سيول في حلايب ورفع حالة الطوارئ بالبحر الأحمر
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
شهدت منطقة جنوب البحر الأحمر، مساء الخميس، سقوط أمطار غزيرة تحولت إلى سيل متوسط بوادي اجلهوج جنوب مدينة حلايب بعيدا عن الكتلة السكنية عابرًا الطريق المؤدي إلى قرية رأس حدربة في اتجاه البحر دون حدوث خسائر.
ويتابع رئيس مدينة حلايب ومديرإدارة الأزمات الموقع، حيث تم تجهيز معدات الوحدة المحلية تحسبا لوقوع أية اضرار بالطريق والتعامل الفوري معها.
كانت مدينة حلايب وعدة مناطق تابعة لها جنوب البحر الأحمر شهدت مساء الخميس، سقوط أمطار ما بين خفيفة وغزيرة، وسط ظهور للسحب المنخفضة وسرعة في الرياح، فيما تم قطع التيار الكهربائي احترازيا عن قرية رأس حدرية الحديدية بسبب تعرضها للأمطار الغزيرة.
وحذرت محافظة البحر الأحمر، من حدوث تقلبات في حالة الطقس حتى غد الجمعة طبقا لتحذيرات الأرصاد الجوية.
وأشارت الصفحة الرسمية لمحافظة البحر الأحمر إلى احتمالية سقوط أمطار خفيفة إلى متوسطة بمدينتي حلايب وشلاتين الخميس فيما تتعرض السواحل الشرقية وحلايب وشلاتين لأمطار متوسطة إلى غزيرة، فيما يتوقع أن تشهد مناطق الجنوب الشرقي وحلايب، الجمعة، أمطار غزيرة تصل إلى حد السيول.
من جانبه، أعلن اللواء عمرو حنفي محافظ البحر الأحمر، رفع حالة الطوارئ والاستعداد القصوى بمختلف المدن للتعامل مع سوء الأحوال الجوية.
وأصدر «حنفي» تعليماته إلى رؤساء الوحدات المحلية، بالالتزام بالخطة الموضوعة للتعامل مع تغيرات الطقس والتواصل على مدار الساعة مع غرفة عمليات ديوان عام المحافظة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: البحر الأحمر امطار غزيرة قطع التيار الكهربائي غرفة عمليات سقوط امطار التيار الكهربائى البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
التوترات الجيوسياسية في البحر الأحمر وتأثيراتها على التجارة العالمية
أشارت الباحثة أيمن امتياز في تقريرها على موقع الدبلوماسية الحديثة إلى أن البحر الأحمر يعد من أهم الممرات البحرية على مستوى العالم، حيث يربط بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي عبر قناة السويس. ويمثل هذا الممر الحيوي نقطة اختناق رئيسية، إذ يسهل مرور حوالي 12% من التجارة العالمية.
ومع تزايد التوترات الجيوسياسية والصراعات، أصبح البحر الأحمر منطقة غير مستقرة، حيث حذر مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق زبيغنيو بريجنسكي من أن أوراسيا تشهد صراعًا مستمرًا على السيادة العالمية، ويقع البحر الأحمر في مركز هذه الديناميكيات.
وقد بدأت آثار الأزمة الحالية في التأثير على التجارة والأمن الدوليين، مما غير حسابات القوى العالمية.
تاريخيًا، كان البحر الأحمر مركزًا للتجارة والصراعات الإمبراطورية، فطوال العصور تنافست دول مثل مصر والرومان والعثمانيين للسيطرة على موانئه. ومع افتتاح قناة السويس عام 1869، أصبح البحر الأحمر أهم طريق بحري مختصر. وبحلول القرن الحادي والعشرين، كانت نسبة كبيرة من التجارة العالمية وحركة الحاويات تمر عبر مياهه. ومع ذلك، تعاني الدول الساحلية من تحديات كبيرة في تأمين هذا الشريان المائي.
ويعتبر البحر الأحمر ممرًا جيوستراتيجيًا له أهمية اقتصادية وعسكرية، حيث تتنافس الدول المطلة عليه مثل مصر والسعودية مع قوى عالمية مثل الولايات المتحدة والصين. يُعتبر مضيق باب المندب أحد أهم المعابر البحرية، وأي اضطراب في المنطقة قد ينعكس سلبًا على الأسواق العالمية.
وتتعدد نقاط التوتر الجيوسياسية في البحر الأحمر، منها الصراع في اليمن حيث تهاجم الحوثيون المدعومون من إيران السفن، مما يزيد من المخاطر على التجارة العالمية. وقد ردت المملكة العربية السعودية وحلفاؤها بزيادة العمليات الأمنية البحرية، لكن التهديدات المستمرة من الحوثيين تبقى قائمة.
أيضًا، هناك التنافس الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والصين، حيث أثار توسع الصين في البحر الأحمر من خلال قاعدتها في جيبوتي مخاوف الغرب. فالصين تُعتبر تحديًا للهيمنة الأمريكية في المنطقة، مما أدى إلى عسكرة البحر الأحمر وزيادة الدورية البحرية الأمريكية.
في سياق آخر، تلعب المملكة العربية السعودية ومصر دورًا محوريًا في تأمين البحر الأحمر، إذ تعتمد السعودية على مشاريعها المستقبلية على الاستقرار البحري، بينما تعتمد مصر على إيرادات قناة السويس.
وتشير التطورات الراهنة إلى أن التجارة العالمية تواجه تحديات بسبب التهديدات الأمنية، حيث ارتفعت أقساط التأمين على السفن بشكل كبير. كما أن العديد من شركات الشحن تُفكر في مسارات بديلة، مما يزيد من تكاليف النقل ويؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع.
ويعتبر البحر الأحمر نقطة حيوية لنقل شحنات النفط والغاز الطبيعي، وأي انقطاع قد يسبب تقلبات حادة في أسعار الطاقة. ومع وجود قوات عسكرية متعددة، فإن خطر التصعيد أو المواجهة العرضية مرتفع، مما يزيد من زعزعة استقرار التجارة العالمية.
ويتوقع أن يستمر المشهد الجيوسياسي في البحر الأحمر بالتطور، متأثرًا بصراعات القوى العالمية والإقليمية.
وقد تكون جهود الوساطة الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية والحوثيين مفتاحًا لتحقيق الاستقرار، إلا أن التصعيد العسكري قد يؤدي إلى تفاقم الوضع.
وتتطلب أزمة البحر الأحمر اهتمامًا دوليًا عاجلًا، سواء من خلال الدبلوماسية أو الاستراتيجيات العسكرية أو الحلول التكنولوجية، لضمان أمن هذا الممر المائي الحيوي.