علم الإمارات.. نرفعه عالياً ليبقى خفاقاً
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
إعداد: جيهان شعيب
تحتفي الإمارات سنوياً في الثالث من نوفمبر بيوم العلم، لتكريس المناسبة الوطنية الخالدة في تاريخ دولة العزة والكرامة، أرض الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي رفع العلم للمرة الأولى عالياً شامخاً، في 2 ديسمبر 1971، في قصر الجميرا في إمارة دبي، معلناً قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، عقب اجتماع حكام الإمارات السبع، وإعلانه رئيساً.
وتعود فكرة هذه المناسبة إلى اعتماد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في 2012 يوم 3 نوفمبر من كل عام مناسبة وطنية للاحتفاء برمز عزة الوطن وسيادته لتعزيز الوحدة الوطنية، وتكريس الولاء والانتماء للدولة، وقيادتها الحكيمة، وإعادة استذكار الدور الراسخ للآباء المؤسسين في بنائها، حيث سيبقى علم الإمارات عنوان وطن غالٍ، وشعب مخلص، نرفعه عالياً ليبقى خفاقاً.
نريده في السماء
واعتزاز القيادة الكريمة بالعلم، الذي يصادف يوم الاحتفاء به، تاريخ تولى المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، رئاسة الدولة في 3 نوفمبر عام 2004، يتجلى في كلماتهم عنه، حيث مما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله: في يومِ العلم يزداد فخرُنا براية العز والمجد التي تظلنا، ويتعمّق تصميمنا على أن نبقيها دائماً رمزاً عالميّاً للتميز، والتقدم، والتفرد.
ومن قول سموه كذلك: «نُريد أن نراه على بيوتنا، ومزارعنا، ومرافقنا.. نريده في السماء»، وأيضاً قال سموه: «علم الإمارات رمز وحدتنا ومنعتنا وقوتنا، سيظل شامخاً عالياً نستمد منه قيم التضحية، والبناء والعمل». الصورة
أمانة تسلمناها
وفي أول احتفالية بيوم العلم، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله: «نجدّد العهد والوعد لشعب الإمارات على خدمته ورفعته.. ولتراب الإمارات على بذل الرّوح من أجله، ولعلم الإمارات على الإخلاص له، وترسيخ مكانته».
وأضاف سموه: «مشاعرنا تجاه علم الدولة لم تتغير منذ قيام الاتحاد، بل زادتها الأيام قوة، ورسوخاً، وشموخاً، ويزيدنا فخراً وارتياحاً أننا نرى هذه المشاعر قوية في أبنائنا، تحركهم وتعطيهم الدافع للبذل، والعطاء في كل الميادين».
ومن قول سموه أيضاً: «علم دولة الإمارات ليس راية مرسومة، أو قماشاً ملوناً، أو رمزاً أو علامة، بل هو قلب ينبض في صدورنا، وحب محفور في أعماقنا، واستعداد للتضحية في سبيله بدمائنا، وعزة، ورفعة، وكرامة ترخص في سبيلها أرواحنا».
قصة العلم
وباستعادة تذكر تفاصيل قصة علم إمارات العزة والفخر، نعود إلى الثاني من ديسمبر عام 1971، تحديداً في قصر الجميرة في دبي، حيث اجتمع أصحاب السمو حُكام الإمارات السبعة، ليُصدروا إقراراً وبياناً خاصاً بانتخاب المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، رئيساً للدولة، وإعلان قيام الإمارات العربية المتحدة.
وحينها قام المغفور له برفع علم دولة الإمارات العربية المتحدة للمرة الأولى على سارية العلم الموجودة في قصر الجميرة في دبي، وأطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة تحية بهذه المناسبة العظيمة، واستقبل العالم العربي والمجتمع الدولي بعد هذا التاريخ، الإمارات العربية المتحدة دولة ولدت شامخة، وذات سيادة، هدفها الحفاظ على استقلالها وأمنها واستقرارها دوماً.
مع حرص الدولة التام على الدفاع عن نفسها تجاه أي عدوان على كيانها، وحماية حقوق وحريات شعبها، ونصرة القضايا، ومساندة الضعفاء، ومساندة المصالح العربية والإسلامية، ومد يد الصداقة، والتعاون، مع جميع الدول والشعوب على أساس مبادئ وميثاق الجامعة العربية، وميثاق الأمم المتحدة، والأخلاق، والأعراف الدولية.
قيم راسخة
ويجسد الاحتفاء السنوي بيوم العلم، القيم التي قامت عليها الدولة من التضحية، والوحدة، والتضامن، والتلاحم، والطموح، والسلام، وروح المسؤولية، حيث في هذا اليوم ترفع مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة، والمنازل، والأندية، والفنادق وغيرها، العلم بفخر على واجهاتها، فتزدان بشموخه، ومكانته الرفيعة.
وأيضاً يرتفع خفاقاً فوق أبراج المراقبة في المطارات، والموانئ البرية، والبحرية الإماراتية، وفوق الأندية، وكذا سفارات الدولة كافة حول العالم، تعبيراً عن رسوخ الاعتزاز بإمارات المبادئ، والأصالة، وتتخلل احتفالات رفع العلم مراسم رسمية، وفعاليات ثقافية، واجتماعية مصاحبة، تعزز جميعها الارتباط بالوطن.
تجديد العهد
وفي يوم الاحتفاء بالعلم، تشهد المدارس، والجامعات، والهيئات المختلفة، أنشطة متنوعة تهدف تذكير أبناء الدولة بالمبادئ الأصيلة التي قامت عليها إمارات الخير، وغرس القيم الوطنية في نفوس الأجيال الصاعدة، وتجسيد أهمية العلم، وترسيخ دوره في توحيد جميع المواطنين تحت رايته بصرف النظر عن اختلافاتهم.
كما يهدف الاحتفاء إلى تجديد العهد والوعد بالإخلاص، والأمانة، وتكريس رفعة الوطن، وتحقيق الأهداف الوطنية، والمضي قدماً في مسيرة البناء والتطوير، وتأكيد التلاحم الوطني، وتكريس قيم الاحترام، والطموحات المشتركة في مواصلة إعلاء شأن الدولة، والحفاظ على مقدراتها، ومضاعفة مكتسباتها.
فعاليات متنوعة
ويتضمن الاحتفاء بيوم العلم، العديد من الفعاليات المبهجة، والحماسية، منها مسيرات وطنية في مختلف أنحاء الدولة، يشارك فيها المواطنون والمقيمون حاملين العلم الإماراتي. كما يجري في العديد منها تنظيم عروض جوية مبهرة للطائرات، ترسم ألوان العلم في السماء، إلى جانب الألعاب النارية في نهاية اليوم احتفالاً بالمناسبة.
وأيضاً تقام احتفالات في المدارس يرفع فيها الطلاب العلم، ويؤدون النشيد الوطني، إضافة إلى تنظيم مسابقات وأنشطة، ومحاضرات تثقيفية لهم للتعريف بأهمية العلم، ودوره في ترسيخ الهوية الوطنية.
كما يجري تشجيع الشباب على المشاركة في أنشطة تطوعية، ومجتمعية في هذا اليوم، كجزء من تعزيز القيم الوطنية، وقيم العطاء، وتُنظم العديد من الشركات، والمؤسسات احتفالات خاصة لموظفيها، تتضمن توزيع الأعلام عليهم، وهدايا تذكارية، فضلاً عن فعاليات ترفيهية.
أرقام قياسية
سجل علم الإمارات خلال السنوات الماضية اسمه في موسوعة غينيس للأرقام القياسية العالمية، محطماً أرقاماً عالمية سابقة، حيث في عام 2013، دخل العلم الموسوعة بوصفه أكبر لوحة فسيفسائية على مستوى العالم مكونة من قطع الرخام، حيث تم صنعها للعلم تحت سطح البحر بمساحة 168 متراً مربعاً، وبزمن قياسي بلغ 4 ساعات فقط، بالتعاون بين عدة جهات في دبي.
في عام 2014، دخل علم الإمارات الموسوعة بتشكيل أكبر علم للدولة بأقلام الرصاص، وذلك في فعالية نفذتها القيادة العامة للدفاع المدني بالإمارات في ساحة قصر الإمارات بأبوظبي، ضمن احتفالات الإمارات باليوم الوطني ال43، واستخدم المشاركون في الفعالية من طلبة المدارس مليون قلم، بواقع 250 ألف قلم لكل لون من ألوان العلم، وعلى مساحة بلغت 1000 متر مربع.
ساحة الشهامة
وفي العام ذاته، جرى تسجيل العلم الإماراتي في «غينيس» بعد أن شكلت 156 حافلة للعلم ضمن مشاركتها في احتفالات اليوم الوطني ال43، وذلك في ساحة الشهامة ضمن فعالية نظمتها دائرة النقل في أبوظبي، كما تم تسجيل رقم قياسي من خلال أكبر علم مُشكل من كرات القدم، باستخدام 6 آلاف كرة تلونت بألوان العلم الأربعة.
وفي عام 2016، نالت الإمارات شهادة من موسوعة غينيس، بعد تحطيم رقم قياسي سابق لأكبر علم دولة مُشكل من تجمع بشري، حيث بلغ عدد الأشخاص المشكلين للعلم 3929 شخصاً، ارتدوا فيه خوذة السلامة في فعالية ضخمة بملعب نادي بني ياس الرياضي في أبوظبي.
جزيرة العلم
في عام 2017، دخل علم الإمارات المرفوع في جزيرة العلم بإمارة الشارقة موسوعة غينيس للأرقام القياسية، باعتباره أكبر علم دولة رُفع على سارية في العالم، حيث بلغ طول العلم 70 متراً وعرضه 35 متراً، وفي العام ذاته، وحطمت شرطة دبي الرقم القياسي المسجل في موسوعة غينيس بتشكيل علم الإمارات بأكبر عدد من السيارات، وذلك بمشاركة 143 سيارة.
وفي عام 2018، نجحت «سكاي دايف دبي» في تصميم علم الإمارات بمقاييس تُعد الأضخم في العالم، حيث وصل عرض العلم إلى 50.76 متر، أما الطول ف96.25 متر، والمساحة الإجمالية 4885.65 متر مكعب، في ما بلغ طول العلم 2020 متراً -2 كيلومتر و20 متراً - ووصل عدد الأشخاص المشاركين في حمله 5000 من 58 جنسية حول العالم. وحققت القيادة العامة لشرطة دبي عام 2019 إنجازاً بدخول علم الإمارات موسوعة غينيس للأرقام القياسية، في رقمين قياسيين: أطول علم في العالم، وأكثر عدد من الأشخاص يحملون علماً.
في عام 2020 سجلت القرية العالمية في دبي رقماً قياسياً في موسوعة غينيس بتجميع أكثر من 1000 علم من أعلام الإمارات لتحقيق الرقم القياسي لأكبر رقم مجمَّع باستخدام الأعلام في العالم، التي شكلت رقم 49.
معانٍ عميقة
«تمثل ألوان العلم الإماراتي الأربعة، العديد من المعاني العميقة، الأصيلة، المعبرة، التي ترتبط بالوحدة، والقوة، والشجاعة، حيث يرمز اللون الأخضر إلى الأمل، والتفاؤل، والنماء، والازدهار، والأبيض إلى السلام، والخير، والعطاء، والأسود إلى قوة العزم، والشجاعة، وقوة العقل، والأحمر إلى الجرأة، والشجاعة، والتضحية من أجل الوطن.
ويذكر أن السفير عبد الله محمد المعينة، هو مصمم علم الدولة، الذي اختير من بين 1030 تصميماً، في مسابقة أجريت بإشراف الديوان الأميري ودائرة الإعلام في حكومة أبو ظبي، وفاز التصميم الذي أعده المعينة.
وتوزعت ألوان العلم، فالأحمر على طرف العلم القريب من السارية، والأخضر والأسود والأبيض، تتوزع على مساحة العلم، بأقسامه الأربعة المستطيلة الشكل، واستند فيها المصمم إلى ألوان الوحدة العربية التي تمثل بيتي الشعر الشهيرين للشاعر العربي صفي الدين الحلي:
بيض صنائعنا خضر مرابعنا.. سود وقائعنا حمر مواضينا».
ويسرد السفير المعينة قصته مع تصميم علم الإمارات، وذلك عندما وقعت عيناه على إعلان لإحدى المسابقات الخاصة بالعلم الإماراتي في إحدى الصحف المحلية في أواخر سنة 1971، وكانت المسابقة أوشكت على الانتهاء وباقي من الزمن المعلن عنه ثلاثة أيام فقط، ويتم إغلاقها، فلم يتردد في التقديم إلى المسابقة، بتصميمه للعلم الإماراتي.
وذهب لشراء الأدوات الخاصة برسم التصميم الذي انتهى منه بعد قضاء ليلة كاملة لم يذق فيها النوم، بعد تصميمه لستة نماذج مختلفة من العلم.
فوق الأعالي
حرصت الإمارات ما بين الحين والآخر على رفع سارية العلم فوق قمم مختلفة، حيث بعد أن جرى الإعلان عن فوز الإمارات بتنظيم مهرجان إكسبو 2020 قام سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع برفع العلم من فوق برج الخليفة بدبي.
في سنة 2016 تم رفع العلم من فوق قمة إيفرست، بعد أن نجح الجيش الإماراتي بتسلق قمة الجبل الأعلى في العالم بطول يبلغ 8848 متراً، ووضع علم الإمارات عليه.
في عام 2010 وتزامناً مع الاحتفال باليوم الوطني للإمارات، رفع الضابط الإماراتي المقدم «صلاح سالم الحبسي» العلم على قمتي «تشويو» التي تقع على ارتفاع 8000 متر، و«ميره» على علو يصل إلى حدود 6700 متر، اللتين ضمن سلسلة جبال هيمالايا الثلجية، وتصل درجة الحرارة عليهما إلى نحو 25 درجة مئوية تحت الصفر. تمكن المغامر الإماراتي «سعيد المعمري»، من إتمام رحلة التسلق ورفع علم الإمارات فوق قمة «فينسون» التي تُعد سادس أعلى قمة في العالم، ورفع «المعمري» أيضاً علم الإمارات في مركز الكرة الأرضية الجنوبي في القطب الجنوبي.
في يوليو 2016 نجح «ياسر البهزاد» - أحد موظفي دبي – في الوصول إلى جبال القفقاس في روسيا ورفع علم الإمارات، فضلاً عن رفع العلم في مقر هيئة الأمم المتحدة بعد أن تم الإعلان عن عضوية الدولة رقم 132، وكذا في مقر جامعة الدول العربية، وغير ذلك، ما يؤكد قيمة ومكانة علم الدولة.
موقف سامٍ
تزامنت مناسبة «يوم العلم»، مع فعاليات معرض الشارقة الدّولي للكتاب في دورته ال 32، وحينذاك شهد المشاركون في المعرض وزواره، موقفاً سامياً راقياً، ورائعاً، من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حيث وجه سموه برفع علم الإمارات على جناح وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، كما وجه بأن يرفع العلم على معظم أجنحة المعرض.
وعكس هذا المشهد الوطني، كثير من المعاني المهمة، والدلالات الحكيمة، التي تصب في الحرص على التمسك بالهوية الوطنية، وغرس مفاهيم الانتماء والولاء في نفوس المواطنين والمقيمين، ولفت انتباه الوفود الزائرة والمشاركة من جنسيات مختلفة، إلى أهمية العلم والحدث، بالنسبة لشعب وقيادة الإمارات.
بروتوكول
وضعت وزارة شؤون مجلس الوزراء بروتوكولاً للتعامل مع العلم، حفاظاً على هيبته ومكانته الرفيعة، تتضمن الآتي:
استخدم دائماً العلم النظيف والمكوي.
استبدل العلم بشكل دوري لضمان احتفاظه بألوانه ورونقه.
استبدل العلم في الحال إذا تعرض للتمزق، أو التلف، أو تغير الألوان وزوالها.
افحص العلم قبل كل مرة تقوم فيها برفعه، للتأكد من أنه غير تالف، أو باهت اللون أو ممزق.
افحص العلم بعناية بعد هبوب العواصف القوية، أو عند حدوث التقلبات المناخية المختلفة، للتأكد من سلامته، ومن عدم التفافه بطريقة تمنعه من الرفرفة بحرية. يجب مراعاة أن يتم إنزال العلم ببطء، ثم يطوى ويربط، بحيث لا يتدلى أي من أطرافه ويلامس الأرض. استبدل العلم فوراً في حال تلفه أو تمزقه مهما كانت نسبة الضرر فيه. تخلص من الأعلام التالفة، بقصها إلى قطع صغيرة بحيث لا تعود تمثل شكل العلم، ولا تدل على أنها كانت تمثله فيما مضى.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات يوم العلم الإمارات العربیة المتحدة صاحب السمو الشیخ العلم الإماراتی الإمارات على موسوعة غینیس علم الإمارات ألوان العلم بیوم العلم المغفور له رفع العلم فی العالم العدید من یوم العلم علم دولة آل نهیان أکبر علم محمد بن علم فی فی دبی فی عام بعد أن
إقرأ أيضاً:
الإمارات تستثمر في الطفل لضمان استدامة النهضة وحماية المكتسبات
رسخت دولة الإمارات مكانتها الإقليمية والعالمية فيما يتعلق برعاية الطفولة كرؤية استراتيجية لتخريج أجيال قادرة على النهوض بالدولة على جميع المستويات داخل الدولة وفي جميع المحافل الدولية.
وينعكس اهتمام دولة الإمارات بالطفولة على مستقبل الدولة عبر خروج أجيال قادرة على حماية مستقبل الدولة وتطورها من خلال كوادر قيادية شابة تساهم في الاستقرار والنهضة الاقتصادية.
ويأتي اهتمام الدولة بالطفولة كلبنة أولى لإعداد شباب مبتكرون في العلوم والتكنولوجيا وخلق مجتمع متوازن نفسيًا وقيميًا قادر على مواجهة التحديات.
وقال مركز “إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية” ومقره أبوظبي في ورقة بحثية حديثة: إن دولة الإمارات لا تكتفي دولة الإمارات بتوفير التعليم والصحة والحماية للأطفال، بل تعمل على إعدادهم ليكونوا قادة المستقبل من خلال الاستثمار في التكنولوجيا، الابتكار، والاستدامة، مما يضمن مستقبلًا مشرقًا للأجيال القادمة.
يوم وطني
وخصصت دولة الإمارات يوم 15 مارس / أذار من كل عام يوماً وطنياً، بهدف تعزيز حقوق الأطفال وضمان تنشئتهم في بيئة آمنة ومستدامة حيث أطلق هذا اليوم المجلس الأعلى للأمومة والطفولة بتوجيهات من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات)، ليكون مناسبة سنوية تسلط الضوء على القضايا المتعلقة بالأطفال في الدولة.
وجاء هذا اليوم تعزيزًا لحقوق الأطفال في الإمارات، خاصة بعد إصدار قانون “وديمة” لحماية الطفل العام 2016، حيث تقرر أن يكون 15 مارس من كل عام مناسبة وطنية للاحتفال بالأطفال وتسليط الضوء على قضاياهم.
ويهدف يوم الطفل الإماراتي إلى تعزيز الوعي بحقوق الطفل وضمان رفاهية الأطفال من خلال دعم التعليم، والصحة، والحماية الاجتماعية وتشجيع مشاركة الأطفال في القضايا التي تهمهم وتعزيز دورهم في المجتمع وتعزيز بيئة صديقة للأطفال تدعم الإبداع، والابتكار، والاستدامة.
16% من إجمالي السكان
وفقًا لأحدث الإحصائيات المتاحة لعام 2025، يُقدَّر عدد سكان دولة الإمارات بحوالي 11,346,000 نسمة، تُشكِّل الفئة العمرية من 0 إلى 14 سنة حوالي 1.81 مليون نسمة، ما يعادل 15.98% من إجمالي السكان.
وتُشير هذه الأرقام إلى أن نسبة الأطفال والمراهقين (0-14 سنة) في الإمارات تبلغ حوالي 16% من إجمالي السكان، مما يعكس التركيبة السكانية للدولة.
ميزانية
وخصصت دولة الإمارات 27.859 مليار درهم ميزانية اتحادية لعام 2025، لقطاع التنمية الاجتماعية والمعاشات، ما يمثل 39% من إجمالي الميزانية الاتحادية البالغة 71.5 مليار درهم ومن هذا المبلغ، تم تخصيص 3.744 مليار درهم (ما يعادل 5.2% من إجمالي الميزانية) للشؤون الاجتماعية، والتي تشمل برامج ومبادرات تهدف إلى دعم ورعاية الأطفال في الدولة، مما يعكس الالتزام بتوفير بيئة تعليمية وصحية متكاملة للأطفال.
وتُظهر هذه الأرقام تعزيز الإمارات رفاهية الأطفال وضمان تنشئتهم في بيئة آمنة ومستدامة، من خلال تخصيص موارد مالية كبيرة للقطاعات التي تؤثر مباشرة على حياتهم ومستقبلهم.
رؤية استراتيجية
وأوضح “إنترريجونال” أن يأتي اهتمام دولة الإمارات بالطفل بشكل كبير انطلاقًا من رؤيتها الاستراتيجية لبناء مجتمع متماسك ومستدام وهذا الاهتمام ينبع من عدة أسباب رئيسية:
• سعى الدولة إلى ضمان مستقبل مزدهر لأجيالها القادمة، وفقًا لاستراتيجية “مئوية الإمارات 2071″، التي تهدف إلى جعل الإمارات من أفضل دول العالم في مختلف المجالات، وذلك من خلال الاستثمار في الطفولة والتعليم والتنشئة السليمة.
• التعليم القائم على القيم الإماراتية والعربية والإسلامية حيث يعزز الانتماء للوطن والولاء للقيادة.
• الاهتمام بالطفولة يسهم في بناء مجتمع متوازن نفسيًا واجتماعيًا، حيث يتمتع الأطفال بحقوقهم في التعليم، الصحة، والرعاية.
• إعداد جيل قادر على الابتكار والمنافسة العالمية حيث تركز الدولة على تعليم الأطفال التكنولوجيا، الذكاء الاصطناعي، والمهارات القيادية منذ الصغر، لضمان تفوقهم في المستقبل.
• تهتم الإمارات تهتم بحقوق الطفل وفقًا لمواثيق الأمم المتحدة، مما يعزز صورتها الدولية كدولة متقدمة وإنسانية وتطوير المبادرات الإنسانية.
استثمار استراتيجي
ويأتي استثمار الإمارات في الطفل كهدف استراتيجي يضمن استدامة نهضة الدولة حيث تعتبر الأجيال القادمة المحرك الأساسي لرؤية الإمارات 2071، وسيكون لها دور أساسي في استمرار الدولة كقوة اقتصادية وعلمية مؤثرة عالميًا.
قوانين ومبادرات
أولت دولة الإمارات اهتمامًا استثنائيًا بالطفولة، وذلك من خلال إطار قانوني قوي ومجموعة من المبادرات الاستراتيجية التي تهدف إلى حماية حقوق الطفل، توفير بيئة تعليمية وصحية متكاملة، وتعزيز رفاهية الأطفال ويأتي قانون “وديمة” (2016) لضمان حقوق الطفل الأساسية مثل الصحة، التعليم، الحماية من الإيذاء والإهمال ويهدف قانون حماية الطفل في الفضاء الإلكتروني (2021) وحماية الأطفال من المخاطر الرقمية مثل التنمر الإلكتروني والاستغلال كما يفرض قانون إلزامية التعليم جميع الأطفال إتمام التعليم الأساسي حتى سن 18 عامًا، لضمان عدم التسرب من المدارس.