تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
فى مثل هذا اليوم ١ نوفمبر منذ ١٣ عامًا وسط جنازة شعبية مهيبة وافتخار، شيّع أبناء السويس رجل المخابرات البطل أحمد الهوان السويسي الذي خدع إسرائيل في إطار خطة المخابرات المصرية ودورها الوطني في انتصارات أكتوبر العظيمة، حيث كان أحد أبطال عمليات المخابرات المصرية ضد العدو الإسرائيلي فى الفترة ما بين "1967 – 1973" أي بعد هزيمة 5 يونيو 1967 مرورًا بحروب الاستنزاف حتى نصر أكتوبر 1973.
واستطاع أحمد الهوان "جمعة الشوان" رجل المخابرات المصرية أن يخدع العدو الإسرائيلي بالكثير من المعلومات المضللة بعد أن استطاع التغلب على تجارب جهاز كشف الكذب بعد أن جندته المخابرات الإسرائيلية، وقدم لهم معلومات مضللة عن تحركات الجيش المصري فى إطار خطط التمويه والخداع المصرية خلال فترات معارك الاستنزاف وحتى نصر أكتوبر 73.
وبدأت الحكاية بعد أن هاجر "الهوان" وأسرته من السويس إلى القاهرة بسبب العدوان على المدينة التى تعرضت للقصف والتدمير للمصانع والبيوت من قبل العدو الإسرائيلي، وصدر قرار من الرئيس جمال عبد الناصر بتهجير أبناء السويس؛ حفاظًا على حياتهم إلى داخل محافظات مصر، وهي الفترة التى عانى فيها أبناء السويس بسبب البعد عن مدينتهم.
واضطر "الهوان" أن يسافر إلى اليونان لارتباطه بالأعمال البحرية، حيث كان يعمل بميناء بورتوفيق بالسويس.. وهناك تم التقاطه من قبل المخابرات الإسرائيلية وتجنيده لمد إسرائيل بالمعلومات عن منطقة القناة والسويس.
وعاد للوطن وتعامل مع المخابرات المصرية فترة اللواء عبد السلام محجوب الملقب بـ"الريس زكريا" فقد تم تدريبه وإعداده فنيًا ونفسيًا للتعامل وخداع العدو، حيث حصل على ثقة جهاز المخابرات الإسرائيلية، وحصل منها على أحدث جهاز للتخابر لا تملكه إلا الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، وقام بإهداء الجهاز إلى المخابرات المصرية.. بعدها أعلن عن إنهاء العملية بعبارة "شكرًا لحسن تعاونكم معنا" والتي أرسلت للمخابرات الإسرائيلية .
لقد كان لي الشرف بإقامة حفل شعبي لتكريم أحمد الهوان بمقر نقابة المحامين بالسويس وبدعم معنوي من نقيب المحامين الأسبق المرحوم فوزي قناوي وذلك بحضور مجموعة من شباب وأبناء السويس.
وقد قمت بنشر حوار صحفي طويل معه بجريدة "الأهالي"، وذلك بعد لقاء صحفي طويل بمسكنه الخاص الذي كان يرسل منه الرسائل المضللة بشارع الفلكي بجوار مجلس الشعب بالقاهرة.
لقد اتسم البطل أحمد الهوان ابن السويس بشجاعة أولاد البلد وشهامتهم وإقدامهم على مواجهة الصعاب وحب الوطن.. كما كان إنسانًا بسيطًا طيب القلب كارهًا للنجومية او اصطناع البطولة.
وقد ظل وفيًا للسويس ومصر وتوفي فى الأول من نوفمبر 2011 بعد أن وقع على بيان الجبهة الوطنية للتغيير ضد الظلم والفساد.
وتم تكريمه بإطلاق اسمه على أحد شوارع السويس بمنطقة الغريب أثناء فترة اللواء العربي السروي محافظ السويس الأسبق واستجابة لمطالبنا الشعبية.
ويعتبر أحمد الهوان الذي اشتهر باسم "جمعة الشوان" وهو الاسم الدرامي الذي أطلقه عليه المؤلف صالح مرسي خلال المسلسل التليفزيوني "دموع فى عيون وقحة" الذي جسد بطولته الفنان القدير عادل إمام عن قصة الهوان البطل ابن السويس ووثائق المخابرات المصرية.
وسوف يتذكر أبناء السويس بالفخر ابنها أحمد محمد عبد الرحمن الهوان الذي ولد فى 6 أغسطس 1937 وتوفي فى نوفمبر 2011 منذ ١٣ عامًا بمستشفى وادي النيل عن عمر يناهز 73 عامًا.
وسيبقى اسم الهوان خالدًا فى ذاكرة السويس الوطنية الخصبة رغم عدم وجود متحف وطني لها ونحن نحتفل باليوبيل الذهبي لعيدها القومي.
المجد للشهداء والنصر للمقاومة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: جمعة الشوان المخابرات المصرية نصر أكتوبر 73 المخابرات المصریة أبناء السویس بعد أن
إقرأ أيضاً:
رحلة «طائر الإذاعة المصرية المهاجر» تصل لنهايتها.. من هو أحمد أبو زيد؟
خيّم الحزن على أروقة الإذاعة المصرية خلال الساعات الماضية، بعدما غيّب الموت الإذاعي أحمد أبو زيد، أحد أعمدة الإذاعة الذين أثروا أثيرها ببرامج وأعمال لا تُنسى، وترك إرثًا من الأعمال الإذاعية التي ستظل خالدة في ذاكرة المستمعين، فقد كان الإذاعي القدير له خبرات إعلامية كبيرة خرجت عن النطاق الإقليمي إلى الشرق الآسيوي.
من هو الإذاعي أحمد أبو زيد؟الإذاعي أحمد أبو زيد الذي رحل عن عالمنا أمس، عمل بالإذاعة المصرية وإذاعة الشعب في عام 1988، وبعد تشعب إذاعة الشعب عمل مذيعًا في إذاعة الشباب والرياضة، كما اختير في بعثة إعلامية بالصين آواخر القرن الماضي، وقد وصفه رضا عبد السلام رئيس إذاعة القرآن الكريم السابق في منشور عبر حسابه الشخصي على «فيسبوك»، بأنّه صاحب الأدب الجم والذوق الرفيع وطيبة القلب وطلاقة الروح وزكاة النفس، وذا سمت هادئ وأخلاق عالية ووجه راضِ وبسمته الدائمة على وجهه، سفير للأخوة بينه وبين كل من يعرفه وكل من يقابله.
وأضاف رئيس إذاعة القرآن الكريم السابق: «لا أنسى ولن أنسى تعليقاته على بوستاتي بهذا اللقب الأثير والمحبب إلى قلبي (ابني الغالي)، وأنا يا أبي بعد أبي أشهد أمام الله وأمام الناس أنك كنت مثالًا للدين الحي والأخلاق العالية والذوق الرفيع».
أبرز أعمال الإذاعي أحمد أبو زيدوبحسب القناة الرسمية للإذاعة المصرية على منصة يوتيوب، كان الإذاعي القدير أحمد أبو زيد له أرشيف إذاعي كبير يضم عدة تمثيليات إذاعية وصور غناية، فقد أخرج «أبو زيد» التمثيلية الإذاعية «لكم طول البقاء»، «آخر غلطة»، «ماما في إجازة»، «رفقًا أيها الحب»، «رجالة ورق»، «عروسة من باريس»، «تفيدة والحرامي»، «الرسول الأعظم»، «الأمل المشرق»، «بخيل دقة»، و«ست البنات».
ومن أبرز مؤلفاته التمثيلية الإذاعية الكوميدية «سي خليل البخيل» بطولة آمال شريف ورأفت فهيم ومن إخراج إسماعيل عبد الفتاح، كما أخرج المسلسل الإذاعي الشهير الذي تدور أحداثه في عالم الخيال العلمي والفانتازيا «حدث في يناير سنة 2000» من تأليف إيهاب الأزهري.
ويقول الكاتب سامي المرسي وصديق الإذاعي الراحل، إنّ أحمد أبو زيد عمل في إذاعة صوت العرب وإذاعة الشباب والرياضة، وتخرج على يديه مجموعة من شباب المذيعين الذين أثروا الإذاعة المصرية وأصبحوا نجومًا متفائلة، كما عمل في دول الخليج في الصحافة خاصة وأنّه ينتمي إلى الجيل الأول من خريجي الإعلام، وعمل في دولة اليمن أيضًا وإذاعة كوريا وإذاعة الصين التي أمضى فيها فترة طويلة عبّر خلالها عن أهمية اللغة العربية وقدم برنامجًا أكدت نجاحه كمبدع.
وأضاف سامي المرسي عبر منشور نعى خلاله صديقه الراحل قائلًا: «كان أحمد أبو زيد طائرًا مهاجرًا خلال رحلته في عالم الإذاعة، وكانت معرفته العميقة بشؤون الإعلام تتقاطع مع خلقه الرفيع، فلم يسعَ يومًا إلى مجد زائل أو شهرة جوفاء بل كان يحمل رسالة نبيلة، يُقدِّم فيها ما يفيد الناس ويُغني عقولهم في زمنٍ طغت فيه الأصوات الصاخبة والإعلام المبتذل، كان أحمد أبو زيد نجمًا هادئًا يضيء الطريق لمن يبحث عن الحقيقة بحب وصبر».
كما كتبت نهلة شافعي كبير مقدمي البرامج بإذاعة صوت العرب عبر صفحتها على «فيسبوك»، رسالة مؤثرة في وداع أحمد أبو زيد قائلة: «الزميل العزيز والغالي والأخ والصديق أحمد أبو زيد في رحاب الله، تزاملنا في البدايات بإذاعة الشعب وكان إنسانًا خلوقًا راقيًا طيب النفس لأبعد الحدود وجمعتنا برامج وتسجيلات لمحافظات مصر المختلفة وكانت صحبته نقية ثرية، عندما تزوج وأنجب سمى ابنته نهلة وكان كلما يقابلني ينادينى بابنتي نهلة من باب الطرفة وأناديه بابا أحمد، له خبرات إعلامية كبيرة خرجت عن النطاق الإقليمي إلى الشرق الآسيوي سنوات وسنوات ولم ينقطع التواصل والبر بينه وبين زملائه.. رحمك الله وأدخلك فسيح جناته بأخلاقك السمحة وفوقها رحمته وكرمه».