جريدة الوطن:
2025-02-16@11:28:39 GMT
حكومة الإمارات تشارك تجاربها وخبراتها في منتدى مدغشقر لتبادل المعرفة
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
دبي – الوطن:
بحضور فخامة أندريه نيرينا راجولينارئيس جمهورية مدغشقر، ومعالي كريستيان نتساي رئيس وزراء مدغشقر،نظمت حكومتا دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مدغشقر، منتدى لتبادل المعرفة والخبرات والتجارب بمشاركة 15 وزيراً و100 مسؤول حكومي من البلدين، تم خلاله عرض تجربة دولة الإمارات في مجالات التطوير والتحديث الحكومي، ضمن سلسلة جلسات حوارية مفتوحة وحلقات نقاشية شملت العديد من مجالات العمل الحكومي.
وأشاد فخامة أندريه نيرينا راجولينارئيس جمهورية مدغشقر، بالشراكة الإيجابية مع دولة الإمارات وما تمثله من نموذج متفرد للعلاقات الثنائية الهادفة لتعزيز جاهزية الحكومات والارتقاء بجودة حياة المجتمعات، مشدداً على أهمية التعاون الثنائي في مجالات التطوير الحكومي لدعم خطط مدغشقر ورؤاها المستقبلية.
وقال رئيس مدغشقر: “تمثل دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً للتنمية البشرية والاقتصادية عالميا، إذ تمكنت بفضل الرؤية المستقبلية لقيادتها من التحول إلى مركز اقتصادي عالمي في غضون بضعة عقود، وأثبتت أنه يمكن تحويل الحلم إلى واقع،ونحن بحاجة إلى شراكات قوية مع دولة الإمارات في مختلف مجالات العمل الحكومي والتنموي حتى تصبح مدغشقر نموذجاً للتنمية الأفريقية، وأنا على يقين بأن التعاون مع الإمارات سيسرع وتيرة التنمية في مدغشقر”.
محمد القرقاوي:ريادة العمل الحكومي تدفع مسيرة التطور والنمو المجتمعي
وأكد معالي محمد عبد الله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء، أن قيادة دولة الإمارات تؤمن بالدور المحوري للشراكات الدولية في استشراف وتصميم وصناعة المستقبل، وابتكار الحلول الكفيلة بتعزيز جاهزية الحكومات وقدرتها على استباق تحدياته، مشيراً إلى أن شراكات التبادل المعرفي التي تنظمها دولة الإمارات مع مختلف دول العالم، تسعى إلى ابتكار وتطبيق نماذج حية للعمل الحكومي المشترك والبناء، الهادف إلى تعزيز التواصل الحكومي وتصميم مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
وقال محمد القرقاوي إن ريادة العمل الحكومي تمثل عاملاً مهماً في دفع مسيرة التطور والنمو المجتمعي، ومحركاً لصناعة المستقبل، وإن حكومتي دولة الإمارات وجمهورية مدغشقر تدركان أن الشراكات في تبادل المعرفة والخبرات ومشاركة أفضل التجارب، هي الآلية المثلى لتحقيق التنمية وترسيخ بيئة تعاون دولي تشجع على الابتكار وتولد حلولاً مبتكرة للتحديات العالمية.
منصة لمشاركة تجربة دولة الإمارات
وهدف منتدى التبادل المعرفي الحكومي بين الإمارات ومدغشقر، إلى توفير منصة لمشاركة تجربة دولة الإمارات في ابتكار وتطوير الجيل الجديد للعمل الحكومي المستقبلي، وتبادل أفضل الممارسات الحكومية، من خلال جلسات حوارية وحلقات نقاشية تخصصية شملت مجالات التعاون الثنائي في التحديث الحكومي.
وضم وفد دولة الإمارات كلاً من؛ معالي حصة بنت عيسى بوحميد مدير عام هيئة تنمية المجتمع بدبي، وسعادة عبد الله ناصر لوتاه مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء للتنافسية والتبادل المعرفي، وسعادة يونس حاجي الخوري وكيل وزارة المالية، وسعاد هدى الهاشمي مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء لشؤون الاستراتيجية، وسعادة محمد بن طليعة رئيس الخدمات الحكومية في حكومة الإمارات، وسعادة المقدم دانة حميد المرزوقي مدير عام مكتب الشؤون الدولية بوزارة الداخلية، وسعادة عبد العزيز الجزيري نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، وسعادة الدكتورة منال تريم المدير التنفيذي لمؤسسة نور دبي، وعدد من المسؤولين.
واستعرض المنتدى في جلسات وكلمات رئيسية مواضيع شملت؛ قوة التعاون والشراكات، والتمويل المستقبلي، وتنمية المجتمع، واستراتيجيات المستقبل، وتصفير البيروقراطية الحكومية، والمسرعات الحكومية والخدمات الحكومية، والأمن والسلامة، والمبادرات الإنسانية المستدامة، ومستقبل الذكاء الاصطناعي.
وبحث المشاركون في المنتدى،المجالات الرئيسية للتبادل المعرفي، وتطرقوا إلى جوانب التحسين الحالية في مدغشقر، والقطاعات التي تحتاج إلى اهتمام فوري، وناقشوا دور الشراكات في إحداث أثر إيجابي وتسريع تحقيق الأولويات. وتبادل الحضور في جلسة عصف ذهني الأفكار والرؤى حول الفرص المحتملة للتعاون، والخطوات المقبلة لتعزيز الشراكات الفعالة.
وناقش المشاركون في اجتماعات الطاولة المستديرة آليات تصميم مبادرات ومشاريع تحولية في حكومة جمهورية مدغشقر بالاستفادة من تجارب حكومة دولة الإمارات، في مجالات الاستراتيجية والمسرعات الحكومية، والخدمات الحكومية، والتميز الحكومي، والأداء الحكومي، والتنافسية الحكومية، ولغة المستقبل، وتنمية المجتمع، والأمن والسلامة، والتمويل، والمبادرات الإنسانية المستدامة.
وتطرقوا في جلسة تسريع الاستراتيجية الحكومية والمسرعات الحكومية إلى وضع استراتيجيات مبتكرة لتعزيز الاستراتيجية الحكومية، وتحسين الكفاءة والاستجابة السريعة للتحديات المتغيرة، وناقشوا في محور الخدمات الحكومية كيفية تطوير الخدمات لتكون أكثر سهولة وفعالية، ما يعزز تجربة المتعاملين ويضمن تقديم خدمات عالية الجودة تلبي احتياجات المجتمع، فيما تناولوا في محور التميز الحكومي أفضل الممارسات التي تضمن تحقيق التميز في الأداء، والمعايير العالمية لتطوير الأداء المؤسسي لتحقيق نتائج مستدامة.
وبحثت جلسات الطاولة المستديرة في محور الأداء الحكومي أساليب تحسين الأداء عبر منهجيات متقدمة وأدوات تقييم دورية، بهدف رفع مستوى الخدمات وتحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع، وناقشت في محور التنافسية الحكومية كيفية تعزيز تنافسية المؤسسات الحكومية وطنيا وعالميا،فيما بحثوا في محور لغة المستقبل أهمية التركيز على المهارات اللغوية الحديثة، بما في ذلك البرمجة والذكاء الاصطناعي.
وناقش المجتمعون في محور الاستدامة الاجتماعية السياسات المعززة لمشاريع ضمان توفير بيئة متكاملة ومتوازنة تعزز جودة حياة المجتمع، وبحثوا في محور الأمن والسلامة سياسات وإجراءات لحماية الأفراد والمجتمع وتوفير بيئة آمنة، وتطرقوا في محور السياسة المالية المستدامة إلى أهمية وضع سياسات تضمن استقرار الاقتصاد وتلبية احتياجات الأجيال القادمة بدون التأثير على الموارد المالية، بينما بحثوا في محور استدامة المبادرات الإنسانية آليات تقديم الدعم الإنساني من خلال برامج تضمن استمرارية العطاء.
الجدير بالذكر، أن حكومتي دولة الإمارات وجمهورية مدغشقر أعلنتا ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات 2024، في فبراير الماضي، شراكة في مجالات التطوير الحكومي، شملت 8 محاور هي؛ التحديث الاستراتيجي، والبرمجة والذكاء الاصطناعي، والتنافسية الحكومية، والخدمات الحكومية، والأداء الحكومي، وبناء القدرات الحكومية، والمسرعات الحكومية، والتميز الحكومي.وتركز الشراكة على تبادل الخبرات في تعزيز معايير الجودة في تقديم الخدمات الحكومية، وتسهيل تقديمها للمتعاملين بالاعتماد على أحدث التقنيات، إضافة إلى تطوير الخبرات المتخصصة في استشراف مستقبل العمل الحكومي.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
محمد القرقاوي.. قائد أوركسترا النجاح الحكومي
اختتمت القمة العالمية للحكومات 2025 أعمالها، ولكنها لم تغلق أبوابها، لأن الأبواب التي تفتح للعالم لا تُغلق، بل تبقى مشرعة للفكر والتغيير. لم تكن القمة حدثًا ينعقد ثم يذوب في روتين المؤتمرات، بل كانت ساحة يلتقي فيها العقل مع الإرادة، والمستقبل مع من يجرؤون على صناعته.
في تغريدة من ذهب، كتب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، شاكرًا القادة والخبراء والمفكرين، مشيرًا إلى أن الإمارات حينما تبني، تبني الجسور، وحينما تخطط، تخطط للأفق البعيد، وحينما تتحدث عن الحكومات، فإنها لا تتحدث عن المؤسسات البيروقراطية الجامدة، بل عن المنصات التي تنهض بالشعوب وتُحسن من جودة الحياة. هذه القمة، كما قال، لم تكن استعراضًا، بل كانت وعدًا بأن المستقبل يمكن أن يكون أفضل، متى ما صمّمنا له مسارات جديدة تليق بالإنسان.
أما الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، فقد حمل شعلة أخرى من الفكر والتأمل، مؤكدًا أن الإمارات لم تُبنَ على الشعارات، بل على “الوعد الصادق” الذي قطعه الآباء المؤسسون، وعلى رؤى جعلت من الأمن والاستقرار والتنمية ثلاثية لا تنفصم عُراها. ولم يكن حديثه مجرد خطاب، بل كان شهادة على تجربة دولة لم تكتفِ بأن تكون ناجحة، بل أرادت أن تكون مصدر إلهام. حينما تحدث عن “الفارس الشهم 3”، لم يكن يتحدث عن مبادرة عابرة، بل عن موقف، عن إنسانية تحضر حيثما دعت الحاجة، عن يد تمتد بالخير حيثما استغاث الملهوف.
لكن من يقود كل هذا الزخم؟ من يدير دفة هذه السفينة التي تمضي وسط أمواج التحديات؟ إنه معالي محمد عبد الله القرقاوي، الرجل الذي لا يرى في القمم مجرد تجمعات، بل يراها مراكب نحو المستقبل. قال في كلمته، وكأنه يرسم بوصلة للحكومات: “إن التعاون بين الدول ليس رفاهية، بل ضرورة، وإن تبادل المعرفة ليس ترفًا، بل أساس للنجاح.” لم يكن يتحدث عن إدارة حكومية تقليدية، بل عن إدارة تعيد تعريف معنى العمل الحكومي، عن رؤية تجعل الحكومات قادرة على احتضان المستقبل بدلًا من ملاحقته. بفضل جهوده، أصبحت القمة منصة للعالم، ومختبرًا للأفكار، وميدانًا للحلول. لم تعد مجرد مؤتمر، بل باتت مرجعًا لكل من يريد أن يعرف كيف تتحول الأفكار إلى إنجازات، وكيف تُكتب استراتيجيات النجاح لا على الورق، بل على الأرض. لقد كان القرقاوي بحق قائد أوركسترا النجاح الحكومي، يرسم سيمفونية الإبداع الإداري، ويوجه دفة السفينة نحو شواطئ المستقبل بمهارة ربان لا تغفل عينه عن أي تفصيلة.
لقد أصبحت القمة العالمية للحكومات أكثر من مجرد مؤتمر سنوي، بل تحولت إلى حدث استثنائي ينتظره العالم بفارغ الصبر كل عام، حيث تجتمع العقول الأكثر تأثيرًا، ويجري تبادل الرؤى والأفكار التي ترسم ملامح المستقبل. إنها ليست منصة عابرة للحوارات، بل مختبر فكري واستراتيجي، حيث تصاغ السياسات التي ستؤثر على أجيال قادمة. إنها المكان الذي تجتمع فيه الحكومات، وتتلاقى فيه الأفكار، وتُصنع فيه الحلول، فلا عجب أن تكون وجهة للقادة والمفكرين، ومرجعًا لمن يسعى لفهم التحديات الكبرى وكيفية تحويلها إلى فرص. لقد رسّخت هذه القمة مكانتها كواحدة من أهم الفعاليات العالمية، وأصبحت بوصلة تستشرف المستقبل، ومنصة يتطلع إليها الجميع كل عام، ليس فقط لاستشراف الاتجاهات الجديدة، بل للمشاركة في صناعتها.
وفي الأرقام، كما في الكلمات، كانت القمة حديث العالم. 17 تريليون دولار تُهدر سنويًا على النزاعات والصراعات، وكأن البشرية لم تتعلم بعد أن الحرب ليست استثمارًا. 50% من النمو العالمي يأتي من الصين والهند، و70% من الشرق، والعالم ما زال مترددًا بين الاعتراف بهذه الحقيقة أو محاولة عرقلتها. 1000 مرة تضاعفت قدرة الذكاء الاصطناعي على التعلم خلال عام واحد، وكأننا أمام عقل جديد يولد، لا نعرف هل سيكون لنا أم علينا. 7% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي في خطر بسبب تراجع العولمة، وكأن العالم الذي تقارب بدأ يعيد التفكير في المسافات.
لكن وسط كل هذه التحديات، كانت الإمارات تقول شيئًا آخر: “المستقبل لا يُنتظر، بل يُصنع”. هذه ليست دولة تحلل المشهد فحسب، بل هي دولة ترسم المشهد. لم تقل إن العولمة تنهار، بل تساءلت: كيف يمكن إعادة تشكيلها؟ لم تقل إن الذكاء الاصطناعي خطر، بل فكرت: كيف نجعله أداة للإنسان لا عليه؟ لم تنظر إلى النزاعات وتكتفي بالتعليق، بل مدت يدها بالعون، وقالت للعالم: “يمكن أن نكون أكثر إنسانية، إذا اخترنا ذلك.”
وحينما أُسدلت ستائر القمة، لم يكن ذلك إعلانًا لنهاية شيء، بل بداية لشيء آخر. فمن عرف الإمارات، يعرف أنها لا تنظر إلى المؤتمرات على أنها محطات للخطابات، بل محطات للانطلاق. كل ما قيل في القمة، سيجد طريقه إلى التنفيذ. كل فكرة، ستتحول إلى مشروع. كل توصية، ستُترجم إلى سياسات. لأن الإمارات لا تتحدث عن الغد، بل تصنعه.
وهكذا، كما في كل عام، انتهت القمة، ولكنها لم تنتهِ. بقيت الفكرة، بقي الطموح، بقيت الرسالة التي أرسلتها دبي إلى العالم: “تعالوا، لنعمل معًا، لأن المستقبل ليس لمن ينتظر، بل لمن يجرؤ على تشكيله.”