الثورة نت:
2025-02-02@10:16:42 GMT

فقه السياسة والتغيير والبناء

تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT

فقه السياسة والتغيير والبناء

 

في فقه السياسة المعاصر ليس هناك من فساد يمارس، بل هناك خطوات إجرائية فاسدة، ليس هناك من فساد في الدولة، بل هناك هيكل إداري فاسد ومترهل ولم تجدد وظائفه وأهدافه، عالم اليوم أصبح عالما مكشوفا ومفضوحا، ومن أراد إصلاح الشأن فإصلاح الشأن يرتبط بحركة الواقع ووعيه لأن حركة المجتمع ترتبط بالمعرفة، والمعرفة متسعة الأرجاء والآفاق، فحركة النمو في المجتمع لا تتحقق بالفطرة، ولكنها صناعة تعتمد على المعرفة العلمية للقواعد والأصول العامة في موازين الاقتصاد العامة، ومن لا يحمل مشروعا للحياة، قادر على تحقيق الحد الأدنى من الكرامة للإنسان فهو يحرث في بحر دون أن يعود بسمكة في آخر إبحاره ومطافه .


ومن يرى في نفسه الصلاح والخير دون أن ينظر إلى عموم الخيرية في سواه، بل يقدر سوء النوايا وفناء الخيرية، عليه أن ينظر إلى الأثر في الواقع، فإن كان الواقع يتحرك في مسارات طبيعية وفق المعيار العالمي للنمو فقد أصاب، وإن كان الواقع يتحرك في مسارات عكسية وبسرعة تراجع عالية فعليه أن يدرك أنه قد وقع في الخطأ، وأنه قد فاته العلم والمعرفة، فالقضايا الاجتماعية والثقافية والاقتصادية لا تكون اعتباطا وتسلية بمبررات واهية، قد يكون هذا الأمر مطلوبا في الزمن القديم لكنه في زمن الدولة الوطنية الحديثة هو الضياع والتيه بعينه، فكل تراجع يكون نتيجة لمقدمات، وكل مقدمة خاطئة طريقها الثابت النتائج الخاطئة ومن وقع في الخطأ لا ينفعه الندم ولات حين ندم .
نحن نسير في طريق واضح المعالم بمنهجية قرآنية، وفكرة الرؤية الوطنية لبناء الدولة فكرة عائمة تقوم على النظرية الرياضية الفيثاغورسية بالغة التعقيد وغير واضحة المعالم والأبعاد، ولذلك لم تؤت أكلها على مدى سنوات، لأنها تفتقر إلى الفلسفة، وإلى التسلسل، وإلى الخطوات المنطقية التي تتبعها الخوارزميات في حل القضايا، ولذلك تضع بينها وبين الواقع جبالا من ضبابية الرؤية والتفاعل، وهي غير قابلة للتحقق، وقد قالت الأيام لنا ذلك، وقد أصبح من المستحسن وضع قاعدة فلسفية والبناء عليها، والقاعدة موجودة وهي ذات رؤى واضحة من الهدي القرآني يمكن البناء عليها وفق قيم العصر وتشظياته وأبعاده النفسية والاجتماعية والثقافية مع الوعي بالمستوى الحضاري المعاصر.
ميزة المعتزلة أنها تقدم العقل على النقل، وميزة الزيدية أنها معتزلة، لذلك فالعقل هو الغالب في التفاعلات والتشريعات التي قالت بها الزيدية، والتسليم المطلق للنص عند الأشعرية عمل على تعطيل حركة التاريخ، وجعلها ثابتة دون تمايز للمراحل، والتسليم المطلق هو الضياع، ولذلك تتحدث السيرة النبوية عن قضايا التكامل مع الآخر التي انتهجها الرسول الأكرم فهو لم يستبد برأيه في الحروب التي خاضها ولا في القضايا الاجتماعية ولا السياسية، إذ الثابت أنه كان يطرح القضايا على طاولة النقاش وهو المعصوم، لذلك ففكرة التسليم المطلق تتناقض مع المنطق السليم ومع العقل، فالمرء مهما بلغت به المعرفة يظل في حاجة سواه حتى يكتمل به، ولو عمل العرب على تفعيل خواص التفكير لكانوا اليوم أمة عظيمة لكنهم تركوا غيرهم يفكر بالنيابة عنهم فذلوا وهانو وصغروا ونالهم من الصغار الشيء الكثير، فحالهم حال بائس يتقبلون القضايا من سواهم ككليات دون تحليل ونقاش ويخوضون غمار الأحداث دون وعي أو بصيرة، ويمكن قياس ذلك الحال على واقع السعودية ولنسأل مثلا .. ما الذي جنتيه السعودية من عدوانها على اليمن؟ الجواب: لا شيء، سوى توظيفها لمشاريع أعداء الأمة، وهذي معضلة في حد ذاتها، حين تصبح أداة طيعة بيد عدوك يسخرك فتطلق العنان لتنفيذ مهامه وتنوبه في حروبه معك .
نحن نحارب في جبهة واحدة اليوم تاركين بقية الجبهات وراء ظهرونا ولذلك من المستحيل أن نتوقع النجاح والفلاح، من أراد النجاح أخذ بأسبابه وتكامل في مشروعه، فالقوة لا تعني العتاد والسلاح ولكنها متعددة المعاني والأوجه فهي تعني القوة العسكرية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية فإذا تظافرت وتآزرت القوى تنتصر الأمة وإن لم تتظافر وتتآزر تفشل الأمم ونماذج الأمم من حولنا وفي التاريخ كثر لمن ألقى السمع أو كان بصيرا.
اليوم نحن أمام واقع جديد في اليمن وفي العالم كله، فالذي حدث خلال سوالف الأيام الماضية في المنطقة وخاصة في غزة ولبنان كان تحولا كبيرا في المسارات، وتلك التحولات سوف تترك آثارا عميقة في البناءات وفي مسارات اللحظة والمستقبل، تترك آثارا على اللحظة من خلال ما تتركه من ظلال على النظام العام والطبيعي، وتترك ظلالا على المستقبل من خلال ما تقوم به اللحظة من تأسيس لقضايا ستكون هي ملامح المستقبل، ولذلك فالصناعة تبدأ من اللحظة التي نعيش ونشهد تبدلاتها وتحولاتها العميقة سواء في المسار اليمني أم في المسار العربي والدولي فالمسارات تتكامل وتترك أثرا واضحا على الصناعة وعلى المستقيل .
وأمام مثل ذلك تصبح حاجتنا إلى المعرفة في البناء المتناغم مع الجذر التكويني والمتفاعل مع المتغيرات العصرية أكثر ضرورة وأشد إلحاحاً في ظل ما شهدناه من حالات جدل واسع حول بناء الدولة ولعل فكرة التغيير الجذري اليوم في محك التجربة اليوم فهي تحتاج الرعاية والتشذيب لتصل إلى مبتغاها.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

خبير مالي يتوقع صعود لمؤشرات البورصة خلال تعاملات الأسبوع

تتوقع دعاء زيدان خبير أسواق المال أن تشهد تعاملات الأسبوع الجاري استكمال مؤشر البورصة الرئيسي لموجة صعود بنحو600 نقطة.

كما تتوقع "زيدان" أن يستهدف المؤشر الرئيسي ايجي أكس 30 مستوى30600 نقطة خلال الأسبوع، على أن تكون منطقة المقاومة عند مستوى 30300 نقطة، وأن تكون مستوى الدعم عند 29800 نقطة، 29600 نقطة.

وشهدت مؤشرات البورصة المصرية خلال الجلسات القليلة الماضية، أداء جيدا مدعومة باستقرار الأوضاع الجيوسياسية، ومشاركة العديد من الشركات المقيدة في البورصة والعاملة في مجال التشييد والبناء في إعمار غزة والعراق.

كما ساهم اقتراب الإعلان عن نتائج الأعمال السنوية للشركات في تحقيق هذا الأداء المتميز، خاصة أن مؤشرات نتائج الأعمال جيدة...أتسمت السيولة وقيم التداولات بالنشاط الملحوظ في ظل شطب شركة حديد عز، وعودة الأموال إلى المستثمرين في البورصة، ووصل متوسط القيم 6 مليارات جنيه بالجلسة.

شهدت قطاعات الإسكان والتشييد والبناء أداء نشط، بسبب عروض الاستحواذ، المتوقعة على بعض اسهم هذه القطاعات.

 

مقالات مشابهة

  • حكومة التغيير والبناء تحيي ذكرى استشهاد الرئيس الصماد
  • رئيس البورصة: حريصون على التواصل المباشر والبناء مع كل أطراف سوق المال
  • المنظومة السلطوية في العراق والتغيير المطلوب..التغيير الجذري ضرورة اًنية وملحة
  • خاص.. تشكيل لجان داخلية لرسم السياسة المالية باتحاد الكرة العراقي
  • خبير مالي يتوقع صعود لمؤشرات البورصة خلال تعاملات الأسبوع
  • السياسة الأمريكية الجديدة
  • حكومة التغيير والبناء تدشن رسميا قانون الاستثمار 2025م
  • باحث بالعلاقات الدولية: هناك مماطلة «أوروبية أمريكية» في رفع العقوبات المفروضة على سوريا
  • «المفتي»: الأمن في الأوطان هو المظلة التي تحفظ المقاصد الشرعية
  • في لقاء مع صابري.. صناع النسيج والألبسة ينخرطون في ورش المنصة الرقمية التي تعدها كتابة الدولة المكلفة بالشغل