المدد اليماني يجسد أروع الصور في نصرة المقدسات الاسلامية
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
طوفان الأقصى معركة الامة الإسلامية حيث استطاعت اليمن من خلال اسناد أهلنا في قطاع غزة المحاصر ان تكون في صدارة الأمم التي تنتصر لقضية المقدسات ..
الثورة /أمين العبيدي
البداية قال الأخ شهاب الرميمة: عملية طوفان الأقصى المباغتة كسرت القواعد العسكرية الكبيرة وأظهرت هشاشة الاستخبارات العسكرية للكيان الغاصب وعرت قوة الجيش الصهيوني وأربكته من هول الطوفان الذي جرفه وبعثر كيانه.
قتلى وأسرى بالمئات للجنود وقاداته، هروب جماعي للمستوطنين الغاصبين، رعب وفزع، خوف، ذلة ومسكنة، برزت للعلن وبانت للحلفاء والمطبعين، وظهر الكيان بصورته الحقيقية ضعيفاً هشاً، محطماً، تحطمت آماله ودُمّـرت أحلامه الوهمية في قيام دولة صهيونية يهودية غاصبة عاصمتها القدس.
صوت الطوفان كان له صداه في أرجاء المعمورة بكلها، وأحدث هزة داخل أروقة قصور الأعراب “الحكومات المطبعة” وأرق مضاجع قاطنيها ونثر حساباتهم وخلط أوراقهم؛ وهم يرون طوفان الأقصى ومعهم محور المقاومة الإسلامية في فلسطين ولبنان واليمن والعراق وإيران ومن معهم من أحرار الأُمَّــة يحدقون بأعينهم بنظرات استحقار نحو عناكب التطبيع “الحكومات المطبعة” ودعاته وسماسرته ومسوِّقي التهويد، ومن الشعوب الحرة أصوات نحوهم مفادها، جلبتم لأنفسكم الخزي والعار وتصدرتم مشهد الخيانة للقضية العربية والإسلامية.
البحر الأحمر موقع استراتيجي
الى ذلك تحدث الأخ محمد الصالحي قائلا : منذ عقود مضت احتدم التنافُسُ الدولي والإقليمي للتواجد في البحر الأحمر الذي يمتلكُ أهميّةً استراتيجيةً كبيرة؛ نظراً للموقع الجغرافي الذي يتمتع به؛ فهو يربط بين بحر العرب والبحر الأحمر عبر مضيق باب المندب؛ وهو ما جعله محلَّ أطماع القوى الدولية الطامعة في السيطرة على حركة الملاحة البحرية في العالم.
وقد ارتبط البحر الأحمر بالأمن القومي الإسرائيلي منذ نشأة الكيان، حَيثُ يقول بن غيريون -أول رئيس وزراء للكيان: (إنني أحلُمُ بأساطيل داوود تمخَرُ عباب البحر الأحمر).
ولهذه الأهميّة كانت الاستراتيجية الأمنية الإسرائيلية تسعى إلى أن يكون لها منفذ على البحر الأحمر، فاحتلّ كيان العدوّ الصهيوني منطقة أم الرشْراش الفلسطينية (ميناء إيلات) عام 1949م.
وتهدف إسرائيل من تواجدها في البحر الأحمر إلى كسر الحصار عليها والخروج من عزلتها ولتدعيم أهميّة ميناء أم الرشراش (إيلات) المنفذ الوحيد لها على البحر الأحمر.
وقد اتخذ التواجد الإسرائيلي في منطقة البحر الأحمر أشكالاً مختلفة منها التواجد المباشر والتواجد غير المباشر من خلال تطبيع العلاقات مع دول القرن الأفريقي، فقد نجح في استثمار علاقته مع إثيوبيا قبل انفصال إريتريا عنها، بالحصول على جزيرة دهلك في البحر الأحمر عام 1975م ليقيم أول قاعدة عسكرية، وتلا ذلك استئجار جزيرتي «حالب وفاطمة»، ثم سنشيان ودميرا.
كما أن التواجد الإسرائيلي في البحر الأحمر يؤثر تأثيراً مباشراً على الأمن القومي للجمهورية اليمنية، في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وعلاقاتها بجيرانها من دول القرن الأفريقي خَاصَّةً، ففي عام 1995م وبإملاء ودعم من الكيان الصهيوني، قامت إريتريا باحتلال جزيرة حنيش اليمنية، لتشهد بعدها منطقة جنوب البحر الأحمر نشاطاً عسكريًّا للكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية؛ بهَدفِ إنشاء محطة مراقبة لاسلكية فيها لمراقبة السفن في الممرّ لما تملكه من موقع استراتيجي يضمن اتصالات بحرية وجوية بإفريقيا والشرق الأقصى.
وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م، عززت الولايات المتحدة الأمريكية ثقلها في منطقة البحر الأحمر بحجّـة حماية طرق الملاحة الدولية في إطار حملتها على ما سمّي (الحرب ضدّ الإرهاب)، فأصبح هناك تمركز صهيوني إلى جانب التمركز الأمريكي في أرض الصومال وجيبوتي.
ومع اللحظات الأولى لانتصار ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر استشعر الكيان الإسرائيلي خطورةَ إحكام السيادة الوطنية على السواحل اليمنية وخَاصَّةً مضيق باب المندب.
لذَلك كان من الأهداف الرئيسية للعدوان على اليمن السيطرة على مضيق باب المندب والسواحل والجزر اليمنية، لإقامة القواعد العسكرية في الجزر اليمنية وأبرزها أرخبيل حنيش وميون، وجزيرة سقطرى للسيطرة عسكريًّا ونارياً على الممر الدولي للملاحة البحرية بين شرق آسيا وإفريقيا.
العَلَمُ القائدُ في تمام عام الطوفان: يجبُ أن نُعِــدَّ للقيامـةِ جوابـًا
وتقول هنادي محمّد: أطلَّ قائدُ الثورة سماحة السيد القائد/ عبدالملك الحوثي -يحفظُه الله ويرعاه- في خطابه بمناسبة تمامِ عامٍ على عملية (طوفان الأقصى) المقدّسة، وافتتح حديثَه بسرد إحصائيات إجمالية لحجم الإجرام الصهيوني على قطاع غزة من حَيثُ عدد الغارات والشهداء والجرحى والمفقودين، وأوضح الدورَ الذي تقومُ به أمريكا في مساندتها لـ “إسرائيل” منذ اليوم الأول من (طوفان الأقصى)، وقال بأنها من تصنع وتموّلُ المآسيَ لأكثَرَ من نصف قرن.
السيدُ العَلمُ عرض بعضَ المقولات والعقائد اليهودية التي يتقوّلون بها ويدّعون بأنها وردت في كتبهم ليضفوا شرعية على أعمالهم الإجرامية لو لم يكن منها إلا قولهم: (لا تبقوا نَفْسًا على قيد الحياة)..!، كما أنهم يطلقون على حربهم ضد البشرية بالحرب المقدَّسة!
وأمامَ العدوان الظالم ضد الشعب الفلسطيني، أشاد السيدُ القائد بصمود المجاهدين والأهالي في غزة وقال بأنه صمود تاريخيّ لا مثيل له.
وفيما يَخُصُّ عملية (طوفان الأقصى)، وبعد عرضه لأفكار ومعتقدات وإجرام العدوّ الإسرائيليِّ، يُعيدُ سماحة السيد القائد تأكيد ما قالهُ في أول خطابٍ له عقب العملية المباركة، بأن عمليةَ (طوفان الأقصى) كانت ضرورة بكل ما تعنيه الكلمة وفي إطار الحق المشروع للشعب الفلسطيني، خُصُوصاً بعد محاولات تغييب القضية الفلسطينية تحت مُسَمَّى التطبيع وتتابع الدول في ارتمائها للحضن الصهيوني، وبعد مرور عام على الطوفان الذي حقّق نجاحاتٍ كبيرةً أنهكت العدوّ الإسرائيليّ وداعميه من الغرب الكافر، ولا ينكر هذه الحقيقة إلا المتصهينون والجاحدون والمنافقون، وكانت ضربة قاسية وجّهت للعدو الإسرائيليّ ولا يمكن أن تُمحى من ذاكرتـه!
وذكر في كلمتـهِ بأنَّ هناك تقاريرَ غربيةً تقول بأنَّ إسرائيل تسعى لتغيير موازين القوى في المنطقة والقضاء على مشروع الدولة الفلسطينية والمقاومة في غزة وإحداث انقسامات في الدول العربية، وغير ذلك من مخطّطاتهم الجهنمية التي خُلاصتها أن يكون هذا الكيان المشؤوم هو المسيطر والمهيمن، عقب هذا العرض يؤكّـد سماحته بأن حتمية زوال الكيان المؤقت من الثوابت الدينية والقرآنية، وهم يدركون هذه الحتمية بدليل قول النتن ياهو: (سأجتهد حتى تبلُغُ إسرائيلُ عيدَ ميلادها المِئة).
وأمام الخِذلان والإقصاء والتغييب والإجرام والدماء التي تُسفك ليلًا ونهارًا، يؤكّـد قائدُ الثورة بأن كُـلّ من سمع وشاهد ما يجري مع إخوتنا في فلسطين ليس معفيًا عن المسؤولية، وعلينا جميعاً أن نُعِدَّ للقيامـةِ جوابـًا.. والعاقبةُ للمتّقين.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: فی البحر الأحمر طوفان الأقصى
إقرأ أيضاً:
الأسلحة التكتيكية اليمنية..تطور مستمر مع تعاظم القلق الأمريكي
الثورة نت../
التحذيرات التي أطلقها قائد الثورة في خطابه، الخميس الماضي، من الاستكبار العالمي أمريكا و”إسرائيل”، ومن يقف خلفهما أوضحت أن ثمة مفاجآت تحضرها القوات المسلحة اليمنية لمواجهة تكرار الاعتداءات مستقبلا على اليمن، كما أنها تشير إلى أن استمرار التقدم في الصناعات الحربية، يعزز موقع اليمن في مواجهة الاستكبار العالمي.
كما تؤكد أن الرسالة واضحة بأن هناك بشائر كبيرة، وينبغي للجميع إدراكها، حيث يمضي الجيش اليمني قدمًا في تطوير قدراته الصاروخية استجابة لخطابات قائد الثورة التي تؤكد أهمية التصعيد في مواجهة العدو الصهيوني، وتثبت أن القوات اليمنية قادرة على توجيه ضربات إلى تل أبيب “يافا” الفلسطينية.
كما أنها أكدت أن من استهدف السفن المرتبطة بالعدو الصهيوني، قادر على دكّ القواعد العسكرية الأمريكية بصواريخ فرط صوتية، وأن يغرقها بالأسلحة ذكية.
الديناميكية العسكرية الجديدة
التطورات العسكرية في اليمن أبرزت تحولًا في ميزان القوى في البحر الأحمر، مع إدخال تقنيات متطورة تهدد الأساطيل البحرية الأمريكية والبريطانية.
وهذه الديناميكية العسكرية الجديدة تعكس قدرة اليمنيين على التكيف مع الظروف الراهنة وتقديم استجابة فعالة لأي تهديد خارجي، ما يؤدي إلى تعقيد المشهد العسكري أمام استمرار غطرسة الاستكبار الأمريكي في المنطقة.
ضربتان في آن واحد، لا توجعان الرأس وحسب، بل وتفقدانه الثبات والاتزان، فثمة وسائل وتكتيكات يمنية قتالية جديدة، لم تكن في الحسبان الأمريكي والبريطاني على خط سواء.
الأولى: أن الرد اليمني على تدخلهما بالوصاية غير المشروعة على حركة الملاحة في المياه الإقليمية اليمنية، وعلى الغارات الامريكية- البريطانية على مناطق يمنية، لم يكن ردا عاديا، بل رد أوقع قلوب الأمريكان، وأصاب بايدن نفسه بحالة من الروع الشديد، حيث أعلنت اليمن عن إدخال سلاح الغواصات المسيرة إلى عملياتها في البحر الأحمر لتزداد المعادلة في المواجهة البحرية سخونة والتهابا.
والثانية: في سبتمبر الماضي، وتزامنا مع تكذيب واشنطن خبر امتلاك صنعاء لصواريخ فرط صوتية، كان الرد اليمني سريعًا في استهداف القوات اليمنية هدفًا عسكريًا في “يافا” بفلسطين المحتلة بصاروخ فرط صوتي قطع 2040 كيلومترًا في 11 دقيقة ونصف، لتعدل أمريكا، في حينه، مسار التكذيب إلى الاعتراف على لسان مسؤول عسكري أمريكي لقناة “سي إن إن” بأن “الحوثيين يواصلون مفاجأتهم”.
تهديد يثير القلق لا يزال يتطور
الأسلحة الذكية من غواصات مسيرة، وألغام بحرية وصواريخ فرط صوتية، كعناصر مفاجأة يمنية ظهرت بتقنيات هجومية عالية، فرضت وفقا لمحللين عسكريين أمريكيين معادلةً جديدة، ودروسا مهمة يتوجب على قوى الاستكبار استيعابها في مسار يعيد رسم موازين القوى لصالح محاور الإسناد للمقاومة الفلسطينية.
دخول هذا النوع من السلاح التكتيكي في الخدمة بالجيش اليمني، يُعد إنجازًا عسكريًا يعكس قدرة صنعاء على تحقيق أهدافها، ويعزز من قدرات الجيش اليمني على تصويب الضربات في العمق الصهيوني وإلى أي موقع أمريكي في المنطقة، فضلا عن تعزيز العمليات البحرية على مسار استمرار إجبار حاملات الطائرات الأمريكية والمدمرات البريطانية على الوقوف بعيدا عن المياه الإقليمية اليمنية في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي.
بحسب ما أعلنته القيادة العامة للأنظمة البحرية الأمريكية، تتميز الغواصة المسيرة اليمنية ببعض المميزات غير المسبوقة على صعيد العمليات الهجومية والاستشعار وقدرات التحمل تحت الماء، كما يتم تسييرها بصورة آلية.
وتبلغ سرعتها القصوى ثماني عقد، أي 14.8 كيلو مترا في الساعة أو 9.2 ميلا في الساعة، ومدى أقصى يبلغ 6500 ميل بحري، أي 12 ألفا و38 كيلو مترا، وتتميز بتصميم معياري مع توفير التوجيه والتحكم والملاحة والوعي بالموقف المحسن، كما تتميز الغواصة أيضا ببنية مفتوحة لتمكين التكامل المستقبلي للتقنيات.
وأكدت بأن اليمن تسعى لإدخال أسلحة جديدة نوعية في المعركة في البحر الأحمر، وهو ما قد يغير مسار الحرب في الشرق الأوسط، إذ تكمن خطورة تلك الغواصات المسيرة في قدرتها على الاختفاء عن أعين الرادارات، كما يمكنها تنفيذ مهام استطلاعية وتجسسية في المياه، كما أن خطورتها أيضا تكمن في أنها قد تظهر فجأة أسفل الهدف ومن ثم تفجره وتغوص إلى الأعماق.
“امتلاك مركبات بحرية سطحية مسيرة محملة بالمتفجرات ويمكنها التحرك بسرعات عالية جداً، هو أحد أكثر السيناريوهات المخيفة”، هو ما وصف به قائد المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات آيزنهاور، الأدميرال مارك ميجويز، الزوارق المسيرة اليمنية التي هاجمت الحاملة، مؤكدا أن السلاح اليمني “تهديد مثير للقلق، لأنه لا يزال يتطور”، واصفا إياها بالتهديد غير المعروف.
مؤكدا في تقرير نشرته وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، في فبراير الماضي: أنه “ليس لدى البحرية الأمريكية الكثير من المعلومات عن هذا السلاح، ويمكن أن يكون قاتلاً للغاية”، مضيفا أن “الحوثيين لديهم طرق للسيطرة على هذه الزوارق تماماً مثلما يفعلون مع الطائرات بدون طيار”.
وكشف عن عنصر المفاجأة والصدمة، في إشارة إلى عدم وجود الكثير من الوقت للتعامل مع الزوارق المسيّرة، وإلى أنه “إذا لم يكن في الوقت والمكان المناسبين على الفور فقد يصبح الأحمر قبيحاً بسرعة”.
ونشرت صحيفة: “نيويورك تايمز” في فبراير الماضي، تقريراً عن ميك مولروي، المسؤول السابق في البنتاغون والضابط السابق في وكالة المخابرات المركزية، قوله إن “استخدام الحوثيين لسفينة مسيّرة تحت الماء كان أمراً مهماً”، مشيرا إلى أن “اكتشاف وتدمير السفن السطحية وتحت السطحية غير المأهولة هو على الأرجح أكثر صعوبة من اكتشاف الطائرات غير المأهولة والصواريخ المضادة للسفن”.
وفي سياق متصل، تضمن تقرير صدر عن “المعهد البحري الأمريكي” صورًا قال: إنها لمسيرات يمنية تشبه الطوربيدات أو زوارق مسيرة انتحارية تهاجم أهدافها تحت الماء، مؤكدا أن هذه المسيرات البحرية أكبر من الطوربيدات من حيث الحجم، ولكن من حيث السرعة تكون أبطأ، مؤكدا أن هذه الميزة هي ما يجعل لها فعالية أكثر في مهاجمة الأهداف الثابتة مثل السفن المتوقفة أو الراسية في الموانئ، وتتميز بأنه من الصعب رصدها، وأن أسعارها أرخص بكثير من الصواريخ. وتتميز بالظهور المفاجئ للسفن المستهدفة وتفجيرها بدقة أكبر.
وقال المعهد في تقريره: إن الغواصات أو الزوارق المسيرة تعد من التكنولوجيات المعقدة، حيث صنفت بأنها أكثر تعقيدًا من المسيرات الجوية في البناء والتطوير، وأنها تستطيع مهاجمة السفن في أكثر المواضع عرضة للخطر، ويصعب اعتراضها أو استهدافها، كما أنها وبشكل واضح أكثر فاعلية وتشكل خطرا كبيرا على الناقلات وسفن الشحن التي تستهدفها عمليات حركة أنصار الله في البحر الأحمر.
وأضاف: “بالتأكيد أن حركة أنصار الله لم تحصل على مثل هذه التكنولوجيا فجأة وبسهولة، وأنها في حقيقة الأمر كانت تطور من تقنياتها لكنها اختارت الوقت المناسب للكشف عنها، وحتى الآن قد نكون رأينا نصف قدرات أنصار الله في تكنولوجيا الغواصات، خاصة أن الحرب والصراع داخل البحر الأحمر ما يزال مستمرًا”.
يُظهر استخدام الغواصات المسيرة اليمنية تحولًا في طبيعة الصراع بالبحر الأحمر، مع إمكانيات جديدة قد تؤثر على مجريات الأحداث في المنطقة، وهذه التطورات تجعل من الصعب على القوات الأجنبية تأمين جانبها من التهديدات الجديدة، مما يُعد بمثابة ردّ قوي على الضغوط العسكرية المفروضة.
العمل تحت سطح الماء
وأكدت الباحثة في معهد ميسغاف للأمن القومي والاستراتيجية الصهيونية كلوتسن، أن اليمنيين يملكون القدرة على العمل تحت سطح الماء، موضحة أن ما وصفتها بـ”الأدلة على ذلك” جاءت “قبل نحو شهر عندما واجه الأميركيون مركبة ذاتية القيادة تحت الماء يديرها اليمنيون”.
وأضافت: “تُعرف تلك الغواصة الحوثية الصغيرة باسم سفينة تحت الماء بدون طيار (UUV) أو مركبة تحت الماء بدون طيار (UUV)”.. مشيرة إلى أنه “وفي حين لا يُعرف الكثير عن غواصة الحوثيين تحديدًا، يُعتقد أنها مركبة مستقلة غير متطورة نسبيًا، ومع ذلك، فحتى مثل هذا الجهاز البسيط يمكن أن يشكل تهديدًا كبيرًا للسفن في المنطقة ويشكل تحديًا أكبر من التهديدات التقليدية مثل الطائرات بدون طيار أو الزوارق السطحية”.
وقالت: “إنه يمكن لمثل هذه الغواصات إطلاق ألغام أو إطلاق طوربيدات أو حمل متفجرات لشن هجمات انتحارية على الأهداف”.. مؤكدة أنه “من الصعب للغاية اكتشافها”.
وأوضحت أن “معظم أنظمة الدفاع الحالية في المنطقة ليست مصممة للتعامل مع مثل هذه التهديدات، وستكون هناك حاجة لأنظمة السونار وغيرها من أدوات التتبع تحت الماء لمكافحتها”.
وذكرت كلوتسن أن هذه الغواصات، بحسب التقديرات، تشبه الطوربيدات في المظهر ولكنها أبطأ، وهي فعالة بشكل خاص ضد السفن الثابتة أو بطيئة الحركة، ويُعتقد أنه يمكن تجهيزها بأنظمة رؤية لمراقبة الأهداف.
وأعلنت اليمن في شباط/ فبراير الماضي، إدخال سلاح الغواصات في المعركة البحرية المساندة للشعب الفلسطيني.
وقال قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي في خطاب له: “لقد أدخلنا سلاح الغواصات في المواجهة في البحر الأحمر، وهو سلاح يقلق العدو”.
ووصف معهد البحرية الأمريكية الغواصات المسيرة التابعة للقوات المسلحة اليمنية، بأنها “تهديد جديد يظهر من تحت الماء”.
الصواريخ الفرط الصوتية اليمنية في ضيافة “يافا”
وعلى خلاف استبعاد البنتاجون لإمكانية وجود هذه الصواريخ، أفادت “نيويورك تايمز” إجراء الحوثيين لتجربة على صاروخ جديد متوسط المدى، ما يُظهر حجم ما يثيره تطوير القدرات الصاروخية اليمنية من قلق لدى واشنطن ولندن، حيث يُعتبر دخول اليمن إلى سباق التسلح الصاروخي عامل تغيير لموازين القوى، وتركز اليمن على تطوير صواريخ فرط صوتية بمدى يصل إلى 2150 كيلومترًا وسرعة 16 ماخ، مما يمنحها القدرة على اجتياز أنظمة الدفاع الحديثة.
طورت القوات المسلحة اليمنية منظومات ردع محلية بقدرات متقدمة، وهو ما يتيح لها القدرة على تنفيذ عمليات بواسطة صواريخ جديدة تستهدف الكيان الإسرائيلي. فضلا عن كون التطور يجعل اليمن الدولة العربية الأولى التي تنتج صواريخ فرط صوتية، ما يُعزز من قوتها العسكرية ويعيد تشكيل موازين القوى في المنطقة.
يمثل امتلاك اليمن لصواريخ فرط صوتية تفوقًا عسكريًا استراتيجيًا غير مسبوق، وضربة للعدو الأمريكي والصهيوني، خاصة بعد فشل الدفاعات الجوية الإسرائيلية في اعتراض الصاروخ الذي استهدف منطقة قريبة من مطار بن غوريون.
كما أن اعتراف واشنطن بما أثبتته التجارب العملية من قدرات عسكرية بات الجيش اليمني حائزا لها، يضعها أمام تحدٍ جديد في المنطقة ويزيد من قلقها، ناهيك عن أن الاعتراف الأمريكي بفشل الدفاعات الإسرائيلية يُعزّز من أهمية صناعة صواريخ فرط صوتية ذات سرعة تصل إلى 16 ماخ ومدى 2150 كيلومترًا، كما يعزز مكانة اليمن كقوة إقليمية.
وفي بيان له، أعلن المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع أن القوة الصاروخية في القوات المسلحة اليمنية نفذت عملية عسكرية استهدفتْ مواقع عسكرية في عمق الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة وذلك بثلاثة صواريخ مجنحة نوع قدس5، مؤكدا أن العملية تأتي انتصارا لمظلومية الشعبين الفلسطيني واللبناني ودعما للمقاومتين الفلسطينية واللبنانية، وقدْ تمكنت الصواريخ من الوصول إلى أهدافها بنجاح وسط تكتم العدو عن نتائج العملية.
وأشار إلى أن استمرار الدعم الأمريكي والبريطاني للعدو الإسرائيلي يضع المصالح الأمريكية والبريطانية في المنطقة تحت دائرة النار، وأن القوات المسلحة اليمنية لن تتردد بعون الله تعالى في توسيع عملياتها العسكرية ضد العدو الإسرائيلي ومن يقف خلفه حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة وكذلك وقف العدوان على لبنان.
تعاظم القلق الأمريكي
التوافق الداخلي والاستقرار الاقتصادي رغم الحصار، والغواصات المسيرة وتقنيات إسقاط الطائرات التجسسية والصواريخ الفرط صوتية، والأهم من ذلك كله، الالتحام بمحاور إسناد ودعم المقاومة الإسلامية في فلسطين ولبنان والعراق وإيران إلى بوادر التقارب مع روسيا والصين وكوريا وإيران.
بالإضافة إلى وجود ترسانة من الصواريخ المتنوعة وأنظمة الدفاع المتقدمة، كل ذلك شكل عوامل ونقاط قوة جعلت اليمن مستعدة لمواجهة أي تهديدات قد تتعرض لها، وهذا ما أصبح يثير قلق الولايات المتحدة ويهدد مشاريعها فيما أسمته “الشرق الأوسط الكبير”.
التطور السريع للقدرات اليمنية من حيث التقدمية في تصنيع الصواريخ من المدى القصير إلى الفرط صوتي والطائرات والزوارق البحرية بدون طيار وبتكنولوجيا متقدمة، في حده ذاته يربك الحسابات الأمريكية في المنطقة، ويزيد الخشية لديها من قدرة السلاح اليمني على الوصول إلى الأهداف الاستراتيجية، والقدرة على استهداف قوات التحالف ومصالح الولايات المتحدة في المنطقة عبر صواريخ تم تطويرها محليًا.
ومع تصاعد التوترات في البحر الأحمر نتيجة لتطور القدرات العسكرية للقوات اليمنية، وخاصة استخدام الغواصات المسيرة، وإظهار هذه التطورات العسكرية في السوق اليمنية لقدرة متزايدة على تعدد أساليب الهجوم والردع بما يساهم في إحداث تغييرات استراتيجية في المعادلات العسكرية في البحر الأحمر، وتأكيد التصميم اليمني على الدفاع عن حقوق اليمن ومصالحها، تبرز التقارير رد فعل الجيش الأمريكي وقيادته المركزية في حالة من القلق للتطور السريع في القدرات العسكرية اليمنية، مؤكدة أن المواجهات الأخيرة للبحرية الأمريكية مع البحرية اليمنية قد أثرت على الاستقرار النفسي للقيادة الأمريكية وممثليها، بما في ذلك الرئيس بايدن، الذي دفع بالبحرية الأمريكية إلى العمل على تطوير شبكة اتصالات تحت الماء، بالإضافة إلى تزويد الحاملات والمدمرات الأمريكية بمميزات مثل تقنية تصوير الفيديو ونظام التموضع العالمي.
تزايد القلق الأمريكي- البريطاني من قدرة القوات اليمنية على تنفيذ هجمات صاروخية في البحر، جعل التحالف الدولي، بقيادة أمريكا وبريطانيا، يعيد تقييم استراتيجياته العسكرية، حيث أرسلت الولايات المتحدة مدمرتين عسكريتين إلى البحر الأحمر، وجرى تزويدهما بصواريخ اعتراضية لمواجهة التهديدات، ومع ذلك فإن تلك المدمرات لم تتمكن من إسقاط الصواريخ الباليستية اليمنية بشكل فعال، مما جعلها تعود من حيث أتت وهي تجر أذيال الخيبة والانكسار وعار الهزيمة.
كما أنه، ورغم تفوق القدرات التكنولوجية الأمريكية الكبيرة، إلا أن التكلفة العالية للصواريخ الدفاعية الأمريكية تجعلها غير فعالة مقارنةً بالتكلفة المنخفضة للقدرات العسكرية اليمنية، مما يضع ضغطًا إضافيًا على الإدارة الأمريكية في مواجهة التهديدات.
هذه التطورات، من وجهة نظر محللين أمريكيين، أظهرت أن اليمن قد حقق خطوات كبيرة في مجال التسليح، مما تسبب في تعقيد المعادلة العسكرية في البحر الأحمر، مؤكدين أن القلق الأمريكي، كما يبدو، مبرر في ظل هذه الإنجازات، حيث أن التحولات التكنولوجية والتكتيكية التي تحققت من قبل القوات اليمنية قد تسببت في تغيير طريقة التعامل مع التهديدات المحتملة البحرية منها والأرضية.
والمناورة في سياق رسائل التحدي
وفي سياق متصل بمسار “معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس”، نفذت القوات المسلحة اليمنية مناورات عسكرية تكتيكية على الساحل الغربي تحت عنوان “لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ”، احتفاءً بذكرى عملية “طوفان الأقصى”. المناورة محاكات لصد هجمات افتراضية من أربع موجات معادية، تشمل هجوماً بحريًا على الأراضي اليمنية.
شملت المناورة تنفيذ عمليات قتالية متنوعة برية وبحرية، تصديًا لمحاولات إنزال جوي لأعداء مفترضين، حيث شاركت قوات التعبئة العامة في الدفاع عن القرى اليمنية.
ملامح المستقبل القريب
المناورة وما سبقها من الإنجازات، هي ثمار تولدت من عمق التحدي المتمثل في سعي الشعب اليمني لبناء جيش قوي وتطوير قدراته العسكرية، ما أسفر عن جاهزية عالية للمواجهة والحفاظ على حقوقهم في السيادة الكاملة على قرارهم وأرضهم ومياههم الإقليمية. وتضمن هذه الجهود إرساء معادلة تحذر المعتدين من أن عودتهم سواءً في البر أو في البحر لن تكون إلا عبر المزيد من الدمار الذي سيطال مدنهم وبوارجهم وسفنهم.
ما يؤكد أن القدرات العسكرية للقوات اليمنية، بما تتضمنه من مجموعة متنوعة من الصواريخ والطائرات وأنواعا لا حصر لها من الأسلحة البرية والبحرية والجوية، تم تطويرها أو تعديلها محليًا، تمثل تعزيزات للقدرات الدفاعية والهجومية تجعل من الجيش اليمني قوة قادرة على خوض المواجهة بجدارة، بل وصناعة معادلة الردع.
وليبقى تنامي القدرات العسكرية اليمنية المتطورة، وخاصة في مجال الصواريخ، على تعقيد الأوضاع في الشرق الأوسط، أمرا مقلقا للبنتاغون الأمريكي إلى حد التفكير في تغيير استراتيجياته في الهجوم والمواجهة مع اليمن، وتحويل التركيز نحو البحث عن وسائل لاستهداف مواقع إطلاق الصواريخ في اليمن بدلاً من التصدي لها في الجو، وهو ما يعكس مدى تزايد القلق الأمريكي من التطور التقني والتكنولوجي العسكري للجيش اليمني خاصة مع تحذيرات محللين وخبراء عسكريين أمريكان باقتراب نشوب حرب كبيرة في المنطقة، وما تحمله من تأكيدات تستند إلى تفاعلات الواقع أن القوات الأمريكية جزءٌ من كل نزاع عسكري حاصل في المنطقة.
المصدر- أنصار الله