اليمنيون يواجهون الجن ولا يخشون القرود
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
محمد علي القانص
المناورة العسكرية التي وزعت القوات المسلحة اليمنية مشاهدها، لا تعني استعراض القوات كما تفعل الجيوش المتخاذلة (العربية)، بل تحمل الكثير من الرسائل التي يوجهها القوم الذين وصفهم الله سبحانه وتعالى بأولي القوة والبأس الشديد، لأعداء الإسلام والبشرية جمعاء، بل تؤكد استعداد اليمنيين لخوض غمار المعركة مع العدو حتى تحرير القدس وكل شبر في الأراضي المحتلة، مهما كانت التضحيات.
وفي أحد جلسات المقيل، ونحن نشاهد مناورة “لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ” لفت انتباهي وصف أحد الشخصيات المهمة للمقاتلين اليمنيين بقوله: اليمنيون مستعدون للمواجهة والقتال حتى مع الجن، وهذا التوصيف يدل على رباطة الجأش وفروسية وشجاعة المقاتل اليمني الذي يمتلك عقيدة راسخة بأن الجهاد في سبيل الله هو الطريق الوحيد الذي يؤدي إلى السلام والنصر، لذلك يحسب العالم لليمن ألف حساب على امتداد فترات التاريخ المتعاقبة.
ففي عهد الملكة بلقيس أبدى اليمنيون استعدادهم لمواجهة جيش سليمان (عليه السلام) الذي سخَّر الله له الجن وكل ما في الوجود، وأعطاه ملكاً لا ينبغي لأحدٍ من بعده، وأكد الله تعالى ذلك الاستعداد بقوله: ((قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ)) لذلك، من يملك الجرأة على مواجهة الجن لن يخشَ مواجهة القرود، من الصهاينة الأذلاء.
وقد أثبتت القوات المسلحة اليمنية ذلك في ميادين الجهاد المختلفة منذ عام 2015، حينما شن التحالف السعودي الأمريكي الإماراتي البريطاني عدوانه على اليمن، وحتى معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس المساندة لمعركة طوفان الأقصى.
الجزء الثاني من مناورة “لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ” جعل الكثيرين يعيشون الدور بكل تفاصيله ويتشوقون للمشاركة في أي معركة قادمة مع أعداء الأمة، ليحوّلوا هذه المشاهد من مجرد (بروفات) إلى مشاهد حقيقة، وهذا يدل على أن شعب اليمن في جهوزية تامة واستنفار دائم. فالويل كل الويل لمن يدخل في حرب مع يمن الإيمان والحكمة، البلد الموصوفة بـمقبرة الغزاة.
فلن يحرر فلسطين إلا اليمنيون، وهذا ما تحكيه الأحداث ويتوقعه الجميع؛ بل إنهم يجزمون بذلك، لما يعرفونه عن تاريخ اليمن المنتصر في جميع المعارك التي خاضها رجالُه على مر العصور والأزمنة، فهم من خصهم الله بالقتال والانتصار للمستضعفين في الأرض، وسلَّطهم على الطغاة والمستكبرين.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
اليمنيون يودعون السيد حسن نصرالله: زخمٌ شعبي ورسائل وفاء تسبق مراسم التشييع
يمانيون../
في لحظة تاريخية فارقة، ومع استعداد أحرار العالم لتشييع سيد شهداء الأمة، السيد حسن نصرالله، أمين عام حزب الله، تتدفق مشاعر العرفان والوفاء من اليمنيين تجاه قائدٍ ظل سيفه مشرعًا في وجه الظلم والطغيان، وصدح بالحق دون هوادة.
من مواقع التواصل الاجتماعي إلى المنصات الإعلامية، تضج الساحة اليمنية برسائل التقدير والعرفان، لتجسد حجم الارتباط العاطفي والفكري بين اليمنيين وقائد لم يتوانَ يومًا عن مناصرة قضاياهم، والتعبير عن موقفه الصلب إزاء العدوان والحصار الأمريكي السعودي الإماراتي على اليمن.
السيد حسن نصرالله لم يكن مجرد زعيم سياسي في عيون اليمنيين؛ بل كان رمزًا للمقاومة الصلبة وصوتًا للمظلومين في زمن القهر. خاطبهم في خطاباته، استنهض فيهم العزيمة، وأكد لهم أن المقاومة ليست فكرة فحسب، بل عقيدة تُمارس على أرض الواقع.
ومع اقتراب موعد التشييع، امتلأت المنصات الإلكترونية بكلمات رثاء ووفاء تعبّر عن حزن عميق ممزوج بفخر وإجلال لشخصيةٍ سكنت القلوب قبل أن تخلد في ذاكرة التاريخ.
كتب الناشطون عبارات تعكس مدى تقديرهم للسيد نصرالله، فوصفوه بأنه “القائد الذي لم يساوم، والصوت الذي لم يخفت أمام الاستكبار”. وأكد آخرون أن خسارته ليست للبنان وحده، بل للأمة العربية بأسرها، فهو قائدٌ حمل همّ المستضعفين في كل بقاع الأرض.
وصفه البعض بأنه قامة شامخة في ميادين العزة والكرامة، وصوتٌ للحق يوم أُسدل ستار الخذلان. وفي وقتٍ اجتمعت فيه سيوف الغدر على اليمن، بقي نصرالله الرمح الذي لم ينكسر، والموقف الذي لم ينحنِ.
عبارات الرثاء التي تداولها اليمنيون لم تكن بروتوكولية، بل نابعة من قلوب أناس رأوا فيه نصيرًا لقضاياهم، ورجلًا لم يصمت حين تخلى العالم عنهم. أعادوا نشر خطاباته وصوره، واستذكروا مقولاته التي أصبحت رموزًا للمبدأ والثبات.
رأى كثيرون في السيد نصرالله ليس مجرد شخصية سياسية، بل مشروعًا متكاملًا للمقاومة والكرامة، عاش مدافعًا عن وطنه وأمته، ومات شامخًا كما عاش، ليكون أيقونةً للصمود والإرادة، ورمزًا لموقف لا يلين أمام الظلم والاستبداد.
وسائل الإعلام تحولت إلى منابر لرسائل العرفان والوفاء، حيث تجاوز التفاعل حد التأبين إلى شحذ الهمم وترسيخ القيم التي عاش لأجلها السيد نصرالله. بدا الأثر الذي تركه ممتدًا ليشعل الحماسة ويملأ القلوب بالثبات، فهو القائد الذي نطق بالحق حين صمت الجميع.
ومع اقتراب مراسم التشييع، ازدادت رسائل العرفان والوفاء، حيث وصفه الكثيرون بأنه رجل لم يعرف التراجع، صوته كان كالسيف، وحديثه يقينٌ في زمن التردد.
من كلمات الرثاء إلى مقاطع الفيديو والصور، ومن الأبيات الشعرية إلى الخطابات المليئة بالعزيمة، بدا اليمنيون في حالة إجماع على تكريم قائد ألهمهم ومنحهم العزم، ووقف بجانبهم في زمن الخذلان.
هذا الزخم الإعلامي لا يعكس مجرد استذكار لشخصية راحلة، بل يُظهر تجديدًا للعهد مع مبادئ المقاومة والوفاء لمن وقف إلى جانب الشعوب في أصعب اللحظات.
نخب واسعة من إعلاميين وسياسيين وأكاديميين عبروا عن مواقفهم تجاه سيد شهداء المقاومة، الذي تفرد بثباته يوم تهاوت المواقف، واعتلى صهوة الحق حين ارتمى غيره في وحل الخنوع.
في ظل هذه المشاعر العميقة، يتضح أن اليمنيين لا يرثون قائدًا فقدوه فحسب، بل يحيون رمزًا تتردد أصداؤه في أروقة التاريخ، وتظل مآثره شعلة تنير درب الأحرار في كل زمان ومكان.
التفاعل الواسع يمثل شهادة حيّة على العلاقة العميقة التي ربطت السيد نصرالله بشعبٍ رأى فيه أنموذجًا للصمود والإباء. وكما خلّد التاريخ أسماء العظماء الذين دافعوا عن قضايا الأمة بصدق، يكتب اليمنيون اليوم بمداد الوفاء اسم السيد نصرالله الذي سيبقى محفورًا في قلوبهم ووجدانهم، حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
تقرير: جميل القشم