يمانيون – متابعات
منذ الوهلة الأولى لمشاركته في ملحمة طوفان الأقصى، قلب اليمن طاولة الحرب والمخططات الأمريكية الإسرائيلية رأساً على عقب، بعد أن نجح في تغيير المعادلة العسكرية الإقليمية لصالح بندقية المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، ورجّح كفة وميزان دول وقوى محور المقاومة في مواجهتها المفتوحة مع محور الشر الصهيوني الغربي، وذلك عقب تمكنه من فرض حصاراً بحرياً شبه كاملاً على الملاحة الإسرائيلية والقوى الداعمة للكيان المجرم وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا.

وبمسيرة عملياتية نوعية وخمس مراحل عسكرية تصعيدية، بدأت من قيام المسيّرات اليمنية بقصف مدينة أم الرشراش المحتلة “إيلات” رداً على مجزرة الاحتلال في مستشفى المعمداني في 17 أكتوبر 2023، ومن ثم الاستيلاء المباشر على سفينة “جلاكسي ليدر” الإسرائيلية من عمق البحر وجرها إلى السواحل اليمنية، ليبدأ مسلسل الحصار اليمني على الملاحة الإسرائيلية في ثلاث بحار ومحيط على حدود ثلاث قارات بدءاً من البحرين الأحمر والعربي غرب آسیا إلى المحيط الهندي ورأس الرجاء الصالح في أقصى أفريقيا وإلى البحر المتوسط جنوب أوروبا، انتهى بإغلاق ميناء إيلات بشكل كامل، قبل أن تنتقل القوات المسلحة اليمنية إلى تكثيف وتوسيع الضربات العسكرية في العمق الصهيوني والوصول إلى قلب “تل أبيب”، وذلك استجابةً لتطورات العدوان على غزة ومسار التصعيد على مستوى المنطقة.

وتلك مسارات مختلفة ومغايرة واستراتيجية، أتقن اليمن بفضل الله تعالى ورجاله المؤمنين المخلصين، من خلالها في إدارة شكل الصراع وتفاصيل المعركة التي يخوضها تحت راية طوفان الأقصى، على نحو فعّال وغير مسبوق؛ ما منح اليمن دوراً كبيراً في هذه المعركة كجبهة مؤثرة في عمليات الدعم والإسناد لغزة وعموم جبهات المقاومة، وهو ما يمكن ملاحظته من خلال مراحله التصعيدية السابقة، حيث باشرت القوات المسلحة اليمنية أولاً باستهداف الاقتصاد الإسرائيلي من خلال فرض الحصار البحري على موانئ الاحتلال، قبل أن تتجه مؤخراً إلى فرض الحصار الجوي على سماء الأراضي الفلسطينية المحتلة، ودك الأهداف العسكرية للكيان.

وبفضل الله تعالى وعونه ونصره وتأييده، حققت الجبهة اليمنية المساندة لغزة طوال عام من العمليات العسكرية المستمرة بمختلف مساراتها ومراحلها التصعيدية وميادينها البحرية والجوية؛ إنجازات كبيرة ومتنوعة على كافة الأصعدة العسكرية والأمنية والاقتصادية والاستراتيجية، والتي صبت أولاً في صالح الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في قطاع غزة، وفي صالح دول وقوى وشعوب محور المقاومة بشكل عام، وهي إنجازات نوعية تجسدت من خلال حجم التأثيرات البالغة لهذه الجبهة على الداخل الإسرائيلي من جهة، وعلى النفوذ الأمريكي الغربي على مستوى المنطقة من جهة أخرى.

وفيما يلي، نحاول أن نستعرض أبرز هذه التأثيرات التي شكلتها الجبهة اليمنية المساندة لغزة، إضافة إلى أهم المكتسبات الرئيسية التي حققتها وباتت في جعبة اليمن وفلسطين، وجميع قوى ودول محور المقاومة وشعوب الأمة العربية والإسلامية، من جراء المشاركة العسكرية اليمنية في ملحمة طوفان الأقصى :

■ أولاً، ضرب مقدرات الاقتصاد الإسرائيلي

تمكن الحصار اليمني المفروض بالنار والحديد على الملاحة الإسرائيلية منذ قرابة عام، من إلحاق أضرار كبيرة وبالغة في اقتصاد الكيان الصهيوني، خاصةً بعد نجاح الحصار في إغلاق ميناء “إيلات”، والذي يعد أهم شرايين التجارة الحيوية للاحتلال، فقد أدى الحصار إلى عرقلة خطوط الإمداد الداعمة لاستمرار حرب الإبادة الجماعية التي يشنّها الكيان الصهيوني، وذلك بعد تأخُر وصول الشحنات سواء الغذائية أو العسكرية إلى الكيان، وارتفاع أسعار الشحن والنقل إلى عشرات الأضعاف، إضافة إلى تعطيل حركة التصدير من الداخل الإسرائيلي؛ ما تسبب بشلل شبه تام في السوق الإسرائيلية وفجّر أزمات اقتصادية ومعيشية خانقة داخل المجتمع الصهيوني ومؤسساته السياسية والعسكرية والأمنية.

ووفقاً للإحصائيات الرسمية، فقد تمكنت القوات المسلحة اليمنية منذ مشاركتها في معركة طوفان الأقصى دعماً لغزة في منتصف أكتوبر 2023 وحتى مطلع أكتوبر 2024، من اصطياد وإغراق نحو 199 سفينة إسرائيلية ومرتبطة بالاحتلال، بينها أمريكية وبريطانية وفرنسية، وذلك في عدة بحار ومحيطات أبرزها البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي؛ وهو رقم غير مسبوق في تاريخ الحروب والمعارك البحرية على الإطلاق، ناهيك عن عشرات العمليات العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية في العمق الإسرائيلي واستهدفت أهداف حيوية للاحتلال، الأمر الذي يجعل الجبهة اليمنية المساندة لغزة، من أكثر الجبهات فتكاً وتأثيراً على الاقتصاد الإسرائيلي.

وقد تضررت معظم القطاعات الحيوية والمؤسسات الاقتصادية في الكيان الصهيوني، لأضرار بالغة جراء الحصار اليمني، ومن بينها الموانئ البحرية والنفط والبورصة، كما ساهمت في ارتفاع معدلات الانفاق الحكومي.. ويمكن تحديد حجم ونوع هذه الأضرار من خلال النقاط التالية :

1_ قطاع التجارة البحرية والموانئ

أدى الحصار اليمني إلى إغلاق ميناء “إيلات” بشكل كامل، وتعطيل التجارة الإسرائيلية القادمة من البحر الأحمر كلياً، فأسهم ذلك في رفع تكاليف الشحن مع استخدام طرق بديلة أطول، وهو ما أقرت به الأوساط الإسرائيلية الرسمية، وما صرح به أيضاً الرئيس التنفيذي لميناء إيلات “غدعون غولبر” الذي أكد على لسانه في لقاء تلفزيوني مع إحدى القنوات الإسرائيلية، أن العمل في ميناء إيلات توقف كلياً لعجز السفن عن الوصول إلى الميناء بسبب الهجمات اليمنية في البحر الأحمر، وأنه تم تسريح العمال بعد عجز إدارة الميناء عن دفع مرتباتهم، مشيراً إلى أن حجم خسائر الميناء بلغ 50 مليون شيكل (14 مليون دولار)، وهي قابلة للزيادة إذا استمر الحصار.

وبعد إغلاق ميناء إيلات، انتقلت القوات المسلحة اليمنية لحصار كافة الموانئ الإسرائيلية، واستهداف كل سفن الشركات المتعاونة مع موانئ الاحتلال في أي مكان كانت، الأمر الذي أدى إلى خسائر باهظة في موانئ الاحتلال الواقعة على البحر الأبيض المتوسط، وعلى رأسها ميناء أسدود الذي فقد أكثر من 63 % من أرباحه بعد انخفاض حركة الملاحة من وإلى الميناء خوفاً من الاستهداف اليمني.

2_ لقد ساهم الحصار اليمني المفروض على الملاحة الإسرائيلية، في استهداف قطاع الاستثمار في الداخل الإسرائيلي، وذلك نتيجة تأخر وصول البضائع وارتفاع أسعار الشحن والنقل بشكل كبير، ما أثر على القدرة الشرائية، خاصةً مع انهيار الوضع الأمني جراء الحرب المستمرة في غزة وتهديدات الجبهة اللبنانية، الأمر الذي تسبب بشكل مباشر في إغلاق نحو 46 ألف شركة إسرائيلية أغلقت أبوابها منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر الماضي، مع توقعات بارتفاع العدد إلى 60 ألف شركة بحلول نهاية العام الجاري.

ووفقاً للإعلام الإسرائيلي، فإن قطاع الشركات الناشئة في الداخل الإسرائيلي، يعد القطاع الثاني الذي تضرر من تداعيات الحرب القائمة بعد هروب ما يعادل 44% من إجمالي الشركات الناشئة من الكيان الصهيوني.

3 _ التأثير على الهجرة العكسية للمستوطنين من الكيان الصهيوني لا شك أن الأزمة الاقتصادية التي خلفها الحصار اليمني في الداخل الإسرائيلي، إلى جانب تداعيات حرب غزة، وتأثيرات جبهة لبنان على نزوح المستوطنين من المناطق الشمالية لفلسطين المحتلة؛ تربك حسابات الاحتلال الإسرائيلي وجميع داعمي استمرار العدوان على غزة، وتشكل ضغطاً كبيراً على حكومة الاحتلال، خاصةً في ظل تصاعد حالة الغليان والسخط أوساط المستوطنين، جراء الأزمات والتحديات الاقتصادية والأمنية التي يعيشونها، وبدء انتشار حالة فقدان الثقة بحكومة الاحتلال، وبدولة “إسرائيل” بشكل عام.

وهذا ما يمكن ملاحظته، من خلال تزايد نسبة الهجرة العكسية للمستوطنين من الكيان، في المقابل انخفاض كبير في نسبة المهاجرين إلى “إسرائيل”، وذلك خلال الأشهر الماضية التي لحقت بطوفان الأقصى وتداعياتها الإقليمية المصاحبة لها من خلال تأثيرات جبهات الدعم والإسناد وعلى رأسها اليمن ولبنان والعراق.

ووفقاً لتقرير نشرته مجلة “زمان الإسرائيلية” مطلع العام الجاري، استناداً لمعلومات صادرة عن هيئة السكان والهجرة في حكومة الاحتلال، فإن “470 ألف إسرائيلي هاجروا بعد انطلاق عملية طوفان الأقصى، وليس معلوما ما إذا كانوا سيعودون إلى البلاد أم لا، علما بأن هذه الأرقام لم تشمل آلاف العمال الأجانب والدبلوماسيين الذين غادروا البلاد منذ اندلاع الحرب”.

من جانبها، كشفت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن نصف مليون مستوطن إسرائيلي غادروا بالفعل دولة الاحتلال، ولم يعودوا في الأشهر الستة الأولى من الحرب، ولا يُعلم ما إذا ما كان ذلك قرارا مؤقتا أم أنه سيتحول إلى هجرة دائمة.

كما كشفت الأرقام التي ينشرها الإعلام الصهيوني والغربي، أن عدد المهاجرين اليهود إلى الكيان قد انخفض مع الشهر الأول بعد أكتوبر 2023، بنسبة 50% مقارنة ببداية العام، ثم انخفض العدد بنسبة 70% في نوفمبر 2023.

■ ثانياً، تداعيات العمليات اليمنية على اقتصاد القوى الغربية الداعمة لاستمرار العدوان الصهيوني على غزة

لم تقتصر تأثيرات الحصار البحري اليمني على الاقتصاد الإسرائيلي فقط، بل وصلت هذه التأثيرات بشكل مباشر إلى عمق اقتصادات كبرى الدول الغربية الداعمة للكيان الصهيوني، وهذا حدث نتيجة لسببين رئيسيين، هما :

• السبب الأول يتعلق بتأثير الحصار اليمني على الشركات الأوروبية والأمريكية المرتبطة بموانئ الاحتلال، وعلى رأسها كبرى شركات الشحن الأجنبية التي فقدت العميل الإسرائيلي بعد امتناعها عن تحميل بضائعه من وإلى موانئ الاحتلال، وذلك خوفاً من الاستهداف اليمني.

• السبب الثاني، توسيع اليمن حصاره على الملاحة الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب والمحيط الهندي، ليشمل الملاحة الأمريكية والبريطانية وبعض الدول الأوروبية، وذلك بعد انخراطها في التحالف الأمريكي الذي يشن عدواناً عسكرياً على اليمن منذ يناير 2024، رداً على العمليات العسكرية اليمنية المساندة لغزة.

وتكشف التقارير الصادرة من بعض سلطات الدول الغربية، عن حجم تأثيرات الحصار اليمني على اقتصاد هذه الدول، وعلى رأسها بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية.

ووفقاً لدراسة نشرتها صحيفة “الغارديان” البريطانية، نقلاً عن دراسة استقصائية أجرتها غرف التجارة البريطانية (BCC) في فبراير الماضي، فإن “أكثر من (53٪) من المصنعين وتجار التجزئة في بريطانيا قد تأثروا بأزمة البحر الأحمر، فيما ارتفعت أسعار استئجار الحاويات بنسبة 300%، وإضافة أربعة أسابيع إلى مواعيد التسليم”.

ويتداعى الاقتصاد البريطاني بشكل شبه يومي بعد قرار المملكة المتحدة مشاركتها في التحالف الأمريكي للعدوان على اليمن، ومثله اقتصاد الولايات المتحدة وفرنسا واليونان وغيرها من الدول سواء المشاركة في الحرب على اليمن أو المرتبطة بموانئ الاحتلال.

■ ثالثاً، تطوير القدرات العسكرية اليمنية والإطاحة بقوة الردع الأمريكية والإسرائيلية

لقد نجحت القوات المسلحة اليمنية من خلال عملياتها العسكرية المساندة لغزة، من إسقاط نظرية قوة الردع الأمريكية والإسرائيلية معاً، وذلك بعد تمكن الصواريخ والمسيّرات اليمنية من تجاوز الدفاعات الأمريكية والإسرائيلية أكثر من مرة والوصول إلى قلب الكيان الصهيوني، إضافة إلى نجاح التكتيكات العسكرية اليمنية خلال المعركة البحرية مع الأساطيل الأمريكية والأوروبية، من إفراغ قدرات هذه الأساطيل وإخراجها خارج دائرة المواجهة، كما حدث مع حاملات الطائرات الأمريكية وبوارجها الحربية التي فشلت في التصدي للعمليات اليمنية قبل أن تتحول إلى أهداف مباشرة للقوات اليمنية والتي أجبرتها على مغادرة مسرح العمليات الواحدة تلو الأخرى.

ولعل هذا ما دفع نائب قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، وقائد الأسطول الأمريكي الخامس، براد كوبر، للقول بأن المواجهة مع القوات المسلحة اليمنية هي أكبر معركة بحرية تخوضها الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية.

يذكر أن موقع “اكسيوس” الأمريكي، قد نشر بتاريخ 29 أغسطس 2014، صوراً التقطت بواسطة الأقمار الصناعية، وتظهر خلو البحر الأحمر من أي سفينة حربية أمريكية، وذلك للمرة الأولى منذ عقود، حيث يكشف ذلك حجم مخاوف القوات الأمريكية من تعرض قطعها الحربية لضربات يمنية، في ظل فشل أمريكي بالتعامل عسكرياً مع هذه الضربات.

إلى ذلك، فإن الصدق والإخلاص الذي جسده اليمن شعباً وقيادةً وجيشاً في مساندة الشعب الفلسطيني المظلوم ومقاومته الباسلة في قطاع غزة، والانتصار للقضية الأولى للأمة العربية والإسلامية؛ فتح الأفق أمام السواعد والأدمغة اليمنية لتطوير الأسلحة والقدرات الصاروخية للجيش اليمني، حتى تمكنت من الوصول إلى تقنيات حربية متقدمة وتصنيع أسلحة ردع استراتيجية كما حدث مع مسيّرة “يافا” التي دكت عمق الكيان الصهيوني في “تل أبيب”، خط الدفاع الأول والمتقدم للاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب صاروخ الفرط صوتي “فلسطين 2″ الذي يواصل ضرب الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد تجاوزه الدفاعات الأمريكية والأوروبية والإسرائيلية على حد سواء.

إضافة إلى ذلك، فقد نجحت القوات المسلحة اليمنية في نسف التفوق الجوي للقوات الأمريكية، وذلك عقب الإسقاط المتكرر لطائرات MQ-9 في سماء اليمن، والتي تُعد أحدث المسيّرات التجسسية المقاتلة في العالم، وتصل قيمة الواحدة منها إلى نحو 30 مليون دولار أمريكي، حيث تمكنت القوات اليمنية من إسقاط نحو 11 طائرة أمريكية من هذا النوع منذ مشاركتها في معركة طوفان الأقصى، وهي أكبر خسارة يتعرض لها سلاح الجو الأمريكي على مر التاريخ، الأمر الذي يؤكد التطور الهائل في الدفاعات الجوية اليمنية.

بالتالي، إن امتلاك اليمن تقنيات حربية وعسكرية متطورة دفاعية وهجومية كهذه، خاصةً بعد أن بات أول دول تسقط هذه الكم الهائل من الطائرات الأمريكية في معركة واحدة، كما بات أيضاً أول دولة عربية تمتلك وتصنع صواريخ الفرط صوتية، ومن ضمن 5 دول فقط حول العالم لديها هذه الأسلحة الاستراتيجية؛ يضع اليمن في مصاف القوى الكبرى في المنطقة والإقليم والعالم، ما يساعده في تفكيك كل المعادلات العسكرية والأمنية والاقتصادية للقوى الغربية المناهضة لدول وقوى وشعوب محور المقاومة، ولعل هذا ما يفسر الجنون الأمريكي البريطاني والإسرائيلي على مستوى المنطقة بعد فشل المنظومات الدفاعية والهجومية للقوات الأمريكية وحلفائها في وقف العمليات العسكرية اليمنية المساندة لغزة أو تحييد جبهة اليمن، والتي لم تتوقف، وتتصاعد بوتيرة عالية كلما تصاعدت التطورات في غزة وجبهات الدعم والإسناد.

■ رابعاً، انعاكسات إنجازات الجبهة اليمنية على مستقبل المشاريع الصهيونية والنفوذ الأمريكي في المنطقة

لا شك أن الإنجازات العظيمة التي حققتها السواعد والعقول اليمنية خلال مشاركتها في معركة طوفان الأقصى، والوصول إلى امتلاك أسلحة نوعية واستراتيجية في خضم الحرب؛ سيكون لها تأثيرات عميقة في فرملة المشاريع الصهيونية التوسعية على مستوى المنطقة، فوجود قوة جديدة فاعلة في إطار محور المقاومة يعظم من قوة الردع الاستراتيجي للمحور في مواجهة هذه المشاريع، وهو ما قد تجسد فعلاً اليوم في الميدان من خلال نجاح التدخل اليمني العسكري المباشر لمناصرة غزة، وما أعقبه من معادلات ردع استراتيجية كنتاج مباشر عن هذا التدخل، والتي عصفت بقواعد الاشتباك وغيّرت توازنات القوى برمتها على امتداد الخارطة العربية والإسلامية والإقليمية، وهي معادلات تُشكل في أساسها حائط صدّ أمام المشاريع والأطماع التوسعية التخريبية للاحتلال وعلى رأسها، مشروع التطبيع ومشروع الحلف الأمريكي الجديد في المنطقة.

ببساطة متناهية، فإن نسف اليمن لقواعد الردع العسكرية والأمنية التي كانت تتكئ عليها الولايات المتحدة الأمريكية و”إسرائيل” لفرض أشكال الهيمنة والوصاية على المنطقة؛ ينسف مشروع التطبيع الذي أعدّه الأمريكي لضمان توغل الكيان على مستوى المنطقة باعتباره يملك أسبقية الردع لحماية أنظمة التطبيع، وهو الأمر نفسه الذي حدث مع الحلف الأمريكي الجديد “ناتو عربي “، والذي كان الأمريكي يعُدّه أيضاً لإدراج الكيان الصهيوني على رأس هذا الحلف لإعادة تشكيل المنطقة وفق المصالح الأمريكية والأهواء الإسرائيلية، لكن هذه المشاريع والأحلاف قضت عليها طوفان الأقصى منذ وهلتها الأولى في 7 أكتوبر، وأكدتها لاحقاً التطورات الإقليمية المصاحبة لها وتداعيات جبهات الدعم والإسناد وعلى رأسها الجبهة اليمنية.. فمن هي الدول أو الأنظمة الحمقاء التي قد تنخرط في مسار التطبيع مع كيان هش غير قادر على حماية نفسه، أو الدخول في حلف لا يستطيع قادته حماية أنفسهم؟!.

علاوة على ذلك، فإن هزيمة الولايات المتحدة الأمريكية في المعركة البحرية أمام القوات المسلحة اليمنية، التي نجحت في تجسيد مبدأ “وحدة الساحات” بين دول وقوى محور المقاومة، على أكمل وجه؛ سيكون لها تداعيات وانعكاسات واسعة وبالغة على مستقبل النفوذ الأمريكي الغربي في المنطقة؛ وهذا يعود إلى تهتك أسلحة الردع الأمريكية البحرية والجوية وكل وسائلها الدفاعية والهجومية الواحدة تلو الأخرى أمام الضربات العسكرية اليمنية التي فضحت هشاشة “سيدة البحار” وعرت قدرتها على الحفاظ على هيمنتها ووصايتها في أهم مناطق العالم حيوية، خاصةً بعد إحكام القوات المسلحة اليمنية سيطرتها على أبرز وأهم الممرات البحرية في العالم، وعلى رأسها مضيق باب المندب والمحيط الهندي والبحرين الأحمر والعربي، في ظل انسحابات واسعة للقطع البحرية الأمريكية من هذه الممرات بشكل غير مسبوق؛ ما يعني أن أي اتفاقات دولية قد تطرأ مستقبلاً بشأن طرق الملاحة الدولية في مضيق باب المندب والبحرين الأحمر والعربي، سيكون لليمن الأولوية والكلمة الأولى والأفضلية لفرض شروطه على هذه الاتفاقات وفقاً لمصالحه الوطنية.

■ خامساً، تأثيرات الموقف اليمني على مستقبل النظام العالمي الحالي “نظام القطب الواحد”

لا شك أن تأثيرات المشاركة العسكرية لليمن في ملحمة طوفان الأقصى، قد ساهمت بوضوح في تراجع الهيمنة الأمريكية الغربية في المنطقة العربية، وهي واحدة من أهم المناطق الحيوية التي يتحقق بها موازين القوى الدولية، ما قد يُنذر بسقوط مرتقب للنظام العالمي الحالي، نظام القطب الواحد الأمريكي، ويعزز إمكانية تغيير النظام العالمي برمته في المستقبل القريب.

فالأساطيل الأمريكية التي تضم حاملات الطائرات وعشرات البوارج والمدمرات الحربية، والتي فشلت اليوم في وقف العمليات العسكرية اليمنية البحرية والجوية، على مدى عام كامل؛ بالتأكيد لن تكون قادرة على حسم أي مواجهة مستقبلية سواءً مع اليمن أو أي جبهة أخرى في المنطقة، ناهيك عن مقارعة النفوذ الروسي الصيني الذي بدأ يتوسع على حساب المصالح الأمريكية والأوروبية في المنطقة والإقليم والعالم.

واستناداً لكل ما سبق، يمكن التأكيد بأن التدخل اليمني المؤثر والفعّال في مساندة غزة وأخيراً لبنان، إلى جانب جبهات الدعم والإسناد في محور المقاومة؛ سيشكل بفضل الله تعالى، أحد عوامل الضغط الرئيسية التي ستُجّبر الكيان الصهيوني والقوى الداعمة له على التراجع وإيقاف العدوان على غزة ولبنان، والقبول بشروط المقاومة بمختلف جبهاتها ومحاورها، كما سيكون لليمن المقاوم دوراً بارزاً في تقرير مصير النظام العالمي، وإعادة رسم الخارطة الدولية وفق عالم متعدد الأقطاب بعيداً عن الوصاية الأمريكية، والذي بدأ يتشكل في الأفق، وتحديداً منذ زلزال طوفان الأقصى في 7 أكتوبر.

————————————
حلمي الكمالي

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأمریکیة على الملاحة الإسرائیلیة القوات المسلحة الیمنیة الیمنیة المساندة لغزة الاقتصاد الإسرائیلی العسکریة والأمنیة الداخل الإسرائیلی العملیات العسکریة على مستوى المنطقة العسکریة الیمنیة الکیان الصهیونی الأحمر والعربی موانئ الاحتلال الجبهة الیمنیة محور المقاومة الحصار الیمنی البحر الأحمر طوفان الأقصى مشارکتها فی میناء إیلات إغلاق میناء الأمر الذی الیمنیة من الیمنیة فی فی المنطقة الیمنی على وعلى رأسها إضافة إلى فی معرکة على غزة من خلال

إقرأ أيضاً:

وسائل اعلام صهيونية: العمليات اليمنية تضاعف أزمة النقل الجوي في “اسرائيل”

نوح جلاس بالتزامن مع استمرارِ العمليات اليمنية البحرية والتي أفضت إلى فرض حصار بحري شديد على العدوّ الإسرائيلي عطّل معظم قطاعاته الحيوية والاقتصادية، يواصل اليمن تشديد قبضة الخناق الجوي على الكيان الصهيوني، من خلال العمليات الجوية والصاروخية التي تطال مختلف مدن فلسطين المحتلّة،

ومن بينها مدينة يافا التي تمثّل قلبَ الاحتلال العدوّ الإسرائيلي الذي يتخذها عاصمةً لاستعماره ويسميها “تل أبيب”، غير أنه لم يعد يفاخر بها كقلعة اقتصادية وسياحية كبرى، بعد أن حوّلها اليمن إلى مدينة أشباح تعج بأصوات الصافرات طوال اليوم ارتقابًا للانفجارات الحتمية، ومن جانب آخر فقد حوّلتها العمليات اليمنية إلى مدينة طاردة للسياحة والاستثمار، وفوق ذلك باتت حتى مدينة طاردة للطائرات، ليجد العدوّ الصهيوني نفسَه مكبلًا بين عدة سياجات وأشكال متعددة من الحصار، وكل ذلك بفضل جبهة الإسناد اليمنية التي تزيد الضغوط على العدوّ وتبقي كُـلّ التهديدات فوق كاهله لتجبره على التخلي عن إجرامه.

ومع المعاناة الاقتصادية التي يكابدها العدوّ الإسرائيلي جراء الحصار البحري اليمني، فَــإنَّه يواجه يوميًّا مخاطر الحصار الجوي، جراء تزايد أعداد شركات الطيران الدولية المتوقفة عن التعامل مع مطارات فلسطين المحتلّة؛ بسَببِ مخاوفها الكبيرة من العمليات اليمنية، خُصُوصًا العمليات التي تطال “تل أبيب”، وقد تمرس اليمن على ضرب هذه المدينة المحتلّة بشكل يومي ومتكرّر، وكان على رأس الأهداف خلال الفترات الماضية “مطار بن غوريون”، الذي تعرض لعدة ضربات صاروخية وجوية من اليمن في إطار المعادلة اليمنية الندية الجديدة “المطار بالمطار والميناء بالميناء والكهرباء بالكهرباء”، وكل ذلك سببه العربدة الصهيونية التي جلبت للعدو الويل والحصار والخوف والهلع والانهيار الاقتصادي.

حصار جوي يمني.. العدوّ يعترف:

الإعلام الصهيوني أقر بتصاعد أزمة النقل الجوي بشكل غير مسبوق؛ بسَببِ تصاعد التهديدات التي تطال “تل أبيب”، في إشارة إلى العمليات الجوية والصاروخية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية ضمن المرحلة الخامسة من التصعيد ضد العدوّ الصهيوني، والإسناد للشعب الفلسطيني ومقاومته.

وقد سَمَّت صحيفة “غلوس” الصهيونية أبرز الأسباب التي أمرضت قطاع الطيران في فلسطين المحتلّة، وقالت: إن “الوضع الأمني الحالي، بما في ذلك الضربات الصاروخية والجوية القادمة من اليمن، يمثل تحديًا كَبيرًا لشركات الطيران”، في تأكيد على أن العمليات اليمنية وهي تنشر الذعر والخوف والضغوط في عموم مدينة يافا المحتلّة، إلا أنها تفرض حصارًا جويًّا يفاقم الأزمات التي يواجهها العدوّ الصهيوني.

وأوضحت “غلوبس” أن العديد من شركات الطيران الدولية اضطرت لإلغاء رحلاتها من مطار بن غوريون؛ بسَببِ الضربات الصاروخية التي طالته في الآونة الأخيرة، مشيرةً إلى أن تلك الضربات زادت من أعداد الشركات الجوية الدولية العازفة عن التعامل مع مطارات فلسطين المحتلّة.

وبينت الصحيفة الصهيونية أنه في آخر عملية يمنية اضطرت رحلة تابعة للخطوط الجوية اليونانية “إيجيان” للتوقف في “لارنكا”؛ بسَببِ دوي الإنذارات في جميع أماكن مطار “بن غوريون” في “تل أبيب”.

ولفتت الصحيفة إلى أن عدد شركات الطيران الدولية المتعاملة مع مطار بن غوريون، تقلص من 90 شركة قبل العدوان على غزة، إلى 26 شركةً فقط؛ بسَببِ عمليات حزب الله قبل الهدنة، واستمرار العمليات اليمنية، في حين تؤكّـد هذه الأرقام أن العدوّ الصهيوني لا يكابد أزمة جوية فقط بفعل هذا الانحدار في أعداد الشركات، وإنما تؤكّـد هذه الأرقام أن خسائر العدوّ المالية تصل إلى ملايين الدولارات، فضلًا عن الآثار المترتبة على هذه الأزمة، وفي مقدمتها تضرر القطاعات الحيوية التي لجأت للنقل الجوي بعد الحصار البحري الخانق، ومنها قطاع التكنولوجيا المتقدمة، والذي يعد في طليعة المتضررين من الحصار البحري، والآن قد يكون في طليعة المتضررين من تصاعد أزمة النقل الجوي، وهو ما أكّـدته تقارير صهيونية سابقة، حَيثُ يعتمد هذا القطاع الواعد بدرجة أَسَاسية على استيراد أَسَاسيات الإنتاج عبر الجو، بعد انقطاع وتضرر سلاسل التوريد البحرية بفعل العمليات اليمنية التي تحاصر العدوّ في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي، وُصُـولًا إلى البحر الأبيض المتوسط.

العمليات اليمنية تبدد معالجات وإجراءات العدو:

وعلى الرغم من مساعي حكومة العدوّ الحثيثة لتثبيت ضمانات وتعويضات لشركات الطيران الدولية، وتعويضات للمسافرين بغرض التخفيف من حدة أزمة النقل الجوي، إلا أن العمليات اليمنية اليومية إلى مدينة يافا “تل أبيب”، أفشلت كُـلّ مساعي وإجراءات العدوّ، وهو ما أكّـدته “غلوبس” بقولها: “رغم مساعي تعديل قانون خدمات الطيران في “إسرائيل”، الذي يهدف إلى تخفيف الأعباء المالية على شركات الطيران وتعويض المسافرين عن الرحلات المتأخرة أَو الملغاة، فَــإنَّ المخاوف الأمنية لا تزال العامل الأبرز الذي يعيق عودة شركات الطيران الأجنبية”، وهنا تأكيد على أن اليمن ثبّت كُـلّ التهديدات والمخاوف على كيان العدوّ رغم توقف الجبهة اللبنانية وخفض التصعيد من قبل الجبهة العراقية.

وأكّـدت الصحيفة الصهيونية أن العمليات اليمنية في مدينة يافا المحتلّة وعلاوةً على تسببها بأرق لملايين الغاصبين، إلا أنها جعلت المعاناة تطال كُـلّ من يطأ فلسطين المحتلّة، حَيثُ أوضحت أن استهداف “بن غوريون” وتنفير الشركات لا يجعل التكاليف المالية على محمل الشركات، بل إن المسافرين المغادرين من فلسطين المحتلّة من مختلف الجنسيات يتكبّدون تكاليفَ مضاعفة جراء إلغاء واضطراب الرحلات، منوّهةً إلى أن الخلل الكبير في توقيت ونظام الرحلات أَدَّى لغياب المنافسة تمامًا بين الشركات فيما يخُصُّ الأسعار، ومن جانب آخر يؤدِّي هذا الخلل إلى زياداتٍ مُستمرّة في أسعار الطيران، وفوقَها أسعار التأمين على الشركات الـ26 التي ما تزالُ تتعاملُ مع مطارات فلسطين المحتلّة.

وإزاء هذه التهديدات اليمنية وما يترتب عليها، نشرت “غلوبس” تصريحاتٍ عن من يسمى “رئيس اللجنة الاقتصادية” في “الكنيست” ديفيد بيتان لغلوبس أكّـد فيها أنه لن يطرح مشروع القانون القاضي بوضع تسهيلات وضمانات لشركات الطيران، للتصويت النهائي في الكنيست إلا بعد ضمانِ تعهد الحكومة الصهيونية بتعويض شركات الطيران التي تزيد عدد رحلاتها، ويشمل ذلك تغطيةَ 50 % من الخسائر التشغيلية عند إلغاء الرحلات لأسباب أمنية، في حين أن تكاليفَ هذه الضمانات لا تقدر حكومة المجرم نتنياهو على الإيفاء بها؛ جراء استمرار العجز المالي المتراكم، وتوسّع الأزمات الاقتصادية التي يعاني منها العدوّ الإسرائيلي.

وأوضحت “غلوبس” أن القانون الذي يأتي بعد نقاش 9 أشهر، يتضمن تعديل شروط التعويض المالي الذي يجب على شركات الطيران دفعه للمسافرين حال إلغاء الرحلات، حَيثُ طالبت شركات طيران أجنبية، مثل ريان إير وإير فرانس، بهذه التعديلات؛ بسَببِ التكلفة العالية لتعويض المسافرين، غير أنه ورغم هذه التعديلات أعلنت إير فرانس تمديد تعليق رحلاتها إلى فلسطين المحتلّة، فيما أكّـدت “ريان إير” أنها لن تستأنفَ رحلاتها دون إعادة فتح المبنى رقم 1 في مطار بن غوريون للرحلات الدولية، وهذا يؤكّـد أن الصاروخ اليمني الفرط صوتي تسبب في إغلاق هذا المبنى نظرًا للأضرار التي أحدثها وسط تكتم العدوّ الصهيوني وإنكاره.

الأزمات من الجو تؤكّـدُ عِظم المعاناة.. خيارٌ وحيدٌ أمام العدو:

وبالنظر فقط إلى آثار العمليات اليمنية على قطاع الطيران في “إسرائيل” والتي باتت أضرارًا لا حصر لها ولا حلول، يتأكّـد للجميع أن العمليات المكثّـفة القادمة من اليمن تمثل أكبر الضغوط على العدوّ الصهيوني، حَيثُ يؤكّـد تقرير “غلوبس” أنه ومع استمرار الضربات الصاروخية والجوية اليمنية فَــإنَّه من الصعب جِـدًّا تخطيط الرحلات الطويلة بين مطارات فسلطين المحتلّة، والمطارات الأُخرى في أمريكا وأطراف أُورُوبا، مشيرةً إلى أن جدولة الرحلات في ظل التهديدات الطارئة والعمليات المفاجئة التي تطال يافا أَو مطار بن غوريون، تتطلب تخطيطًا معقدًا للغاية، منوّهةً إلى أن انعدام الحلول أمام هذا الحجم من التهديدات يجعل مسألة استئناف الرحلات أمرًا مربكًا، فضلًا عن استحالة عودة شركات الطيران التي كانت قد حدّدت يناير الجاري وفبراير المقبل موعدًا لاستئناف رحلاتها من وإلى مطارات فلسطين المحتلّة.

وفي هذا السياق أَيْـضًا أكّـدت “غلوبس” أن كُبْريات الشركاتِ الأمريكية والأُورُوبية التي كانت قد وعدت بإعادة أنشطتها في “إسرائيل”، لن تفي بوعودها وتعود بأنشطتها في ظل ما أسمته “المخاوف الأمنية المُستمرّة”؛ أي العمليات العسكرية الصاروخية والجوية القادمة من اليمن؛ ما يؤكّـد أن توغل اليمن في المرحلة الخامسة من التصعيد ضد العدوّ سيطيل فترة التعليق المعلَنة من قبل تلك الشركات، فضلًا عن إضافة المزيد من الشركات إلى قائمة “المعلقات”.

وبهذه المعطيات يتجهُ اليمن لإيجاد حالة من الحصار الجوي، الذي لم يكن في حسبان العدوّ الصهيوني ولا رعاته الأمريكيين والغربيين الذين كانت شركاتهم في طليعة الشركات الفارة والهاربة من التهديدات اليمنية، ليجد العدوّ الصهيوني نفسه ورعاته محاصرين وغارقين في البحر، وفارين ومتحفظين عن التحليق في الجو، أما البر المحتلّ فقد امتلأ رعبًا وخوفًا وهلعًا بفعل الصافرات التي لا تتوقف من هول اليمن المتربِّص بالعدوّ في اليوم غالبية ساعاته، وبهذا يكونُ الخيارُ الوحيدُ أمام المجرمين هو وقف العدوان والحصار على غزة.

المسيرة

مقالات مشابهة

  • “إنفيديا” الأمريكية تنتقد القيود التي تعتزم إدارة بايدن فرضها
  • طوفان الأقصى رفع الغطاء السياسي عن التطبيع
  • التركيز على “الزراعة المستدامة” سيساهم في تعزيز صمود الشعب اليمني أمام التحديات
  • اشتغال أمريكي يكشف استفحال “غبائه السياسي”.. المناعة اليمنية استثنائية
  • “الشوري اليمني” يقر تشكيل لجنة لاستلام طلبات الترشح لعضوية هيئة مكافحة الفساد
  • تخرج الدفعة الثانية من دورات “طوفان الأقصى” بجامعة صعدة
  • من طوفان الأقصى إلى الثورة السورية.. ماذا بعد عربيا ودوليا؟
  • مناورة عسكرية في أفلح الشام لتخريج دفعة “طوفان الأقصى”
  • شركات طيران عالمية تواصل تعليق رحلاتها إلى “تلّ أبيب” بفعل الضربات اليمنية
  • وسائل اعلام صهيونية: العمليات اليمنية تضاعف أزمة النقل الجوي في “اسرائيل”