يمانيون – متابعات
صمتت إيران طويلاً فتوهم أعداؤها أنهم على حق، فتطاولوا كثيراً على أمنها واقتصادها واستهدفوا مصالحها القومية واستقرارها، إضافة إلى حرب الشيطنة الإعلامية على منابر صهاينة العرب، وما رافقه من تأجيج للفتن الطائفية داخل إيران وخارجها، لدرجة أن النظام السعودي المتصهين شن عدواناً غاشماً على بلدٍ عربي بذريعة محاربة المد الإيراني.

وكان لإيران -طيلة تلك الفترة- حق الرد على خصومها، ودرء الخطر الأمني والاقتصادي عن شعبها بطرق مختلفة أهمها الرد المباشر واستهداف مصالح الغرب الاقتصادية في الخليج وفي فلسطين المحتلة، ولو أنها لجأت إلى ذلك الخيار، لكانت أوضاعها الاقتصادية والأمنية أكثر استقراراً من أغلب دول المنطقة، لكنها لجأت إلى سياسة ضبط النفس، والتي زادت من حدة الوضع وخطورته على الشعب الإيراني.

ومع مرور الأيام، تتضح الرؤية أكثر ويظهر خصوم إيران بموقف الضعيف والمهزوز تحسباً لكل رد مباشر قد يصدر عن حرسها الثوري، وشاهدنا حكام الخليج يتسولون من تل أبيب تجنب الدخول في حرب مباشرة مع طهران، خوفاً من خروج الوضع في المنطقة عن السيطرة، وانهيار المنظومات السياسية الموالية للغرب في منطقة الخليج.

والأولى أن تتبع طهران سياسة الرد المباشر، وقصف مصالح واشنطن في الخليج رداً على العقوبات الاقتصادية، وعندها فقط سيستقر الوضع في البلاد، ويحظى الشعب الإيراني بمرحلة من الازدهار والرفاهية تفوق تلك التي ينعم بها أعداؤها، وينطبق الأمر نفسه على كل تهديدٍ أمني يواجه إيران، ولو أنها قصفت الكيان مع كل حادثة اغتيال، لتوقف الصهاينة عن سياسة الاغتيالات والضرب من تحت الطاولة.

وهنا نتذكر قوله تعالى: ﴿لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ﴾ آل عمران 111- وهذه الآية تشخص بشكلٍ دقيق وضعية إيران الأمنية والاقتصادية، فالأذى على الصعيدين يحاصر البلاد، فيما المواجهة المباشرة كفيلة بإنهاء كل تلك المعاناة وقطع يد الأعراب والصهاينة، ومنعهم من العبث بأمنها القومي ومصالحها الاستراتيجية.

ولو أنها قررت ضرب خصومها في المنطقة خاصة النظام السعودي ومصالحه، فستتفاجأ إيران بحجم القبول والتأييد في الوطن العربي من أقصاه إلى أدناه، فكل الأمة تعلم حقيقة آل سعود ودورهم الدنيء في تفتيت الشعوب الإسلامية والتآمر عليها، وسيخرج الشعب اليمني بكل أطيافه في الشمال والجنوب للاحتفال بالمناسبة، كما فعلنا إبان حرب الخليج دعماً لنظام صدام حسين في حربه ضد السعودية، وأملاً بأن ينهي نظام آل سعود ولو بأسلحة الدمار الشامل، فكيف اليوم وقد ظهرت حقيقة آل سعود أمام الأمة قاطبة وبات لزاماً على أحرار العرب درء خطرهم والانتصار للمسلمين من السعودية وأذنابها.
——————————–
محمد الجوهري

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

واقعة سوريا المباغتة.. العراق وإيران دولتان على مفترق طرق: الجنوح أو المواجهة- عاجل

بغداد اليوم - بغداد

رأى الخبير الإيراني في الشؤون الدولية، محمد جل أفروز، اليوم الاثنين (2 كانون الأول 2024)، إن العراق وإيران لن يكونا بمنأى وأمن إذا نجح الارهابيون في سوريا بتحقيق أهدافهم، مبيناً إن بعض القوى الإقليمية تسعى إلى وضع اللمسات النهائية على "الشرق الأوسط الجديد الذي تريده أمريكا".

وقال أفروز في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "السياسات التي يتم تحدي دول المنطقة بها بطريقة أو بأخرى هي الروتين العام للتفكير بالشرق الأوسط الذي تعمل عليه أمريكا منذ عهد كلينتون لتغيير تيار سياساتها القديمة في الشرق الأوسط وخلق نوع جديد من السياسات".

وأضاف: "مؤخرا باتت تلك الدول تسعى إلى جعل هذا الشرق الأوسط قضيتهم السياسية كي تتمكن من خلق سياساتها الاقتصادية والعسكرية والثقافية في المنطقة وجذب الدول نحوها".

وعند سؤاله عما يحدث في الشمال السوري وتداعيات ذلك على العراق والمنطقة، قال أفروز، إنه "اذا نجح الإرهابيون في سوريا، فأنهم سيصلون أيضاً إلى إيران والعراق وعلى البلدين الاستعداد للمواجهة".

وأشار الخبير الإيراني في الشؤون الدولية إلى إن "هذه المؤامرة التي تم إعدادها مسبقاً لسوريا قد بدأت من جديد، وإسرائيل بمساعدة تركيا وأمريكا هم من نفذوا المؤامرة".

"انفجار" الشرق الأوسط

من جهته، أكد القيادي في الإطار التنسيقي عصام شاكر، اليوم الإثنين (2 كانون الأول 2024)، أن المساس بالمراقد المقدسة سيؤدي إلى إشعال فتنة كبرى تمتد نيرانها إلى عواصم دولية، محذراً من أن عدم احتواء الأحداث في سوريا سيقود إلى انفجار شامل في الشرق الأوسط.

وقال شاكر لـ"بغداد اليوم"، إن "الأحداث في سوريا هي نتاج تواطؤ عواصم دول كثيرة في تمزيق هذا البلد، من خلال الاعتماد المباشر على تنظيمات مصنفة إرهابية على اللائحة الدولية، في مفارقة تؤكد أن هذه الورقة ليست سوى أداة أخرى للفوضى وتحقيق المزيد من المكاسب على حساب دماء الأبرياء".

وأضاف، أنه "إذا لم يتم احتواء الأحداث في سوريا، فسيؤدي ذلك إلى انفجار كبير في الشرق الأوسط، مؤكداً أن المساس بالمراقد المقدسة سيقود إلى فتنة كبيرة لن تقف عند حدود معينة، وستطال نيرانها كل العواصم المتورطة في إشعالها".

وأشار إلى أن "الأحداث السورية يجب أن تكون درساً لكل القوى العراقية، بأن الأمن خط أحمر، وأن أي تفاعل بعيد عن مصالح الوطن سيخلق أزمات كبيرة"، مشدداً على "أهمية التعاطي الإيجابي مع الأمن من خلال الإبلاغ الفوري عن أي حالات مشبوهة، وتعزيز الجبهة الداخلية، وعدم إفساح المجال لأي أصوات نشاز تحاول التصيد بالماء العكر".

وتابع شاكر أن "ما يحدث في سوريا هو صفحة إرهابية، ولا توجد هناك قوى معارضة حقيقية، بل تنظيمات تقودها أفكار البغدادي والزرقاوي، وهي الحقيقة التي تعمل وسائل إعلام عربية معروفة على طمسها لغايات وأجندات مكشوفة للرأي العام".

وفي الآونة الأخيرة، تصاعدت المخاوف من تمدد النزاع السوري وتأثيره على المنطقة بأسرها، خاصة مع تهديد مواقع دينية مقدسة تعتبر خطوطًا حمراء، ما ينذر بتبعات كارثية. 

وتأتي هذه التحذيرات وسط محاولات إقليمية ودولية للسيطرة على الوضع، إلا أن التدخلات المستمرة وأجندات بعض القوى تُصعّب التوصل إلى حلول تنهي حالة الفوضى.

مقالات مشابهة

  • بعد توقفها 9 أعوام..استئناف الرحلات بين مشهد في إيران والدمام السعودية
  • الرئيس الإيراني يتحدث عن الوساطة القطرية والتطورات في سوريا
  • إيران تكشف موقفها بشأن البيان الختامي للاجتماع مجلس التعاون الخليج الفارسي
  • واقعة سوريا المباغتة.. العراق وإيران دولتان على مفترق طرق: الجنوح أو المواجهة
  • واقعة سوريا المباغتة.. العراق وإيران دولتان على مفترق طرق: الجنوح أو المواجهة- عاجل
  • التقارب مع إيران.. هل تحول موقف ولي العهد السعودي؟
  • العراق وإيران يبحثان تطورات سوريا وغزة
  • سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية الشقيقة يغادر البلاد بعد حضور القمة الخليجية الـ45
  • بناءً على توجيه خادم الحرمين.. ولي العهد يغادر إلى الكويت لترؤس وفد السعودية في الدورة الـ (45) للمجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي
  • البيت الأبيض: الانهيارات في سوريا سببها اعتماد النظام على روسيا وإيران