يمانيون:
2025-04-24@20:51:41 GMT

آياتُ الله في زمننا: رسائلُ إلى الأنظمة قبل الأعداء

تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT

آياتُ الله في زمننا: رسائلُ إلى الأنظمة قبل الأعداء

شاهر أحمد عمير

تشهد الساحة العربية والإسلامية اليوم أحداثًا تقفُ كآيات إلهية تجلّت من خلالها المقاومة ضد قوى الظلم والاستكبار، في غزة ولبنان واليمن والعراق وإيران. هذه الآيات الإلهية ليست مُجَـرّد أعمال مقاومة؛ بل هي تجسيد لحكمة الله وعدالته في مواجهة الأنظمة العربية والإسلامية المتخاذلة.

تتجلى هذه الآيات بعظمةٍ تفوق بعض آيات القصص القرآني، لتتناسب مع الظروف الراهنة وحجم التحديات التي تعيشها الأُمَّــة.

ما تقدمه المقاومة من تضحيات في مواجهة أمريكا و”إسرائيل” وأعوانهم يكشف تقاعس الأنظمة العربية، التي تُسوّق أعذارها لتبرير انصهارها مع قوى الظلم. هذه الأنظمة، المملوءة بالثروات والقوة، تفتقر إلى الإرادَة التي لو كانت مرتبطة بصدق مع الله لكانت أقدر على تحقيق نصرٍ كبير يفوق ما تحقّقه حركات المقاومة، التي تتحَرّك بإمْكَانات أقل لكنها محاطة بإرادَة وعزيمة لا تهزم.

إن الله -بحكمته العظيمة- جعل هذه الآيات تظهرُ في هذا الزمن، ليس فقط كرسالة للعدو، بل لتنبيه الأنظمة الغارقة في التخاذل والتبعية. ويذكرنا الله بهذه الآيات رحمةً منه وتحذيرًا للذين يخشون القوة الظاهرة دون خوف من الله القوي الجبار. وها نحن نرى مؤشرات تتصاعد بأن هذه الأنظمة لن تُترك دون حساب، فقد يقترب سحب النعم التي مكنهم الله فيها، ومنها الملك والأراضي المقدسة.

قد يكون هذا التحذير الإلهي بدايةً لمرحلة جديدة تمهّد لوعد الله بانتصار الحق على الظلم. فما نراه اليوم من صمود وقوة يمثل إشارة إلى قرب تغيّر موازين القوى لصالح من يخافون الله ويتحَرّكون وفق مسؤولياتهم الإيمانية.

إن هذه الآيات تدعو الأنظمة المتخاذلة إلى التفاعل بإيمان صادق؛ فالخوف من الله وحده هو الذي يصنع الأُمَّــة القادرة على مواجهة الظلم ونصرة المظلومين. وإن استمرّوا في الغفلة والالتحاق بالبطلان، فَــإنَّ عاقبة التخاذل والخيانة لا شك قريبة، ومصيرهم في قبضة الله العادل الذي يورث الأرض لعباده الصالحين.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: هذه الآیات

إقرأ أيضاً:

ضربات موجعة… لكن لم تُكسر الإرادة

كيان الأسدي

تعرّض محور المقاومة خلال الفترة الأخيرة إلى سلسلة من الضربات القاسية، التي أفضت إلى خسائر كبيرة على مستوى القيادات والقدرات، لا يمكن إنكار وطأتها ولا التقليل من حجم تداعياتها. ومع ذلك، فإن هذه الضربات لم تُكسر ظهر المحور، بل زوّدته بمناعة استراتيجية، وكشفت نقاط الضعف التي تحتاج إلى مراجعة دقيقة وشاملة.

لقد أفسحت هذه المرحلة الموجعة للمقاومة مجالًا لإعادة تقييم بنيتها الأمنية والعسكرية والسياسية، بل وحتى علاقتها مع الحلفاء والأصدقاء. وهذه المراجعة، بقدر ما هي مؤلمة، فإنها ضرورية ومؤسسة لمرحلة أكثر نضجًا وصلابة.

وفي هذا السياق، تبرز الحاجة الملحّة اليوم إلى الصمت والعمل بصبر وتكتم، بعيدًا عن الخطابات المرتفعة أو الظهور الإعلامي المبالغ فيه. فإعادة ترتيب الأوراق التي تبعثرت أثناء المعركة مهمة شاقة، لا تحتمل الضجيج، بل تتطلب انضباطًا تامًا في إدارة الصراع، وهو أحد أوجه القوة الناعمة في معركة الوعي.

التضحيات التي قدّمها محور المقاومة ليست خسائر مجانية، بل أثمان مدروسة دُفعت لتجنّب ضرر أشد وأوسع. وهذه التضحيات تشكّل اليوم حجر الأساس في رسم معالم المرحلة المقبلة، وتحديد شكل الصراع الإقليمي وحدوده.

وفي هذا الإطار، قدّم حزب الله في هذه المواجهة أثمانًا جسيمة، لم تقتصر على المستوى الميداني، بل طالت رأس الهرم القيادي. فقد ارتقى سماحة السيد حسن نصر الله، ومعه السيد هاشم، والشيخ نبيل، وأعضاء المجلس الجهادي، وقادة قوة الرضوان، في مشهد يؤكد أن القيادة كانت في مقدّمة المضحّين، وأن مشروع المقاومة لا يقوم على شعارات، بل على التزام كامل بالدم والمصير. هذه الخسائر التي اهتزّت لها القلوب لم تضعف الجبهة، بل منحتها شرعية مضاعفة أمام جمهورها، ورسّخت معادلة جديدة في توازن الردع والمعنويات.

أما في غزة، فقد دفعت المقاومة الثمن الأغلى، وقدّمت قادة مجلسها العسكري الواحد تلو الآخر، إلى جانب نخبة من القيادات الميدانية من مختلف الألوية والسرايا، فضلًا عن القسم الأكبر من ترسانتها العسكرية. هذه التضحيات الكبرى ستُحتسب في معادلة الردع والمواجهة المقبلة، كما أنها ترسم تصوّرًا جديدًا لمستقبل غزة سياسيًا وشعبيًا، في ظل جدل متصاعد حول سيناريوهات التهجير أو الصمود.

قوة المقاومة ليست في التهويل ولا في صناعة صورة فولاذية زائفة، بل في واقعيتها وصلابتها المستندة إلى معطيات الميدان وإرادة الناس. وهذا ما يجعلها أكثر قدرة على الصمود والتجدد، حتى بعد كل ضربة.

*المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب

مقالات مشابهة

  • بعد حظرها في الاردن.. جماعة الاخوان تعلن تغيير سياستها لمواجهة الأنظمة العربية  
  • حزب الله في لبنان.. من حرب العصابات إلى احتكار العمل المقاوم
  • ميناء الكرامة في وجه العدوان
  • بين تكالب الأعداء وسُبل المواجهة القرآنية.. مميزات المسيرة الجهادية
  • ضربات موجعة… لكن لم تُكسر الإرادة
  • طوق نجاة أم طوق خنق وحصار.. كيف تحولت الأنظمة العربية إلى درعٍ يحمي الاحتلال؟
  • هذه قصة تسليم سلاح حزب الله.. رسائل كشفها قاسم
  • كيف تحصن نفسك قبل النوم كما فعل النبي؟.. آيات وأذكار تحميك من الأذى
  • ما رسائل المقاومة من تصعيد عملياتها بغزة وما أثرها على الاحتلال؟
  • أمن المقاومة يحذر من رسائل لمخابرات الاحتلال تصل أهالي غزة تشجعهم على الهجرة