ضابط بريطاني مخضرم: نظام دفاع “غير معروف” أفشل الهجوم الإسرائيلي على إيران
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
1 نوفمبر، 2024
بغداد/المسلة: كشف الضابط البريطاني السابق في جهاز الاستخبارات البريطاني، أليستر كروك، الذي يمتلك خبرة تزيد عن ثلاثين عامًا في مناطق صراع متعددة حول العالم، عن تفاصيل مهمة في مقابلة تلفزيونية حول الهجوم الإسرائيلي الفاشل على إيران، والذي كان مخططًا له على ثلاث مراحل.
وأوضح كروك أن المرحلة الأولى من الهجمات كانت تهدف إلى تدمير نظام الدفاع الجوي الإيراني، إلا أن الهجوم توقّف بشكل غير متوقع بعد اكتشاف نظام دفاع جوي غير معروف، ربما قادر على استهداف مقاتلات الشبح الإسرائيلية من طراز F-35، مما أرغم إسرائيل على إلغاء المرحلة الثانية والثالثة من الهجوم.
وفي حديثه، أشار كروك إلى أن الهجوم كان مُعدًّا لتدمير أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية عبر طريق يمرّ فوق العراق وسوريا، حيث كانت الخطوة الأولى تقضي بتدمير أنظمة الدفاع الجوي في تلك الدول، قبل الانتقال إلى الأهداف الحيوية في الداخل الإيراني. غير أن الطائرات الإسرائيلية فوجئت بنظام دفاعي غير معروف على بُعد 70 إلى 100 كيلومتر من الحدود الإيرانية، ما أثار ذعر الطيارين ودفعهم للتراجع، ما أدى إلى فشل الهجوم في مرحلته الأولى وإلغاء المراحل اللاحقة التي كانت تستهدف تدمير البنية التحتية العسكرية الإيرانية.
وأضاف كروك أن هذا النظام الدفاعي الجديد يعتمد على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) ويقوم بتشغيل الرادار في اللحظة التي تكون فيها الطائرة الشبحية في مرماه، مما يُمكّنه من تتبعها وتدميرها، وهو ما دفع الإسرائيليين إلى إسقاط فكرة الهجوم تمامًا بسبب الخطورة البالغة.
وإذا صحت هذه المعلومات، فإن لها تأثيرات بعيدة المدى على التوازن الجيوسياسي في المنطقة، إذ يظهر أن هناك تحديات جديدة لإسرائيل والولايات المتحدة فيما يتعلق بقدرات إيران الدفاعية التي يبدو أنها قد تتجاوز بكثير توقعات المحللين العسكريين، وفق كروك
و يشير كروك إلى أنه على الرغم من الأحاديث المتطرفة من بعض أعضاء اليمين في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حول ضرورة “التطهير العرقي” للفلسطينيين و”قص العشب” عبر إضعاف الأنظمة المناوئة من النهر إلى البحر، فإن هذه الأهداف تبدو بعيدة المنال في ضوء التحديات الأمنية التي لم تكن في الحسبان.
وقال كروك إن الأميركيين وضعوا وجودهم في المنطقة بشكل ممنهج، وقد كان ذلك هدفهم من البداية.
وأوضح أن نتنياهو ربما يعتقد الآن بإمكانية تنفيذ خطته، إلا أن الإسرائيليين لا يمتلكون جيشاً كبيراً بما يكفي لذلك. وأشار إلى أن محاولات إسرائيل لاستبدال النمط الغربي بنمط يعتمد على “العقلانية التلمودية” أو “العقلانية الكتابية” لم تحقق النجاح المطلوب.
وتابع قائلاً إن الإسرائيليين من جيل الشباب، المتأثرين بثقافة ما بعد الحداثة، لا يتمتعون بقدرة كبيرة على فهم أهمية التضحية أو رؤية المعاناة كشيء إيجابي أو ذو معنى، مما يختلف عن رؤية خصومهم الذين يعتبرون إراقة الدماء والتضحية جزءاً أساسياً من الحفاظ على المجتمع، حتى في حالات غياب السلطة.
وأضاف أن الجمع بين قوة عسكرية صغيرة، ونمط تفكير مختلف تماماً، يضع الإسرائيليين في مواجهة تحديات كبيرة، ويجعل من الصعب عليهم السيطرة على مناطق مثل جنوب لبنان أو مواجهة قوى إقليمية مثل سوريا أو إيران. واعتبر أن فكرة الدخول في هذه المواجهات غير واقعية، خاصة باستخدام جيش صغير وقوات احتياط تأثرت بالثقافة الغربية التي تركز على الاستمتاع بالحياة وتجنب الألم.
واستدرك قائلاً إنه من غير الواضح ما إذا كان نتنياهو يدرك أن أهدافه لا يمكن تحقيقها بالقوة وحدها. وأضاف أنه في إحدى الصور، ظهر نتنياهو مع وزير الدفاع غالانت في أحد المخابئ في تل أبيب خلال عمليات الهجوم، وكانت تعابير وجهيهما تدل على الإحباط والكآبة.
وتساءل عما إذا كان بإمكان نتنياهو طلب دعم أكبر من الرئيس بايدن، سواء من حيث إرسال قوات على الأرض أو توفير المزيد من المعدات العسكرية، أو ما إذا كان سيقبل حقيقة أن إسرائيل تفتقر إلى القوة والإرادة لتحقيق أهدافها الطموحة.
واختتم بقوله إن المجلس الأطلسي أصدر مؤخراً ورقة توضح خريطة طريق للحرب مع إيران خلال السنوات الأربع المقبلة، بغض النظر عن الفائز في الانتخابات، سواء كانوا جمهوريين أو ديمقراطيين.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
معاريف تتحدث عن أزمة غير مسبوقة بين إيران وروسيا.. ما علاقة الهجوم الإسرائيلي؟
قالت صحيفة معاريف الإسرائيلية، إن وسائل الإعلام الإيرانية نشرت في الأيام الأخيرة سلسلة من مقالات الرأي التي تعبر عن خيبة أمل وانتقادات للعلاقات الاستراتيجية بين إيران وروسيا والصين، خاصة في ضوء رد فعلها المعتدل تجاه الهجوم الإسرائيلي الأخير، وفقًا لما نشره راز زيميت، الباحث البارز في معهد دراسات الأمن القومي (INSS) وزميل باحث في مركز أليانس للدراسات الإيرانية، جامعة تل أبيب.
في موقع "الدبلوماسية الإيرانية"، قدّر محلل بارز في الشؤون الخارجية أن روسيا ليست متوقعة أن تقدم دعمًا لإيران من خلال تزويدها بأنظمة الدفاع الجوي، بما في ذلك أنظمة S-300، أو على الأقل ستؤجل تزويدها لعدة سنوات. ويشير المحلل إلى أن "روسيا لا تعطي أهمية كبيرة لتحالف استراتيجي مع أي دولة وهي مستعدة لتغيير سياستها خلال 24 ساعة".
وفي نفس الوقت، نشر موقع "تابناك" مقارنة نقدية بين أنظمة الدفاع الجوي الروسية والإيرانية، مشيرًا إلى أن نظام الدفاع الإيراني "باور-373" أثبت كفاءة أكبر من النظام الروسي S-300 خلال الهجوم الأخير.
من جانبها ذهبت الصحيفة الإصلاحية "هم-ميهن" إلى أبعد من ذلك في انتقادها تحت عنوان "أين روسيا والصين؟". وذكرت الصحيفة أن رد الفعل الباهت من الدولتين تجاه الهجوم الإسرائيلي لم يكن مختلفًا بشكل جوهري عن ردود فعل الدول الأوروبية التي اكتفت فقط بالتعبير عن القلق.
المحللون الذين تم اقتباسهم في التقرير يرون أن هذا السلوك يثبت أن روسيا والصين تتصرفان فقط وفقًا لمصالحهما، حيث تسعى روسيا بشكل خاص للحفاظ على علاقاتها مع إسرائيل والدول العربية. ويختتم أحد المحللين بالقول: "لا يمكن اعتبار روسيا والصين حليفتين استراتيجيتين".
من الجدير بالذكر أن وسائل الإعلام الثلاثة المذكورة ترتبط بالجناح الأكثر براغماتية في السياسة الإيرانية، الذي يعبر عادة عن تحفظه من الاعتماد المتزايد لإيران على روسيا والصين. ومع ذلك، تعكس هذه الانتقادات موقفًا ذا وزن كبير حتى بين دوائر سياسية أخرى في إيران.