قال أحد زعماء المستوطنين في دولة الاحتلال الإسرائيلي، إنهم يراقبون عن كثب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، معبراً عن ثقته بأن فوز الرئيس السابق ومرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب سيؤدي إلى إلغاء ما يعتبرونه عقوبات غير مشروعة فرضت عليهم نتيجة لهجماتهم على الفلسطينيين.

وفي وقت يركز فيه العالم على الحرب في غزة، أثار تزايد عنف المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة والاستيلاء على الأراضي هناك قلقاً بين بعض حلفاء إسرائيل الغربيين.



وقد قامت الولايات المتحدة ودول أخرى بتجميد أصول وفرض قيود مصرفية على مستوطنين وبؤر استيطانية وجماعات تتبنى العنف، وحثت الاحتلال على اتخاذ خطوات أكبر لوقف الهجمات التي تعرقل جهود إنهاء الصراع.

وصف يسرائيل جانز، رئيس مجلس يشع الذي يضم المستوطنات في الضفة الغربية ولديه علاقات وثيقة برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، العقوبات بأنها تدخل في النظام القانوني الإسرائيلي وقد تؤدي في النهاية إلى مشكلات للحكومة.

وفي مقابلة صحفية، قال جانز: "إذا فاز ترامب في الانتخابات، فلن تكون هناك عقوبات... أما إذا خسر ترامب الانتخابات، فستواجه دولة إسرائيل مشكلة تتعلق بالعقوبات التي يجب على الحكومة التعامل معها".


ولم يعلق متحدث باسم مكتب نتنياهو عندما سئل عن العقوبات، لكن براين هيوز، مستشار حملة ترامب البارز، قال: "لن يعيد السلام والاستقرار إلى الشرق الأوسط للجميع إلا الرئيس ترامب".

وتعتبر معظم دول العالم المستوطنات الإسرائيلية المقامة على الأراضي التي احتلتها "إسرائيل" في حرب عام 1967 غير قانونية وفقاً للقانون الدولي، وتؤكد أن توسيع هذه المستوطنات يعيق الطريق نحو تحقيق السلام الدائم، الذي يتطلب إقامة دولة فلسطينية قادرة على الحياة بجانب إسرائيل الآمنة.

في عام 2019، تخلت إدارة ترامب عن الموقف القائم منذ فترة طويلة بشأن عدم شرعية المستوطنات، إلا أن الرئيس جو بايدن أعاد تبني هذا الموقف.

وأشار جانز إلى أن العقوبات المفروضة على المستوطنين تعتبر غير نزيهة، لأنها لا تتزامن مع عقوبات على الفلسطينيين الذين يمارسون العنف، رغم أن واشنطن عززت العقوبات الحالية على المقاومة الفلسطينية بعد الهجوم الذي شنته حركة حماس على مستوطنات الغلاف في السابع من تشرين الأول/أكتوبر ٢٠٢٣.

وأضاف جانز، في تعليقه على المستوطنات الزراعية في الضفة الغربية، إلى أن "العقوبات تلحق الضرر بالأسر والمزارع".

من جانبهم، يؤكد الفلسطينيون أن هذه المستوطنات قد انتزعت بالفعل أفضل الأراضي منهم، وهي في طريقها للاستيلاء على المزيد.


وأفادت منظمة تابعة للسلطة الفلسطينية بأن 20 فلسطينياً قد استشهدوا هذا العام في هجمات شنها مستوطنون، بالإضافة إلى مئات الفلسطينيين وعشرات الإسرائيليين الذين وردت أنباء عن مقتلهم في الضفة الغربية أثناء قيام الاحتلال بمداهمات ضد المقاومة.

أما كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي والمرشحة الرئاسية الديمقراطية، فأكدت أنه يجب محاسبة المستوطنين المتطرفين على أعمال العنف، لكنها شددت على حق الاحتلال الإسرائيلي في الدفاع عن نفسها. وحتى الآن، لم يرد فريق حملتها على طلب التعليق على تصريحات جانز.

وترأس جانز مجلس يشع الذي يتحمل المسؤولية العامة عن أكثر من 500 ألف شخص يعيشون في المستوطنات، مما يشكل أكثر من 5% من سكان الاحتلال. ووفقًا لبيانات مجلس يشع، فقد ارتفع هذا العدد من حوالي 374 ألف شخص في عام 2013.

"حق إلهي لليهود"
ويعتقد الكثير من المستوطنين أن لليهود حقً إلهيً في العيش في الأراضي التي سرقوها من الفلسطينيين وفقًا للتوراة. كما يدعم بعض الأعضاء في الائتلاف الحاكم الحالي في إسرائيل، والذي يُعتبر الأكثر تطرفًا في تاريخ البلاد، توسيع المستوطنات وضم معظم الأراضي الفلسطينية في نهاية المطاف.


في وقت سابق من هذا الشهر، ذكرت بريطانيا أنها تدرس فرض عقوبات على أبرز الشخصيات المتطرفة في دولة الاحتلال، مثل وزير المالية اليميني بتسلئيل سموتريتش٬ ووزير الأمن الوطني اليميني إيتمار بن جفير، بعد أن وردت تقارير تفيد بأنهما اعتبرا المستوطنين الذين يمارسون العنف "أبطالًا"، وأن تجويع الفلسطينيين قد يكون مبررًا.

وأشار جانز إلى أنه ليس للدول الحق في التدخل في الديمقراطية الإسرائيلية، مضيفًا: "عندما تُفرض عقوبات على الوزراء، فإن ذلك يهدف إلى تغيير نتائج الانتخابات هنا وما يريده الناس".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية ترامب الفلسطينيين المستوطنات هاريس فلسطين المستوطنات الإنتخابات الأمريكية ترامب هاريس المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الضفة الغربیة

إقرأ أيضاً:

الاحتلال الإسرائيلي يواصل حربه على مخيمات الفلسطينيين شمال الضفة.. 40 ألف نازح

منذ 100 يوم يواصل الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين شمال الضفة الغربية المحتلة التي انطلقت من مخيم جنين في 21 كانون الثاني/ يناير.

العملية العسكرية التي أطلق عليها الجيش اسم "السور الحديدي" حولت مخيم جنين بمحافظة جنين ومخيمي طولكرم ونور شمس بمحافظة طولكرم إلى مدن أشباح، وأسفرت عن استشهاد 52 فلسطينيا منذ 21 كانون الثاني/ يناير، وفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية.

ودمر الجيش منذ بدء العملية مئات المنازل وأجبر نحو 40 ألف فلسطيني على النزوح من منازلهم، وفق بيانات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".



ووفق "نادي الأسير الفلسطيني" فإن الجيش شن منذ 21 كانون الثاني/ يناير حملة اعتقالات واسعة بالمحافظتين أسفرت في جنين عن اعتقال 600 شخص، وفي طولكرم عن 260، يشمل ذلك من يُعتقل ويُفرج عنه لاحقا.

ويقول خبراء إن العدوان الإسرائيلي تسبب بتغيير جغرافية المخيمات عبر هدم منازل وشق طرقات فيها.

بداية العملية
بدأ العدوان ظهر 21 كانون الثاني/ يناير في مخيم جنين بقصف نفذه الجيش الإسرائيلي بمسيرات قتل خلالها 12 فلسطينيا خلال يومين وأصاب نحو 40 آخرين.

واصل الجيش عمليته التي شملت أحياء وبلدات مجاورة تزامنا مع فرض حصار بمنع دخول المخيم.

وبحسب بيانات وزارة الصحة، أسفرت العملية بمحافظة جنين حتى اليوم الأربعاء عن استشهاد 39 فلسطينيا وإصابة عشرات.

وتشير تقديرات رسمية أن جميع منازل ومنشآت المخيم تعرضت لضرر كامل أو جزئي جراء العدوان الإسرائيلي والتدمير والتجريف المتواصلين.

وقالت بلدية جنين إن 800 وحدة سكنية بالمدينة تعرضت لضرر جزئي، بالإضافة إلى هدم الجيش 15 مبنى في المدينة، وتركزت أغلبية الأضرار في المباني والمساكن على الحي الشرقي وحي الهدف.

في السياق، قال مراقبون إن "إسرائيل" تستنسخ تجربة الإبادة الجماعية التي تمارسها بقطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حيث شهد مخيم جنين في 21 شباط/ فبراير نسف 21 منزلا، وفق شهود عيان.

عمليات النسف هذه مارسها الجيش في غزة في عملية وصفها المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بسياسة "إبادة المدن" لفرض التهجير القسري والدائم على الفلسطينيين ومنع عودتهم إلى أراضيهم ومنازلهم، وفق بيان نشره في 17 كانون الأول/ ديسمبر 2024.

كما شق جيش الاحتلال الإسرائيلي طرقا واسعة في المخيم قسمته إلى مربعات، في عملية قال خبراء فلسطينيون للأناضول إنها تستنسخ شق محور "نتساريم" الذي فصل شمال قطاع غزة عن وسطه وجنوبه.

وصعد الجيش من عملياته العسكرية بمدينة جنين ومخيمها حيث اقتحمهما بدباباته في 23 شباط/ فبراير وذلك لأول مرة منذ عام 2002.

فيما نصب في 23 نيسان/ أبريل الجاري بوابات حديدية على كافة مداخل المخيم المغلقة بسواتر ترابية في خطوة يقول الفلسطينيون إنها تسعى لفصل المخيم عن المدينة.

وبسبب استمرار العملية، تواصل العائلات الفلسطينية نزوحها القسري من المخيم، وتشير تقديرات البلدية أن عدد النازحين من المخيم والمدينة تجاوز 22 ألفا.

توسيع العملية
وفي 27 كانون الثاني/ يناير وسّع الجيش الإسرائيلي عدوانه إلى محافظة طولكرم حيث قُتل 5 فلسطينيين في حينه، فيما وصل في 9 شباط/ فبراير لمخيم نور شمس شرق المدينة.

وأسفر العدوان الإسرائيلي المتواصل حتى الأربعاء عن استشهاد 13 فلسطينيا بينهم طفل وسيدتان، إحداهما حامل، بالإضافة إلى إصابة واعتقال عشرات، وفق بيانات رسمية.

كما تسببت العملية بنزوح قسري لأكثر من 4200 عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، تضم أكثر من 25 ألف مواطن، إلى جانب مئات المواطنين من الحي الشمالي والحي الشرقي للمدينة بعد الاستيلاء على منازلهم وتحويل عدد منها لثكنات عسكرية، بحسب محافظة طولكرم.

وخلف العدوان خلف دمارا كبيرا في البنى التحتية والمنازل والمحال التجارية والمركبات، التي تعرضت للهدم الكلي والجزئي والحرق والتخريب والسرقة من قوات الجيش.

وقال نهاد الشاويش، رئيس اللجنة الشعبية بمخيم نور شمس إن الجيش سرق مقتنيات النازحين التي بقيت في منازلهم وعجزوا عن اصطحابها معهم.

وتظهر الأرقام الرسمية أن الجيش الإسرائيلي دمر 396 منزلا بشكل كامل، و2573 بشكل جزئي في مخيمي طولكرم ونور شمس إضافة إلى إغلاق مداخلهما وأزقتهما بالسواتر الترابية.

وفي 21 شباط/ فبراير، اقتحم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أحد المنازل في مخيم طولكرم بعد ساعات من خطوة مماثلة أقدم عليها وزير الدفاع يسرائيل كاتس.

ونشرت هيئة البث العبرية الرسمية صورة لنتنياهو وعدد من ضباط الجيش الإسرائيلي وهم داخل منزل فلسطيني في مخيم مدينة طولكرم.



مخيما الفارعة وطمون
في 2 شباط/ فبراير، وسّع الجيش الإسرائيلي عدوانه ليصل بلدة طمون ومخيم الفارعة بمحافظة طوباس، لينسحب بعد 7 أيام من طمون، فيما انسحب من مخيم الفارعة بعد 10 أيام.

ولأول مرة استخدم الجيش الإسرائيلي مدرعات من نوع "إيتان" في عملياته البرية، حيث رصدت في بلدة طمون قبل أن تستخدم في عدة مواقع في شمال الضفة الغربية لاحقا.

وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية في غزة صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 958 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف، إضافة إلى تسجيل 16 ألفا و400 حالة اعتقال، وفق معطيات فلسطينية.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يفشل في احتواء حرائق المستوطنات المحتلة ويطلب مساعدة دولية
  • "نار الله الموقدة".. الحرائق تلتهم المستوطنات الإسرائيلية وتحاصر جنود الاحتلال
  • حرائق ضخمة غربي القدس تدفع الاحتلال إلى إعلان الطوارئ وإخلاء المستوطنات
  • الاحتلال الإسرائيلي يواصل حربه على مخيمات الفلسطينيين شمال الضفة.. 40 ألف نازح
  • إسرائيل تطلب المساعدة الدولية لإخماد حرائق القدس.. تفاصيل
  • عاجل| اندلاع حرائق ضخمة في القدس المحتلة وأوامر بإخلاء بعض المستوطنات
  • مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى وإضراب شامل في طولكرم
  • مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى.. وقوات الاحتلال تهدم 4 منازل في الضفة
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منازل الفلسطينيين جنوب الضفة الغربية وتُشرّد سكانها
  • الخارجية تطالب بفرض عقوبات دولية رادعة على مجموعات المستوطنين