لماذا يمكن أن يسحق ترامب الاقتصاد البريطاني؟
تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT
نشرت صحيفة "تايمز" البريطانية تقريرا يحذر من أن فوز المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب سيعرض الشركات التي تبيع في السوق الأميركية للدمار. وأوضح التقرير الذي كتبه تيم والاس نائب محرر الشؤون الاقتصادية بالصحيفة أن ترامب سيشن حملة تعريفات جمركية على واردات كل الدول التي تتعامل مع الولايات المتحدة بما فيها بريطانيا والاتحاد الأوروبي والصين وغيرها.
ونقل عن ترامب قوله هذا الشهر "أجمل كلمة في القاموس هي التعريفة الجمركية، وهي كلمتي المفضلة. إنها أجمل من الحب. إنها أجمل من أي شيء آخر".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2استطلاع: ترامب وهاريس متعادلان في "ولاية العرب" الحاسمةlist 2 of 2ترامب يستهدف ولاية مضمونة لمنافسته وهاريس تستعين بجنيفر لوبيزend of listوأشار الكاتب إلى أن ترامب يخطط لفرض ضرائب جديدة كبيرة على التجارة. ومع أنه لم يضع تفاصيل دقيقة، فإنه أشار إلى إمكانية فرض ضريبة قدرها 10% أو 20% على كل شيء مستورد من الخارج، و60% على الواردات من الصين.
وقال والاس إن هذه التدابير ستكون لها عواقب وخيمة للغاية على الاقتصاد العالمي، بما فيه البريطاني.
وأوضح أن الولايات المتحدة هي أكبر شريك تجاري فردي لبريطانيا، حيث تمثل 17.7% من جميع تجارتها الدولية، وبلغ إجمالي صادرات بريطانيا إلى الولايات المتحدة 192 مليار دولار في الأشهر الـ12 حتى مارس/آذار الماضي، في حين بلغت قيمة الواردات 117.2 مليار دولار.
ويأتي ثلثا الصادرات البريطانية إلى الولايات المتحدة في شكل خدمات، تغطي كل شيء من التكنولوجيا والخدمات المصرفية والاستشارات إلى العطلات. وقد تكون هذه التجارة بمنأى عن أسوأ تأثير، لأن ترامب يميل إلى تركيز انتباهه على السلع المصنعة.
ومع ذلك، فإن التأثير على الشركات التي تبيع في السوق الأميركية قد يكون مدمرا.
أثر تدميريوأضاف الكاتب أن التعريفة الجمركية الشاملة ستدمر كثيرا من الصناعات البريطانية الكبرى مثل الصادرات الطبية والصيدلانية إلى الولايات المتحدة التي بلغت جملتها في الأشهر الـ12 الأخيرة 8.4 مليارات دولار، وكذلك السيارات التي بلغت قيمة صادراتها 7.1 مليارات دولار.
ونقل الكاتب -عن أحمد كايا من المعهد الوطني للبحوث الاقتصادية والاجتماعية- أن مدى الضرر الذي تحدثه تعريفات ترامب يعتمد على مدى رد الدول الأخرى. فإذا استجابت دول أخرى بتعريفات خاصة بها، فإن التجارة الدولية ستتباطأ وسيصبح العالم بأسره أكثر فقرا.
وتوقع كايا أن يتقلص حجم الاقتصاد الأميركي، بعد 4 سنوات من الحرب التجارية، بنسبة 3.5% مما كان عليه قبل هذه الحرب، والصيني بنسبة 2.1%، الأمر الذي يحد من نمو الاقتصاد العالمي بما فيه الاقتصاد البريطاني.
واستمر الكاتب يقول إذا فاز ترامب في الانتخابات وفرض تعريفات جمركية شاملة، فإن النمو في بريطانيا سيكون 0.4% فقط، الأمر الذي يعني أن ثلثي إمكانات بريطانيا سيتم القضاء عليها.
وفي الوقت نفسه، ستشهد الحرب التجارية تضخما أكثر من الضعف، حيث يعود التضخم إلى حوالي 4.5% -مما يعيد أزمة تكلفة المعيشة بعد أن اعتقدت العائلات والشركات أن الأسعار بدأت في العودة للسيطرة.
ويقول كايا إن الآثار غير المباشرة لتباطؤ نمو التجارة العالمية ستتضمن التأثير على سعر الفائدة بسبب ارتفاع التضخم.
وحتى لو اختار ترامب تعريفات أكثر انتقائية، بدلا من الرسوم الشاملة، فقد تظل بريطانيا عرضة للخطر، لأن خلاف حملة ترامب مع الحكومة البريطانية حول نشطاء حزب العمال الذين يقومون بحملات من أجل كامالا هاريس يمكن أن يدفعه لإبقاء المملكة المتحدة تحت نظره عند وضع قائمة بالأماكن ذات الممارسات التجارية غير العادلة، أو التي تأتي منها تهديدات غير عادية.
وستجد بريطانيا صعوبات في الرد، على عكس الاتحاد الأوروبي الذي وسع ترسانته الدفاعية التجارية في السنوات الأخيرة أكثر من بريطانيا.
ومن التحولات الجيوسياسية التي يمكن أن تتسبب فيها حرب التعريفات، هي دفع بريطانيا إلى أحضان الصين.
ويتوقع اقتصاديون فرنسيون أن الصادرات الأميركية إلى كل دولة أخرى تقريبا ستنهار على مدار هذا العقد إذا أطلق ترامب حملة تعريفات جمركية.
وفي الوقت نفسه، سوف يستورد العالم من الصين، مما يمنح منافس أميركا نفوذا أكبر على بقية الاقتصاد العالمي.
وأشار محللون في بنك الاستثمار مورغان ستانلي إلى أن الحرب التجارية قد تقوّض التحالفات الأميركية الرئيسية مع أستراليا والمملكة المتحدة (أوكوس) والهند واليابان وأستراليا (الرباعية) وحلف شمال الأطلسي والتحالف بين الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية.
وقد تواجه الحكومة البريطانية اقتصادا متضاربا وتغييرا شاملا للعلاقات الدولية، تماما كما تطلق مجموعة باهظة الثمن من الزيادات الضريبية في الداخل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
دونالد ترامب: يجب مرور السفن الأميركية مجانا عبر قناتي السويس وبنما
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه ينبغي السماح للسفن العسكرية والتجارية التابعة للولايات المتحدة بالمرور عبر قناتي السويس وبنما دون دفع أي رسوم.
التغيير ـــ وكالات
وأضاف ترامب في منشور على منصة “تروث سوشيال” أمس السبت “طلبت من وزير الخارجية ماركو روبيو أن يتولى هذا الأمر فورا”، معتبرا أن قناتي بنما والسويس ما كان لهما أن توجدا لولا الولايات المتحدة، على حد تعبيره.
وتعتبر قناة بنما أضيق جزء من المضيق بين أميركا الشمالية والجنوبية، مما يسمح للسفن بالتنقل بسرعة أكبر بين المحيطين الأطلسي والهادي، وتمر عبر القناة 40% من الحاويات الأميركية سنويا.
وأتمت الولايات المتحدة بناء القناة في أوائل القرن الـ20، لكنها في عام 1999 منحت بنما السيطرة على الممر المائي المهم إستراتيجيا.
وأكد ترامب مرارا رغبته في “استعادة” القناة، وقبل توليه منصبه في يناير الماضي صرح للصحفيين بأنه لا يستبعد استخدام القوة الاقتصادية أو العسكرية لاستعادة السيطرة عليها.
أما قناة السويس في مصر فهي ممر مائي صناعي يربط بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، ويسمح بتنقل السفن التجارية والحربية بين أوروبا وشرق آسيا دون المرور من أفريقيا
وتعد القناة أقصر الطرق البحرية بين أوروبا والبلدان الواقعة حول المحيط الهندي وغرب المحيط الهادي، وهي القلب النابض للتجارة والملاحة وأكثر الطرق البحرية رواجا وازدحاما في العالم.
وحسب مراقبين، فإن هذا المجرى المائي يستحوذ على حركة نحو ثلث السفن العالمية، وتعبره سنويا آلاف السفن التجارية والحربية العملاقة من مختلف الجنسيات، وتمر عبره 10% من حركة التجارة البحرية الدولية.
بنماوقبل يومين، أفادت وكالة الصحافة الفرنسية بقرب السماح للقوات الأميركية بالانتشار حول قناة بنما وفقا لاتفاق ثنائي، وهو “تنازل كبير حصلت عليه واشنطن” حتى لو لم تتمكن من إقامة قواعد عسكرية.
وبحسب الاتفاق الذي وقّعه كل من وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث -الذي زار بنما مؤخرا- ونظيره البنمي فرانك أبريغو، سيتمكن الجيش الأميركي والشركات العسكرية الخاصة العاملة مع الولايات المتحدة من استخدام المواقع المسموح بها والمنشآت والمناطق المخصصة للتدريبات والأنشطة الإنسانية.
كما ينص الاتفاق -ومدته 3 سنوات قابلة للتجديد- على أن المنشآت ستكون ملكا للدولة البنمية، وستكون مخصصة “للاستخدام المشترك” من جانب قوات البلدين.
وتشارك الولايات المتحدة منذ فترة طويلة في تدريبات عسكرية ببنما، لكن وجود قوات أميركية على المدى الطويل قد يشكل عبئا سياسيا على رئيس بنما خوسيه راؤول مولينو، بحسب خبراء سياسيين.
المصدر : رويترز
الوسومالولايات المتحدة ترامب سفن إمريكية عبور قناة السويس قناة بنما مجانا