رحلة الإيمان والتحرر.. من عزلة الأميش إلى صوت برئاسيات أميركا
تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT
"تزوجت قبل 12 عاما وصادف زفافي يوم الانتخابات الرئاسية، عندما ترشح حينها الرئيس باراك أوباما لولاية ثانية. أتذكر جيدا كيف قال الواعظ في خطبته للحضور إن صلاتنا الواحدة تعادل عشرة أصوات، وبالتالي لا داعي للتصويت"، هكذا يسترجع أموس فيشر الماضي بابتسامة لا تفارق محياه، عندما كان يؤمن بأن الحياة خارج مجتمعه "فاسدة"، وأن البقاء على مسافة من أي نشاط سياسي سيحميه من أي تأثير خارجي يضر بأسلوب عيش الأميش الفريد.
في قلب ولاية بنسلفانيا الأميركية بمساحاتها الزراعية الشاسعة، يعيش أموس فيشر محافظا على زي الأميش البسيط: قميص بلون قاتم وبنطلون أسود بحمالات. يسرّح شعره أمام مرآة سيارته ويعدل القبعة واسعة الحواف المصنوعة من القش فوق رأسه، استعدادا للتوجه لمكتب التصويت والمشاركة لأول مرة في انتخابات الرئاسة.
رحلة الإيمان والتحررعاش أموس حياته في قلب مجتمع الأميش الذي يعرف بتقاليده الدينية المحافظة جدا، ولد أصمّا في أسرة تحظر استعمال كل وسائل التكنولوجيا الحديثة وتعتبر ركوب السيارة أو استعمال أي أجهزة كهربائية حراما.
لكنه حصل قبل بضع سنوات على رخصة استثنائية من قادة هذه الطائفة، تسمح له باستخدام الهاتف المحمول لكتابة الرسائل النصية فقط، ليكون هذا الهاتف بمثابة وسيلة انعتاق لعالم آخر، سيفتح له الآفاق ليتعمق في أفكار جديدة لم يسبق له التعرف عليها.
صوت "الأميش".. حكاية أموس"قبل 12 عاما، كان يوم زفافي هو نفس يوم الانتخابات، عندما ترشح أوباما للولاية الثانية. أتذكر جيدًا كيف قال حينها واعظ الأميش إن صلاتنا الواحدة تعادل 10 أصوات، لذا لا حاجة للتصويت!". إليكم حكاية أموس الأميركي الذي خرج من العزلة في طائفة "الأميش" الدينية المحافظة وقرر التأثير في السياسة بالتصويت لأول مرة في حياته.
Posted by أصوات مغاربية Maghreb Voices on Thursday, October 31, 2024فقبل عامين، دفعه الفضول إلى استعمال الإنترنت على هاتفه خلسة، وهناك بدأ رحلة من البحث والتعمق في النصوص الدينية والكتاب المقدس. يعتبر أموس أن هذه المرحلة كانت فارقة في رحلته الروحية: "لقد كانت تلك اللحظة التي عرفت فيها أن يسوع أنقذني بمثابة نور أضاء لي طريقا مختلفا، ارتحت كثيرا وعرفت أنه لا يجب علي أن أفعل الكثير لأنجو، وآنذاك تحرّرت من الأميش".
لم يكن قرار أموس بالتحرر من قواعد الأميش الصارمة بلا ثمن، فقد تعرّض لعقوبة "التجنب" التي تفرضها الطائفة على غير الملتزمين بتعاليمها، ويشمل ذلك عائلته وأصدقاءه المقربين: "حتى زوجتي التي ما زالت تؤمن بمعتقدات الأميش لا يسمح لها بتناول الطعام معي على نفس الطاولة، أما والدي، فقد منعني من زراعة الضيعة التي ولدت ونشأت فيها، وهي المهنة التي أحبها، ولا أعرف غيرها".
ورغم أن قرار ترك الطائفة يكلفه قسوة المقربين، إلا أن أموس، كما يقول، وجد نفسه مضطراً لاتخاذ هذا القرار، متحملاً وحده ثمن هذه الحرية، يضيف مبتسماً: "الآن، أشعر أنني حر ومرتاح، أتمنى فقط أن أكون أنا وزوجتي متفقين على نفس المبادئ، أسمح لأطفالي أن يكونوا أميش في الوقت الحالي، فهم يذهبون مع والدتهم لكنيسة الأميش، في انتظار أن ترى زوجتي النور الذي رأيته".
قرار التصويتفي طريقه لمكتب التصويت بمقاطعة شستر في ولاية بنسلفانيا للمشاركة لأول مرة في الانتخابات، يقول أموس بحماس: "هذه المرة لن تكون صلاتي وحدها كافية، بل سأسمع صوتي أيضا، وبذلك أشعر أنني أساعد الآخرين بشكل أفضل".
تتزامن قصة أموس مع أجواء انتخابات حاسمة تعرفها ولاية بنسلفانيا، التي تعتبر من أهم الولايات المتأرجحة في سباق الرئاسة الأميركي، وهو ما يجعل حملة المرشح الجمهوري دونالد ترامب تضاعف جهودها لإقناع أفراد الأميش بالتسجيل في الانتخابات لاستمالة أصواتهم.
ومع تزايد النقاش حول القضايا المتعلقة بقوانين الزراعة والحريات الدينية وحقوق الملكية، يقول أميش إن هناك فعلا بعض من أفراد الأميش من يصوتون "لكنهم ليسوا كثر". فرغم أنهم يتمسكون بتقاليدهم ويرون أن العزلة تحافظ على نقاء إيمانهم، إلا أن بعضهم بدأ يتجه، ولو بحذر، إلى تقليص المسافة التي يضعونها بينهم وبين السياسة، وإلى اتخاذ مواقف تعبر عن قناعاتهم الشخصية بهدف حماية أسلوب عيشهم الفريد.
المصدر: موقع الحرة
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
مولر يرفض اللعب في أميركا وإيطاليا!
ميونيخ (د ب أ)
ذكر تقرير إعلامي، أن توماس مولر، أسطورة نادي بايرن ميونيخ الألماني لكرة القدم، رفض عرضين من سينسيناتي الأميركي وفيورنتينا الإيطالي.
ووفقاً للتقرير الذي نشرته صحيفة «بيلد»، هناك وكيل كان مشاركاً في المحادثات مع فيورنتينا، ولكن اللاعب لم يكن يرغب في الانتقال.
ويرحل مولر «35 عاماً» عن البايرن هذا الصيف، بعدما قرر النادي عدم تمديد تعاقده.
وقضى مولر مسيرته في البايرن، وفاز معه بـ33 كأساً، بالإضافة إلى فوزه ببطولة كأس العالم 2014 مع المنتخب الألماني.
ولم يتحدث مولر بشأن مستقبله عندما تنتهي فترة الـ25 عاماً التي قضاها مع الفريق، عقب انتهاء منافسات بطولة كأس العالم للأندية التي تقام من 15 يونيو إلى 13 يوليو في أميركا.
وقال مولر عقب الخروج من دوري أبطال أوروبا أمام إنتر ميلان الأسبوع الماضي: «لم اسع وراء أي شيء خلال هذه الأسابيع الحاسمة».
ويعد الاعتزال خياراً غير مرجح، لأن مولر قال إنه يريد الاستمرار في البايرن، حيث يتوقع الآخرون أيضاً أن يواصل اللعب بعد رحيله المحتمل.
وقال جوشوا كيميش، لاعب بايرن: «لدي شعور بأنه لا يزال يستمتع بكرة القدم كثيراً»، مضيفاً أنه ومولر تحدثا بشأن هذا الأمر.
وقال كريستوف فريوند، المدير الرياضي لبايرن، إنه كان على قناعة «بأن الأمر لم ينته، وأن مولر لا زال عنده طاقة لتجربة شيء جديد، بغض النظر عن المكان الذي سيذهب إليه، سيثري هذا النادي».
ويمكن أن تكون أميركا إحدى الوجهات المقبلة، حيث إن مثل هذه الخطوة تجعله يسير على نفس نهج الثنائي فرانز بيكنباور وجيرد مولر.
ويمكن أن تكون أندية ريد بول نيويورك، لوس أنجلوس جالاكسي أو لوس أنجليس إف سي، جاذبة، وإذا قرر مولر اللعب في الدوري الأميركي، سيظل سينسيناتي له دور رغم رفض اللاعب.
ووفقاً لبيلد، فإن مولر موجود على قائمة الاكتشاف الخاصة بالنادي، والتي تتيح لنادٍ في الدوري الأميركي لكرة القدم الحصول على الحقوق الحصرية للتعاقد مع اللاعب، في حال رغبته في الانضمام إلى الدوري.
ويمكن لأي فريق أن يضع سبعة لاعبين على قائمة الاكتشاف الخاصة به، والتي في الأغلب لا يتم الإعلان عنها علنا، ولكن، يمكن للفرق أن تتبادل، أو تبيع، حقوق الاكتشاف للاعب إذا فشل النادي صاحب الحق في التوصل لاتفاق.
وحدث نفس الأمر مع ماركو ريوس، الذي انضم إلى لوس أنجلوس جالاكسي من بوروسيا دورتموند العام الماضي.
وكان ريوس على قائمة اكتشاف شارلوت إف سي، واضطر جالاكسي لدفع 400 ألف دولار لفريق شارلوت للحصول على خدمات اللاعب، ويوجه انتقال مولر للدوري الأميركي رسالة كبيرة للدولة التي تستضيف بعد عام كأس العالم مناصفة مع المكسيك وكندا.
ويبدو أن إيطاليا بعيدة عن تفكير مولر، حيث إنه لا يريد السير على خطى ماريو جوميز وفرانك ريبيري، الذي انضم لفيورنتينا بعد نهاية مدته مع البايرن، وتواجدت تركيا والسعودية وجهة محتملة للاعب المخضرم.
وبما أن كأس العالم للأندية ستقام مباشرة بعد الموسم العادي، حيث يمكن لبايرن أن يحسم التتويج بلقب الدوري يوم السبت المقبل، ما زال لدى مولر الوقت الكاف لاتخاذ قراره. وقد تقدم البطولة التي تقام في أميركا فرصة أخيرة له للعب بجوار جمال موسيالا، الذي قال للنسخة الأسبوعية لصحيفة «بيلد شبورتس»، إنه يريد أن يكون جاهزا للمشاركة في البطولة بعد إصابته بتمزق في أوتار الركبة.
وقال موسيالا: «لديّ هدف كبير واحد، المشاركة بكأس العالم للأندية، لأنه يحمل الكثير من المكانة، والعائدات المالية للنادي، ولقب دولي جديد، ونحن نريد الفوز به، أريد أن أعود إلى أرض الملعب في أميركا».