أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة «تريندز» يناقش مشاريع بحثية مع مؤسسات روسية تعاون بين «تريندز» والمجلس الاقتصادي الهندي

أكد باحثون وخبراء ومختصون من دول عدة، أن ظاهرة التطرف الإسلاموي لا يمكن فهمها دون النظر في التنظير الفكري الذي يقوم عليه الإسلام السياسي، ولا يمكن القضاء على هذا التطرف دون معالجة الفكر الذي يُنشر عنه.


جاء ذلك، في المنتدى السنوي الرابع حول الإسلام السياسي، الذي نظمه مركز تريندز للبحوث والاستشارات في قاعة «تريندز» الكبرى في مقره بأبوظبي، تحت عنوان «الإخوان المسلمون والعنف»، وذلك بمشاركة نخبة من الباحثين والخبراء من مختلف أنحاء العالم.
ودعا نحو 18 باحثاً وأكاديمياً من دولة الإمارات، وفرنسا، والمغرب، وتونس، وألمانيا، وكندا، إلى حوارٍ فكريٍّ موسَّع بين الغرب والعالم العربي، لفهم أعمق لهذه الظاهرة، ولمواجهتها بأساليب متعددة الأبعاد.
وشدّد المتحدثون في توصيات المنتدى على أهمية إدانة الإرهاب والتطرف بكل أشكاله، ورفض المعايير المزدوجة في دراسة هذه الظاهرة، والتأكيد على عدم ربط الإرهاب بأي دين أو جنسية، مطالبين بإعادة تعريف الإرهاب ليشمل ليس فقط من يمارس العنف، بل أيضاً من ينظّر له ويبرره ويدعمه.
وشدَّد الخبراء والباحثون على ضرورة التصدي للاستخدام السياسي للإرهاب، ورفض استغلاله وسيلة لتحقيق أهداف جيوسياسية، مؤكدين في الوقت نفسه الحاجة إلى حوار بين الأكاديميات الغربية والعربية لفهم أعمق لظاهرة التطرف والعنف الإسلاموي، وأهمية تعزيز فهم الأسباب الفكرية التي تبرر العنف وتطوير مقاربات فكرية وعملية لمواجهة الأيديولوجيات المتطرفة بفعالية.

حلقة وصل فكرية
وافتتحت أعمال المنتدى بكلمة ترحيبية للدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، الذي أكد أهمية المنتدى في تحليل وتفكيك خطابات جماعات الإسلام السياسي، ودراسة التحديات التي تشكلها هذه الجماعات على المجتمعات والدول الوطنية.
وأشار إلى أن المنتدى جاء بهدف تحقيق ثلاثة أهداف رئيسة، هي، تحليل الأسس الأيديولوجية للتطرف المؤدي إلى العنف لدى الإخوان المسلمين، من خلال دراسات لحالات متعددة، وإظهار الروابط الفكرية والعملياتية بين الإخوان المسلمين والتنظيمات الإرهابية، وتسليط الضوء على الطبيعة الهجينة لجماعة الإخوان المسلمين، وما يمثله ذلك من تحدياتٍ على مستوى الفهم والمجابهة.
وأوضح أن مشاركة باحثين من دول متعدّدة، مثل فرنسا، والمغرب، وتونس، وألمانيا، في المنتدى، يعزّز دوره كحلقة وصل بين مركز «تريندز» ومراكز البحث العالمية، بهدف مواجهة الأفكار المتطرفة، وعلى رأسها أفكار جماعة الإخوان المسلمين، التي تروّج للانقسام بين أبناء الوطن الواحد، مشدداً على أهمية مواجهة هذه الأفكار بنشر مفاهيم الوسطية والاعتدال والتسامح والعيش المشترك.

قضية جوهرية
وفي الكلمة الرئيسة للمنتدى، أكدت الدكتورة خديجة فرحان الحميد، مدير إدارة شؤون الطلبة أكاديمية ربدان، أن الحديث عن جماعة الإخوان، وعلاقتها بالعنف ليس مجرد نقاش فكري، بل هو موضوع يلامس جوهر استقرار المجتمعات وأمنها، ويطرح تساؤلات حيوية حول الدور الذي تؤديه الأيديولوجيات في تشكيل السلوكيات والممارسات السياسية والاجتماعية.

تفكيك الأفكار
عقب ذلك، بدأت فعاليات المنتدى بعقد الجلسة الأولى تحت عنوان، «الأسس الأيديولوجية للتطرف المؤدي إلى العنف لدى الإخوان المسلمين»، حيث اتفق البروفيسور مهند خورشيد، عميد المعهد العالي للدراسات الإسلامية جامعة مونستر بألمانيا، خلال مداخلة عبر الاتصال المرئي، مع مقاربة مركز تريندز للبحوث والاستشارات في تناول ظاهرة التطرف المؤدي للعنف باسم الدين، والتي تقوم على، تفكيك الأفكار المؤسِّسة لتلك الظاهرة وهكذا تفكيك الأفكار المتعاطفة معها، وتسليط الضوء على الأنماط الأخرى من التدين التي لا تعادي الدولة الوطنية، ولا مبادئ التسامح والتعايش.

نهج هجين
عقب ذلك، عُقدت الجلسة النقاشية الثانية تحت عنوان «عنف الإخوان المسلمين: دراسة حالة»، وأدارها عبدالله الخاجة، الباحث في «تريندز»، وقدّم فيها الدكتور رالف ثيلي، رئيس مبادرة الدفاع الأوروبي في ألمانيا مداخلة مهمة، تناول فيها الهجوم الإرهابي الأخير في مدينة زولينغن، مشيراً إلى أن هذا الحادث يُظهر بشكلٍ مقلق مخاطر «الإسلاموية» في ألمانيا وأوروبا، مؤكداً أن هذه المخاطر لا تزال قائمة، وأن الأعمال الإرهابية لها سياق مرتبط بتغيرات النظام العالمي، حيث يسعى بعض الفاعلين في التيار الإسلامي السياسي لاستغلال الاضطرابات العالمية لتحقيق مصالحهم، وفقاً لتفسير راديكالي للإسلام.

العنف المخفي
من جانبه، أوضح الدكتور عمرو الشوبكي، العضو السابق في البرلمان المصري، أنه إذا قارنا أدبيات جماعة الإخوان المسلمين فيما يتعلق بمسألة العنف، وتحديداً كتابات مؤسسها حسن البنا بشكلٍ خاص، يمكننا وصف عنف الجماعة بأنه العنف «المخفي» أي أنه يظهر بين السطور، وفي ثنايا عرض جوانب أخرى في فكر الجماعة.
وأشار إلى أن مستوى التربية العقائدي «للأخ الجهادي» كان نواة التنظيم الخاص للجماعة، التي اعتنقت العنف فكراً وممارسة، وكان أساس التنظيم المسلح في منتصف الستينيات حتى أعمال العنف التي شهدتها البلاد على يد مجموعات من عناصر الجماعة.
أما حمد الحوسني، الباحث في الإسلام السياسي بـ«تريندز» فتناول في مداخلته تاريخ العنف لدى جماعة الإخوان المسلمين منذ تأسيسها، حيث كشف عن زيف ادعاءات الجماعة برفضها العنف.
وذكر أن فكر الإخوان أسَّس لأفكار تنظيمات إرهابية مثل «القاعدة»، و«داعش»، الذين خرجوا من عباءة هذا الفكر المتطرف.

تخادم الأفكار
وعقب استراحة قصيرة، عقدت الجلسة النقاشية الثالثة تحت عنوان «الروابط الفكرية والعملياتية بين الإخوان المسلمين والتنظيمات الإرهابية»، وأدارتها نورة الحبسي، مديرة إدارة النشر العلمي بـ«تريندز»، وتحدث فيها السيد عمر البشير الترابي، رئيس التحرير بمركز المسبار للدراسات والبحوث، واستعرض فيها كيف يمثل تبرير الإرهاب نفسه شكلاً من أشكال العنف، حيث يدعم الخطاب المتطرف اللجوء إلى العنف لتحقيق الأهداف السياسية والدينية.
وركز في مداخلته على الإرهاب كتمرد على فكرة الدولة الوطنية وعنصر التقاء بين الإخوان وغيرهم. 

كيان واحد
من جانبها، ذكرت الدكتورة زينب التوجاني، أستاذة في الحضارة العربية الإسلامية بجامعة منوبة التونسية، أن الإسلاموية تُبنى على عنف تأسيسي يتمثل في اعتبار المجتمع الذي نشأت فيه «جاهلية»، و«تكفير» المسلم المختلف قبل الآخر غير المسلم، وبذلك فإن أيديولوجية التكفير هذه تمثل أسس الفكر الجهادي المتوحش الذي يمضي بالفكرة إلى أقصاها ليحارب المختلف عنه ويستأصله.

مقاربات
ناقش الدكتور وائل صالح، الخبير في الإسلام السياسي بمركز «تريندز»، ومدير مكتبه في مونتريال، في ورقة بحثية المقاربات الأكاديمية الغربية لدراسة ظاهرة التطرف والعنف المرتبط بجماعة الإخوان المسلمين.
وبيّن كيف أن هذه المقاربات تترجم إلى ممارسات منهجية تتعلق بدراسة الإسلاموية المتطرفة، مشيراً إلى ضرورة إيجاد مقاربة معرفية جديدة أكثر وعياً ودقة لفهم أسباب العنف الذي يمارسه الإسلامويون.

تحول المفاهيم
سعت الدكتورة ريتا فرج، باحثة وعضوة في هيئة التحرير مركز المسبار للدراسات والبحوث في مداخلتها، إلى مناقشة والإضاءة على التحويلات الضخمة في المفاهيم الإسلامية الكلاسيكية التي قام بها الإسلامويون، خصوصاً جماعة الإخوان المسلمين، وتسليط الضوء على المخاطر الناجمة عنها على مستوى الوعي الجمعي العربي، والانقلاب على الدولة الوطنية والإسلام الوسطي. 

الروابط الفكرية والتنظيمية
توقف السيد منتصر حمادة، الباحث بمركز المغرب الأقصى للدراسات والأبحاث، عند القواسم المشتركة في شقيها النظري والعملي بين الفصائل الحركية الإسلاموية بخصوص اللجوء إلى العنف أو الإرهاب أو التطرّف العنيف، وقال إن التجربة الميدانية لجماعة الإخوان المسلمين، قبل وبعد منعطف أحداث 2011، أكدت تورط بعض أعضائها في أعمال عنف.

إشكالية العلاقة
طرح الدكتور فريد بن بلقاسم، الأستاذ المشارك بالمعهد العالي للعلوم الإنسانية بجامعة تونس المنار، في مداخلته إشكالية العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين والتنظيمات الإرهابية في وجهيها، الفكريّ المتّصل بالأطروحات والمفاهيم، والتنظيمي المتّصل بأشكال التنظيم، وديناميكيات الممارسة في الواقع.

المظلة الفكرية 
في مداخلته بالجلسة الثالثة، أكد علي بكر، الخبير في الإسلام السياسي بمركز تريندز للبحوث والاستشارات أن جماعة الإخوان المسلمين تُعد المظلة الفكرية والعباءة التنظيمية التي خرجت من تحتها معظم التنظيمات الإرهابية الموجودة حالياً على الساحة الدولية، وذلك بالنظر لمجموعة من الروابط الفكرية التي كرستها جماعة الإخوان المسلمين، وتبنتها من بعدها التنظيمات الإرهابية، وأسَّست عليها بناءها الفكري.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: تريندز مركز تريندز للبحوث والاستشارات مركز تريندز جماعة الإخوان جماعة الإخوان الإرهابية الإخوان المسلمين جماعة الإخوان المسلمين الإخوان المسلمون الإخوان محمد العلي مرکز تریندز للبحوث والاستشارات جماعة الإخوان المسلمین الإسلام السیاسی إلى العنف تحت عنوان

إقرأ أيضاً:

من غزوة بدر إلى معركة الفتح الموعود:جذور الموقف اليمني وأسبابه في نصرة القضية الفلسطينية

 تقرير/ صادق البهكلي

الموقف اليمني المساند لفلسطين ليس مجرد موقف سياسي عابر أو استجابة لظرف طارئ، بل هو امتداد طبيعي لنظرة قرآنية ومبدأ إيماني متجذر في عقيدة الشعب اليمني منذ صدر الإسلام.

لقد شكّلت تعاليم القرآن الكريم ورؤية النبي الأكرم (صلوات الله عليه وعلى آله) -التي زرعت في الأمة قيم العزة والكرامة- أسساً لمواقف ثابتة في مواجهة الظلم والطغيان، وكانت الغاية من الرسالة الإلهية كما قال الله سبحانه وتعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ }النحل36 وقال جل شأنه: {الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً }النساء76

وعلى خطى الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، وأعلام الإسلام العظماء الذين جسدوا القدوة في التمسك بالمبادئ الإسلامية في الجهاد في سبيل الله ومقارعة الطواغيت، سار اليمنيون حاملين لواء العزة الإيمانية، فكما كان النبي مدرسة للثبات والجهاد، رفض اليمنيون الخضوع لقوى الاستكبار، مؤكدين أن ولاءهم سيبقى متجذراً في عقيدتهم الراسخة، وأن قضيتهم المركزية ستظل فلسطين؛ رمز الصراع بين الحق والباطل.

من معركة بدر إلى معركة الفتح الموعود، ومن ثبات الأوس والخزرج في نصرة الدعوة إلى نصرة الشعب الفلسطيني، يبقى الموقف اليمني شاهداً على أن الإيمان الحق لا يقبل التخاذل، وأن الانتصار للمظلومين جزء من جوهر الإسلام وعبادة مقدسة وعمل صالح يرضي الله.

هذا التلاحم بين المبادئ والقيم الإسلامية والمواقف العملية هو ما يميز الشعب اليمني ويجعل دعمه لفلسطين جزءاً من هويته الإيمانية وترجمة عملية لمشروعه القرآني.

الرسول الأسوة والقدوة

كانت حركة الرسول الأكرم محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) مثالاً حياً للقوة والعزة في مواجهة الطغيان والاستكبار، فقد حمل السيف وارتدى الدرع، وسعى بكل طاقته لتأهيل المؤمنين من حوله ليكونوا على قدر عالٍ من الجاهزية العسكرية، ملتزماً بمبدأ القوة التي تحفظ للأمة عزتها وكرامتها. كانت حياته مدرسة عملية تسير وفق قيم العزة والكرامة، متحركا في مواجهة التحديات على أساس التعاليم الإلهية.

وقد أكد القرآن الكريم على هذا الدور القيادي للرسول في آيات متعددة، منها قوله تعالى في سورة التوبة، منتقداً المتخلفين عن دعمه: {مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ اللّهِ وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ} [التوبة: 120]. كما جاء في سورة الأحزاب قوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21]، ليثبت أن الاقتداء برسول الله لا يقتصر على الأمور البسيطة، بل يشمل صبره وجهاده وتضحياته في مواجهة الطاغوت.

إن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) لم يكن قدوة في عصره فحسب، بل هو قدوة دائمة للأمة في كل الأزمان؛ فالقرآن يذكرنا بقوله تعالى: {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ} [الأنفال: 5]، مشيرا إلى دوره القيادي في تحمل المسؤولية والقيادة الحكيمة.

إن الاقتداء برسول الله يشمل تحمل المسؤوليات العامة والعمل على نصرة الحق ومواجهة الطغيان. ولكن المؤسف أن بعض المسلمين يحصرون الدين في حدود العبادات الفردية كالصلاة والصيام، متجاهلين الدور الأوسع للدين في إصلاح النفس والمجتمع وتحقيق العدل.

إن العبادات في الإسلام ليست طقوساً جامدة، بل وسائل تزكية وإصلاح تُبنى عليها حياة مليئة بالعطاء والمسؤولية. يقول الله تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ} [العنكبوت: 45]، ما يوضح أن العبادات يجب أن تثمر أثرا ملموساً في حياة الإنسان وسلوكه ومواقفه.

لقد تحمل رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) أشد التحديات وصمد في وجه الطغيان العالمي والمحلي، من مشركي قريش إلى الإمبراطورية الرومانية. وقف صلباً، مجاهدا، مضحيا بكل ما يملك، ليؤسس الأمة الإسلامية على مبادئ العدالة والكرامة.

الموقف اليمني المساند لأبناء فلسطين ولبنان هو انعكاس للمبادئ التي جسدها رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله) من خلال حياته وجهاده، وهو موقف مستمر لا يتأثر بالتحديات والضغوط، فإذا كان هناك من يوالي رموز الطغيان والهيمنة مثل ترامب ونتنياهو وغيرهم من المجرمين، فإن اليمنيين يجدون في رسول الله وفي سيرته العطرة القدوة والأسوة والدروس الحية.

إن الولاء للصهاينة أو التبعية للطواغيت تتناقض جذرياً مع الانتماء الحقيقي للإسلام ورسوله، فالرسول محمد صلوات الله عليه وعلى آله كان في موقع القدوة، وتحرك وفق المبادئ والقيم التي أمر الله بها، لم يكن يوماً يوالي الظالمين، بل كان يتحرك لنصرة المستضعفين، وتحرير الناس من عبودية الطواغيت.

من معركة بدر إلى معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس

لا تختلف كثيرا معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس عن معركة بدر الكبرى؛ فهناك تشابه كبير في الظروف والمبادئ التي تجمعهما، فكلاهما يمثل صراعا بين الحق والباطل، وكلاهما يعتمد على الإيمان العميق بالله والثقة بنصره مهما كانت الظروف المحيطة والتحديات المفروضة.

في معركة بدر كان المسلمون قلة مستضعفة في مواجهة عدو متفوق عدداً وعدة، لكن قوة الإيمان ووحدة الصف والتوكل على الله كانت المفتاح لنصر عظيم. كذلك في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، نجد الشعب اليمني المستضعف يواجه قوى الطغيان والاستكبار، مسلحا بإيمانه بقضيته العادلة وسعيه لإقامة العدل والدفاع عن المستضعفين.

تشابه آخر يكمن في التحضير الروحي والمعنوي، وكما كان الرسول صلى الله عليه وعلى آله يهيئ أصحابه في بدر بالصبر والدعاء والتوكل على الله، فإننا نرى ذات القيم اليوم تتكرر في معركة الفتح الموعود، حيث تبرز قيادة ربانية ممثلة بالسيد عبد الملك الحوثي يحفظه الله، يزكي المجاهدين ويعزز الأمل بنصر الله، ويحث الجيش والشعب على التمسك بالقيم الإلهية وفي مقدمتها أسباب النصر.

كما أن في بدر كان النصر رمزا لعزة الإسلام وكرامته، فإن الفتح الموعود تمثل نقطة تحول تاريخية لإعادة الهيبة وإعادة الأمل في نفوس المسلمين وكسر حاجز الخوف الذي رسمه العدو حول نفسه بأنه قوة لا تقهر ولا يمكن لأحد مواجهته أو التفكير في ضرب بوارجه وحاملات طائراته، ولكن الشعب اليمني فعل ذلك وأظهر للعدو بأن من الممكن مواجهته وهزيمته رغم ترسانته العسكرية الضخمة.

إن التشابه بين المعركتين ليس فقط في الظاهر، بل يمتد إلى جوهر الصراع ذاته، حيث يلتقي الماضي بالحاضر في مسيرة طويلة من الجهاد والكفاح، تؤكد أن العاقبة دائماً للحق وأهله، مهما طال الظلم واستبد الطغاة.

الانتصار في بدر لم يكن مجرد حدث عسكري وحسب، بل كان تجسيدا لإرادة الله ومنهجه في نصر عباده وتمكينهم في الأرض. قال الله تعالى: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [آل عمران: 123]. هذا النصر أكد أهمية الصبر والتحمل، والاستعداد للتضحية في سبيل المبادئ، وهي القيم التي تحرك وفقها الرسول محمد (صلوات الله عليه وعلى آله).

وهكذا نجد معركة بدر حاضرة اليوم في ملحمة الفتح الموعود والجهاد المقدس من حيث المبادئ والقيم، ومواجهة التحديات بعزيمة وإيمان وستبقى هذه المعركة درساً خالداً لكل مسلم بأن التحرك وفق المبادئ والقيم القرآنية هو السبيل لتحقيق النصر الحقيقي، وكسر شوكة الطغاة، ونصرة المستضعفين.

حتمية الصراع

يقول الله تعالى: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ} [الأنفال: 7-8]. هذه الآيات تبرز سنة إلهية راسخة، وهي أنَّ إحقاق الحق وإبطال الباطل لا يمكن أن يتحقق إلا بحركة واعية، وجهاد صادق، ومواجهة مستمرة مع قوى الظلم والطغيان التي تسعى لمنع الحق من أن يصبح حقيقة فاعلة في واقع الحياة، وهو ما يجسده الشعب اليمني اليوم في مواجهة قوى الشر في البحر والبر والجو، وبكل الوسائل الممكنة.

قوى الاستكبار العالمي -ممثلة اليوم بأمريكا وحلفائها- تسعى بكل الوسائل إلى استعباد الإنسان واستغلاله لخدمة مصالحها. سياساتها قائمة على الجشع والطغيان، دون أي اعتبار لمصلحة الشعوب أو كرامتها. هذه القوى لا تتحرك لتحقيق الخير للبشرية، بل لتنفيذ أجنداتها التي تهدف إلى السيطرة على موارد العالم وثرواته، وبالتالي، فإن أي أمة أو مجتمع يسعى للتحرر والعيش وفق مبادئ الحق سيواجه حتما تصعيدا من هذه القوى، التي لن تتردد في استخدام القوة والعنف لإخضاعه.

إن إحقاق الحق لا يتحقق إلا من خلال المواجهة مع قوى الباطل التي تسعى لفرض أجنداتها الظالمة على الشعوب؛ هذه المواجهة ليست خيارا يمكن تجنبه، بل هي حتمية فرضتها طبيعة الصراع بين الخير والشر.

الإسلام في جوهره يسعى لتحرير الإنسان من كل أشكال الاستعباد، سواء كانت مادية أو معنوية، ليعيش حياة كريمة، ترفع من شأنه وتضمن له العزة والكرامة.

فقد كان رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) نموذجا عمليا في كيفية خوض هذا الصراع، لم تكن قوته تعتمد على التكافؤ المادي مع أعدائه، بل على الاعتماد الكامل على الله تعالى والاستعانة به، مع تحمل المسؤولية والعمل الجاد، يقول الله تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال: 9-10].

كانت هذه القوة المعنوية والإيمانية هي العنصر الأهم في تحقيق النصر، فالرسول والمؤمنون معه لم يعتمدوا فقط على الدعاء، بل مزجوه بالعمل والحركة والتوكل على الله.

وهذا ما بات الشعب اليمني يدركه ويفهمه بفضل الله وبفضل المشروع القرآني وبفضل الانتماء الإيماني الذي يتمتع به الشعب اليمني، وارتباطه المشرف بالإسلام ورموزه تاريخيا وحديثا، وهو ما انعكس في أدائه العملي في نصرة الشعب الفلسطيني، وفي مواجهة طواغيت العصر. فهو يعي أنَّ المواجهة مع قوى الطغيان والاستكبار ضرورة لا يمكن لأي مجتمع أو أمة تسعى للعيش بكرامة أن تتجاوزها. هذه المواجهة ليست مجرد خيار، بل هي حتمية لتحقيق إرادة الله في إحقاق الحق وإبطال الباطل.

القضية الفلسطينية في وجدان الشعب اليمني

القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية سياسية عابرة في شريط الأخبار لدى الشعب اليمني، بل هي قضية متجذرة في وجدانه منذ عقود طويلة، حيث امتزجت بالتاريخ والوجدان الشعبي. فمنذ برزت القضية الفلسطينية كان لها الحضور الأبرز في المجتمع اليمني على مستوى الثقافة والفكر، وعلى المستوى الديني، في المدرسة والمسجد والجامعة، في الشارع وفي كل تفاصيل حياتهم. وقد شارك اليمنيون حتى بدمائهم مع المقاومة الفلسطينية ومع المقاومة اللبنانية، حيث قاتل العديد منهم في معركة تحرير بيروت من الاحتلال الصهيوني.

ومن أبرز الأمثلة على الرابط الوثيق بين الشعب اليمني والقضية الفلسطينية هو مبادرة قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي، الذي عرض إطلاق أسرى سعوديين مقابل الإفراج عن معتقلين فلسطينيين لدى النظام السعودي. ورغم رفض السعوديين لهذه المبادرة، فقد جسدت مكانة القضية الفلسطينية لدى الشعب اليمني و لاقت ترحيبا كبيرا من حركات المقاومة الفلسطينية التي أشادت بالموقف اليمني المشرف.

المشروع القرآني بوصلته نحو القدس

تزايد العداء الشعبي في اليمن تجاه الكيان الصهيوني، ولكن هذا العداء لم يقتصر على الغضب العاطفي أو التعبير الرمزي، فقد قاد الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- مشروعا فكرياً وجهادياً، حدد فيه العدوَ بوضوح ووجه البوصلة نحو فلسطين كونها قضية مركزية للأمة الإسلامية. دعا الشهيد القائد إلى مقاطعة البضائع الإسرائيلية والأمريكية، وأطلق شعار (الصرخة) الذي عزز حالة السخط في الوجدان اليمني ضد قوى الاستكبار وأصبح رمزا للتحرر من الهيمنة الأمريكية والصهيونية، كما طالب الأنظمة العربية بفتح مراكز للتدريب والتجنيد لدعم المقاومة الفلسطينية، وأحيا يوم القدس العالمي يوماً من أجل فلسطين ولإعلان الموقف المبدئي من قضية فلسطين.

وسلط الشهيد القائد (رضوان الله عليه) الضوء على طبيعة الصراع مع العدو الرئيس للأمة، مؤكداً أن السيطرة اليهودية على فلسطين ليست مجرد احتلال لأرض، بل جزء من مشروع خطير يستهدف الأمة الإسلامية برمتها، وأكد على ضعف الأنظمة العربية وتواطئها مع المشروع الصهيوني تحت مسمى “السلام”، الذي لم يحقق سوى مزيد من التنازلات لصالح الاحتلال. وحذر الشهيد القائد من اتفاقيات مثل أوسلو وكامب ديفيد ووادي عربة، مشدداً على أنها لم تجلب سوى الذل والاستسلام، بل وأشار إلى النهاية المأساوية للرئيس ياسر عرفات كمثال صارخ على خيانة الاحتلال حتى لأولئك الذين حاولوا التفاوض معه.

والأهم من ذلك كله أن المشروع القرآني نجح في إحياء حالة العداء لـ”إسرائيل”، وأعَدَّ ذلك واجباً إسلامياً، وفريضة، ومسؤولية دينية، خصوصا في وجود من يسعون لفرض حالة الولاء لـ”إسرائيل”، وأن يمسحوا النظرة العدائية، ويغيروها تجاه الكيان؛ ولهذا يقول السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي في كلمة له بمناسبة يوم القدس العالمي 2017م: ((يجب أن نحيي حالة العداء لـ”إسرائيل”، وباعتبار ذلك ليس فقط خياراً سياسياً، أو ردة فعل. |لا|، واجباً إسلامياً، فريضة دينية، العداء لـ”إسرائيل” فريضة دينية، جزء من التزاماتك الدينية، كما هي أيضاً يفترض أن تكون مسؤولية إنسانية، وأخلاقية، وقومية، ووطنية، وغيرها. لكن هذا البعد مهم، هذا الاعتبار مهم، هذا الجانب أساسيٌ، لاعتبارات واضحة: شعب فلسطين جزءٌ من الأمة الإسلامية، وواجب علينا- دينياً- مناصرة هذا الشعب في مواجهة العدو الإسرائيلي، أرض فلسطين جزء من أرض الأمة، وواجب علينا -إسلامياً- السعي لتحرير كل هذه الأرض حتى لا يبقى منها ذرة رمل واحدة. كذلك المقدسات، وعلى رأسها الأقصى الشريف: مسرى النبي “صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِه”؛ أولى القبلتين، ثالث الحرمين، وعلينا مسؤولية دينية في تخليص هذه المقدسات وتحريرها. ثم لنعي جيداً -في هذا العالم العربي والإسلامي- أن فلسطين هي المترس المتقدم، والخندق الأول، الذي كلما اهتمت به الأمة، وكلما ناصرته الأمة، وكلما وقفت معه الأمة؛ تقلصت الأخطار في بقية أقطارها)).

ومن هنا فقد كان للشهيد القائد ولمشروعه القرآني دور محوري في استنهاض الوعي الجمعي للشعب اليمني وإذكاء روح التحرر والرفض للهيمنة، والاستعداد العالي للتضحية من أجل هذا المبدأ. ولذلك ليس غريبا ما نراه اليوم من مواقف للشعب اليمني مع الشعب الفلسطيني، ومع كل أبناء الأمة تجاه جرائم اليهود والنصارى في فلسطين وفي غير فلسطين. إن هذا الموقف نابع من ثقافة قرآنية ومن تولٍّ صادق لله ولرسوله ولأعلام الإسلام العظماء كالإمام علي عليه السلام، وهذه ضمانات ضرورية لتحقيق النصر والمعونة الإلهية.

وعلى الرغم من استشهاد السيد حسين بدر الدين الحوثي في وقت مبكر من انطلاقته في استنهاض الأمة وفق مشروعه القرآني، لكن تلاميذه وأتباعه بقيادة السيد عبد الملك واصلوا مسيرته القرآنية وحملوا القضية الفلسطينية قضيةً محورية في الخطاب والحركة، وأصبحت القضية رمزاً للكرامة ومعياراً لصدق الانتماء لهذه الأمة. وقد وأكد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي مراراً: أن العداء للكيان الصهيوني جزء لا يتجزأ من العقيدة اليمنية الثورية، مشددا على استعداد اليمنيين للانخراط في أي معركة مستقبلية مع الكيان الغاصب؛ وهو ما حدث بالفعل حيث تحول العداء لـ”إسرائيل” من القول إلى الفعل، وتحول -مع المسيرة القرآنية- من مجرد شعارات ومواقف لفظية إلى مواقف عملية تتجلى اليوم في معركة (الفتح الموعود والجهاد المقدس). فقد أصبحت القضية الفلسطينية محوراً للتحرك الشعبي والرسمي في اليمن، مع ترجمة هذا العداء لـ”إسرائيل” إلى خطوات ملموسة منها:

الدعم الشعبي والجماهيري: نظم الشعب اليمني آلاف المسيرات والوقفات في مختلف المحافظات للتنديد بالكيان الصهيوني ودعم المقاومة الفلسطينية، حيث خرج اليمنيون بأعداد ضخمة في يوم القدس العالمي، حاملين شعارات الحرية والكرامة، ومعلنين موقفهم الراسخ إلى جانب فلسطين، ويخرج أسبوعيا بالملايين منذ بداية عملية طوفان الأقصى.

الدعم الاقتصادي والسياسي: توجه الشعب اليمني نحو مقاطعة المنتجات الأمريكية والإسرائيلية بشكل فعّال، وهو جزء من استراتيجية اقتصادية لمناهضة الهيمنة الصهيونية والأمريكية، كما دعت القيادة الثورية الدول العربية إلى اتخاذ خطوات مماثلة وتوجيه الموارد لدعم المقاومة بدلاً من الخضوع للنفوذ الغربي.

المشاركة العسكرية: أعلنت اليمن الحرب على الكيان الصهيوني وداعميه إلى جانب المقاومة الفلسطينية واللبنانية ضمن وحدة الساحات للدفاع عن المقدسات وإسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته. وبرزت هذه المواقف في العمليات العسكرية النوعية التي تنفذها القوات اليمنية منذ أكثر من عام، مثل استهداف المصالح الصهيونية في البحر الأحمر، والتصدي للعدوان الأمريكي والبريطاني والصهيوني الذي يراد منه إرغام اليمن على وقف عملياتها المساندة للشعب الفلسطيني المظلوم حتى يستفرد به الصهاينة المجرمون، وقصف أهداف صهيونية في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة. والأهم من ذلك الجرأة والشجاعة اليمنية والمبادرة، فلا يوجد خطوط حمراء أو سقوف محددة أو مخاوف أو مصالح، بل يواجه بكل ما يملك ووفق استراتيجية قرآنية.

كما أن الموقف اليمني الشعبي والعسكري المساند للشعب الفلسطيني ترجمة عملية لشعار (الصرخة) الذي أطلقه الشهيد القائد رمزاً للتحرر والرفض للهيمنة الصهيونية والأمريكية، بالتزامن مع الدعوة لمقاطعة المنتجات الإسرائيلية والأمريكية، كون المقاطعة جزءا من معركة التحرر من هيمنتهم والتصدي لمؤامراتهم. كما تحتل القضية الفلسطينية جزءا كبيرا من أدبيات المشروع القرآني، فهي تُعَدُّ قضية مركزية تعبّر عن الصراع المستمر بين الحق والباطل، وبين المستضعفين وقوى الطغيان، بين الإسلام وأعدائه التاريخيين. ويؤكد المشروع القرآني على أهمية دعم القضية الفلسطينية بكونها جزءاً من الالتزام الديني والإنساني والأخلاقي والشرعي الذي يعبر عن صدق الانتماء للإسلام وقيمه.

كما أن هذا المشروع يركز على ضرورة مواجهة المشروع الصهيوني بكونه أداة للاستكبار العالمي تهدف إلى تمزيق الأمة الإسلامية والسيطرة على مقدساتها وثرواتها، وينطلق في عدائه من منطلقات قرآنية وضمن التشخيص القرآني لأهل الكتاب ولليهود بشكل خاص، فالقرآن صنفهم بأنهم الأشد عداوة للذين آمنوا وللمسلمين والعرب بشكل عام.

وفي هذا السياق، يُبرِز المشروع القرآني أهمية الوعي بالقضية الفلسطينية في تعزيز وحدة الأمة، ويدعو إلى تحويلها إلى عامل جامع يقف في وجه كل محاولات التفريق بين أبناء الأمة.

لذلك، فإن القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية سياسية أو جغرافية، بل هي قضية عقيدة ومبدأ، تتطلب من الجميع الوقوف صفاً واحداً لمواجهة أعداء الأمة بروح القرآن وأخلاقياته، سعيا لتحقيق وعد الله للمؤمنين بالنصر والتمكين.

بهذا الزخم الإيماني والجهادي، يتصدر الشعب اليمني مشهد التضامن مع فلسطين، مؤكدا أن تحرير القدس والأقصى ليس حلما بعيد المنال، بل وعد إلهي وهدف استراتيجي يحمله في قلبه ووجدانه، مواصلاً المسير بعزيمة لا تلين.

مقالات مشابهة

  • 97 عامًا من التضليل.. كيف اتخذت جماعة الإخوان الشائعات أداة لنشر الفوضى؟
  • من الدين إلى السياسة.. تاريخ جماعة الإخوان الإرهابية وارتباطها بالعنف
  • من غزوة بدر إلى معركة الفتح الموعود:جذور الموقف اليمني وأسبابه في نصرة القضية الفلسطينية
  • جماعة الإخوان المسلمين تبارك للشعب والمقاومة الفلسطينية.. هذا استحقاق غزة حاليا
  • جماعة الإخوان تأسست على العنف من أول يوم.. مذبحة «قسم كرداسة» كشفت وجهها القبيح
  • منير أديب: الشائعات أداة التنظيمات المتطرفة لتشويه الخصوم.. والوعي سلاح المواجهة
  • الآشوريون عرفوا علاج جذور الأسنان قبل أكثر من 3000 عام
  • تاريخ من العنف والإرهاب.. أبرز جرائم جماعة الإخوان ضد الأقباط
  • التوتر النفسي.. يدمر شعرك!
  • الخرباوي: «الإخوان» تحمل شرا كبيرا لمصر وتتبع أساليب التنظيمات السرية وتستخدم العنف