وزارة الكهرباء العراقية وجنرال إلكتريك ڤيرنوڤا تكملان بناء وتشغيل عدة محطات تحويلية وثانوية
تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT
أكتوبر 31, 2024آخر تحديث: أكتوبر 31, 2024
المستقلة/- أعلنت كل من وزارة الكهرباء العراقية وشركة جنرال إلكتريك ڤيرنوڤا اليوم عن الانتهاء المبكر من مشروع بناء وتشغيل خمس محطات تحويلية ثانوية حيوية في مختلف أنحاء البلاد في أقل من عامين.
وتشكل هذه المحطات جزءاً من استراتيجية وزارة الكهرباء التي تتضمن بناء وتشغيل 10 محطات ثانوية من شأنها ان تحقق سعات وإتاحات عالية لقطاع نقل الطاقة بالتعاون مع جنرال إلكتريك ڤيرنوڤا لتحسين استقرار شبكات الضغط العالي والفائق، وتعزيز كفاءتها، بالإضافة إلى دعم جهود الربط الكهربائي مع المملكة الأردنية الهاشمية.
وتتضمن المحطات الجديدة بجهد 132 كيلوفولت كلاً من الهندية، الصدر، القائم سعدة، شمال بعقوبة وجنوب يارمجة، تم تسليمها جميعاً قبل الموعد المحدد، فيما تم تسليم كل من محطتي شمال بعقوبة وجنوب يارمجة قبل الموعد المحدد بحوالي ستة أشهر، حيث اكتملت الأولى في آب، والثانية في أيلول 2024. كما وصلت أعمال الإنشاء وتنصيب المعدات في محطة مركز الرصافة التحويلية إلى المراحل الأخيرة وسيتم تشغيلها قريباً. ومن المقرر أن يتم استكمال بناء وتشغيل أربع محطات إضافية، وهي شمال النجف، شمال كربلاء، شمال الديوانية، وأريدو، قبل صيف 2025.
عند اكتمال المحطات العشر المذكورة، سيكون بإمكان شبكة الكهرباء العراقية نقل 2,200 MVA إضافية من الطاقة، مما سيمكن من تحسين النقل لحوالي 300 ألف منزل أو نحو مليون شخص.
على مدار العقد الماضي، قامت جنرال إلكتريك ڤيرنوڤا ببناء وتشغيل 30 محطة تحويلية في مختلف أنحاء العراق، بما في ذلك خمس محطات ضغط فائق بجهد 400 كيلوفولت في الخيرات، نينوى، المنصورية، الموصل الشرقية، الفاو، وشمال غرب بغداد .
وفي أطار العمل الرصين والمعتمد ذي المواصفة العالمية لشركة GE جرى الانتهاء من أربع محطات ثانوية بجهد 132 كيلوفولت في محافظة دهوك لصالح أقليم كوردستان ، ستسهم في تعزيز البنية التحتية الكهربائية في العراق.
وقال المهندس زيـــاد علي فاضـل وزير الكهرباء: “تمثل الشراكة الاستراتيجية مع الشركات الرصينة ومنها جنرال إلكتريك ڤيرنوڤا دعماً لجهود الوزارة الرامية لتحديث الشبكة الوطنية للكهرباء من خلال تعزيز كفاءة التوليد والنقل ورسم خارطة فنية موثوقة تضفي مرونة ومناورة بنقل الاحمال وتحقيق رصانة بربط المحافظات ببعض ، وفي هذا السياق، تشكل هذه المحطات التحويلية الخمسة التي تم الانتهاء من بنائها وتشغيلها قبل الموعد المحدد إضافة هامة لجهودنا حيث تساهم بشكل مباشر في تحسين استقرار الشبكة في المناطق المحيطة بها، وهي ضرورية لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء”، مؤكداً أن “إنجاز هذه المشاريع المعقدة قبل الموعد المحدد يعكس التزام فرق وزارة الكهرباء وتركيزها على تحقيق نتائج ملموسة.”
من جانبه قال يوهان بنديل، رئيس قطاع تكامل نظم الشبكات في جنرال إلكتريك ڤيرنوڤا: “من خلال تنفيذ هذه المشاريع الاستراتيجية في مجال الكهرباء بالتعاون مع الوزارة، فإن حلولنا المتقدمة للمحطات المنشأة لا تساهم فقط في استقرار الشبكة، بل تُسرع أيضًا من انتقال العراق نحو مستقبل أكثر كفاءة واستدامة”.
وقال رشيد جنابي، رئيس جنرال إلكتريك ڤيرنوڤا في العراق: “كشريك ملتزم وطويل الأمد في قطاع الطاقة في العراق، نحن مصممون على تلبية الاحتياجات المتزايدة للطاقة في اقتصاد العراق من خلال أحدث التقنيات والحلول في مختلف جوانب توليد ونقل الطاقة الكهربائية، ويمثل هذا الانجاز الجديد خطوة هامة في مسيرة تحديث الشبكة الوطنية للكهرباء التي تشكل جزءاً هاماً من استراتيجية شاملة وضعتها الشركة لدعم مسيرة تحول الطاقة في العراق وتوفير المزيد من الطاقة الكهربائية مع تقليل الكثافة الكربونية، ونحن فخورون بالدور المحوري الذي أسهمت به الكوادر العراقية من وزارة الكهرباء وجنرال إلكتريك ڤيرنوڤا في هذه المشاريع”.
بالإضافة إلى تحديث شبكة الكهرباء الوطنية، قامت جنرال إلكتريك ڤيرنوڤا بإضافة طاقة توليد تصل إلى 19,000 ميغاوات خلال العقد الماضي، وسهلت حصول العراق على تمويلات بلغت أكثر من 3 مليارات دولار أمريكي لدعم مشاريع الطاقة منذ عام 2015، وتواصل الشركة الاستثمار في تدريب الكوادر الوطنية وبناء القدرات المحلية وانشاء مراكز سيطرة متطورة وفق مواصفات عالمية مُحدثة بامكانها تشخيص واستشعار العوارض على الوحدات التوليدية قبل حدوثها لحماية المنظومة الوطنية.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: جنرال إلکتریک ڤیرنوڤا قبل الموعد المحدد وزارة الکهرباء بناء وتشغیل فی العراق
إقرأ أيضاً:
الذاكرة العراقية على حافة النسيان!
الذاكرة الإنسانيّة العالميّة زاخرة بمئات المواقف النبيلة والمشينة، والورديّة والدمويّة، ومنذ الجريمة الأولى على الأرض بقتل قابيل لأخيه هابيل سجّلت كتب التاريخ ملايين الجرائم الوحشيّة التي ارتكبها الإنسان ضدّ أخيه الإنسان!
والتاريخ الأسود لجرائم الحروب متواصل منذ مئات السنين، وتمثّل بمئات المجازر ومنها: الغزو المغوليّ للعراق في العام 1258م، والمجازر الفرنسيّة بحقّ الجزائريّين لأكثر من مئة عام وبقيت لغاية العام 1962م، ومجازر الحربين العالميتين الأولى والثانية، والمذابح الصهيونيّة في فلسطين بعد العام 1937م وصولا لمذابح غزّة الأخيرة، ومذبحة هيروشيما في العام 1945م، والابادة الجماعية في البوسة والهرسك بين عاميّ 1992 و1995م، والمجازر الأمريكيّة في العراق قبل وبعد العام 2003م، وغيرها!
ومرّت يوم 13 شباط/ فبراير الذكرى السنويّة لجريمة ملجأ العامرية ببغداد في العام 1991، والتي نُفّذت بطائرتين أمريكيّتين (أف 117) تحمل قنابل ذكيّة وأهلكت 400 مواطن!
بمراجعة سريعة للمجازر الأمريكيّة في العراق وأولها دعم الحصار الدوليّ في 6 آب/أغسطس 1990 بعد غزوّ الكويت، والذي تتابع حتّى الغزوّ الأمريكيّ في العام 2003، سنجد أنّ آثارها متواصلة حتّى الساعة
وبمراجعة سريعة للمجازر الأمريكيّة في العراق وأولها دعم الحصار الدوليّ في 6 آب/أغسطس 1990 بعد غزوّ الكويت، والذي تتابع حتّى الغزوّ الأمريكيّ في العام 2003، سنجد أنّ آثارها متواصلة حتّى الساعة!
وطحن "الحصار الدوليّ" الفقراء وعموم الناس، ولم يؤثّر على الطبقات العليا، وهذا دليل على الحقد الأمريكيّ على العراقيّين بعيدا عن سياسات "كسر إرادة الدولة" حينها!
وضرب الحصار الجوانب الصحّيّة بالصميم، وحَطَّم القطاعات الصناعيّة والخدميّة، وضرب جوهر الاقتصاد وبلغ التضخّم لمستويات جنونيّة، وتسبّب بهجرة آلاف العلماء والأطباء وغيرهم. ويمكن القول إنّ آثار الحصار القاسية مهّدت للاحتلال في العام 2003!
ولا ننسى الدور الغامض لفرق التفتيش الدوليّة التي ساهمت في تأجيج الموقف الدوليّ ضدّ العراق رغم تفتيشهم لكافّة المواقع المشكوك بها، بما فيها القصور الرئاسيّة، ومع ذلك كانت تقاريرهم سلبيّة ومسيّسة!
وبدأت لاحقا بوادر الغزو الأمريكيّ، الذي شنّ دون تفويض أمميّ، بقيادة الرئيس جورج بوش الابن! وحاول العراق، في الوقت الضائع، تجنّب العدوان بالطرق الدبلوماسيّة والعمليّة، ومنها تدمير صواريخ "صمود" بداية آذار/ مارس 2003، وبعد أسبوعين أمهل الرئيس بوش (سدى) الرئيس العراقيّ 48 ساعة لمغادرة البلاد، ويوم 19 آذار/ مارس أعلنت واشنطن بداية غزوها للعراق!
وبعد شهرين من المعارك الشرسة أعلنت واشنطن بداية أيّار/ مايو انتهاء العمليّات القتاليّة الكبرى، وعيّنت بول بريمر حاكما مدنيّا على العراق! ورتّبت واشنطن، لاحقا، عمليّة سياسيّة طائفيّة وتقسيميّة، تتواصل آثارها السلبيّة حتّى اللحظة، وهذا دليل على خططها الموضوعة مسبقا لتقزيم العراق!
وكانت فضيحة سجن "أبو غريب"، نهاية نيسان/ أبريل 2004، الدليل الأبرز على همجيّة القوّات المحتلّة، وأظهرت انتهاكات نقشت في الذاكرة الإنسانيّة لبشاعتها، واستخفافها بالإنسان والقيم النبيلة والقوانين الدوليّة!
وكشفت لجنة التحقيقات الأمريكيّة منتصف حزيران/ يونيو 2004 "عدم وجود أدلة دقيقة على ضلوع العراق في هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001"!
ومع ذلك استمرّ الاحتلال، وارتكب جريمته البشعة بمدينة الفلوجة في الثامن من تشرين الثاني/ نوفمبر 2004، واستخدم في تدمير المدينة القنابل الفسفوريّة واليورانيوم المنضّب!
ووقعت الجريمة الأكبر بعد التفجير المدروس لمرقد الإمامين العسكريّين بمدينة سامرّاء يوم 22 شباط/ فبراير 2006، وتسبّبت بفتنة طائفية أبادت عشرات آلاف الأبرياء وهجّرت الملايين! وانطلقت بعد تفجير سامرّاء مرحلة جرائم السيّارات والدّرّاجات الملغمة التي أفنت عشرات آلاف الأبرياء بمختلف المدن!
ورغم إعلان واشنطن انسحابها الرسميّ يوم 18 كانون الأوّل/ ديسمبر 2011، إلا أنّ قوّاتها تتمركز اليوم في عدّة قواعد عسكريّة، أبرزها "عين الأسد" في محافظة الأنبار الغربيّة!
والاحتلال الأمريكيّ، المستمرّ بشكل متستّر، سحق العراق والعراقيّين بشتّى الطرق المعلنة والخفيّة، ومع ذلك لا توجد إحصائيات دقيقة حول أعداد القتلى نتيجة الاحتلال، وهنالك دراسات ذكرت أرقاما مخجلة لا تتجاوز السبعين ألف قتيل، بينما هنالك دراسات ومنها، دراسة البروفيسور الأمريكيّ جوزيف سيتجليز نهاية شباط/ فبراير من العام 2008، أكّدت بأنّ عدد القتلى حتّى نهاية العام 2006، وصل لأكثر من 700 ألف، وبلغ عدد اللاجئين أكثر من ثلاثة ملايين و800 ألف لاجئ!
مجزرة الاحتلال الأمريكيّ الأخطر تمثّلت بضياع هيبة الدولة، والإنسان وضياع طعم الحياة واستمرار التناحر الساسيّ والفساد الماليّ الذي سحق ألف مليار دولار، وأيضا انتشار المخدّرات والجريمة المنظّمة والاتّجار بالبشر، وآلاف الصور السلبيّة المؤلمة والقاتلة للوطن والناس وللماضي والحاضر والمستقبل!
ولاحقا كشف مركز صقر للدراسات في 2009 أنّ الاحتلال تسبب بمقتل مليوني عراقيّ، وخلف أكثر من مليون أرملة وأربعة ملايين يتيم حتى نهاية 2008!
وكان من أبرز آثار الاحتلال انهيار المؤسّسات الصحّيّة والخدميّة وعشرات آلاف الإصابات بالسرطانات المتنوّعة، وانتشار المخلّفات العسكريّة ومنها أكثر من 20 مليون لغم أرضيّ، وتسرّب عشرات آلاف الطلبة من المدارس، وغيرها!
وكذلك جرائم النهب لأكثر من 126 طنّا من الذهب ومليار الدولارات والعملات الصعبة، وأكثر من مليون ونصف قطعة أثريّة، فضلا عن الخسائر الفادحة في القطاعات التجاريّة العامّة والخاصّة!
والكارثة الأشدّ ظهرت بفوضى السلاح، وانتشار عشرات الجماعات المسلّحة الرسميّة وشبه الرسميّة، وهي اليوم من أكبر أسباب احتماليّة تعرّض العراق لعقوبات أمريكيّة عسكريّة واقتصاديّة ومصرفيّة!
مجزرة الاحتلال الأمريكيّ الأخطر تمثّلت بضياع هيبة الدولة، والإنسان وضياع طعم الحياة واستمرار التناحر الساسيّ والفساد الماليّ الذي سحق ألف مليار دولار، وأيضا انتشار المخدّرات والجريمة المنظّمة والاتّجار بالبشر، وآلاف الصور السلبيّة المؤلمة والقاتلة للوطن والناس وللماضي والحاضر والمستقبل!
فهل ستُمحى هذه الكوارث من الذاكرة العراقيّة؟
x.com/dr_jasemj67