تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في خضم الأوضاع الإنسانية المتدهورة في غزة، تواجه المساعدات المقدمة للقطاع المنكوب انخفاضًا حادًا، حيث سجلت أدنى مستوياتها منذ بداية النزاع.

ورغم التحذيرات الأمريكية لحكومة الاحتلال الإسرائيلى بخصوص الدعم العسكري، تشير التقارير إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية بدلًا من تحسنها، فيما يستمر العدوان على غزة مع تدهور الوضع فى شمال القطاع، حيث يتعرض السكان لمستويات غير مسبوقة من العزلة والضغط العسكري، مما يستدعى اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان وصول المساعدات إلى المتضررين.

وفى هذا الصدد، أوردت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، تقريرًا أشارت فيه إلى انخفاض المساعدات المقدمة إلى قطاع غزة بشكل حاد، لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ بداية النزاع، رغم التحذيرات الأمريكية الموجهة لإسرائيل بأن الدعم العسكرى قد يتعرض للخطر إذا استمرت الظروف على ما هى عليه.

مهلة أمريكية لتحسين الوضع
فى ١٣ أكتوبر، أرسل وزير الخارجية الأمريكي، أنتونى بلينكن، ووزير الدفاع، لويد أوستن، رسالة إلى حكومة الاحتلال الإسرائيلية، يمنحانها خلالها مهلة مدتها ٣٠ يومًا لتحسين جميع أشكال المساعدات الإنسانية فى غزة. بالإضافة إلى ضرورة إنهاء عزل شمال القطاع بشكل عاجل، ومع ذلك، أكدت تقارير من المسؤولين المعنيين أن الوضع الإنسانى قد تدهور بشكل أكبر منذ تلك الرسالة.

أرقام مثيرة للقلق
وبحسب إحصائيات الأمم المتحدة، فقد دخلت غزة ٧٠٤ شاحنات تحمل مساعدات إنسانية خلال الفترة من ١ إلى ٢٢ أكتوبر، وهو انخفاض كبير مقارنة بشهر سبتمبر الذى شهد دخول ٣٠٠٠ شاحنة.

وعلى الرغم من المناشدات الأمريكية، لا تزال الكميات المرسلة إلى غزة تمثل جزءًا ضئيلًا مما طالبت به الولايات المتحدة، التى أكدت فى تحذيرها أن الحد الأدنى المطلوب هو ٣٥٠ شاحنة يوميًا.

ووفقًا لبيانات الأمم المتحدة، بلغ عدد الشاحنات التى دخلت القطاع ٢٤٦ فى الأسبوع السابق للرسالة، ثم انخفض العدد إلى ٢٣٢ شاحنة فى الأسبوع التالي.

تحذيرات من تدهور الوضع فى شمال غزة
وأكد سكوت بول، مدير منظمة أوكسفام أمريكا المختصة بالسلام والأمن، أن الوضع فى شمال غزة أصبح أسوأ مما كان عليه عند كتابة الرسالة السابقة.

وأوضح أن المناطق التى تشهد إخلاءً للسكان لم تتلق أى مساعدات، مما يزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية.

أزمة غذائية وصمت إسرائيلي
يعانى حوالى ٨٠٠ ألف شخص فى غزة من مستويات «طارئة» أو «كارثية» من انعدام الأمن الغذائي، وذلك وفقًا للتصنيف المرحلى المتكامل للأمن الغذائي، وهو مشروع مشترك يهدف إلى تقييم الوضع الغذائي. ولم تستجب «وحدة تنسيق أعمال الحكومة فى المناطق»، التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية، لاستفسارات تتعلق بنقص المساعدات المقدمة لسكان القطاع.

قيود على عبور المساعدات الإنسانية
وبالرغم من رسالة لإدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن تهدد بوقف المساعدات العسكرية لإسرائيل إذا لم تتحسن الأزمة الإنسانية بشكل عاجل، لا تزال الجهود الإنسانية تواجه صعوبات كبيرة فى عبور المساعدات من جنوب غزة إلى شمالها.

وتُعد المعابر الشمالية مصدرًا ضئيلًا للمساعدات، حيث أشار مكتب تنسيق أعمال الحكومة فى المناطق إلى دخول ٥٠ شاحنة فقط عبر معبر إيريز يوم الثلاثاء، ومع ذلك، فإن هذه الشحنات تتجه غالبًا إلى مدينة غزة ولا تصل إلى المناطق الأكثر تضررًا نتيجة العمليات العسكرية.

تحذيرات من كارثة إنسانية
جويس مسويا، القائمة بأعمال منسقة الإغاثة فى الأمم المتحدة، حذرت هذا الأسبوع من أن سكان شمال غزة بأكملهم معرضون لخطر الموت.

من جهته، أشار مسئول عسكرى إسرائيلى إلى مغادرة حوالى ٥٠ ألف مدنى من جباليا فى الأيام الأخيرة، لكنهم لا يزالون فى شمال غزة، فى حين ظل نحو ١٠ آلاف شخص فى المنطقة.

مطالب أمريكية لتحسين الوضع
تضمنت الرسالة الأمريكية مطالب واضحة تهدف إلى تحسين الوضع الإنساني، مثل الموافقة على مزيد من السائقين وفتح نقاط عبور جديدة.

وفى تصريح له فى تل أبيب فى ٢٣ أكتوبر، ذكر بلينكن أن الولايات المتحدة لاحظت بعض التقدم، مشيرًا إلى فتح معبر خامس إلى غزة.

استجابة غير كافية
ووفقًا للمتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، أقدمت إسرائيل على اتخاذ بعض الخطوات الإضافية، لكنها لم تكن كافية لتخفيف الأزمة الإنسانية.

واعتبر بعض المسئولين فى مجال المساعدات أن الإشارة إلى تحسن طفيف فى اللوجستيات، فى وقت تتدهور فيه الأوضاع بشكل عام، يتيح للولايات المتحدة الادعاء بأنها حققت نجاحًا دبلوماسيًا، رغم عدم تقديم أى حلول حقيقية للأزمة بالنسبة للفلسطينيين.

وفى هذا السياق، عبّر سكوت بول عن استيائه، مؤكدًا أنه لا يمكن النظر إلى تدمير شمال غزة ثم العودة إلى تقييمات ضيقة تعتبر أن هناك تقدمًا بطيئًا

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: غزة المساعات الاحتلال الإسرائيلي شمال غزة فى شمال

إقرأ أيضاً:

إغلاق عشرات المخابز يفاقم أزمة الجوع في قطاع غزة

تتفاقم الأوضاع الإنسانية والمعيشية في جنوب ووسط قطاع غزة بصورة كبيرة وسريعة في ظل القيود الإسرائيلية على المعابر وإدخال المساعدات الغذائية، وذلك بعد 13 شهرا من الحملة العسكرية المدمرة التي شنتها إسرائيل على حماس في قطاع غزة ردا على هجوم مسلحي الحركة في السابع من أكتوبر 2023. 

وفي هذا الإطار حذرت الأمم المتحدة من أن معظم المخابز، التي تعد شريان الحياة للفلسطينيين، أغلقت والبقية على وشك الإغلاق.

وربما يحتاج الحصول على خبز في قطاع غزة إلى الانتظار في صفوف طوابير طويلة، وفي بعض الأحيان تخرج دول أن تنال مرادك.

وبات تأمين رغيف الخبز أمرا صعبا في ظل الشح الحاد في الدقيق والمواد الغذائية نتيجة القيود الإسرائيلية على المعابر والسماح بمرور كميات قليلة من المواد الغذائية التي لا تتناسب مع احتياجات النازحين بحسب تقارير المنظمات الدولية.

ويقول النازح الفلسطيني، أحمد الحاج لقناة الحرة: "نأتي 4 صباحا حتى نأخذ ربطة طحين بـ3 شيقل ولا نأخذها بسبب الازدحام الشديد".

وأضاف "أطالب الوكالة أن توزع الطحين (الدقيق) على الناس بدلا من هذا التجمهر الذي يؤدي إلى الاقتتال والمشاكل".

أزمة المخابز تهدد بتفشي الجوع في غزة.

وأكدت تقارير الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن 7 مخابز تعمل فقط من أصل 19 مخبزا، وأصبحت مهددة بالتوقف في حال استمر هذا الوضع".

وباتت المطابخ الخيرية هي السبيل الوحيد لحل أزمة الجوع القاتل الذي حذرت منه المنظمات الإنسانية بين النازحين لإبقائهم على قيد الحياة، ومع ذلك ونتيجة الأوضاع أصبحت هذه المطابخ تقلص عملها.

وقال مدير شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة، أمجد الشوا، للحرة "هذا الواقع الإنساني دفعنا باتجاه التحذير من إمكانية انهيار منظومة العمل الإنساني بشكل كامل في ظل عدم قدرة هذه المنظومة على الاستجابة لهذه الاحتياجات المتزايدة".

وأضاف "وكذلك طالبنا بإعلان قطاع غزة منطقة مجاعة في ضوء سوء التغذية الشديد الذي وصلت إليه مختلف قطاعات المجتمع، وخاصة النساء والأطفال، وكذلك عدم القدرة على توصيل أبسط احتياجات الغذاء بسبب إغلاق عشرات المخابز والمطابخ المجتمعية أبوابها".

وأكدت الأمم المتحدة أن وصول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة يواجه عراقيل كبيرة مطلع الشهر الجاري وأن الجيش الإسرائيلي لم يسمح بوصول ثلثي عمليات المساعدة الإنسانية الأسبوع الماضي.

وينفي الجيش الإسرائيلي عرقلة وصول المساعدات إلى غزة.

وتقول إحدى النازحات للحرة "ابني وابنتي لم يأكلا خبز من أمس وأول أمس، وأنا لا أعرف من أين يمكن أن أحصل عليه؟!".

ويتسبب النقص الكبير في الغذاء والأدوية وسلع أخرى في تفشي الجوع والمعاناة بين المدنيين النازحين الذي يعيشون ثاني شتاء قاس لهم على التوالي، بعد أن تركتهم الحرب في العراء أو في خيم متهالكة لا يجدون ما يحتمون به، بلا ماء ولا طعام ولا ملابس تقيهم البرد مع انخفاض درجات الحرارة.

ونزح معظم سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة خلال أكثر من عام من الحرب، مرة واحدة على الأقل وكثير منهم مرات عدة وفقا للأمم المتحدة.

ويشكو قطاع غزة من تعطيل دخول قوافل المساعدات الإنسانية من المعابر التي تسيطر عليها إسرائيل. والاحتياجات الأساسية إما مفقودة أو تباعد بأسعار بعيدة عن متناول معظمهم.

وعلقت إسرائيل واردات البضائع التجارية، الشهر الماضي، ولم تدخل غزة منذئذ سوى شاحنات المساعدات التي تحمل جزءا ضئيلا للغاية مما تقول جماعات الإغاثة إنه ضروري للقطاع الذي فقد فيه معظم الناس منازلهم وليس لديهم أي أموال تذكر.

وقالت مارغريت هاريس المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية "أصبح من الصعب للغاية إدخال المساعدات"، وذلك بعد سلسلة من حوادث النهب في مطلع الأسبوع.

ويقول تجار إن سعر كيس الدقيق (الطحين) كان يبلغ قبل الحرب 10 دولارات أو 15 دولارا وكيلوجرام من الحليب المجفف 30 شيقلا، أما الآن فقد أصبح سعر الدقيق (الطحين) 100 دولار وكيلوجرام من الحليب المجفف 300 شيقل، بحسب رويترز".

وفي ظل الفوضى الناجمة عن الحرب، تزايدت وتيرة الهجمات التي تشنها العصابات المسلحة على قوافل الإمدادات، إذ تستولي هذه العصابات على الشاحنات وتبيع البضائع المنهوبة في أسواق غزة بأسعار باهظة.

وتتهم إسرائيل حركة حماس بالاستيلاء على المساعدات الإنسانية. وتنفي الحركة ذلك وتتهم إسرائيل بمحاولة إثارة الفوضى في غزة من خلال استهداف أفراد الشرطة الذين يحرسون قوافل المساعدات.

وقالت المسؤولة الكبيرة في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ناتالي بوكلي، الجمعة، إن الكارثة الإنسانية في غزة تتفاقم بسبب الانهيار التام للقانون والنظام مضيفة أن الصراع بين إسرائيل وحركة حماس يجعل القطاع غير صالح للسكن.

كما قالت بوكلي، نائبة مفوض عام الأونروا للبرامج والشراكات، إن مذكرات الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق، يوآف غالانت، وقائد عسكري في حماس تعني أنه سيكون هناك مساءلة بشأن المعاناة التي لحقت بملايين الأشخاص.

وأضافت بوكلي "في الأساس، يحتاج كل سكان غزة إلى المساعدة مع اقتراب شبح المجاعة".

وأقر البرلمان الإسرائيلي، الشهر الماضي، تشريعا يحظر على الأونروا العمل في البلاد عند دخوله حيز التنفيذ في أواخر يناير. وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني إن تنفيذه "ستكون له عواقب كارثية".

وفي حديثها في مؤتمر بقبرص، قالت بوكلي إن عدد شاحنات المساعدات التي تدخل قطاع غزة يوميا تراجع إلى 37 في الوقت الراهن من 500 شاحنة يوميا قبل الحرب، كما صارت هذه الإمدادات معرضة لخطر النهب من عصابات إجرامية.

وتعرضت ما يقرب من 100 شاحنة تحمل أغذية للفلسطينيين للنهب، في 16 نوفمبر، بعد دخولها غزة في واحدة من أكبر الخسائر في المساعدات منذ بدء الحرب قبل 13 شهرا.

وقالت "صارت غزة غير صالحة للسكن"، ووصفت الوضع بأنه إخفاق للإنسانية.

وأضافت "يجب أن تكون هناك مساءلة عن كل الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي التي تحدث. إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال أمس ضد ثلاثة أفراد هو بداية هذه المساءلة".

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق نتانياهو وغالانت والقائد العسكري في حماس محمد دياب إبراهيم المصري، الشهير باسم محمد الضيف، لاتهامهم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وتقول إسرائيل إن حماس هي المسؤولة عن كل الأذى الذي يلحق بالمدنيين في غزة لأنها تنشط وسطهم، وهو ما تنفيه الحركة الفلسطينية.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الجمعة، إن العام الحالي شهد مقتل عدد من موظفي الإغاثة أكبر من أي عام منذ بدء الإحصاء، معظمهم خلال الصراع في قطاع غزة.

ووفقا لقاعدة بيانات أمن عمال الإغاثة، التي تضم إحصاءات تتعلق بأحداث يعود تاريخها إلى عام 1997، لقي 281 من موظفي الإغاثة حتفهم منذ بداية العام الحالي، بما يتجاوز الرقم القياسي السابق وهو 280 المسجل في عام 2023.

وأظهر الإحصاء مقتل 178 من موظفي الإغاثة هذا العام في الأراضي الفلسطينية بما في ذلك قطاع غزة، حيث يدور الصراع الأكثر إزهاقا للأرواح بالنسبة للأمم المتحدة.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: زيادة التمويل لخطة الاستجابة الإنسانية في السودان
  • فايننشال تايمز: الحوثيون أرسلوا مئات المقاتلين إلى روسيا للمساعدة في حرب أوكرانيا
  • فايننشال تايمز: الدولار القوي يضغط على ديون الأسواق الناشئة
  • إيغلاند: السودان يتجه نحو مجاعة بدأ عدها التنازلي
  • “فايننشال تايمز”: خطط ترامب للتقارب مع روسيا تهدد بريطانيا وتقوض أمن الناتو
  • «فايننشال تايمز»: خطط ترامب للتقارب مع روسيا تهدد بريطانيا
  • إغلاق عشرات المخابز يفاقم أزمة الجوع في قطاع غزة
  • الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي
  • الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لغزة الأسبوع الماضي
  • الأمم المتحدة: إسرائيل منعت ثلثي المساعدات الإنسانية في غزة