واضحاً في الصوت العربي، فرغم أن الجالية العربية لا تشكل سوى 2.1% من سكان الولاية، إلا أن أعدادها البالغة 210 آلاف شخص تكتسب أهمية خاصة.
وأثارت التصريحات الأخيرة لبعض الشخصيات السياسية مثل الرئيس السابق بيل كلينتون جدلاً حول موقف الحزب الديمقراطي من الجالية العربية، وهو ما قابله عمدة مدينة ديربورن عبد الله حمود، بدعوة الحزب الديمقراطي للتوقف عن إرسال ممثلين لا يحترمون المجتمع العربي الأميركي.
وفي نيفادا، يركز ترامب على توسيع قاعدته الشعبية في ملفي الاقتصاد والهجرة وأمن الحدود، ويقول مراسل الجزيرة فادي منصور إن المرشح الجمهوري يحاول الاستفادة من المزاج العام حيث يرى أنه يتفوق على هاريس في الملف الاقتصادي والسياسة الخارجية، كما يستغل ملف الشرق الأوسط لاستمالة أصوات العرب الأميركيين.
وتشهد ولاية تكساس كذلك تقدماً كبيراً لترامب بنسبة تتراوح بين 5 و12 نقطة في استطلاعات الرأي، ويقول مراسل الجزيرة يونس آيت ياسين إن ثلث الناخبين قد صوتوا بالفعل مع نهاية الأسبوع الأول من عملية التصويت المبكر، ولا يوجد من يشكك في أن هذه الولاية ستصوت لصالح الحزب الجمهوري.
وفي أريزونا، حيث يطغى ملف الهجرة على مزاج الناخبين، بلغت نسبة الاقتراع المبكر 78% من الناخبين البالغ عددهم أكثر من 4 ملايين، ولوحظ إقبال أكبر من الجمهوريين مقارنة بالديمقراطيين، خلافاً للأعوام الماضية.
فارق ضئيلوتكشف أحدث استطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسة "ريلي كلير بوليتيكس" عن تقدم طفيف للمرشح الجمهوري ترامب بفارق نصف نقطة مئوية، حيث حصل على 48.5% مقابل 48% لمنافسته هاريس، في مؤشر على احتدام المنافسة التي قد تحسمها الولايات المتأرجحة.
وفي مشهد لافت للتصويت المبكر، كشفت إحصائيات جامعة فلوريدا عن مشاركة نحو 60 مليون ناخب حتى الآن، منهم 31 مليوناً صوتوا حضورياً في مراكز الاقتراع، بينما أدلى 28 مليوناً بأصواتهم عبر البريد. وتوزعت النسب بين الحزبين بواقع 39% للديمقراطيين و36% للجمهوريين.
ومع قرب انتهاء فترة التصويت المبكر، تتزايد التحديات أمام الحزب الديمقراطي في ولاية بنسلفانيا، وتظهر النتائج أن كلا المرشحين متساويان تقريبًا، حيث حصل كل منهما على 48% من الأصوات، بينما تشير استطلاعات أخرى إلى تقدم هاريس في ولايات مثل ميشيغان وويسكونسن.
وفي حدث غير مسبوق، نظمت الجزيرة لقاءات جماهيرية خاصة تجمع بين الساسة والناخبين في حوار مفتوح حول القضايا المؤثرة على المنطقة العربية، شهدت ولاية تكساس أحد هذه اللقاءات الذي تميز بنقاش محتدم بين قادة الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
وتواصل الجزيرة تغطيتها الشاملة للانتخابات عبر سلسلة منتجات خاصة وحصرية، منها سلسلة "المنشقون" التي تستعرض حوارات مع مستقيلين من دوائر صنع القرار الأميركي احتجاجاً على سياسة واشنطن تجاه حرب غزة، وسلسلة "الطريق 66" التي تقدم رحلة استثنائية داخل الولايات المتحدة للتعرف عن قرب على المجتمع الأمريكي ومكوناته المختلفة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
البيت الأبيض يؤكد استمرار التنسيق مع مصر وقطر وتركيا لوقف إطلاق النار في غزة
كشف البيت الأبيض أنه يواصل العمل بشكل يومي مع كل من مصر وقطر وتركيا في محاولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وتهدف هذه الجهود إلى تخفيف حدة القتال الذي أسفر عن مقتل الآلاف من المدنيين في غزة، وتدمير العديد من المنشآت والبنية التحتية الحيوية، ما جعل الوضع الإنساني في غاية الخطورة.
وأشار البيت الأبيض إلى أن التحديات التي تواجه المفاوضات ليست هينة، حيث زعم المسؤولون الأمريكيون أن حركة حماس تمثل العقبة الرئيسية وألقوا الاتهامات لها بالمسؤولية أمام تحقيق اتفاق دائم لوقف إطلاق النار.
وأوضح المسؤولون أن التعاون الدولي بين الأطراف المعنية سيكون حاسماً في تجاوز التعقيدات السياسية والأمنية التي تعرقل التوصل إلى اتفاق شامل، مع التأكيد على ضرورة تعزيز الضغط الدولي لتحقيق هدنة دائمة.
وتتضافر جهود الدول الإقليمية في هذا السياق بشكل مستمر، حيث تؤدي كل من مصر وقطر وتركيا أدواراً رئيسية في التوسط بين الأطراف المتصارعة.
في الوقت الذي تقوم فيه مصر بتنسيق اللقاءات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، تسعى أيضاً إلى توفير قناة للحوار من أجل الوصول إلى اتفاق يضمن وقف التصعيد وتهيئة الظروف لإعادة بناء قطاع غزة.
ورغم إعلان قطر توقيف الوساطة لحين جدية الأطراف المعنية، تواصل تقديم الدعم الإنساني لسكان القطاع، وتعمل على التواصل المباشر مع حركة حماس بهدف تخفيف حدة التوترات.
أما تركيا، فهي تضغط عبر القنوات الدبلوماسية على الأطراف الدولية للموافقة على خطة وقف إطلاق نار شاملة، مع التركيز على ضرورة إيجاد حل سياسي يضمن حقوق الفلسطينيين في المنطقة.
وفيما يتصاعد الوضع الإنساني في غزة، حيث يعاني المدنيون من نقص حاد في الغذاء والدواء ويواجهون ظروفاً قاسية من التهجير والموت، فإن الحاجة إلى وقف إطلاق النار أصبحت أكثر إلحاحاً.
وأكدت الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي على ضرورة فتح ممرات إنسانية آمنة لإدخال المساعدات الطبية والغذائية للمواطنين في غزة، كما دعت إلى حماية المدنيين وضمان عدم استهداف المنشآت الحيوية مثل المستشفيات والمدارس.
ومن ناحية أخرى أشار البيت الأبيض إلى أن آلية مراقبة وقف إطلاق النار في لبنان مستمرة في أداء مهامها رغم الضربات المتقطعة بين حزب الله والقوات الإسرائيلية.
ورغم أن الوضع في لبنان ما زال تحت السيطرة نسبياً، فإن هذه الضربات المتفرقة تظل بمثابة مؤشر على استمرار التوتر في المنطقة، وهو ما يعزز المخاوف من أن يمتد النزاع إلى مناطق أخرى في الشرق الأوسط.