موقع 24:
2025-03-07@00:20:51 GMT

لماذا يتطلب السلام في أوكرانيا هزيمة روسيا؟

تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT

لماذا يتطلب السلام في أوكرانيا هزيمة روسيا؟

يتمتع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ببصمة دولية وحضور واسع، رغم أن بلاده هي بقايا قوة عظمى فاشلة، ذات اقتصاد أحادي قائم على الطاقة، وهو اقتصاد في الواقع لا يزيد حجمه من حيث القيمة السوقية عن حجم اقتصاد إيطاليا، ولكنه يمارس نفوذاً دولياً هائلاً.

وبحسب تحليل لمجلة "ناشونال إنتريست" تشير التوقعات بشأن عواقب الصراع الروسي الأوكراني إلى أن موسكو لا ترى أنها ستتراجع أو تتوقف عن كونها تشكل تهديداً غير متوقع لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، بل يبدو أنها تعتمد إلى حد كبير على الوضع الحالي، والقوى الدافعة للسياسة المحلية الروسية، وعلى كيفية انتهاء الصراع وكيف يُنظر إلى هذه النهاية؟.


وبينت المجلة، أن العوامل المحلية في روسيا، التي يحكمها بوتين، تتشابك بدرجة استثنائية مع قرارات السياسة الخارجية، وهذا النفوذ المحلي الساحق والتهديد الخارجي الضخم الذي تشكله موسكو يتحدى القياسات الطبيعية للقوة العالمية. ولكن هذا لا يعني أننا نتجاهل حقيقة مفادها أنه حتى لو استخدمنا تعادل القوة الشرائية للناتج المحلي الإجمالي، فإن اقتصاد روسيا لا يزال يشكل جزءاً صغيراً من اقتصاد الولايات المتحدة أو الصين، وأصغر كثيراً من اقتصاد الهند.

ومع ذلك، تواصل روسيا، التي لا تكاد ترقى إلى مستوى القوة العظمى، استعراض قوتها وتهديد جيرانها، بما يتجاوز وزنها الحقيقي.

The truth is Washington has given both Moscow and Pyongyang plenty of reasons to cooperate against U.S. interests, writes Ted Galen Carpenter. https://t.co/QbPs532gNn

— National Interest (@TheNatlInterest) October 31, 2024 قوة بوتين التخريبية

تكمن الإجابة عن كل التسأولات في أكبر "ترسانة نووية" في العالم؛ والتهديدات النووية المتكررة من جانب موسكو واستعداد الكرملين القاسي لاستعراض قوته، وخاصة في الفضاء السوفييتي السابق، وهو ما يعزز القدرة على استعراض القوة وتهديد الجيران والاستقرار الدولي.

وترى المجلة أن طموحات بوتين الشاملة في مجال القوة غير المحدودة؛ وغياب القيود المحلية ذات المغزى، والعجز الغربي، والتفكير المتفائل في الاستجابة للعدوان الروسي، وإرهاق أوكرانيا بين الدول الغربية، كلها تساهم في استمرار التهديدات.

وعلاوة على ذلك، فإن "الأصول التخريبية" التي تمتلكها روسيا تنذر بتهديدات روسية محتملة لحلف شمال الأطلسي في المستقبل، في أعقاب تسوية غير مسؤولة محتملة للحرب في أوكرانيا.

ومع ذلك، فإن العيوب الأساسية لها تأثير في نهاية المطاف، وخاصة إذا استجاب المعارضون بذكاء، كون الرئيس الروسي غير القادر أو غير الراغب في حل المشاكل الاقتصادية والسياسية الأساسية داخل روسيا، نظر إلى المغامرات الدولية كوسيلة للتحويل "النجاحات" الخارجية إلى شعبية محلية وشرعية سياسية في الداخل.

المفارقات

واوضحت المجلة، أنه إذا نظرنا إلى ما أسمته "حكم الـ30 عاماً"، حيث تحولت إيطاليا الفاشية المهزومة والمدمرة وألمانيا النازية (الجمهورية الفيدرالية) واليابان العسكرية في عام 1975 إلى ديمقراطيات مزدهرة واقتصادات ناجحة وتجار دوليين شرسين، فإن روسيا، الدولة الإقليمية الأكبر في العالم، ذات الموارد الطبيعية التي لا مثيل لها والسكان المتعلمين تعليماً جيداً، هي في الواقع دولة متأخرة ومحرجة، وهذا يعد مثالاً واضحاً على فشل الاتحاد الروسي في ظل نظام بوتين.

أهدرت روسيا فرصاً تاريخية لتحويل نفسها إلى دولة حديثة ناجحة، وضحت الدولة بأرواح وكنوز في حرب كارثية على أوكرانيا، وأصبحت تعتمد بشكل متزايد على الصين والدول المارقة مثل إيران وكوريا الشمالية، مع خطر تحولها مستقبلاً إلى دولة أو كيان تابع لبكين.

وعلاوة على ذلك، أعادت تهديدات الكرملين تنشيط حلف شمال الأطلسي، ودفعت دولتين محايدتين رئيسيتين (السويد وفنلندا) إلى أن تصبحا عضوين في التحالف، وه ما جسد الدولة الروسية الفاشلة في ظل حكم بوتين، حيث رهن الأخير مستقبل بلاده من أجل احتفاظه بالسلطة.

ومع ذلك، فإن الضعف الأساسي في دولة نووية ذات جيش كبير أمر استفزازي بشكل متناقض، والإخفاقات المحلية الهائلة التي تعرض لها بوتين تجعل روسيا تهديداً مستمراً، سواء كانت قوة عظمى أم لا. وأي نوع من التسوية في أوكرانيا من شأنه أن يسمح لبوتين الاحتفاظ بالأراضي التي احتلها بشكل غير قانوني، وخاصة مع توقف خطوة انضمام أوكرانيا لحلف الناتو، من شأنه أن يشجعه، ويشرعن حربه كسياسة ناجحة.

Candidates for the President of the United States on the ongoing genocide of Ukraine by the Russian fascists —
Kamala Harris: I will work to ensure Ukraine prevails in this war.
Donald Trump: "Ukraine is gone." Will end military support for Ukraine and cede Ukraine to Russia. pic.twitter.com/0Wh427Oeut

— Igor Sushko (@igorsushko) September 26, 2024 يجب أن تفشل روسيا

لكي تتوقف روسيا عن كونها تهديداً لحلف شمال الأطلسي في المستقبل، فإن إنهاء الحرب المثالي سيكون تنفيذ الاستراتيجية التي حددها رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون، "يجب أن تفشل روسيا في النهاية، وأن يُنظر إليها على أنها تفشل".

من الناحية الواقعية، ربما يكون هذا الهدف بعيد المنال حالياً، ومع ذلك، فإن حلف شمال الأطلسي وأوكرانيا ليسا عاجزين عن تحقيق ذلك على الرغم من الصعوبات الشديدة، منعت أوكرانيا خسارة كبيرة للأراضي في العام الماضي، واستولت على بعض المناطق في منطقة كورسك في روسيا. فيما يدعي زيلينسكي أن لديه "خطة النصر"، لكن الواقع هو أن قوات كييف لا تزال تعاني من صعوبات جمة، على الرغم من السخاء الأمريكي ودعم حلف شمال الأطلسي.

وأشارت المجلة، إلى أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، على الرغم من سخائهما بشكل عام، وامتلاكهما لقدرة قوة تفوق إلى حد كبير قدرة روسيا، كانا في كثير من الأحيان خجولين وبطيئين في تزويد أوكرانيا بالمساعدات الأساسية. ويمكن للغرب أن يفعل المزيد، ولا يزال الردع النووي ذا مصداقية، ونظام بوتين "قابل للاحتواء".

إيكونوميست: أوكرانيا تواجه صراعاً من أجل البقاء - موقع 24في الحادي والعشرين من أكتوبر (تشرين الأول)، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستين خلال زيارة كييف: "بعد 970 يوماً من الحرب، لم يحقق بوتين هدفاً استراتيجياً واحداً".

وختمت المجلة، بذكر أنه من أجل السلام الآن، تحتاج أوكرانيا والغرب إلى الموافقة على بعض التنازلات الإقليمية، ولكن لكي يتمكن الناتو من إدارة التهديد الروسي المستقبلي، فيتعين عليه ضمان أن يُنظَر إلى روسيا على أنها خسرت بشكل عام في عدوانها في أوكرانيا.

وخلصت إلى أن كيفية ذلك تكمن في أن "اتفاق السلام" الذي يجعل التنازلات الإقليمية مشروطة بانضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، من شأنه أن يرسم خطاً أحمراً يضمن السيادة والسلامة لأكثر من 80% من أوكرانيا، واحتواء روسيا، ووضع التحالف في وضع جيد في انتظار انهيار "البوتينية" في نهاية المطاف.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية حرب كارثية تهديدات الكرملين دولة نووية بوتين الحرب الأوكرانية روسيا حلف شمال الأطلسی فی أوکرانیا ومع ذلک إلى أن

إقرأ أيضاً:

تلقى إشارات قوية من روسيا واتفاقية المعادن جاهزة.. ترامب: حان وقت السلام في أوكرانيا

البلاد- جدة، وكالات
يبدو أن ضغوط الرئيس الأمريكي ترامب على نظيره الأوكراني زيلينسكي قد آتت أكلها، وبات الأخير أكثر قناعة بأن تلبية مطالب سيد البيت الأبيض بإنهاء الحرب وإبرام صفقة المعادن هو قناة الخروج من أزمات بلاده.
وأعلن مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية جون راتكليف، أمس (الأربعاء)، أن واشنطن قطعت المعلومات الاستخباراتية عن أوكرانيا.
وأوضح مسؤولون أمريكيون أنه تم تجميد قنوات الاستخبارات مع الجانب الأوكراني بالكامل، مشيرين إلى أن تعاون المخابرات الأمريكية ضروري من أجل تمكين القوات الأوكرانية من تحديد الأهداف الروسية وضربها، وفق ما نقلت صحيفة “فاينانشيال تايمز”.
وأكد ترامب في خطاب ألقاه أمام الكونجرس بمجلسيه الشيوخ والنواب، أن زيلينسكي أبلغه في رسالة أمس، استعداده للعودة إلى طاولة المفاوضات مع روسيا ولتوقيع اتفاقية المعادن في أي وقت.

ولاحقًا، أوضح متحدث باسم زيلينسكي، سيرجي نيكيفوروف، أن “الرسالة” التي يتحدث عنها ترامب هي “البيان” الذي نشره الرئيس الأوكراني في تغريدة على حسابه في “إكس”.
وقطع الرئيس الأمريكي على أنه آن الأوان لوقف الحرب الروسية الأوكرانية، التي وصفها بـ”العبثية”، مشيرًا إلى أنه “إذا أردت إنهاء الحروب فعليك الحديث مع الطرفين”، مضيفًا “علينا وقف القتل وهذه الحرب الوحشية”. وشدد على أنه تلقى إشارات قوية من روسيا حول استعداد الرئيس فلاديمير بوتين للسلام. كما اتهم الإدارة الأمريكية السابقة بتبديد مليارات الدولارات على أوكرانيا، ما أدى الى مقتل الآلاف، ثم تساءل مستنكرًا: “هل تريدون أن يستمر ذلك 5 سنوات مقبلة”.
وفي وقت سابق، قدم زيلينسكي اعتذارًا ضمنيًا إلى ترامب وعبر عن امتنانه للولايات المتحدة، وقال في منشور على منصة إكس “اجتماعنا في واشنطن، في البيت الأبيض الجمعة، لم يتم بالطريقة التي كان من المفترض أن يكون عليها. من المؤسف أنه حدث بهذه الطريقة. حان الوقت لتصحيح الأمور. نود أن يكون التعاون والتواصل في المستقبل بناءين”.
وأضاف “أوكرانيا مستعدة للجلوس إلى طاولة المفاوضات في أقرب وقت لتحقيق سلام دائم. لا أحد يريد السلام أكثر من الأوكرانيين. أنا وفريقي على استعداد للعمل تحت القيادة القوية للرئيس ترامب لتحقيق سلام دائم”.
وأوضح أن أوكرانيا مستعدة للموافقة على “هدنة في الجو، حظر الصواريخ والمسيّرات ووقف عمليات قصف منشآت الطاقة وغيرها من البنى التحتية المدنية، وهدنة في البحر فورا، إذا فعلت روسيا الأمر نفسه”.
يأتي ذلك بعدما أعلن مسؤول في البيت الأبيض أن الرئيس ترامب أمر بتجميد المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا، وأردف “سنجمّد ونراجع مساعداتنا للتأكّد من أنها تساهم في التوصل إلى حل”، وشدد على أن الولايات المتحدة بحاجة لالتزام شركائها أيضًا بتحقيق الهدف المتمثّل في إبرام اتفاق سلام بين موسكو وكييف، موضحًا أن قرار التجميد يطال مساعدات عسكرية أُقرّت في عهد الرئيس السابق جو بايدن، وسبق لكييف أن تسلّمت جزءًا كبيرًا منها، بينما الجزء المتبقي لم تتسلمه بعد ويشمل عتاد وأسلحة.
فيما اعتبر الكرملين أنه قرار جيد يشجع على السلام، وقال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، إن وقف المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا سيشجعها على السلام.

مقالات مشابهة

  • بوتين: روسيا لن تتراجع في أوكرانيا ولن تتخلى عن حقوقها
  • بوتين يحدد ملامح السلام مع أوكرانيا
  • بوتين: يجب اختيار السلام الذي يضمن أمن روسيا
  • بوتين: روسيا يجب أن تختار السلام الذي يضمن أمنها
  • لافروف: نشر قوات أوروبية في أوكرانيا يعني انخراط الناتو في الحرب
  • تلقى إشارات قوية من روسيا واتفاقية المعادن جاهزة.. ترامب: حان وقت السلام في أوكرانيا
  • روسيا: ننظر بإيجابية إلى التفاوض حول السلام مع أوكرانيا
  • روسيا تصدر جوازات سفر بالمناطق التي سيطرت عليها في أوكرانيا
  • روسيا تسيطر على قرية جديدة في شرق أوكرانيا
  • أوكرانيا تبحث مع فنلندا خطط تحقيق السلام في الحرب الجارية مع روسيا