«نيويورك تايمز»: وصول هاريس للبيت الأبيض السبيل الوحيد للبقاء فى صدارة الذكاء الاصطناعى
تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تتزامن الانتخابات الرئاسية الأمريكية مع واحدة من أعظم نقاط التحول العلمية فى تاريخ البشرية وهي «ولادة الذكاء الاصطناعي»، والذى من المرجح أن يظهر فى السنوات الأربع المقبلة وسيتطلب من الرئيس الأمريكى القادم أن يجمع تحالفًا عالميًا لإدارة أجهزة الكمبيوتر بشكل منتج وآمن ومتوافق، والتى ستمتلك قريبًا عقولًا خاصة بها متفوقة على عقول البشر، بحسب ما يرى الكاتب توماس فريدمان.
فقد سارعت إدارته إلى إيجاد لقاح لكوفيد 19 بيد واحدة، ثم عززت الشكوك حول استخدامه باليد الأخرى عندما واجهت رد فعل عنيف من المحافظين المناهضين للقاحات.
أولويات ترامب وهاريس
ويشير الكاتب إلى أن الأولوية الأولى لترامب اليوم ليست الاستفادة من الفرص الهائلة التى ستأتى من زيادة أمريكا فى استخدام الذكاء الاصطناعى العام أو بناء تحالف عالمى لحكمه، بل فرض تعريفات جمركية أعلى على حلفائها لمنع صادراتهم من السيارات والألعاب وغيرها من السلع إلى الولايات المتحدة.
ويبدو أن التكنولوجيا الوحيدة التى يهتم بها ترامب بشدة هى تكنولوجيا الحقيقة الاجتماعية، وهى نسخته الخاصة من الذكاء الاصطناعي. والواقع أن ترامب، بما أنه وصف نفسه بأنه «عبقرى مستقر للغاية»، ربما يشك فى وجود ذكاء اصطناعى أعظم من ذكائه.
إن كامالا هاريس، نظرًا لخلفيتها فى إنفاذ القانون، وارتباطاتها بوادى السيليكون والعمل الذى قامت به بالفعل فى مجال الذكاء الاصطناعى فى السنوات الأربع الماضية، قادرة على مواجهة هذا التحدي، وهذا هو السبب الرئيسى وراء تأييد البعض لها للرئاسة.
الذكاء الاصطناعى والحملات الانتخابية
ومع ذلك، فإن إحدى غرائب حملة الانتخابات الرئاسية لعام ٢٠٢٤ هى أنها تزامنت مع ازدهار الذكاء الاصطناعى العام المتعدد التخصصات، والذى من شأنه أن يغير كل شيء تقريبا، ولكن تم تجاهله إلى حد كبير.
والسبب فى ذلك أن الذكاء الاصطناعى المتعدد المعارف ليس أكثر ذكاءً من البشر فى مجال واحد فحسب. بل إنه سوف يتقن فى الوقت نفسه الفيزياء والكيمياء والأحياء وعلوم المواد والرياضيات والطب وعلم الفلك وشكسبير وتاريخ الفن ومجموعة من المجالات الأخرى بشكل أفضل من أى إنسان على الإطلاق.
وسوف يكون قادرًا على رؤية الأنماط المشتركة بين كل هذه المجالات بطرق لم يستطع أى إنسان على الإطلاق أن يفعلها، وبالتالى فإنه قادر على طرح الأسئلة وتقديم الإجابات التى لم يستطع أى إنسان على الإطلاق أن يفعلها.
ولكن العواقب المترتبة على التعليم والوظائف والابتكار والرعاية الطبية والوفرة الاقتصادية وتمكين الأفراد التى سيجلبها الذكاء الاصطناعى لم تظهر فى المناظرات الرئاسية أو بين المرشحين لمنصب نائب الرئيس أو فى أى من اجتماعات المجالس البلدية التى قرأت عنها. وكأن السيارة اخترعت للتو، وأن المراسلين والمرشحين يفضلون الاستمرار فى مناقشة مستقبل الخيول، بحسب «فريدمان». ويرى ريج موندي، كبير مسئولى الأبحاث والاستراتيجية السابق فى مايكروسوفت، والذى لا يزال يقدم المشورة للشركة، أن الأجهزة والبرامج التى تحرك الذكاء الاصطناعى تقودها شركات أمريكية، لكنها تتحسن بشكل أسرع مما كان متوقعا فى الأصل.
ويقول موندي: «من الممكن تماما أن نحقق ذكاء اصطناعيا عاما متعدد المعارف فى غضون السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة»، لذلك فمن المرجح أيضا أن يضطر رئيسنا القادم، وبالتأكيد الذى يليه، إلى التعامل مع التغيرات المجتمعية الأساسية التى سوف تنجم عن ذلك.
نهج هاريس
تريد كامالا هاريس أن تبقى الولايات المتحدة رائدة فى تطوير التقنيات الجديدة. وقالت فى بيان لها إن ذلك من شأنه «أن يعزز الابتكار والقدرة التنافسية، وحماية العاملين والمستهلكين مع تقدم التكنولوجيا، وتطوير قوة عاملة ماهرة فى مجال الذكاء الاصطناعي». وتتخذ هاريس نهجًا مختلفًا، ولكنها تستند إلى التعهدات الواردة فى الأمر التنفيذى الذى فرضه الرئيس جو بايدن.
وتقترح هاريس «استثمارًا تاريخيًا لدعم الأمن الوطنى والاقتصادى من خلال التأكد من أن الولايات المتحدة -لا الصين- تتصدر فى مجال الذكاء الاصطناعى من خلال توسيع نطاق الموارد الوطنية لأبحاث الذكاء الاصطناعى وجعلها موجودة بصفة دائمة، أى أن تكون هناك بنية تحتية بحثية مشتركة تهدف لمنح الشركات الناشئة والباحثين إمكانية الوصول إلى الحوسبة والبيانات والأدوات التحليلية على أعلى مستوى، لزيادة الاكتشافات والابتكارات ذات الأهمية والمسؤولية فى مجال الذكاء الاصطناعي».
وقال دانيال شنور أستاذ التعلم الآلى فى جامعة ريغنسبورغ بألمانيا لـ«يورونيوز»: «إن هاريس من المرجح أن تبقى على المسار الحالي». وأضاف: «أتوقع أن تكون إدارة هاريس أكثر نشاطًا فيما يتعلق بتنظيم الذكاء الاصطناعى مقارنة بترامب، وعلى النقيض من ذلك، سيؤدى فوز ترامب إلى المزيد من عدم اليقين بالنسبة لمقدمى خدمات الذكاء الاصطناعي».
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية الامريكية الذكاء الاصطناعي كامالا هاريس الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعى فى مجال الذکاء
إقرأ أيضاً:
الأزهر للفتوى: نعمل على الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تيسير وصول الفتوى
نظم جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56، اليوم الأحد، ندوة بعنوان: "توظيف تكنولوجيا الذكاءالاصطناعي في القضايا الدينية"، شارك فيها الدكتور أسامة الحديدي، المدير التنفيذي لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، والأستاذ خالد البرماوي، الكاتب الصحفي المتخصص في الإعلام الرقمي، وأدار الندوة الأستاذ علي حامد عضو المركز الإعلامي بالأزهر.
جناح الأزهر بمعرض الكتاب يقدم لزوَّاره "فنّ الرسائل عند مصطفى صادق الرافعي" جناح الأزهر بمعرض الكتاب يقدم لزواره ٨ كتب في القراءات وعلوم القرآنقال الدكتور أسامة الحديدي، المدير التنفيذي لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن استخدام الذكاء الاصطناعي في رصد وتوفير البيانات والنصوص يعد خطوة إيجابية تساعد في مواكبة تطورات العصر، حيث يوفر الجهد والوقت والمال، محذرًا من خطورة الاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي في إصدار الفتاوى الشرعية، واستنباط النصوص الدينية والأحكام المرتبة عليها، لأنه قد يصعب التمييز بين الأدلة الشرعية، وقد يتم تغذيته بمدخلات خاطئة، مما قد يؤدي إلى أحكام مخالفة للإجماع أو تضر الفكر والعقيدة، مؤكدًا أن المفتي يجب أن يأخذ في اعتباره حالة المستفتي وطبيعة الفتوى، وهو ما لا يستطيع الذكاء الاصطناعي تحليله بشكل دقيق.
وأضاف الحديدي، أن الأزهر الشريف باعتباره مرجعية علمية للعالم الإسلامي، يواكب تطورات العصر باستخدام الذكاء الاصطناعي في رصد وتحليل الفتاوى مع الحفاظ على ضوابط الشريعة، وقد أطلق الأزهر وحدة للذكاء الاصطناعي في ٢٠١٩، ويستعين بعدد من العلماء والخبراء في هذا الجانب، لتوثيق العلوم وحفظها، مبينًا أن مركز الفتوى العالمي يقوم برصد ومعالجة وتحليل الفتاوي حول العالم، وتحليل البيانات الضخمة، وإصدار خلاصات ومعالجات يتم النظر فيها من قسم البحوث والترجمة، كما أكد الحديدي أن الأزهر لا يمكن أن يعتمد الذكاء الاصطناعي كمنهج فكري معتمد ضمن المناهج التي يقوم عليها الأزهر الشريف، ولا يصادر أو يمنع الأزهر استخدام الذكاء الاصطناعي، بل يدعو إلى تقنين وتنظيم استخدامه، لضمان استقامة الأمور وتجنب الفوضى أو الاجتهادات غير المدروسة، وبيَّن الحديدي في ختام الندوة، أن الأزهر الشريف بصدد جمع وتنظيم وتوفير عدد ضخم من الفتاوى يتم نشرها على بوابة الأزهر الشريف الإلكترونية، لتكون بمثابة مدخلات تغذي الذكاء الاصطناعي عند إجاباته على الأسئلة الفكرية والدينية والعقدية بمختلف اللغات والصياغات التي تناسب التطبيقات الحديثة، وسيكون لها ثقل كبير ومرجعية معتمدة.
من جانبه أوضح الأستاذ خالد البرماوي، الكاتب الصحفي المتخصص في الإعلام الرقمي، إن الذكاء الاصطناعي أحدث ثورة كبيرة في مختلف المجالات، حيث تقوم فكرته على محاكاة الآلات لذكاء البشر، مع قدرة مستمرة على التعلم والتطور بشكل يومي، وأشار البرماوي إلى أن تسارع التطورات التكنولوجية، بالإضافة إلى الأبعاد التوظيفية والأخلاقية، يؤثر بشكل كبير على تصميم التطبيقات الإلكترونية المرتبطة بتكنولوجيا الواقع الافتراضي، التي تعد جزءًا من الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا على ضرورة التواجد بشكل متوازن مع المعارف المتقدمة لمواكبة التحول العالمي الذي أحدثته ثورة الذكاء الاصطناعي في حياتنا، ولكنه يحتاج إلى فهم عميق لضمان استخدامه بشكل دقيق وأخلاقي
وأوضح البرماوي، أن الذكاء الاصطناعي لكي يتم استثماره جيدًا يجب معرفته بشكل دقيق وفهم طريقة العمل الخاصة به والسيطرة على أدواته بفهم وعمق، نظرًا لأن البيانات الموجودة بالذكاء الاصطناعي وطريقة فهم السياق الخاص بها قد تكون مضللة وتحتاج إلى اختبار الصدق والثبات للتأكد من صلاحيتها للاستخدام، مبينًا أن القرآن الكريم يدعو إلى التفكر والتدبر والبصيرة في إعمال الأمور، مؤكدًا على عدم جاهزية الذكاء الاصطناعي للتعامل مع الفتاوى الدقيقة، وتوفير أدلة فقهية وشرعية منضبطة، وهو ما يتطلب وجود نماذج دينية مشابهة للذكاء الاصطناعي تعالج الأمور الفقهية والدينية بقواعد بيانات مرقمنة، تراعي التحقيق والتدقيق والتوثيق باعتبارها الأدوات النقدية والأخلاقية.
ويشارك الأزهر الشريف - للعام التاسع على التوالي- بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56 وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبنَّاه طيلة أكثر من ألف عام، ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.