منها حضارة متعددة الكواكب.. ما أسباب دعم ماسك ترامب بملايين الدولارات؟
تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT
يبذل الملياردير الأميركي إيلون ماسك قصارى جهده لدعم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في حملته للعودة إلى البيت الأبيض، وقد أنفقت لجنته السياسية المؤيدة لترامب 118 مليون دولار حتى الآن، ولديها الميزانية الكافية لإنفاق عشرات الملايين الأخرى، وكل هذه المبالغ الضخمة تأتي تقريبا من ماسك نفسه وفق ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية.
وركّز الرئيس التنفيذي لشركة تسلا -عملاق صناعة السيارات الكهربائية- جهوده في دعم ترامب بالولايات المتأرجحة عموما، وولاية بنسلفانيا خصوصا التي يرى فيها محور الانتخابات، حتى إنه يتحدث عن الذهاب بنفسه من بيت إلى بيت، ليحث الناخبين على التصويت.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هاريس تندد بتصريحات ترامب "المهينة جدا" للنساءlist 2 of 2ساندرز: سنغيّر السياسة الأميركية تجاه إسرائيل إذا فازت هاريسend of listوأشارت نيويورك تايمز إلى أن ماسك تجاوز الآن المليارديرية الإسرائيلية ميريام أديلسون، ليصبح ثاني أكبر مانح فردي مؤيد لترامب في هذه الدورة الانتخابية، بعد الملياردير تيموثي ميلون، الذي قدم 150 مليون دولار حتى الآن لمساعدة ترامب في حملته الانتخابية.
وأثارت لجنة العمل السياسي الأميركية الجدل في الأسابيع الأخيرة، بسبب تبرع ماسك بمليون دولار يوميا لناخب يتم اختياره عشوائيا من إحدى الولايات المتأرجحة الذي يقوم بالتسجيل للمشاركة في الانتخابات، وذلك في جهد محموم منه لدفع الناخبين الجمهوريين للتصويت وفق ما ذكرت مجلة فوربس الأميركية.
وقدم ماسك 43.6 مليون دولار إلى لجنة العمل السياسي الأميركية في الفترة من 1 إلى 16 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وفقا للملفات المقدمة إلى لجنة الانتخابات الفدرالية.
ويأتي هذا المبلغ إضافة إلى 75 مليون دولار قدمها ماسك بالفعل إلى لجنة العمل السياسي الأميركية حتى 30 سبتمبر/ أيلول الماضي.
وذكرت نيويورك تايمز في تقرير آخر لها نشر قبل أيام أن ماسك صار "أكثر جنونا" في دعمه لترامب، وسيواصل حملته حتى يوم الانتخابات، بما في ذلك الظهور إلى جانب الرئيس السابق في تجمع حملته بماديسون سكوير غاردن.
وأسس ماسك شركتين جديدتين ذات توجه سياسي قريب من شعارات الجمهوريين وهما شركة غروب أميركا إل إل سي (Group America LLC) ويونايتد ستيت أوف أميركا (United States of America Inc)، ما يشير إلى أنه قد يحاول الحفاظ على موطئ قدم له في العالم السياسي على المدى الطويل، وفقا لما أوردته مجلة فوربس في وقت سابق.
ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا يتبرع ماسك بهذه الأموال الطائلة لترامب، وما دور المصالح الاقتصادية والمالية وراء هذا الدعم؟
ماسك يتبرع يوميا بمليون دولار لناخب عشوائي من إحدى الولايات المتأرجحة لدفع الناخبين الجمهوريين للتصويت (رويترز) ديمقراطي غيّر جلدهلم يكن ماسك جمهوريا في السابق بل كان ديمقراطيا، إذ دعم باراك أوباما بقوة في حملته الانتخابية للرئاسة عام 2007، كما تبرع بالملايين لصالح هيلاري كلينتون في حملتها ضد ترامب نفسه عام 2015، وانتقد ترامب شخصيا في مقابلة عام 2016 مع قناة (سي إن بي سي)، ووصف ترامب في محادثات خاصة بأنه "خاسر تماما"، وقال إنه صوت لصالح جو بايدن في عام 2020، وفق ما نقلت عنه مجلة نيوزويك.
ما أسباب التحول الدراماتيكي؟يكمن وراء التحول إعفاءات ضريبية، وتسهيلات لشركات ماسك، وأحلام في تغيير الكون يطاردها الرجل، ووعد بوزارة، وأولا وقبل وبعد كل شيء "المال"، فرغم أنه يتبرع بعشرات الملايين من الدولارات، لكنه ينتظر المليارات في المقابل، لكن كيف ذلك؟
انتظار الملياراتقال ترامب لمجلة نيوزويك مادحا ماسك "إنه قائد صناعي لا يتكرر إلا مرة واحدة في الجيل، ومن المؤكد أن بيروقراطيتنا الفدرالية المكسورة يمكن أن تستفيد من أفكاره وكفاءته".
ويتجلى التوافق بين طموحات ماسك وأطماعه ومقترحات ترامب السياسية بشكل أكبر في اقتراح ترامب تعيين ماسك "وزيرا لخفض التكاليف"، إذ قال خلال ظهوره مؤخرا على قناة فوكس نيوز "إنه يتوق إلى القيام بذلك".
وقد يجعل هذا الدور ماسك مؤهلا للحصول على إعفاء ضريبي خاص بقيمة عشرات المليارات من الدولارات، ووفقا لتقرير صادر عن مجلة رولينغ ستون، فإن أحد البنود المخفية في قانون الضرائب قد يسمح لماسك بجني واحدة من أكبر الإعفاءات الضريبية الشخصية في تاريخ أميركا إذا فاز ترامب في انتخابات عام 2024، وعين ماسك في هذا المنصب الحكومي المقترح.
وحسب خبراء الضرائب والأخلاق الذين تحدثوا إلى المجلة، فإن ثمة بندا غير معروف في قانون الضرائب قد يسمح لماسك بتأجيل ضرائب مكاسب رأس المال إلى أجل غير مسمى على أي أصول قد يحتاج إلى التخلص منها للامتثال لقواعد الأخلاقيات الحكومية.
وستضاف هذه الميزة الضريبية الخاصة، المتاحة فقط للمسؤولين الفدراليين، إلى التخفيضات الضريبية الكبيرة التي يمكن أن يحصل عليها ماسك إذا عملت إدارة ترامب الجديدة على خفض ضرائب الدخل والضرائب الأخرى على المليارديرات.
لذا فإن ماسك، الذي يعد حاليا أغنى شخص في العالم بثروة صافية تبلغ 269.8 مليار دولار وفقا لمجلة فوربس، قد يكسب مليارات الدولارات الأخرى إذا تولى منصبا حكوميا في إدارة ترامب.
وقد لا تناسب المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس ماسك بالقدر نفسه؛ فخلال حملتها الرئاسية لعام 2019، دعت إلى رفع معدل الضريبة على الشركات من 21% إلى 35%، وفي حين أيدت هاريس اقتراح الرئيس بايدن الأكثر اعتدالا بفرض معدل 28%، فإنها دفعت باتجاه زيادة أكبر.
وفي وقت لاحق، عند قبول ترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024، تعهدت هاريس بتقديم إعفاءات ضريبية للأميركيين من الطبقة المتوسطة، ووعدت بأن تخفيضاتها الضريبية ستساعد "أكثر من 100 مليون أميركي" في الوقت الذي سترفع فيه الضرائب على الأغنياء والمليارديرات، وفق ما ذكرت مجلة نيوزويك.
الشراء والاقتراض والموتفي عام 2021، بعد أقل من عام من إدلاء ماسك بصوته لصالح بايدن، أقر الديمقراطيون في مجلس النواب حزمة الميزانية التي يدعمها بايدن تحت عنوان "البناء الأفضل"، التي تضمنت ضريبة إضافية بنسبة 8% على الدخول التي تزيد عن 25 مليون دولار، وفق ما ذكرت منصة إنكوالتي (inequality.org).
وفي مجلس الشيوخ، أضاف رئيس لجنة المالية رون وايدن إلى مزيج الضرائب التشريعي لعام 2021 الذي قدمه بايدن اقتراحا جديدا بفرض "ضريبة دخل المليارديرات"، والتي من شأنها أن تلزم مليارديرات البلاد بدفع ضريبة على مكاسبهم الاستثمارية عند استحقاقها.
وبعد بضعة أشهر، أعلنت إدارة بايدن عن فرض ضريبة على الأثرياء تحت اسم "ضريبة الحد الأدنى لدخل المليارديرات".
وتهدف كل من مقترحات وايدن وبايدن إلى سد ثغرة (الشراء والاقتراض والموت buy-borrow-die) الضريبية طويلة الأمد التي تمكّن الأثرياء من الاحتفاظ بثرواتهم، من خلال تقليل ما يدفعونه من ضرائب، وهي الثغرة التي يفضلها المليارديرات، ويحسنون استغلالها، ويدافعون عنها بكل قوة.
تسمح هذه الثغرة للمليارديرات بالاحتفاظ بالأصول طوال حياتهم من دون دفع ضريبة على المكاسب والأرباح، في حين يقترضون مقابل الأصول كلما احتاجوا إلى النقود.
ويشير تاريخ ماسك في الاقتراض مقابل أسهمه في تسلا بوضوح إلى أنه يفهم مدى الربحية التي يمكن أن تكون عليها ثغرة الشراء والاقتراض والموت هذه.
وبدأ ماسك فورا في مهاجمة اقتراح السيناتور وايدن بفرض ضريبة على مكاسب استثمارات المليارديرات، محذرا متابعيه على منصة إكس من أنه بعد نفاد أموال الضرائب التي يجمعها الساسة منه ومن زملائه المليارديرات، فإنهم "سيأتون إليكم".
واشتكى ماسك من أن الحكومة الفدرالية ببساطة تهدر قدرا كبيرا من المال، معلنا عن أنه إذا دفع ضرائب أقل، فسوف "يستخدم المال لنقل البشرية إلى المريخ"، وهو التعهد الذي قد يفسر تأكيد ماسك الأخير على أن البشرية لن تصل إلى المريخ أبدا بدون ترامب وتخفيضاته الضريبية لصالح المليارديرات.
ترامب والمريخويبدو أن دعم إيلون ماسك لدونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024 مرتبط بصورة وثيقة برغبته في تحرير القيود الحكومية بشكل كبير، خاصة في مجال استكشاف الفضاء.
وزعم ماسك في عدة مناسبات أن القيود التنظيمية المفرطة تعيق الإبداع، وتشل ما يراه تقدما نحو التحول إلى حضارة متعددة الكواكب وهو هدف أساسي لشركته، سبيس إكس.
وفي سلسلة من المنشورات على موقع إكس، أعرب ماسك عن مخاوفه بشأن تأثير "الإفراط في التنظيم" على مستقبل أميركا في الفضاء، قائلا "التصويت لترامب بمثابة التصويت للمريخ! ما لم نوقف الاختناق البطيء الناجم عن الإفراط في التنظيم الذي يحدث في أميركا، فلن نصبح أبدا حضارة متعددة الكواكب".
يبدو أن منشورات ماسك حول هذه القضية تنبع من العقبات التنظيمية التي واجهتها (سبيس إكس) في الماضي، وتشمل هذه العقبات التأخير في الموافقات على الإطلاق والقيود التي فرضتها وكالات فدرالية مختلفة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ملیون دولار ضریبة على ترامب فی فی حملته
إقرأ أيضاً:
بعد وقف ترامب المنح الأميركية.. هذا ما جرى لـضحايا القرار في مصر؟
لم يكن طلاب المنحة الأميركية في القاهرة يتوقعون أن المعسكر الذي جمعهم من مختلف أنحاء الجمهورية داخل أسوار الجامعة الأميركية بالقاهرة سيشهد لحظة مفصلية في مسيرتهم الأكاديمية، وذلك بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بوقف المنح الفدرالية والمساعدات الخارجية.
بدأت القصة عندما استدعت إدارة المنحة جميع الطلاب إلى قاعة باسيلي في مقر الجامعة بمنطقة التجمع الخامس. ووسط همهمات وتساؤلات، لم يكن أحد يتخيل أن الإعلان سيكون بهذه القسوة:
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2القدس.. وقفة احتجاج ضد ملاحقة مدارس الفرقانlist 2 of 2الاحتلال يضيق على التعليم الجامعي الفلسطينيend of list"تم تجميد أنشطة الوكالة الأميركية لمدة 90 يوما، وعلى الجميع مغادرة المكان فورا. يجب على الوافدين من المحافظات العودة إلى فنادقهم وتسجيل المغادرة، وعلى المقيمين بالسكن الجامعي حزم أمتعتهم فورا والمغادرة قبل منتصف الليل، وإلا سيتعين عليهم دفع 27 دولارا مقابل ليلة إضافية".
لكن الصدمة لم تتوقف عند هذا الحد، فقد تبع القرار سلسلة من المواقف الدرامية التي واجهها طلاب المنحة، وهذا جعلهم في حالة من الارتباك والقلق بعد الإعلان المفاجئ.
قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيقاف المنح الفدرالية أضاع حلم 1077 طالبا في الحصول على فرصة تعليم مميزة (رويترز) عام كامل على وشك الضياعفي حين أفادت تقارير بأن إدارة دونالد ترامب أوقفت نحو 60 مسؤولا رفيع المستوى في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، بدعوى "تجاهل الأوامر"، يواجه موظفو الوكالة مستقبلا غامضا عقب هذه القرارات. ووفقا لمذكرة اطلعت عليها رويترز، صرّح القائم بأعمال مدير الوكالة جيسون غراي قائلا: "نتيجة لذلك، منحنا عددا من موظفي الوكالة إجازة إدارية بأجر ومزايا كاملة حتى إشعار آخر، بينما نستكمل تحليلنا لهذه الإجراءات".
إعلانلكن تبعات القرار لم تتوقف عند الموظفين وحدهم، فبينما يمكنهم لاحقا البحث عن فرص عمل جديدة مع استمرار رواتبهم، يواجه طلاب المنحة الأميركية خطر ضياع عام دراسي كامل، خاصة أولئك الذين لا يزالون في عامهم التمهيدي، ما يعرض مسيرتهم الأكاديمية لمصير مجهول.
محاولات للمساعدة لم تشمل الجميعأصدرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في مصر بيانا رسميا أعلنت فيه عن عقد اجتماع طارئ لمناقشة وضع طلاب منح الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. وأوضح البيان أن وزير التعليم العالي توصّل إلى حل لمشكلة جميع الطلاب المصريين المسجّلين في برامج المنحة على مستوى مرحلة البكالوريوس، والبالغ عددهم 1077 طالبا، منهم 877 طالبا موزعين بين الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية، و200 طالب في الجامعة الأميركية بالقاهرة.
ووفقا للبيان، التزمت الجامعات المصرية بتغطية جميع المخصصات والمصروفات الدراسية التي كانت تمولها الوكالة حتى نهاية الفصل الدراسي الثاني. من جهتها، تعهدت الجامعة الأميركية بالقاهرة بتحمّل نفقات 200 طالب مصري مسجّلين ضمن المنحة خلال الفصل الدراسي ذاته.
ورغم هذه الحلول، ظهرت مبادرات إضافية، حيث أعلن رجل الأعمال المصري أحمد طارق عن تبنّيه طلاب برامج الوكالة لمساعدتهم في استكمال مشوارهم الأكاديمي. ومع ذلك، لم تُحل المشكلة بالكامل، إذ بدا أن هناك فئة سقطت من حسابات الجميع. فقد ركّزت الجهود على طلاب البكالوريوس، وفقا لبيان الوزارة، من دون الإشارة إلى طلاب السنة التمهيدية، الذين كانوا قد بدؤوا مشوار المنحة حديثا، لكنها توقفت قبل أن تكتمل.
"فرحة ما تمت".. هذا ما جرى لطلاب السنة التمهيدية
منذ أن كانت طالبة في المرحلة الإعدادية، راود (أ. ش) حلم الحصول على منحة دراسية عقب إتمام الثانوية العامة، لكن مع رفض أسرتها لفكرة السفر إلى الخارج، ركزت بحثها على الفرص المتاحة داخل مصر. وبعد بحث مكثّف عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وجدت أخيرا المنحة التي لطالما تمنتها، فتقدمت على أمل الحصول على ما وصفته بـ"فرصة تعليم مميزة".
إعلانعندما تم قبولها، انتقلت من محافظتها البحيرة إلى السكن الجامعي في القاهرة، حيث التحقت بالسنة التمهيدية، التي كانت شرطا للحصول على شهادة الأيلتس قبل بدء الدراسة الجامعية. بعض زملائها اجتازوا الاختبار وتم تسجيلهم رسميا، في حين كان آخرون -ومن بينهم هي- لا يزالون يعملون على اجتيازه استعدادا للعام الدراسي الجديد. ولكن فجأة، انهار كل شيء.
وتروي (أ. ش) للجزيرة نت: "كنت أنوي دراسة علوم الكمبيوتر، وكنت على وشك إنهاء السنة التمهيدية، حين تم استدعاؤنا إلى قاعة باسيلي. سرت إشاعة بين الطلاب الأكبر سنا عن وقف المنحة، لكننا لم نصدق. توقعت ربما تقليص الأنشطة أو تخفيض الدعم، لكن لم يخطر ببالي أن يخبرنا مدير المنحة بأن إشعارا وصل من المركز الرئيسي في واشنطن بتجميد المعونات المقدمة للعالم بأسره، وليس لمصر فقط. لم يقل لنا إن الأمر سيستغرق 90 يوما كما ذكرت الأخبار، بل قال: لحين إشعار آخر. عندها، انهار البعض بالبكاء، وانفعل آخرون، وغادر البعض القاعة غاضبين، أما أنا فبقيت مصدومة، عاجزة عن استيعاب ما يحدث.. وما زلت كذلك حتى الآن".
بعد تخرجها من الثانوية العامة عام 2024، باتت (أ.ش) اليوم تواجه مستقبلا غامضا، حيث توضح: "تم حل المشكلة بالفعل للدفعات الأكبر، لكن وضعنا نحن لا يزال قيد البحث من قبل اتحاد الطلاب في الجامعة الأميركية. وصلت للطلاب الأكبر سنا رسائل بريد إلكتروني تؤكد استمرار دراستهم على نفقة الجامعة، بينما لم يصلنا سوى إشعارات بوقف المنحة، أو إمكانية استكمال الدراسة مقابل دفع الرسوم، والتي تبلغ حوالي 15 ألف دولار سنويا، وهو مبلغ يفوق إمكانياتي تماما".
والآن، بعد 3 أيام من رحيلها عن السكن الجامعي، تعيش (أ. ش) في حالة من الضياع الكامل، كما تصف: "نحن بلا أي وضع قانوني.. لا ننتمي لأي جامعة حكومية أو خاصة، ولم نحصل على المنحة التي كان يفترض أننا حصلنا عليها. لم نصل إلى أي حل.. نمضي الوقت في منازلنا بين القلق والاكتئاب، بلا هدف واضح".
إعلان من المستقبل الواعد إلى المجهول.. "احزموا أمتعتكم"يعيش (أ.م)، أحد طلاب السنة التمهيدية، المصير ذاته. الشاب الذي جاء من محافظة الفيوم إلى القاهرة بحثا عن مستقبل مختلف، كان يعتقد أن معدله المرتفع في الثانوية العامة، إلى جانب اجتيازه المقابلات والاختبارات واستيفائه كافة شروط المنحة، سيضمن له الطريق الذي حلم به. لكن كل شيء انهار فجأة؛ فلا هو التحق بكلية الطب بإحدى الجامعات الحكومية، رغم أن مجموعه كان يؤهله لذلك، ولا تمكن من دراسة إدارة الأعمال في الجامعة الأميركية كما كان يطمح.
يقول (أ.م) للجزيرة نت: "نحن خريجو مدارس حكومية، لذلك كان علينا اجتياز عام تمهيدي لدراسة اللغة الإنجليزية قبل البدء في التخصصات الجامعية. كنا على وشك إنهائه، لكن كل شيء توقف فجأة. الآن، أنا وزملائي مهددون بضياع عام كامل من أعمارنا، فلا نحن التحقنا بالجامعات الحكومية، كأقراننا الذين سيبدؤون الفصل الدراسي الثاني قريبا، ولا حصلنا على المنحة التي كنا ننتظرها".
لا يفارق ذهنه مشهد الرحيل المفاجئ عن المعسكر، ويستعيد تفاصيله قائلا: "قيل لنا فجأة: احزموا أمتعتكم وعودوا إلى محافظاتكم. لم نكن قد أمضينا سوى يوم واحد فقط في المعسكر. غادر طلاب الجامعات الأخرى الفنادق، بينما وجدت نفسي مضطرا لحزم أمتعتي العديدة بسرعة في ساعة متأخرة. وقفت أبحث عن وسيلة تقلني إلى الفيوم، محملا بـ4 صناديق و3 حقائب. كان الوضع أكثر صعوبة بالنسبة لزملائي من المحافظات البعيدة، مثل الأقصر وأسوان. دفعت مبلغا كبيرا لأتمكن من العودة، ولا أدري الآن ما العمل.. ننتظر قرارا يحسم مصيرنا كطلاب للسنة التمهيدية".
وفي محاولة للتمسك بأي أمل، تواصل أحمد وزملاؤه مع رجل الأعمال أحمد طارق، الذي أعلن تبنيه بعض طلاب برامج الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، لكن المساعدة المطروحة لم تكن لتنقذ عامهم الذي يوشك على الضياع أيضا يقول: "هو بالفعل رحب باستقبالنا ولكن في جامعته الجديدة التي سوف تفتح أبوابها لأول مرة مع العام القادم ما يعني أن هذا العام سوف يضيع أيضا".
إعلان