د.حماد عبدالله يكتب: "قميص " ناقص "كم" !!
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
هذا التعبير يطلق على العمل الناقص أو على تصرف غير مكتمل الجوانب المقنعة للمتلقى لهذا التصرف فيطلق هذا (تصرف نصف كم) !!
ولكن ما يحدث حولنا يشبه أن القميص لا ينقصه (نصف كم) ولكن (ينقصه) (كم بالكامل) !
إن تقدم الوطن يعتمد أساسًا على العمل والتقنية العالية والإدارة العالمة بأدواتها وبإستغلال كل طاقات هذا الوطن للتقدم والإزدهار.
إن رفعة مصر وتقدمها تعتمد أول ما تعتمد على سواعد وعقول أبنائها بما فيهم الحكومة والمؤسسات ومراكز البحث والدراسات وقطاع الإستثمار والمجالس التشريعية والنيابية والمحليات كل من يعن له فى هذا الوطن من شأن من شئونه – مطلوب جدية – ورؤية للعمل تختلف عما نعيشه ونمارسه فى حياتنا اليومية –لا يمكن أن يتخيل عاقل أن بلد مثل مصر يجرى فيها نهر النيل بطولها – وعرضها يمكن أن تتسع فى مد شرايين جديدة داخل هذا الجسم الجغرافى المتنامى لمليون كم مربع هى كل مساحة هذا الوطن.
والذى نعيش على 4% فقط من أرجائه لا يمكن أبدًا أن نتخيل بأننا نمتلك هذه البحار والشواطىء أحمر وأبيض وبحيرات بردويل وبرلس وناصر ومنزلة وأننا فى أشد الإحتياج لإستيراد الأسماك والمنتجات البحرية من خارج البلاد!
لايمكن أبدًا أن نتخيل بأننا نمتلك على ضفاف بحيرة ناصر وفى طريق العلمين ومنخفض القطارة وأراضى الوادى الجديد الخصبة والتى ترقد على أكبر مخزون للمياه الجوفية – ولدينا مشروعات عملاقة للزراعة فى توشكى وشرق العوينات وحول فرع نهر النيل (السلام) فى شمال سيناء –كل هذه الخامات التى تصلح لأن تقدم سلة غذاء كاملة للمصريين وجيرانهم – كما كان الماضى حيث كانت تمثل سلة غلال القمح للحضارة الرومانية القديمة فى مصر.
لا يمكن أن نتخيل بأننا نمر بأزمة للحصول على حبوب القمح والفول والعدس والذرة من الخارج –وتزاول بعض القوى السياسية العالمية الضغط علينا لكى نرضخ لسياسات لا ترضينا وعكس ما نؤمن به – حتى نؤمن مصادر لغذاء شعب مصر!!
لا يمكن أبدًا أن نتخيل أن النظام الإدارى المصرى يعتمد على إدارة أقاليم بطريقة (عفى عليها الزمن) ونحن فى أشد الإحتياج لإدارة أقاليم هذا الوطن إدارة إقتصادية محترمة –تدرس ما لدينا من عناصر القوة وعناصر النجاح لكى نديرها – وإذا عجزنا عن ذلك يحق لنا تبديل الإدارة أو إستيراد إدارة من الخارج لتدير هذه الإقتصاديات وأنا أشك بأننا لا نمتلك تلك المواهب الإقتصادية العظيمة فى بلادنا وفى جامعاتنا وفى مؤسساتنا الإقتصادية الكبيرة.
إن إنحسار التغيير الذى حدث فى مناصب المحافظين رغم إعتراضى على إسلوب إختيار المحافظ –إلا أن هذا الإنحسار فى إختيار قيادات سابقة أثبتت فشلها أصاب الجميع بالإحباط.
إننا نعيش فى عصر يحتاج للجهد وللرؤية –و للتفانى فى إخراج قميص كامل دون أى نقص فى أجزائه !!
أ.د/حمــاد عبد الله حمـــاد
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: هذا الوطن لا یمکن
إقرأ أيضاً:
الصغير: تحويل الدعم مباشرة لأهالي الجنوب سيحسن الوضع بمليون مرة
ليبيا – وكيل وزارة الخارجية الأسبق حسن الصغير: “الدعم لا يصل إلى الجنوب ومخصصاتنا تدار من طرابلس”
غياب العدالة في توزيع الدعمصرح وكيل وزارة الخارجية الأسبق، حسن الصغير، بأن الجنوب الليبي يعاني من سوء توزيع مخصصات الدعم التي تديرها حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة. وأوضح أن مخصصات الوقود والمحروقات المخصصة لفزان تأتي من طرابلس، إلا أن المواطنين في الجنوب لا يحصلون على نصيبهم العادل منها.
وقال الصغير: “من أصل الستين مليار دينار المخصصة للدعم، إذا كان نصيبنا منها خمسة مليارات، فإننا لا نحصل فعلياً إلا على أقل من نصف مليار دينار. ولو تحولت هذه المخصصات مباشرة إلى الجنوب أو إلى حكومة أسامة حماد، لتحسن الوضع بمليون مرة عن وضعنا الحالي”.
اختلاف الوضع بين الجنوب ومدن الساحلوأشار الصغير إلى أن الأوضاع في الجنوب تختلف بشكل كبير عن مدن الساحل التي تستفيد بشكل أكبر من الدعم. وأكد أن سوء التوزيع لا يخفى على أي مواطن في المنطقة الجنوبية، داعياً إلى إعادة النظر في آليات توزيع الموارد بما يحقق العدالة لجميع الأقاليم.
وأضاف: “تفهمنا تمسك مدن الساحل بالدعم، لكن في الجنوب الوضع مختلف تماماً. الدعم محسوب على حكومة أسامة حماد، لكنه لا يصلها منه شيء، ويُستخدم في طرابلس لاستمرارية الحكومة المنافسة”.
نظرة حماد تجاه الدعموتطرق الصغير إلى رؤية رئيس حكومة الاستقرار أسامة حماد، مشيراً إلى أن حماد يرى في الدعم باباً للاستمرارية تستخدمه الحكومة المنافسة في طرابلس. وقال: “حماد يعتبر أن الدعم لا يخضع لسيطرته، وبالتالي فإنه يرى أن منعه عن الحكومة المنافسة أمر منطقي إذا لم يتمكن من السيطرة عليه بالكامل أو تقاسمه معهم”.
بين النظريات والواقعواعتبر الصغير أن تصريحات حماد السابقة بشأن عدم رفع الدعم إلا من حكومة شرعية كانت نظرياً صحيحة، لكنها لم تُثبت فعاليتها في ظل الأوضاع الحالية. وأوضح: “الواقع أثبت أن المؤقت في ليبيا دائم، وأن النجاح في إدارة الحكم يعتمد على امتلاك الأدوات الفعالة حتى لو تعارض ذلك مع النظريات الصحيحة”.