دور مصر التاريخي في دعم القضية الفلسطينية.. جهود لا تتوقف
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
منذ الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين قبل عقود، دعمت مصر القضية الفلسطينية بمختلف الطرق، واستضافت العديد من المُؤتمرات العالمية لبحث دعم حل الدولتين والسلام في المنطقة، وتمثل الجهود المصرية الحالية، امتدادًا لدورها التاريخي تجاه قضية العرب الأولى.
خلال عقود عديدة، حشدت مصر الجهود السياسية الدبلوماسية للدفاع عن حقوق الفلسطينيين في أراضيهم، وعلى الصعيد الدبلوماسي، شاركت مصر وطرحت مبادرات ومؤتمرات لمناصرة قضية فلسطين، كما شاركت في المؤتمر الإسلامي الأول بالقدس عام 1931، ومؤتمر بلودان في عام 1937، والمؤتمر البرلماني للبلاد العربية والإسلامية بالقاهرة في 1938، بحسب ما جاء في تحليل للمركز المصري للفكر والدراسات السياسية.
ودعت مصر لإقامة أول مؤتمر إنساني في القاهرة عام 1939، كما رفضت مصر حينها الكتاب الأبيض، الذي أشار إلى إقامة وطن قومي يهودي، كما نظمت مصر مؤتمر نسائي عربي بالقاهرة عام 1944.
واستضافت مصر أول مؤتمر عربي في أنشاص في مايو 1946، كرد فعل على توصيات اللجنة «الأنجلو-أمريكية» التي أوصت بدخول 100 ألف من اليهود الفارين من الاضطهاد النازي إلى فلسطين، وخلال حرب عام 1948، لعبت مصر دورًا محوريًا على مدار 8 أشهر.
استراتيجية شاملة لإحداث اختراق جديد في سُبل حل القضية الفلسطينيةوسلكت مصر استراتيجية شاملة لإحداث اختراق جديد في سُبل حل القضية الفلسطينية، كان من بينها الأدوات الدبلوماسية التي تمثلت في التنسيق مع الأطراف الإقليمية والدولية المعينة بالقضية، والتحرك الإقليمي كمدخل للتحرك الدولي، وشملت الاجتماعات العربية مثل قمم مصر والأردن، واستضافة القمم الثلاثية بين مصر والأردن وفلسطين، وتدشين آلية التعاون الثلاثي بين مصر والأردن والعراق، ومُناقشة القضية في كل المحافل الدولية مثل اللجنة الرباعية الدولية «مصر، الأردن، ألمانيا، فرنسا»، من أجل تضافر الجهود ودعم كل جهود التهدئة لحلحلة القضية ودفع عملية السلام، وإنهاء الانقسام الفلسطيني، وتجاوز تحديات استئناف المفاوضات.
ضمان إقامة دولة فلسطينية مُستقلةوسعت مصر إلى ضمان إقامة دولة فلسطينية مُستقلة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، تكفل للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، وتوفير المناخ الملائم والأمن والسلام للتعايش جنبًا إلى جنب مع دولة إسرائيل، وبرزت مؤشرات هذا المسار في المواقف المصرية المعلنة لمبادرات السلام خلال الفترة الأخيرة، ومنها صفقة «القرن» لعام 2020.
كما عملت مصر على بناء أسس الثقة بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية، وتكثيف المساعي المصرية بشأن توحيد الرؤى الفلسطينية باعتباره السبيل الوحيد لإيجاد حل دائم للقضية الفلسطينية، وظهرت نتائج الجهود المصرية في هذا المسار برعاية اتفاق المصالحة الفلسطينية عام 2017، بين حركتي فتح وحماس، واستضافة اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في مدينة العلمين يوليو 2023.
كما تابعت مصر ديمومة انعقاد الاجتماعات بين الطرفين، للتوصل إلى التفاهمات الثنائية بشأن إجراء الانتخابات الفلسطينية، وضمان الحفاظ على كيان شرعي موحد للشعب الفلسطيني يتمثل في منظمة التحرير الفلسطينية.
أنماط متعددة للمساعدات المصريةوتعددت أنماط المساعدات المصرية المقدمة لفلسطين خلال الأزمات المختلفة، سواء بفتح معبر رفح لتقديم المساعدات الغذائية والطبية، واستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين، أو إرسال قوافل الإغاثة والدعم الدوائي.
وحرصت مصر على إيقاف جولات التصعيد المتكررة على قطاع غزة من الجانب الإسرائيلي، حيث استطاعت إيقاف جولة التصعيد الأعنف في مايو 2021، من خلال التحرك في عددٍ من المسارات المختلفة، وطرح المبادرة المصرية لإعادة إعمار غزة بمبلغ قدره 500 مليون دولار، في إطار الدعم المباشر للأمن والاستقرار، وتخفيف معاناة الفلسطينيين في القطاع، وتقوية السلطة الفلسطينية، وتحييد عزل غزة من خلال مشاركة الشركات المصرية العاملة في مجالات البنية التحية، وتأسيس لجنة وطنية مصرية للإشراف على عملية إعادة الإعمار، والتنسيق المصري مع الأطراف المعنية، ودمج الشركات الفلسطينية، وجاءت هذه المبادرة لدعم جهود مصر الدبلوماسية والسياسية على الصعيد الدولي لإيقاف حالة الحرب.
وتبذل مصر جهودًا دبلوماسية حثيثة لتجنب الارتدادات الخطرة للتصعيد الحالي، والمواجهات المفتوحة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، في ظل الدور المحوري لمصر في القضية الفلسطينية، وإمساك القاهرة بكل جوانبها، باعتبارها الضامن والمساند لفلسطين عبر التاريخ حتى هذه اللحظة الراهنة، وأهمية التأكيد على حل السلام العادل القائم على الشرعية الدولية، من أجل دعم وتحقيق استقرار الأمن القومي العربي ككل.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مصر فلسطين القضية الفلسطينية غزة مصر وفلسطين الدعم المصري القضیة الفلسطینیة جهود ا
إقرأ أيضاً:
شهادتي للتاريخ وإطلالة على المستقبل: التفاهم التاريخي مع القوات المسلحة (٤)
د. عمرو محمد عباس محجوب
نؤمن ايمانا جازما ان الفشل في تأسيس الدولة الوطنية السودانية المدنية والذي لم يحدث منذ فجر الاستقلال الي يومنا هذا السبب الرئيسي في الفشل الذي حاق بهذا الوطن واقعده. صنعت ثورة ديسمبر واقعا جديدا و ظروف مواتية بضرورة اعادة تأسيس الدولة الوطنية علي اساس الديمقراطية والمدنية و ضرورة ابتعاد القوات المسلحة عن السياسة وادارة شئون الدولة لكسر الحلقه الشريرة.
المدخل لحل القضية الشائكة هو "تفاهم تاريخي" بين الشعب السوداني بكل مكوناته من جهة والاجهزة الامنية خاصة القوات المسلحة من جهة اخرى للوصول لتفاهم تاريخي. هذا التفاهم التاريخي هو محصلة تضحيات الشعب السوداني ودماء شهدائه مابعد الاستقلال ومعاناة شعبه والاثمان الغالية التي دفعوها من اجل حلمهم بوطن افضل لهم. وسوف يتم القبول بالدخول في عملية العدالة الانتقالية وتوفر قبول شعبي لها وضمان التأييد من قطاعاته المتضررة من اسر الضحايا والشهداء والجرحى والمفقودين وسائر الشعب.
تشمل الحزمة عودة القوات المسلحة والاجهزة الامنية الاخرى والشرطة كقوات محترفة ومهنية تلتزم بواجباتها المنصوص عليها في الدستور كحامية للوطن والدفاع عن ترابه وحماية الدستور. يستلزم هذا مراجعة بنيتها من تراتبية وقوانين ولوائح واعادة هيكلتها لتتحول لقوات محترفة وتحديثها لقوات متطورة تكنلوجياً وفعالة وذات كفاءة.
الاطار العام لمعالجة القضية بالاستناد على تراث سوداني مترسخ وتراث عالمي لحل هذه المشكلات بعيدا عن العنف والانتهاكات عن طريق العدالة الانتقالية. وتشمل اعترافات الجلادين لضحاياهم و روايات الضحايا في جلسات استماع علانيه، الاعتذار و طلب الصفح ، اشراك النساء بدأ من التمثيل في كافة اللجان بشكل متساو وفي كافة لجان الاستماع وضحايا تحملن العبء الاكبر من كل اشكال الاضطهاد والقمع. واعتماد حزم الانصاف كنظام متكامل لمعالجه الانتهاكات جسديا و سيكولوجيا و ماديا و معنويا باشكالها المتنوعه من جبر الضرر واحياء ذكري الضحايا و تكريمهم و بالتشاور معهم ، و ذلك باقامة التماثيل والنصب التذكارية والمتاحف ، لان المطلوب ليس النسيان ولكن التعافي وابراء الجراح عبر الصفح والعفو .
عمرو عباس
Dr. Amr M A Mahgoub
omem99@gmail.com
whatsapp: +249911777842