صحيفة التغيير السودانية:
2025-01-17@19:57:02 GMT

على أعتاب عصر ملوك الطوائف

تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT

على أعتاب عصر ملوك الطوائف

على أعتاب عصر ملوك الطوائف

بابكر فيصل

عقب إعلان الوزير أبو الحزم بن جهور سقوط الدولة الأموية في الأندلس، قُسِّمت الدولة إلى أكثر من عشرين دويلة صغيرة تحت حكم “ملوك الطوائف” الذين تميزت فترة سيطرتهم على الحكم بعدم الاستقرار والنزاع والصراع المستمر واستعان بعضهم على البعض الآخر بالفرنجة إلى أن ذهبت ريحهم جميعاً!.

منذ اندلاع حرب الخامس عشر من أبريل ظللنا نقول لإن الخطر الأكبر على البلاد والعباد هو استمرار القتال وليس كما يدعي البعض هو تراجع الجيش، ذلك لأن تطاول الحرب سيؤدي لإنقسام المجتمع وفقدان القيادة والسيطرة على القوات المتحاربة وتزايد التدخل الخارجي غير الحميد فضلاً عن ظهور حركات التطرف.

ومع مرور كل يوم تتأكد صحة رؤيتنا لمآلات الحرب، حيث تحقق الانتشار الواسع لخطاب الكراهية والتعصب والتحشيد القبلي والجهوي الذي بلغ ذروته في تسليح القبائل وتجييشها وتحول صراع الجيش والدعم السريع لدى قطاعات واسعة إلى حرب بين الجهادية والجلابة في استدعاء مخل لحقب تاريخية ماضية خلفت جروح وندوب في الذاكرة الوطنية استمرت آثارها لأكثر من مائة عام.

كما أننا رأينا قيادة الدعم السريع تحذر مقاتليها من التعرض للمواطنين المدنيين وفي نفس الوقت ترتكب تلك القوات إنتهاكات واسعة في ولاية الجزيرة مما يدل على ضعف منظومة السيطرة، وفي ذات الأوان يشاهد السودانيون مليشيات الحركة الإسلامية وأبواقها الإعلامية تهدد قيادة الجيش بالاستمرار في القتال إذا قررت الأخيرة الذهاب للتفاوض.

ومن ناحية أخرى، يستمر إمداد الأطراف المتحاربة بالعتاد والسلاح حتى أن دولاً في الإقليم لم تتورع عن إقامة معسكرات تدريب وتسليح في أراضيها لمكونات قبلية من شرق السودان وقد دفعت بها مؤخراً في أتون الصراع مما يهدد بإنفجار الأوضاع في الولايات الشرقية التي تقع في منطقة متوترة ومنذرة بإندلاع نزاعات تحكمها المصالح المتشابكة والمتعارضة لعدد من الدول الإقليمية.

وقد طفت على السطح مؤخراً معلومات عن بدء ضلوع الحركات المتطرفة في غرب أفريقيا في حرب السودان، بعد حادث راح ضحيته أكثر من خمسين جندياً تشادياً واتهمت بتدبيره حركة بوكو حرام النيجيرية.

كل هذه التطورات تبين بجلاء أن رفض التفاوض والإصرار على حسم المعركة عسكرياً يشكل الخطر الأكبر على وحدة البلاد واستقرارها، ذلك لأن فوضى التسليح وصناعة المليشيات العسكرية ضربت بأطنابها، وبدلاً من الحديث عن طرفين متحاربين بات الحديث الآن عن “أطراف” متقاتلة، وغنيٌ عن القول إن هذه الأطراف مرتبطة بأجندة ومصالح خارجية متضاربة تجعل من العسير جداً الوصول لإتفاق لوقف الحرب.

إذا سارت الأمور على هذا المنوال فإن بلادنا لا شك مقبلة على فترة حكم “أمراء الحرب”، ملوك الطوائف الجدد، الذين رأيناهم قبل وقت قريب يتحكمون في أقاليم ومدن وشوارع الصومال، حينها سيعلم الغافلون من دعاة الحفاظ على الدولة أنهم أضاعوا الدولة بتنبي شعارات مضللة خاطبت عواطف البسطاء خدمة لمصالح فئة طامعة في التمسك بالسلطة بأية ثمن.

الوسومأفريقيا أمراء الحرب الدولة الأموية السودان المليشيات بابكر فيصل بوكو حرام تشاد شرق السودان ملوك الطوئف

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: أفريقيا أمراء الحرب الدولة الأموية السودان المليشيات بابكر فيصل بوكو حرام تشاد شرق السودان

إقرأ أيضاً:

اعتداءات على متاجر سودانية في جوبا ودعوات لمسيرات مناهضة لانتهاكات الجيش السوداني بحق الجنوبيين

تعود هذه الاحتجاجات إلى مقتل مواطنين جنوبيين في قرى “الكنابي” بولاية الجزيرة السودانية، بعد دخول الجيش السوداني إلى المنطقة.

جوبا: التغيير

شهدت عاصمة دولة جنوب السودان جوبا، الخميس، احتجاجات غاضبة من مواطنين جنوبيين استهدفت متاجر سودانية في مناطق طمبرة واطلع برة وأحياء أخرى وسط المدينة.

وقام المحتجون بإضرام النار في بعض المحال وتكسير أخرى، وسط أنباء عن وقوع إصابات بين السودانيين.

وفي حادث منفصل، تعرض الدبلوماسي السوداني يحيى محمد عثمان هاشم، الذي يعمل في السفارة السودانية بجوبا، لاعتداء على يد مجموعة من الجنوبيين داخل أحد فنادق العاصمة.

فيما طالب مكتب رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، على لسان السكرتير الصحفي مارتن منيال، بالتهدئة وتجنب الأعمال التي تزيد التوتر بين البلدين، كاشفًا عن اعتزامهم اتخاذ إجراءات عاجلة.

وأكد البيان الرئاسي أن جوبا اتخذت إجراءات دبلوماسية بشأن حوادث مقتل جنوبيين أبرياء بالجزيرة على أيدي الجيش السوداني، باستدعاء السفير السوداني بجوبا لمعالجة الأزمة دبلوماسيًا بما يضمن محاسبة الجناة وفق القانون الدولي.

وذكرت مصادر محلية لـ (التغيير) أن هذه الاحتجاجات تعود إلى مقتل مواطنين جنوبيين في قرى “الكنابي” بولاية الجزيرة السودانية، بعد دخول الجيش السوداني إلى المنطقة.

وتشير الاتهامات إلى تورط مجموعات تابعة للجيش السوداني في أعمال قتل بمدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، طالت مواطنين جنوبيين.

وأحتوت الشرطة في جوبا الموقف، حيث أطلقت أعيرة نارية في الهواء لتفريق المحتجين. وفي الوقت ذاته، نظّم طلاب جامعيون وقفة احتجاجية تنديدًا بالانتهاكات التي طالت مواطنين جنوبيين في ولاية الجزيرة.

وتزايدت حدة التوتر بعد تداول مقاطع فيديو خلال الأشهر الماضية تُظهر مقاتلين من جنوب السودان يقاتلون إلى جانب قوات الدعم السريع السودانية.

من جانبهم، أطلق ناشطون جنوبيون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب بإغلاق السفارة السودانية في جوبا، ودعوا لمسيرة حاشدة يوم الجمعة المقبل.

كما طالب حقوقيون بوقف التصعيد بين الطرفين واتخاذ إجراءات قانونية بحق الجيش السوداني.

الوسومآثار الحرب في السودان انتهاكات الجيش السوداني بولاية الجزيرة جنوب السودان جوبا

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يرفض العقوبات الأمريكية ضد البرهان
  • شريفة: كنا وما زلنا أول الداعين الى إلغاء الطائفية السياسية واعتماد الكفاءة
  • الجيش السوداني يستنكر قرار الخزانة الأمريكية بفرض عقوبات ضد البرهان
  • اعتداءات على متاجر سودانية في جوبا ودعوات لمسيرات مناهضة لانتهاكات الجيش السوداني بحق الجنوبيين
  • اعتداء على دبلوماسي سوداني في جوبا على خلفية انتهاكات الجيش بحق جنوبيين بولاية الجزيرة 
  • نص بيان وزارة الخزانة الاميركية بشأن فرض عقوبات على قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان
  • رويترز: الولايات المتحدة ستفرض عقوبات على قائد الجيش السوداني
  • السودان.. إعدامات ميدانية في ود مدني وأصابع الاتهام نحو الجيش
  • جرائم الجيش والمليشيات الموالية له في مدني
  • «توم بريللو»: الجيش السوداني يتحمل انتهاكات ودمدني رغم ادانته لها