بوابة الوفد:
2025-01-03@08:35:58 GMT

الثقة أهم من القانون!

تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT

صدور قانون بتنظيم نقل وزراعة الأعضاء (كما قلت فى مقال أمس) لم يكن كافياً لإقبال الأحياء على التبرع لإنقاذ المرضى المحتاجين لزرع عضو أو إقناع المواطنين بالتوصية قبل وفاتهم ببترك وصية للتبرع بأعضائهم، ويرجع ذلك إلى غياب الثقة، التى كانت وراء تأخر إصدار القانون من مجلس الشعب إلى أكثر من 8 سنوات بعد أن نشأ خلاف اختصاصى بيد مجلسى الشورى الذى كان متحفظاً على مشروع القانون، وبين مجلس الشعب الذى كان يرى ضرورة إصداره لحاجة آلاف المرضى إلى عمليات زرع أعضاء بشرية، وما بين الشد والجذب فى البرلمان راجت تجارة الأعضاء البشرية، ولكن دولة 30 يونيو كانت لها بالمرصاد، وخاصة بعد تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى المسئولية الذى أصدر تعليماته إلى وزارة الصحة ضمن مبادرة 100 مليون صحة لإنشاء مركز متخصص فى نقل وزراعة الأعضاء لإنهاء كل ممارسات بيع الأعضاء بمقابل مادى.

أزمة الثقة التى سيطرت على المواطنين من تعرضهم لسرقة أعضائهم أحياء أو أمواتًا على يد تجار قطع الغيار البشرية وتركيبها فى الأثرياء تحدث عنها العالم الكبير ملك القلوب الدكتور مجدى يعقوب مع الإعلامية لميس الحديدى فى برنامج كلمة أخيرة، وقال بكل صراحة بأن زراعة الأعضاء تتطلب الثقة من المجتمع للأطباء، وأضاف أنه من المهم أن يثق الشعب أن فيه نظامًا للتأكد أن المريض متوفى ليجوز نقل الأعضاء البشرية منه، وأن موت جزع المخ بنسبة 100٪ هو علامة الوفاة فى كل العالم حالياً، ومعناه أن المخ مات وأن تكون هناك عدالة اجتماعية فى زراعة الأعضاء فلا يحصل عليها صاحب فلوس ولا مشهور، وإنما تُعطى للمحتاج فقط، وهذا موجود فى كل دول العالم.. الأعضاء البشرية يتم منحها بدون أموال ولا واسطة ولا شهرة، ونقول نحن الأطباء والحكومة للشعب ثقوا فينا، واقترح «يعقوب» بالبدء فى نقل وزراعة القرنية والصمامات القلبية، مطالبًا مصر بأن تخدم نفسها، ولا بد من منح الثقة للشعب لأن التبرع يكون من الشعب للشعب.

ولخص يعقوب كلامه حتى يطمئن المتبرعون بأعضائهم بأنها تبرع وليست تجارة، أو أنهم وقعوا ضحية تجار قطع غيار بشرية حتى وهم أحياء بأن تكون هناك مساواة وعدالة وثقة فى هذه القضية المهمة التى تتوقف عليها حياة مرضى الحاجة إلى زراعة أعضاء!

حالياً كلام الدكتور يعقوب قارب على أن يحقق كل ما يتمناه، فهناك سعى لغلق الباب أمام عمليات نقل الأعضاء التى قد يستغل فيها جهل البسطاء وعدم درايتهم بالمخاطر المترتبة على عملية التبرع لأعضاء، وهناك برنامج موضوع فى مركز نقل وزراعة الأعضاء بأن يكون الزرع لغير القادرين على نفقة الدولة من الصندوق الذى تم إنشاؤه لهذا الغرض، وفقًا للدور والضوابط الصادرة من وزير الصحة بصفته رئيس اللجنة العليا لزراعة الأعضاء.

تبقى نقطة مهمة وهى كيفية تبرع المتوفيين بأعضائهم بعد التأكد من أن التبرع بالأعضاء يتفق مع الشريعة الإسلامية لاستفادة الأحياء بها، وهى كل عن طريق توثيق التبرع فى الشهر العقارى، أو وصية يتركها المواطن لأبنائه، أو عن طريق خانة فى بطاقة الرقم القومى.

ما زال أمل آلاف المرضى معلقاً بالهبة التى يقدمها المتبرعون بعد وفاتهم لإنقاذ الأحياء، وما زال الشعب يبحث عن الثقة عند الأطباء بأن يراعوا ضمائرهم بخلاف ثقافة التبرع بالأعضاء التى يجب أن تسود فى المجتمع باعتبارها صدقة تفيد مريضاً فى إنقاذ حياته.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: زراعة الأعضاء

إقرأ أيضاً:

استشارية نفسية: أمانة السر من أهم الأسس التي تبني الثقة في العلاقات

قالت الدكتورة سمر كشك، الاستشارية النفسية، إن الحفاظ على أمانة السر يُعد من أهم الأسس التي تبني الثقة في العلاقات، سواء كانت بين الأهل أو الأصدقاء أو الزوجين.

وأضافت «كشك»، خلال لقاء لها ببرنامج «سلام نفسي»، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، «عندما يُقال لك (أمنتك أمانة) أو يُطلب منك عدم إفشاء سر، فإن هذا يعتبر من أسمى أنواع الثقة بين الأشخاص، من الضروري أن نحتفظ بهذه الأمانة، لأن إفشاء السر يعد خيانة كبيرة للعلاقة».

وتابعت: «أحيانًا قد نجد أنفسنا نرغب في مشاركة ما سمعناه مع الآخرين بدافع الفضول أو الحاجة للمشورة، لكن الحقيقة أن السر الذي يُقال لنا يصبح ملكًا لنا فقط بعد أن نسمعه، ولا يحق لنا نشره أو إخبار أي شخص آخر به، خاصة عندما يكون السر متعلقًا بشخص قريب منا، مثل الأبناء، حيث إن إفشاء أسرارهم قد يؤدي إلى تدمير الثقة بيننا وبينهم».

وأكدت أن ثقافة «الحفاظ على السر» يجب أن تبدأ من المنزل، حيث يجب على الأهل تعليم أطفالهم أهمية الحفاظ على الأسرار والاعتراف بأن السر هو أمانة يجب ألا تخرج خارج دائرة الأشخاص المعنيين، وإذا أردنا تربية جيل يستطيع التعامل مع الحياة بثقة وشفافية، يجب أن نعلمهم أولًا كيف يكونون أمناء ويحفظون الأسرار بشكل صحيح من أجل الحفاظ على السلام النفسي والعلاقات السليمة داخل الأسرة، علينا أن نغلق أبواب الإفشاء ونحترم الأمانة التي وضعها الآخرون فينا».

اقرأ أيضاًمصدر طبي: 6 أسباب تمنعك من الاستمتاع بالألعاب النارية في الكريسماس

رغم التحديات الإقليمية.. قطاع السياح بمصر يحقق أرقاما قياسية في 2024

مقالات مشابهة

  • عودة تشغيل تراخيص البناء يفتح باب التبرع بالإكراه
  • للبلوجر وصناع المحتوى.. التهرب من دفع الضرائب يقودك للحبس والغرامة
  • والي شمال دارفور: ذكرى الإستقلال تجيء والبلاد تمر بمؤامرة كبري تستهدف نهب ثروتها ،وإعادة إستعمارها
  • الجزائر تتولى رئاسة مجلس الأمن بأجندة فارغة
  • أزمة الثقة في الديمقراطية العراقية.. القانون الانتخابي لتصفية الحسابات 
  • سياسة الأمل هي أملنا الأفضل
  • استشارية نفسية: أمانة السر من أهم الأسس التي تبني الثقة في العلاقات
  • سفراء الاتحاد الأوروبي يشاركون بحملة «بالدماء نرويك يا وطن»
  • إيلون ماسك يحث أنصاره على عدم التبرع لويكيبيديا
  • حملة بالدماء نرويك يا وطن تشهد مشاركة استثنائية من سفراء الاتحاد الأوروبي لدى الدولة