غواصة “القارعة”.. سلاح استراتيجي جديد يعزز من قوة الردع البحرية لليمن
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
يمانيون – متابعات
كشفت القوات المسلحة اليمنية منذ أيام، خلال مناورات “لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ”، عن واحدةٍ من أهم القدرات البحرية الجديدة لديها، وهي غواصة “القارعة” غير المأهولة والمسيّرة عن بعد، القادرة على تنفيذ عمليات نوعية دقيقة وكبرى ضد السفن والبوارج، وصولاً إلى انتقاء الأهداف الاستراتيجية.
وبذلك يصبح اليمن من الدول القلائل في العالم، التي تمتلك مثل هذه القدرة البحرية، وهذا بلا شك إنجاز عسكري كبير، يُحسب له وينذر أعداءه أيضاً، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية والكيان المؤقت، بأن بانتظارهم ما هو أكثر تطوراً وفتكاً من القدرات في كل المجالات.
وقد حاولت بعض الجهات المعادية لليمن، التعرض لهذا الإنجاز الدفاعي، من خلال الادعاء بأن هذه الغواصة ليست إلا الغواصة الأمريكية غير مأهولة من طراز REMUS 600، التي سيطرت عليها القوات اليمنية في العام 2018، خلال قيامها بمهام تجسسية.
لكن فيديو الإعلام الحربي يُظهر بوضوح بأن القوات المسلحة لديها العديد من هذه الغواصات وليس واحدة منها فقط، وهو ما يؤكّد بأنهم تمكنوا من معرفة طريقة تصنيعها من خلال الهندسة العكسية، وهو ما تعجز الكثير من الدول – خاصة الدول التي تدّعي وصولها الى القدرة العلمية العالية – عن فعله، إذا تجرأت على فعله من أساسه أصلاً.
فما هي أبرز مواصفات غواصة “القارعة”، وأهم رسائل الكشف عنها؟
– تم استخدام القارعة في تدمير هدف بحري (يحاكي الزوارق البحرية العسكرية)، ما أحدث انفجاراً هائلاً، وأظهر فعالية هذا السلاح الجديد في العمليات القتالية البحرية.
– تم استنساخ هذه الغواصة وتطويرها من قبل دائرة التصنيع العسكري في القوات المسلحة اليمنية.
– إذا ما تم استنساخ كل ما تمتلكه الغواصة الأمريكية REMUS 600 من تقنيات، فإن ذلك يعني أن الغواصة اليمنية ذاتية التحكم ومسيّرة عن بعد في ذات الوقت، وأنها مجهزة بتقنيات متقدمة تشمل المسح الجانبي والتصوير الصوتي والفيديو وغيرها من التقنيات المتقدمة.
– تمتلك “القارعة” المرونة في تنفيذ مجموعة متنوعة من المهام، بما يجعلها أداة حيوية في العمليات البحرية المعاصرة. فهي تبحر بسرعات عالية تصل إلى أكثر من 5 عقد بحرية، مما يمكّنها التنقل بسرعة عبر المياه، وهي ميزة مهمة في بيئات العمليات التي تتطلب الاستجابة السريعة، وهذا يعني بأنها تستطيع تنفيذ مهام استطلاعية وهجومية بشكل فعّال، ويعزز قدرتها على جمع المعلومات الاستخباراتية في الوقت المناسب، وتوفير معلومات دقيقة عن الأهداف البحرية المحيطة بها، بشكل يسهل التخطيط للعمليات البحرية ويعزز من القدرة اليمنية على اتخاذ قرارات استراتيجية.
– تتيح هذه الغواصة تنفيذ عمليات بحرية هجومية دقيقة بعيدة المدى، ضد السفن والبوارج الحربية وصولاً إلى اختيار الأهداف الاستراتيجية، بما يعزز من قدرة اليمن على تعطيل تحركات الأساطيل المعادية دون الحاجة إلى الدخول في مواجهة عسكرية تقليدية.
– لدى هذه الغواصة – كما أثبت الفيديو الذي وزعه الإعلام الحربي – قدرات للغوص عميقاً حتى مئات الأمتار، ولديها القدرة على التخفي والتسلل من بين أنظمة الرادار والاستشعار المتطورة. والأهم قدرتها التدميرية الكبيرة، التي قد تغرق غواصات مهما كانت قدراتها على تحمل الانفجارات. فكل هذه الميزات تتيح لها تنفيذ المهام في البيئات البحرية العميقة، ومراقبة الأنشطة البحرية بشكل غير مرئي، مما يجعلها سلاحا فعالا في جمع المعلومات الاستخباراتية دون أن يتم الكشف عن وجودها.
– من المهام التي يمكن للغواصة اليمنية القيام بها أيضاً، هي تحديد مواقع الألغام البحرية.
– هذا الإنجاز يعزز من قدرة اليمن على ردع التهديدات البحرية وحماية مياهه الإقليمية والاستمرار في فرض المعادلات البحرية، بما يؤكد امتلاكه قدرات متطورة تمكنه من تغيير قواعد اللعبة في البحر الأحمر والمحيط الإقليمي. كما يثبت هذا الإنجاز بأن القوات البحرية اليمنية باتت تملك القدرة على توجيه ضربات دقيقة لأي اهداف بحرية معادية، ما يعزز من موقع حكومة صنعاء في أي مفاوضات مستقبلية حول الأمن الإقليمي.
——————————————
– موقع الخنادق اللبناني
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: هذه الغواصة یعزز من
إقرأ أيضاً:
الثورة اليمنية و “تحرير فلسطين”
يمانيون – متابعات
قدمت ثورة 14 أكتوبر اليمنية المجيدة، والحركة الوطنية في جنوب اليمن المحتل تجربة مميزة في تبني القضية الفلسطينية، وذلك لأنهم كانوا في صِدام مباشر مع بريطانيا كنظام استعماري غربي متحالف مع الحركة الصهيونية ومع الاستعمار الأمريكي الصاعد حينها عقب الحرب العالمية الثانية، ولم تكن مصادفة أن أول لجنة لمقاطعة “إسرائيل” في الجزيرة العربية تأسست في عدن في العام 1956م.
جسّد ميثاق الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل -الذي صُيغ إبّان حرب التحرير الشعبية-، رؤية شاملة لمفهوم التحرر الوطني، ليس فقط على مستوى اليمن بل على مستوى العالم العربي ككل.
كان التحرر الوطني اليمني في ميثاق ثورة 14 أكتوبر، مرتبطاً بمواجهة الاستعمار والنظام الاستعماري العالمي، وكان تحرير فلسطين في قلب هذه الرؤية؛ فالثورة في جنوب اليمن لم تكن ثورة محلية فحسب، بل كانت جزءاً من حركة تحرر عربية أوسع، تهدف إلى القضاء على الاستعمار في كل أشكاله، وتوحيد الشعوب العربية تحت راية التحرر والوحدة.
في مرحلة ما بعد الاستقلال الوطني عقب عام 1967م كانت القضية الفلسطينية حاضرة بشكل قوي، وفي هذه المرحلة اكتسبت أبعاداً أكثر عالمية وترابطاً مع حركات التحرر العالمية، بالإضافة إلى كونها قضية قومية عربية.
هذا التطور عكس نضوج الوعي الثوري الذي تبنته قوى ثورة 14 أكتوبر، والذي سعى إلى تحرير ليس فقط الأرض اليمنية بل أيضاً دعم نضال الشعوب الأخرى لتحقيق تحررها.
احتجاجاً على إحراق المسجد الأقصى 21-8-1969م ألقى الرئيس سالم ربيع علي خطاباً بعد صلاة الجمعة، أعلن فيه قطع العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية ومنع حاملي الجنسية الأمريكية من دخول أراضي جمهورية اليمن الشعبية، وقد استمر قطع العلاقات منذ ذلك اليوم حتى إعلان الوحدة عام 1990م.
ومن العمليات التي انطلقت من عدن عملية في يونيو 1971م تمثلت بقيام مجموعة من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بقيادة وديع حداد باستهداف سفينة النفط “الإسرائيلية” “كورال سي” في مضيق باب المندب.
لقراءة التفاصيل على الرابط التالي: الثورة اليمنية وتحرير فلسطين
المصدر: مركز البحوث والمعلومات ـ وكالة (سبأ) – أنس القاضي