تأكيدات أميركية بنشر قوات كورية شمالية بروسيا وموسكو تعتبرها مجرد ادعاءات
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
أكدت الولايات المتحدة على لسان أكثر من مسؤول أن ما يصل إلى 8 آلاف جندي كوري شمالي وصلوا إلى منطقة كورسك الروسية الحدودية، في حين اعتبرت روسيا التصريحات بأنها "مجرد ادعاءات".
فقد قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الخميس، إن القوات الكورية الشمالية باتت جاهزة للقتال ضد القوات الأوكرانية في الأيام المقبلة.
ولفت بلينكن -في مؤتمر صحافي أعقب محادثات بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية- إلى أن روسيا تدرّب هذه القوات على "سلاح المدفعية والمسيرات والعمليات البرية الأساسية، بما في ذلك تمشيط الخنادق، ما يشير إلى أنها تعتزم استخدام هذه القوات في عمليات على الخطوط الأمامية".
ووجه تحذيرا جاء فيه "إذا شاركت هذه القوات في عمليات قتالية أو دعم قتالي ضد أوكرانيا، فستصبح أهدافا عسكرية مشروعة".
في السياق، قال روبرت وود نائب السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة لمجلس الأمن التابع للمنظمة الدولية، اليوم الخميس، إن الولايات المتحدة تلقت معلومات تشير إلى وجود 8 آلاف جندي من كوريا الشمالية "حاليا" في منطقة كورسك الروسية.
وأضاف وود "لدي سؤال وجيه جدا لزميلي الروسي: هل لا تزال روسيا تصر على عدم وجود قوات من جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية في روسيا؟".
ولم يرد ممثل روسيا لدى مجلس الأمن، المكون من 15 عضوا، على السؤال.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أكدت، الثلاثاء، أن "عددا صغيرا" من الجنود الكوريين الشماليين ينتشرون في منطقة كورسك الروسية عند الحدود مع أوكرانيا.
كما تحدث البيت الأبيض، الجمعة الماضي، عن استدعاء أكثر من 3 آلاف جندي إلى روسيا للقتال ضد أوكرانيا، وربما تم نشر بعضهم في منطقة كورسك الروسية.
تحذيرات دوليةمن جانبها، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها "البالغ" بشأن التقارير عن نشر قوات كورية شمالية في روسيا.
وجاء ذلك في إحاطة قدمها ميروسلاف جينكا، وكيل الأمين العام لشؤون أوروبا وآسيا الوسطى والأميركيتين بقسم الشؤون السياسية، أمام مجلس الأمن الدولي، الذي عقد جلسة لمناقشة التطورات في أوكرانيا.
والجمعة الماضي أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده علمت أن روسيا ستنشر جنودا كوريين شماليين في مناطق القتال في 27 و28 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وحذّرت السفيرة البريطانية باربرا وودوارد من منافع يمكن أن تجنيها بيونغ يانغ من موسكو، خصوصا المساعدات العسكرية، التي من شأنها أن "تزيد التوترات في شبه الجزيرة الكورية"، وأن تقوّض الأمن في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وقال السفير الفرنسي نيكولا دو ريفيير إنه إذا تم بالفعل نشر القوات الكورية الشمالية في روسيا، فسيُنظر إلى هذا الأمر على أنه "عمل عدائي له عواقب مباشرة على الأمن الأوروبي والسلم والأمن الدوليين، ولن يؤدي إلا إلى زيادة معاناة الشعب الأوكراني".
دمار خلفته ضربة روسية على خاركيف الأوكرانية (الأناضول) "مجرد ادعاءات"وجاء الرد الروسي على لسان سفير موسكو لدى الأمم المتحدة، الذى نفى صحة تلك التقارير ووصفها بأنها "مجرد ادعاءات".
وقال السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا، في مداخلة أمام مجلس الأمن، إن هذه التقارير "لديها قاسم مشترك واحد، إنها مجرّد ادعاءات، وهي ترمي، في ظل غياب أي أدلة مقنعة، إلى صرف الانتباه عن المشاكل الحقيقية التي تشكّل تهديدا للسلم والأمن الدوليين".
وقال نيبينزيا إنه في حال سلّمنا جدلا بأن المزاعم الأميركية صحيحة "لماذا تحاول الولايات المتحدة وحلفاء لها أن يفرضوا على الجميع المنطق الملتوي بأن من حقهم مساعدة نظام (الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي… فيما لا يحق لحلفاء روسيا ذلك".
وقال نيبينزيا إن تعاون روسيا مع كوريا الشمالية "عسكريا وفي مجالات أخرى يتماشى مع القانون الدولي ولا يشكل انتهاكا له".
وعزّزت موسكو وبيونغ يانغ تعاونهما العسكري منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، لكن إشراك قوات كورية شمالية في القتال سيشكل منعطفا كبيرا، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات منطقة کورسک الروسیة الولایات المتحدة مجرد ادعاءات فی منطقة
إقرأ أيضاً:
ماذا يعني وجود قوات كورية شمالية في روسيا بالنسبة لبكين؟
بعد أسابيع من تداول أنباء قرار بيونغ يانغ إرسال آلاف الجنود للقتال إلى جانب روسيا في أوكرانيا، قال حلف شمال الأطلسي (الناتو) والبنتاغون، الأسبوع الجاري، إن الجنود الكوريين الشماليين موجودون في كورسك، المنطقة الروسية التي تسيطر عليها جزئيًا القوات الأوكرانية، وهي الخطوة التي اعتبرها تقرير موقع "إذاعة أوروبا الحرة" تُسبب حرجا للصين.
وقال البنتاغون إن كوريا الشمالية أرسلت أكثر من 10 آلاف جندي إلى روسيا للتدريب والقتال في حرب أوكرانيا في غضون "الأسابيع القليلة القادمة"، وهو ما يراه الموقع يشير إلى تعميق العلاقات العسكرية التي كانت تُبنى خلال العام الماضي بين موسكو وبيونغ يانغ، وهو التطور الذي قوبل برد فعل صامت من الصين، حيث قالت وزارة خارجيتها، الأسبوع الماضي، إنها "ليست على علم بالوضع ذي الصلة".
وأوضح الموقع أن بكين كانت منذ فترة طويلة الحليف الأكثر أهمية لبيونغ يانغ، حيث قدمت التجارة والدعم الدبلوماسي والمساعدات العسكرية لكيم جونغ أون، إذ أن معاهدة المساعدة والتعاون المتبادلة بين الصين وكوريا الشمالية، منذ عام 196١، هي المعاهدة الدفاعية الوحيدة القائمة التي أبرمتها الصين مع أي دولة.
لكن الموقع أشار إلى أن بكين كانت محبطة أيضًا من بيونغ يانغ بسبب عدم الاستقرار الذي تتسببت فيه، خاصة مع برنامجها للأسلحة النووية وتهديداتها بإبادة كوريا الجنوبية، والآن بسبب استمرارها أيضا في نهجها نفسه في أوكرانيا، حيث يخاطر نشر قواتها بتصعيد أوسع نطاقًا يمكن أن يبدأ في الاندلاع في كل من أوروبا وآسيا.
ويرى الموقع أن نشر كوريا الشمالية للقوات في أوكرانيا يعتبر عملاً صعبًا لتحقيق التوازن بالنسبة للصين، حيث أنه في حين تدعم بكين روسيا بشكل غير مباشر في جهودها الحربية، فإن مشاركة بيونغ يانغ تشكل ورقة رابحة وفي الوقت نفسه صداعا استراتيجيا بالنسبة لبكين.
وأوضح الموقع أن العلاقة الوثيقة بين بيونغ يانغ وموسكو قد تعني تقليص النفوذ الصيني على كوريا الشمالية والتي من شأن مشاركة قواتها أن يعزز شراكة بوتين مع كيم، الذي وقع اتفاقا مع الزعيم الروسي في يونيو.
وذكر أن إرسال آلاف الجنود الكوريين الشماليين إلى حرب أوكرانيا من شأنه أيضا أن يؤدي إلى تأجيج التوترات الجيوسياسية في شبه الجزيرة الكورية ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ الأوسع، بما في ذلك اليابان وأستراليا.
وقالت كوريا الجنوبية إنها تفكر الآن في رفع مستوى دعمها لأوكرانيا من المساعدات غير الفتاكة إلى الأسلحة الدفاعية وربما حتى الهجومية، بحسب الموقع.
وأشار الموقع إلى أن هذه التطورات تشكل أزمة لبكين، لأنها لا تُضعف روايتها بأن الصين قوة من أجل السلام على النقيض من الولايات المتحدة فحسب، بل إنه يُقوض أيضا وجهة نظرها القائلة بأن الدول الغربية يجب أن تبقى بعيدة عن قضايا الدفاع الآسيوية الآن بعد أن أصبحت منطقة المحيطين الهندي والهادئ تدخل نفسها في محادثات الأمن الأوروبية.
وأوضح أن ما يزيد من المخاوف المحتملة بالنسبة للصين هي مسألة ما وافقت موسكو على القيام به في مقابل القوات الإضافية من بيونغ يانغ. وأحد الأمور الواضحة قد يكون المساعدة الروسية في تحسين القدرات النووية لكوريا الشمالية، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى تسريع سباق التسلح في المنطقة.
لكن الموقع ذكر أن بعض المحللين يعتقدون أن بكين قد تتسامح مع شحنات الأسلحة والأفراد من كوريا الشمالية إلى روسيا لتخفيف الضغوط على تقديم المساعدة العسكرية المباشرة بنفسها.
وفي هذا السياق، أوضح الموقع أنه ربما تكون الصين الآن تقود على أرض أكثر اضطراباً لكنها لا تزال في مقعد القيادة بقوة. وسوف تظل كل من موسكو وبيونغ يانغ تعطيان الأولوية لعلاقاتهما مع بكين على الأخرى، وإذا كانت الصين تريد حقاً الضغط على دواسة الفرامل فيما يتصل بالمسار الذي تسلكه كوريا الشمالية وروسيا، فسوف تظل لديها القدرة على القيام بذلك.