لجنة نصرة الأقصى تحدّد ساحات مسيرات “مع غزة ولبنان.. جاهزون لأي تصعيد أمريكي صهيوني”
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
الثورة نت/..
حددّت لجنة نصرة الأقصى، ساحات الاحتشاد المليوني في العاصمة صنعاء والمحافظات في مسيرات “مع غزة ولبنان.. جاهزون لأي تصعيد أمريكي صهيوني” يوم غدٍ الجمعة.
حيث حددّت اللجنة ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء مكانا للخروج الكبير في مليونية “مع غزة ولبنان.. جاهزون لأي تصعيد أمريكي صهيوني” عصر غدٍ الجمعة.
وفي صعدة حددت لجنة نصرة الأقصى 26 ساحة للخروج المليوني في مسيرات “مع غزة ولبنان.. جاهزون لأي تصعيد أمريكي صهيوني” يوم الجمعة، وساحة المولد النبوي الشريف غرب المدينة مكانا للمسيرة المركزية عند الـ 10:00 صباحا.
كما حددت ساحات الشهيد القائد، شعارة وبني صيّاح والحِجْلَة برازح، آل سالم، عَرو وجمعة بني بحر صباحا، وساحات العين والقهرة ووالبة بالظاهر، ربوع الحدود ومدينة جاوي وساحة لولد عمرو وبني عبّاد بمجز صباحا.
وحددت اللجنة ساحات الجرشة وبقامة بغمر، قطابر، يسنِم بباقم، كتاف، أملح، ذويب، آل مقنع صباحا، وساحات الخميس بمنبه، شدا، عُضْلَة بالحشوة، آل ثابت بقطابر أماكن للخروج الشعبي عقب الصلاة.
وفي محافظة الحديدة حددت لجنة نصرة الأقصى 97 ساحة للخروج المليوني في مسيرات “مع غزة ولبنان.. جاهزون لأي تصعيد أمريكي صهيوني” عصر الجمعة.
كما حددت ساحات شارع الميناء، الرامية العليا والسفلى ومدينة السخنة، ساحات مدينة عبال والعزلة العليا والقطعة السفلى بالحجّيلة، القطيع والخليفة والمنصر ومدينة المراوعة للمديريات الشرقية عصرا، وساحات الخزاعي الأعلى والأسفل والطرف والموسطة الغربية وبني سليمان في برع، جبل الظامر والعرج والمطحلي ومدينة باجل للمديريات الشرقية عصرا.
وحددت ساحات اللاوية ومدينة الدريهمي، عزلة الركب وعزلة عقبي عامر ومدينة الجراحي، القهراء والمصبرية والجبل والأشاعر بجبل راس للمديريات الجنوبية عصرا، وساحات الحبيل وعزلة الوعارية ومدينة المنصورية، الصعيد والحسينية والطرف الشامي ومدينة بيت الفقيه، المَدَن والمرشدية والقراشية العليا والبدوة والقراشية السفلى والمحط بالمُره ومدينة زبيد، الساحل والمتينة ومدينة التحيتا للمديريات الجنوبية عصرا.
كما حددت اللجنة ساحات كمران، دير الولي بالعطاوية والمعروفية والحشابرة ومحل رحمة وعزلة بن جميل وبرخل والشارع العام بالزيدية للشمالية عصرا، وساحات الهارونية وابن عباس والجرب والحمادية والمغيدفية والجعلية والحندوب ومحل المعروف ومحل الزيح والشارع العام بالمنيرة للمديريات الشمالية عصرا.
وتحديد ساحات المعرص والخميس والخشم والفرنتي وربع الفرنتي وساحة أبناء العراجة والمغابشة والخزاومة والمغابشة والمدينة بالزهرة للمديرات الشمالية عصرا، وساحات كدف البرقي ودوغان ودير كزابة ودير عبدالله والشارع العام والداودية و محل الطبيش بالقناوص للمديريات الشمالية عصرا.
وحددت اللجنة ساحات الحدادية والمحامدة والمهجم والمنواب ومحل مهدي ومحل غيان ومدينة المغلاف، رأس عيسى ومدينة الصليف، محل زعفة والكدن ومدينة الضحي للمديريات الشمالية عصرا، وكذا ساحات مدينة اللحية ومدينة مور والحجافية ودير الأخرش والخوبة وساحة البعجية وعباك وساحة المقرني والمحجوب وساحة الزيلعية باللحية للمديريات الشمالية عصرا.
وفي محافظة البيضاء حددت لجنة نصرة الأقصى ساحة السوق بالبيضاء والشارع العام بالسوادية وشارعي الأمل والشوكية برداع ومراكز المديريات عقب الصلاة.
وفي تعز حددت لجنة نصرة الأقصى 14 ساحة للخروج المليوني في مسيرات ” مع غزة ولبنان.. جاهزون لأي تصعيد امريكي صهيوني” غد الجمعة، حيث حددت ساحات الرسول الأعظم بالجند، المشارب، وشارع 40 بالتعزية مديريات المربع الشرقي في مركز مديرية خدير عصرا.
كما حددت ساحات جبالة بماوية ومساهر بحيفان، العرف والكمب بمقبنة والزبيرة بالمواسط عصرا، وساحات شرعب الرونة عقب صلاة الجمعة، الخزجة بحيفان، المربع الشمالي ومركز شرعب السلام وسقم بمقبنة صباحا.
وفي محافظة لحج حددت لجنة نصرة الأقصى جولة الشهيد الصماد في الهجر بمديرية القبيطة مكانا للخروج الشعبي عصر الجمعة.
وفي الضالع حددت نصرة الأقصى ساحات مدينة دمت، قرين الفهد وشليل بقعطبة عقب الصلاة، سوق الطاحون وعمارة والجبل وضوران بالحُشاء، مدينة جُبَنْ صباحا.
وفي مأرب حددت لجنة نصرة الأقصى ساحة الجوبة عصرا، وساحات صرواح وماهلية ومجزر وبدبدة وحريب القراميش والعبدية وجبل مراد صباحا.
وفي ريمة حددت لجنة نصرة الأقصى 23 ساحة للخروج المليوني في مسيرات “مع غزة ولبنان.. جاهزون لأي تصعيد أمريكي صهيوني “، حيث حددت ساحات المحافظة ورباط النهاري ومربع الشهيد بدر ومربع القدس ومربع الإمام الحسن بمديرية الجبين صباحا.
وحددت ساحات المغربة وربوع بني خولي ومنطقة صرع في بلاد الطعام صباحا، وساحات ربوع المسجدين والدومر وبني الواحدي ورحب الإثنين ومنطقة النوبة بمديرية السلفية صباحا.
وتحديد ساحات بكال الأشراف ومسور والقصيع وعدنها بمزهر، واللمهيل والحدية ورماع بالجعفرية، المغارم والسلف ومركز كسمة صباحا.
وفي محافظة ذمار حددت لجنة نصرة الأقصى 18 ساحة للخروج المليوني في مسيرات “مع غزة ولبنان.. جاهزون لأي تصعيد أمريكي صهيوني” غداً الجمعة.
حيث حددت ساحات شارع المنزل جوار مدرسة النصر بالمدينة ومدينة ضوران ومنطقة الدن ومدينة معبر بمديرية جهران عصراً، وساحات مدينة الشرق، سوق الأحد ومربع مشرافة بوصاب السافل ومخلاف نقذ بوصاب العالي عقب صلاة الجمعة.
كما حددت اللجنة ساحات مركز مديرية عتمة والميدان والمنار ومخلاف المنار وسفال المعينة والحداء وعنس ومغرب عنس ومركز جبل الشرق ومنطقة حدقة بضوران صباحاً.
وفي محافظة الجوف حددت لجنة نصرة الأقصى 26 ساحة للخروج المليوني في مسيرات “مع غزة ولبنان.. جاهزون لأي تصعيد أمريكي صهيوني” يوم الجمعة.
حيث حددت ساحات الحزم، المتون، وادي سريرة ومركز المطمة، العقدة ومركز الزاهر، المربع الجنوبي ومركز رجوزة عقب الصلاة، وساحات المراشي، الحميدات، الواغرة، مركز المدينة وغرب العنان، ملاحا ومركز المصلوب عقب الصلاة.
كما حددت اللجنة ساحات الغيل، الخَلَق، الصلل، نعمان،الشول بالحميدات، سوق الدعام بالزاهر ،والقصبة بالمتون عقب الصلاة، وساحات اليتمة، رحوب، عِفَيْ بالعنان، ساحة الشهداء في المرانة بالمراشي صباحا.
وفي محافظة حجة حددت لجنة نصرة الأقصى 53 ساحة للخروج المليوني في مسيرات “وفاء للشهداء القادة مع غزة ولبنان حتى النصر” غد الجمعة.
حيث حددت ساحات المدينة، الثلث وبني نشر والغربي بكعيدنة، أسلم، عبس، خيران المحرق، لمرور وجانب اليمن بالشاهل، حجر الداخلي وبني أسد والمخاويس ومدينة المحابشة عصرا، وساحات وادي غامص والخطوة بالجميمة، المخلاف وبني جل بقفل شمر، عزان وعزلة أفصر وبني المهدي بكحلان الشرف عصرا.
وحددت اللجنة ساحات جياح والجوانه بأفلح اليمن، المطلة ومركز أفلح الشام، جوار المحكمة وباب المهر بالمفتاح وبني العاتي بميدي عصرا، ساحات بني داوود وأنهم الشرق وأنهم الغرب وعاهم والحماريين والعبادلة والعبيسة ومغربة قرحش بكُشَر عصرا.
كما حددت ساحات خولان والشراقي بريف حجة، مستباء، قارة، مبين، كحلان عفار، شرس، نجرة، الطور والشرع بني قيس، وضرة، بني الحداد بحرض عصرا، وساحات نجرة والشغادرة عقب صلاة الجمعة، وضرة، بكيل المير، الربوع وصوملة بوشحة، والمغربة، بني العوام صباحا.
وفي محافظة عمران حددت لجنة نصرة الأقصى 48 ساحة للخروج المليوني في مسيرات “مع غزة ولبنان.. جاهزون لأي تصعيد أمريكي صهيوني” غد الجمعة.
حيث حددت ساحات الشهيد الصماد بالمدينة، بني صريم، صوير، خارف، حوث، الجبل، المدان، وادي ذرحان وأُولة ومركز السُودة عصرا، وساحات الميقاع ومركز خَمِر، مِرهبة ومركز ذِيبين، الهجَر والقابعي والهَيْجة وأحكم بشهارة، بكيل السواد بسفيان عصرا.
وحددت اللجنة ساحات السُكيبَات والبَطنة والمخضارة بالقفلة، المغربة ومركز ثِلاء، بني عبد بعيال سريح عصرا ، وكذا ساحات ذو خيران والسواد وقاعة ومركز المديرية بالعشة، بني دهش وبني عيذ وحجور والجبر ومركز ظليمة عصرا.
وتحديد ساحات مكتب ذيفان ومركز المديرية في ريدة، الوادي والجدم وسناد ومركز المديرية بمسوَر، الحزة بالمدان عقب الصلاة، وساحات العمشيّة ومركز المديرية بسفيان، قُطابة والوادي الشرقي وبني طلق ومركز مديرية السَود، مفخاذ بالمدان صباح الجمعة.
وفي محافظة إب حددت لجنة نصرة الأقصى 75 ساحة للخروج المليوني في مسيرات “مع غزة ولبنان.. جاهزون لأي تصعيد أمريكي صهيوني” غد الجمعة.
حيث حددت ساحات الرسول الأعظم بالمدينة، يريم، المخادر، القاعدة وحِبير والعداني والوحص ووادي ضبأ في ذي السفال عصرا، وساحات العدين، رحاب وبني ساوي بالقفر، البُغدة والشرف بالسياني، الشُهلي والثوابي وجبل رعويين في جبلة عصرا.
وحددت اللجنة 14 ساحة بحزم العدين، السارة وعردن بالعدين، السدة، النادرة عقب الصلاة، و6 ساحات بمذيخرة، ساحتان بحبيش، الصفه والدخال بذي السفال عقب الصلاة.
كما حددت 7 ساحات بفرع العدين، و 4 ساحات في بعدان، ربابة بالقفر، العود بالنادرة صباحا، وتحديد 5 ساحات بالسبرة ، و 5 ساحات بالرضمة، كتاب وبني عمر وساحتان بخودان بيريم صباحا، وتحديد 3 ساحات بحبيش، رباط السريمة ومركز الشعر، الجعاشن بذي السفال صباحا.
وفي محافظة المحويت حددت لجنة نصرة الأقصى 24 ساحة للخروج المليوني في مسيرات “مع غزة ولبنان.. جاهزون لأي تصعيد أمريكي صهيوني”غد الجمعة
حيث حددت ساحات المدينة، شِبام، المرواح والظاهر وجبع وعبس بالخبت، وخميس بني سعد ودير الشريف وهواع عقب الصلاة، وساحات الروضة وبدح والشجاف والشماسنة وبني وهب بملحان، سوق الأحد والوسط وعنبر بجبل المحويت، الرُجُم عقب الصلاة.
كما حددت ساحات الصفقين والملاحنة العليا والسفلى بحفاش عقب الصلاة، ومدينة الطويلة، الأهجر، سهل باقل بالرجم صباحا.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: حددت لجنة نصرة الأقصى حددت اللجنة ساحات ومرکز المدیریة والشارع العام مع غزة ولبنان ساحات مدینة عقب الصلاة وفی محافظة غد الجمعة
إقرأ أيضاً:
اليمن يقلب المعادلة.. إخفاق استخباري أمريكي وضربة استراتيجية تُربك “هاري ترومان”
يمانيون/ تقارير
اليمن يقلب المعادلة: إخفاق استخباري أمريكي وضربة استراتيجية تُربك “هاري ترومان” وتُعيد رسم موازين القوى
في قلب البحر الأحمر الذي يعج بالأساطيل والمدمرات الغازية، لم يكن أحد ليتوقع أن يتحول “اللاعب الضعيف” في المعادلة –اليمن– إلى كاسرٍ لمعادلة التفوق الجوي والبحري الأمريكي. فالضربة التي وجهتها القوات المسلحة اليمنية للطائرة E-2 Hawkeye، التابعة لحاملة الطائرات “هاري ترومان”، لم تكن مجرد استهداف تكتيكي، بل تمثل فضيحة استخبارية من الطراز الثقيل، وهزّة استراتيجية لموازين الردع التي ظنتها واشنطن ثابتة.
فشل استخباري واضح
ما لم يُقال في الإعلام، هو أن الضربة اليمنية سبقتها أيام من الرصد، والتشويش، والتلاعب بسيناريوهات التضليل الإلكتروني. أجهزة الاستخبارات الأمريكية، برغم تقنياتها المتقدمة، لم تستطع كشف نية الهجوم، ولا تحديد مسار السلاح المستخدم، ولا حتى منع تنفيذ الضربات من بينها التي تطال عمق العدو الصهيوني.
هذا الإخفاق يكشف أن الغطرسة التكنولوجية قد تصبح عبئًا حين تُركن إليها الجيوش دون تطوير منظوماتها المفاهيمية والفكرية. فغياب الإنذار المبكر عن ضربات بهذه النوعية، يشي بأن منظومات الاستكشاف المبكر والمراقبة الفضائية والاعتراض، قد تعطّلت أو تم تجاوزها بأساليب مبتكرة، ما يُعد إشارة خطيرة لثغرات في بنية ومنظومة الدفاع الأمريكي.
ضربة في العصب
حاملة الطائرات “هاري ترومان” لم تكن هدفًا مباشرًا، لكنها فقدت ما يُعتبر “عقلها المدبر” في السماء، الطائرة E-2 Hawkeye، المسؤولة عن تنسيق العمليات، التحكم في المجال الجوي، وقيادة الأسلحة الذكية على متن الطائرات والسفن. الضربة اليمنية جعلت الحاملة –عمليًا– عمياء، تدور حول نفسها في قلب البحر دون قدرة على اتخاذ قرارات ميدانية دقيقة.
ولأن نظم القيادة والسيطرة ترتبط بوحدات الإنذار والسيطرة المحمولة جوًا، فإن خسارة هذه الطائرة يعني ببساطة أن الحاملة باتت عرضة لأخطاء التقدير، والهجمات المباغتة، والعجز عن إدارة الهجوم والدفاع في آن واحد.
العشوائية العملياتية
فيما تبالغ القنوات الغربية، والتابعة لها الفضائيات العربية بـ”نجاحات” العمليات البحرية الأمريكية ضد أهداف يمنية، تبيّن أن معظم تلك الضربات عشوائية، موجهة ضد منشآت اقتصادية ومدنية، وهو ما يؤكد تخبط القيادة الأمريكية بعد فقدان أداة التنسيق الرئيسة. الضربات لم تطل البنية التحتية العسكرية اليمنية الفعلية، ما يعني أن بنك الأهداف فقد دقته، أو أن المعلومات الاستخبارية باتت مضللة، أو الإثنان معًا.
كل ما يُروج عن “نجاحات دقيقة” في الإعلام، هو في حقيقته غطاء سياسي لمحاولة إنقاذ ماء وجه البنتاغون، الذي وجد نفسه أمام فشل مركب: استخباري، تكتيكي، واستراتيجي.
البعد الإقليمي والدولي
ضربات الردع اليمني في استخدام المسيرات والصواريخ الاستراتيجية وضعت الجيش اليمني في مصاف الجيوش القادرة على التأثير في العمق العملياتي لأعتى الأساطيل العالمية. ولم تعد المسألة مجرد حرب محلية ضد تحالف إقليمي، بل تحولت إلى مشهد استراتيجي يعاد تشكيله، حيث يظهر اليمن كطرف قادر على تهديد المصالح الأمريكية، في نقطة التقاء بحرية حيوية باب المندب وخليج عدن، (شريان التجارة العالمية).
وإذا كانت واشنطن تسعى إلى ترهيب اليمن وردعه عبر استعراض القوة، فإن الرد اليمني أتى مغايرًا، مسددًا نحو أهم مفصل في منظومة الحرب البحرية الأمريكية، ليقول إن ميزان الردع لم يعد أحادي الاتجاه.
التحقيقات الجارية في البنتاغون لن تكون كافية ما لم تُراجع العقيدة العملياتية البحرية الأمريكية سلوكها، خصوصًا فيما يتعلق بالحروب غير المتكافئة. فالحرب مع اليمن لا تشبه النزاعات التقليدية، وقد كشفت هذه العملية أن التكنولوجيا وحدها لا تكفي، وأن الردع لا يُبنى فقط بالسفن والطائرات، بل بالقدرة على استيعاب أساليب الحرب المرنة والمباغتة.
الحاملة “ترومان”، قد تستعيد عافيتها التقنية لاحقًا، لكن الهيبة الاستراتيجية للبحرية الأمريكية تلقّت ضربة موجعة، مما جعلها تتراجع وتغير مواضعها في كل مرة لتحاشي أو تقليل مخاطر النيران التي تصلها، وتضرب مفاصل قطع الحماية التي تحرسها، وتؤمن وجودها.
من باب المندب إلى المحيطات المفتوحة
الضربة اليمنية التي أربكت حاملة الطائرات “هاري ترومان”، لا يمكن قراءتها في معزل عن السياق الأوسع لصراع القوى الكبرى على البحار والمضائق الاستراتيجية. فالمعركة لم تعد تدور فقط حول اليمن، بل باتت تتصل عضوياً بمعركة الهيمنة على طرق التجارة العالمية، والتحكم بمسارات الطاقة، وموازين الردع البحري في زمن التحولات الكبرى. إذ يشكّل مضيق باب المندب أحد أهم الممرات البحرية في العالم، حيث تمر عبره يومياً قرابة 6 ملايين برميل من النفط، إلى جانب عشرات السفن التجارية.
ومع تصاعد قدرات القوات اليمنية، بات هذا الممر الحيوي مهدداً في حال اتخذت صنعاء قراراً بتوسيع نطاق ردعها إلى المحيط الهندي وإلى البحر المتوسط، وإلى استهداف المصالح الأمريكية في المنطقة.
هذا التهديد لم يغب عن أعين القوى الكبرى: فواشنطن ترى في استقرار هذا المضيق شرطاً لبقاء هيمنتها البحرية على الخط الرابط بين البحر المتوسط والمحيط الهندي، بينما تعتبره الصين جزءًا من مشروع “الحزام والطريق”، وتضعه روسيا ضمن استراتيجيتها لكسر الحصار الأطلسي.
حاملة الهيمنة تتراجع
منذ عقود، كانت حاملات الطائرات الأمريكية رموزاً لسطوة واشنطن على البحار المفتوحة، لكن الضربات الأخيرة للجيش اليمني على حاملة الطائرات “ترومان” والقطع التابعة لها، كشفت أن هذه “العماليق الحديدية” لم تعد محصّنة. قدرة طرف إقليمي محدود الموارد على إصابتها في “عقلها التشغيلي”، هو رسالة تحذير لكل من كان يظن أن البحر حكر على من يملكون القوة الصلبة فقط.
التكنولوجيا لم تعد حصنًا مانعًا، فاليمن الذي لا يملك أساطيل، استطاع أن يضرب في العمق. وهو ما يفتح الباب أمام أطراف إقليمية ودولية لإعادة النظر في معادلة الهيمنة البحرية.
الصين تترقب
من الجانب الآخر، تراقب الصين ما يجري باهتمام استراتيجي بالغ. فهي التي تراهن على طريق الحرير البحري، وتستثمر مليارات الدولارات في موانئ جيبوتي وباكستان وسريلانكا، تدرك الآن أن تهديد البحرية الأمريكية في باب المندب قد يخلق فراغاً يسمح لها بتوسيع نفوذها البحري. ولا يُستبعد أن تسعى بكين إلى توسيع وجودها العسكري في القرن الإفريقي بدعوى “تأمين الملاحة الدولية”.
أما روسيا، التي تخوض صراعاً متعدد الجبهات مع واشنطن، فترى في تعثر الحاملة “ترومان” فرصة ذهبية لتعزيز خطابها القائل إن العالم بحاجة إلى توازن دولي جديد. فقد سبق لموسكو أن طرحت مشروع “الأمن الجماعي في الخليج”، وها هي تجد في الأحداث الجارية مبرراً إضافياً لطرح نفسها كوسيط بديل وفاعل في معادلات الأمن البحري.
الضربة اليمنية قد تكون أكثر من مجرد اشتباك بحري. إنها لحظة فاصلة تؤذن بانهيار جزئي لمنظومة الهيمنة البحرية الأحادية، وتفتح الطريق أمام واقع جديد، تُقاس فيه القوة لا فقط بعدد الحاملات والطائرات، بل بمدى القدرة على مفاجأة الخصم، وتهديد شرايينه الحيوية، وكسر تفوقه الرمزي.
ولعلّ ما يحدث اليوم في مواجهة اليمن للقوات البحرية الأمريكية يُعيد صياغة معادلة الردع في البحر، ويبعث برسالة إلى كل من واشنطن، وبكين، وموسكو: لم يعد هناك “بحر آمن بالكامل”، ولم تعد المضائق مستباحة لمن يدفع أكثر. بل لمن يُحسن الصبر، والتخفي، ويجيد اختيار لحظة الضربة.
الرسالة الأوضح: أن السماء لم تعد حكرًا على أمريكا، والبحر لم يعد مسرحًا آمنًا لأساطيلها.