عزّز التباين الواضح في تعامل الغرب مع الحرب الأوكرانية الروسية من جهة والحرب في الشرق الأوسط من جهة أخرى، فكرة أن دبلوماسية دول الشمال ظلت عالقة في الزمن الاستعماري. يعكس ذلك مخاوف العديد من الشخصيات البارزة، بما في ذلك روني برومان وأنييس لوفالوا ونويل مامير، في مقال نشرته صحيفة لوموند.

اعلان

عزّز التباين الواضح في تعامل الغرب مع الحرب الأوكرانية الروسية من جهة والحرب في الشرق الأوسط من جهة أخرى، فكرة سائدة بأن دبلوماسية دول الشمال ظلت تستصحب زمن استعماري.

يعكس ذلك مخاوف العديد من الشخصيات البارزة، بمن فهيم روني برومان وأنييس لوفالوا ونويل مامير، في مقال نشرته صحيفة لوموند.

في الضفة الغربية، وهي إحدى جبهات الحرب، يريد الائتلاف الحاكم في إسرائيل، الذي يشارك فيه اليمين المتطرف، تضييق الخناق: مستوطنات جديدة، وعمليات طرد جماعي، ومقتل أكثر من 700 فلسطيني خلال العام الماضي.

يؤكد منسق عملية السلام في الشرق الأوسط وممثل الأمم المتحدة في فلسطين، تور وينسيلاند، أن "النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية واعتداءات المستوطنين، توسعت كثيراً بالتزامن مع استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة".

إقليميًا، لا تعرف الغارات الإسرائيلية حدودًا في سماء الشرق الأوسط. فقد استهدفت إسرائيل إيران ومنشآتها العسكرية. وفي 27 أيلول/ سبتمبر، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطابه أمام الأمم المتحدة هدنة مقترحة مع حزب الله طرحتها واشنطن وباريس بدعم من عدة دول خليجية. وبعد ذلك بوقت قصير، أمر بقصف بيروت وتمّ اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. واليوم، يتساءل البعض عما إذا كان نتنياهو سيعتبر اغتيال يحيى السنوار”نصراً كافياً“ لتغيير مساره المجنون.

رفح، قطاع غزة، السبت، 24 فبراير، 2024. Hatem Ali/ APازدواجيّة المعايير

منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، ذهبت كل الدعوات لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان أدراج الرياح. منذ عام حتى الآن، كل ما سمعناه يدور حول ”أمن إسرائيل“. ولم نسمع سوى القليل عن أمن الشعب الفلسطيني، سواء كان أمنًا جسديًا أو غذائيًا أو صحيًا.

بعد هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، شعرت الدول الأوروبية أن لإسرائيل كل الحق في الانتقام، متناسية الحروب الأربعة القاتلة التي شنتها إسرائيل على غزة. ولم يكن لأحد أن يتخيل حجم الحرب الإسرائيلية على غزة. فبعد مرور عام، تحوّل القطاع إلى كومة من الركام حيث فقد أكثر من 40,000 شخص حياتهم.

وإن تزامن الحربين في أوكرانيا والشرق الأوسط سلّط الضوء على التعامل غير المتكافئ للدول الغربية مع هذه الأزمات. من ناحية، برز الدعم القوي لأوكرانيا برغبتها  في الاستقلال في مواجهة الهجوم الروسي، وتمّ فرض عقوبات قاسية على روسيا، فضلاً عن المواقف المناهضة والإدانات الواسعة التي أثارها الغرب.

إنقاذ طفلين في أعقاب الغارات الجوية الإسرائيلية على مدينة غزة، الأربعاء 25 أكتوبر 2023. Abed Khaled/AP

 ومن جهة أخرى، لم تعترف تلك الدول بحقوق الشعب الفلسطيني، ولم تحمّل إسرائيل مسؤولية ما عاشه الشعب من قتل ودمار وتهجير ووحشية، وحظي الرد الإسرائيلي على حماس بدعم كبير، وكأن كل شيء بدأ في 7 تشرين الأول/ أكتوبر.

وبرزت محاولات تبرئة إسرائيل بالرغم من استهدافها للمستشفيات وخيام النازحين والمساجد والكوادر الطبية والأطفال والنساء. ولم يتمّ الاعتراف بارتكابها لجرائم حرب في القطاع، أو استخدامها للمدنيين كدروع بشرية.

Relatedنزوح قسري: عائلات فلسطينية تبحث عن الأمان في ظل الهجمات الإسرائيلية المتواصلة في شمال غزة الجيش الإسرائيلي يحتجز الطواقم الطبية بمستشفى كمال عدوان وخسائر كبيرة في صفوفه على جبهتي لبنان وغزةالأمم المتحدة: "أحلك لحظات الصراع" تتكشف في شمال غزة تحت القصف والحصار

أوروبا التي وقفت بالإجماع تقريبًا لمعارضة فلاديمير بوتين في الحرب الأوكرانية الروسية، ووسّعت من نطاق العقوبات ضد روسيا، لم تتّخذ أي إجراءات جوهرية ضد إسرائيل وحكومتها.

وإذا أرادت الدول الغربية أن تستعيد صوتاً ذا مصداقية، فعليها أن تتخلى عن منطق المعايير المزدوجة. وعليها أن تبذل كل ما في وسعها لإعطاء القانون الدولي والعدالة الدولية فرصة، وأن تعترف أخيرًا بأن العقوبات ضرورية، وأن تقدم دعمًا ثابتًا للمحكمة الجنائية الدولية التي طلبت إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير دفاعه يوآف غالانت.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية "واشنطن بوست": انتقادات لإدارة بايدن بسبب استخدام إسرائيل للأسلحة الأمريكية ضد المدنيين في غزة حصار خانق وعشرات القتلى في غزة..ونتنياهو يهدد إيران و "أذرعها" ويؤجل التفاوض إلى ما بعد حكومة بايدن بعد 26 يوما من الحصار: غزة بلا ماء ولا كهرباء ولا دواء وقصف بعلبك والجنوب وحزب الله ينفذ هجمات نوعية قطاع غزة إسرائيل روسيا الضفة الغربية الحرب في أوكرانيا لبنان اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. حصار خانق وعشرات القتلى في غزة..ونتنياهو يهدد إيران و "أذرعها" ويؤجل التفاوض إلى ما بعد حكومة بايدن يعرض الآن Next الكرملين: طلب أوكرانيا لصواريخ توماهوك يعكس قلقها من تفوق القوات الروسية يعرض الآن Next ترامب أم هاريس.. من سيضع مصلحة أوروبا نصب عينيه؟ يعرض الآن Next فيضانات إسبانيا القاتلة.. حصيلة القتلى تصل إلى 95 والاتحاد الأوروبي يتدخل للمساعدة يعرض الآن Next عاملات منزليات تركن لقدرهن وأوصدت عليهن الأبواب.. كيف فجرت الحرب في لبنان أبشع أنواع العنصرية؟ اعلانالاكثر قراءة إسبانيا: الأمطار الغزيرة تتسبب في فيضانات تودي بحياة 72 شخصًا على الأقل السّل يزيح كوفيد-19 ويصبح المرض المعدي الأكثر قتلاً للإنسان مقدس لكن ملوث.. حالة نهر يامونا في نيودلهي تثير القلق دراسة: ممارسة الجنس جزء أساسي في حياة من هم فوق 65 عاما قلعة بعلبك العريقة تتعرض للدمار... غارات إسرائيلية تستهدف السور الروماني بمدينة الشمس اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامبقطاع غزةإسرائيلروسياأسلحةإيرانالحرب في أوكرانيا جدري القرودوقاية من الأمراضفولوديمير زيلينسكيالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

المصدر: euronews

كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب قطاع غزة إسرائيل روسيا الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب قطاع غزة إسرائيل روسيا قطاع غزة إسرائيل روسيا الضفة الغربية الحرب في أوكرانيا لبنان الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب قطاع غزة إسرائيل روسيا أسلحة إيران الحرب في أوكرانيا جدري القرود وقاية من الأمراض فولوديمير زيلينسكي فی الشرق الأوسط یعرض الآن Next الحرب فی فی غزة من جهة

إقرأ أيضاً:

ملك إسبانيا: مصر دولة محورية في القارة الأفريقية والشرق الأوسط

قال ملك إسبانيا، خلال كلمته بمأدبة غداء رسمية أقامها ملك وملكة إسبانيا تكريمًا لسيادة الرئيس السيسي في مدريد، إن مصر وإسبانيا عملتا على توطيد السلام فى المنطقة ، مشيرا إلى أن مصر شريك إستراتيجي فى الشرق الأوسط.


وأضاف أن موقف مصر فى الاستقرار الإقليمي ودورها فى الجوار أهم من أى وقت آخر، خاصة ضد النزاعات والظلم والتعدي، وبالتالي أن الطريق الوحيد هو مصر للوصول إلى إتفاق عادل بشأن القضية الفلسطينية.


وتابع أن إسبانيا تعمل بنشاط على الأرض حتى تضمن إستمرار وقف إطلاق نار نهائي فى غزة، معقبا: “نتطلع أن الفلسطينيين يعودون إلى غزة ويتم استمرار الأمن وتوفير الخدمات الأساسية”.


وأشار إلى أن مصر دولة محورية فى القارة الإفريقية ولها دور كبير فى الشرق الأوسط ، متابعا أن إسبانيا ومصر تواجهان تحديات كبيرة، والطرق الوحيد للعمل بطريقة ذات كفاءة هو العمل متعدد الأطراف بينهما.

مقالات مشابهة

  • غوتيريش يدعو الى ضرورة إحراز تقدم لا رجعة فيه نحو حل الدولتين
  • باحث سياسي: إسرائيل تستغل تفجيرات تل أبيب لتحقيق أهدافها بالضفة الغربية
  • هل تراجع ترامب عن خطة تهجير الفلسطينيين؟
  • د. كهلان الخروصي: القانون الدولي الإنساني يواجه ازدواجية المعايير في النزاعات المعاصرة
  • المكتب الإعلامي بغزة يتهم الصليب الأحمر بـ«ازدواجية المعايير».. ما السبب؟
  • ترامب: الحرب العالمية الثالثة ليست بعيدة لكني سأمنعها لأنني أريد السلام
  • وزير بريطاني سابق: عمليات الاستيطان في الضفة الغربية غير قانونية
  • ملك إسبانيا: مصر شريك استراتيجي في الشرق الأوسط ولاعب لا غنى عنه بالقارة الإفريقية
  • ملك إسبانيا: مصر دولة محورية في القارة الأفريقية والشرق الأوسط
  • الخلل القاتل في الشرق الأوسط الجديد