الإعلان عن فوز الحزب الحاكم المقرب من روسيا في انتخابات جورجيا
تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT
أكدت اللجنة الانتخابية في جورجيا اليوم الخميس فوز الحزب الحاكم في الانتخابات التشريعية التي طعنت في نتائجها المعارضة المؤيدة لأوروبا، والرئيسة التي رفضت استدعاء من النيابة العامة لتفصيل اتهاماتها بالتزوير.
وأعلنت اللجنة الانتخابية أن عملية إعادة فرز الأصوات لحوالي 12% من مراكز الاقتراع و14% من الأصوات "لم تسفر عن تغيير ملموس في النتائج الرسمية المعلنة سابقا".
وخرج حزب "الحلم الجورجي" الذي يتولى السلطة منذ العام 2012 في البلاد منتصرا في الانتخابات التشريعية أمام المعارضة.
ووفقا للنتائج الرسمية شبه النهائية، حصل الحزب الحاكم على 53.9% من الأصوات، مقابل 37.7% للمعارضة.
وتتهم المعارضة الحزب الحاكم بـ"سرقة" الاقتراع والسعي إلى نسف مساعي انضمام هذه الجمهورية السوفياتية السابقة إلى الاتحاد الأوروبي والانجراف في استبداد مؤيد لروسيا.
ووعد رئيس الوزراء إيراكلي كوباخيدزه، الذي يعتبر أن الانتخابات كانت "نزيهة وحرة وتنافسية ونظيفة تماما"، بأن يظل "التكامل الأوروبي الأولوية الرئيسية" لتبليسي، ودعا إلى استئناف المباحثات مع بروكسل.
وشارك 27 حزبا في الانتخابات، من أبرزها حزب "الحلم الجورجي" الذي أسسه رئيس الوزراء السابق الملياردير بيدزينا إيفانيشفيلي عام 2012، ويشارك الحزب ضمن ائتلاف مع حزب "قوة الشعب".
ويعارض الحزب الحاكم 4 أحزاب كبيرة، تدافع عن مستقبل جورجيا في الاتحاد الأوروبي، وهي "التحالف من أجل التغيير"، و"جورجيا القوية"، و"من أجل جورجيا"، بالإضافة إلى "الوحدة-الحركة الوطنية"، الذي يضم الحزب الحاكم السابق "الحركة الوطنية المتحدة" الذي أسسه الرئيس السابق ميخائيل ساكاشفيلي.
وبعد الإعلان في البداية عن فوز المعارضة المؤيدة لأوروبا استنادا إلى استطلاعات الرأي، رفضت رئيسة البلاد سالومي زورابيشفيلي الاعتراف بفوز الحلم الجورجي، وأدانت نظام التزوير "المتطور" الذي يتبع "منهجية روسية".
ووسط الأعلام الأوروبية والجورجية، تظاهر الآلاف -الاثنين- في تبليسي احتجاجا على اقتراع "مسروق".
وأعلنت زورابيشفيلي -التي استدعتها النيابة العامة في إطار تحقيق بدأ في هذا "التزوير المزعوم" للاقتراع- الأربعاء أنها "لا نية لديها" لتلبية هذا الطلب.
كما أعلنت وزارة الداخلية الجورجية توقيف شخصين يشتبه في قيامهما بحشو صندوق اقتراع في مركز إقليمي، بينما فتحت النيابة 47 ملفا قضائيا لمخالفات مزعومة لقانون الانتخابات.
وترى المعارضة الجورجية أن هذه التحقيقات صورية، وسخرت من مكتب المدعي العام الذي قالت إن روسيا تسيطر عليه، وهو ما رفضه الكرملين نافيا الاتهامات بالتدخل في العملية الانتخابية في جورجيا، في حين طلبت واشنطن وبروكسل -اللتان أعربتا عن القلق من "المخالفات"- إجراء تحقيقات.
يُذكر أن نظام الحكم في جورجيا برلماني، ويعتمد اتجاه السياسة الخارجية للدولة على من يسيطر على البرلمان يشكل الحكومة. ووفقا للنتائج شبه النهائية للانتخابات، فقد ضمن فوز "الحلم الجورجي" حصوله على 89 مقعدا من أصل 150 في البرلمان، وهو ما يكفي لحكم البلاد، لكنه ليس كافيا للحصول على الأغلبية المطلقة اللازمة لإجراء تغييرات دستورية واسعة النطاق.
وفي تقريرها السنوي عن عملية التوسع الذي نشر الأربعاء، حذّرت المفوضية الأوروبية من أنها "لن تكون قادرة على التوصية ببدء مفاوضات الانضمام" ما لم "تغير جورجيا مسارها".
واعتبر الاتحاد الأوروبي هذه الانتخابات بمثابة اختبار تمهيدا لهذا الانضمام.
وعلى الضفة الأخرى، كثف بعض زعماء الحلم الجورجي وبينهم زعيمه بيدزينا إيفانيشفيلي النافذ والثري، من تصريحاته المعادية للغرب.
وأثناء الحملة الانتخابية قدم حزبه نفسه على أنه الوحيد القادر على حماية جورجيا من أن تلقى المصير نفسه كأوكرانيا، على خلفية العداء بين روسيا والغرب.
ولا تزال هذه الدولة التي يبلغ عدد سكانها 4 ملايين نسمة، والمطلة على البحر الأسود، متأثرة بالحرب الخاطفة عام 2008 مع الجيش الروسي.
وبعد هذه الحرب قامت روسيا القوة التاريخية في المنطقة، بإنشاء قواعد عسكرية في المنطقتين الانفصاليتين الجورجيتين أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، واعترفت باستقلالهما المعلن من جانب واحد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الحلم الجورجی الحزب الحاکم
إقرأ أيضاً:
فانس: الخطر الحقيقي الذي يواجه أوروبا يأتي من داخلها لا من روسيا ولا الصين
حثّ نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، القادة الأوروبيين على تعزيز قدراتهم الدفاعية بشكل كبير، وذلك خلال كلمته التي ألقاها خلال مؤتمر ميونيخ للأمن، مؤكدًا على ضرورة أن تتحمل أوروبا مسؤولية أكبر في حماية أمن القارة.
وفي كلمته، قال فانس إن إدارة ترامب تولي اهتمامًا بالغًا بالأمن الأوروبي، وتؤمن بإمكانية التوصل إلى تسوية معقولة بين روسيا وأوكرانيا، لكن واشنطن ترى أيضًا أن الوقت قد حان لأن تتولى أوروبا دورًا أكثر فاعلية في ضمان دفاعها.
وأضاف: "إن التهديد الذي يقلقني أكثر فيما يتعلق بأوروبا ليس روسيا، ولا الصين، ولا أي قوة خارجية أخرى، وإنما يكمن في الداخل، أي في تراجع أوروبا عن بعض قيمها الأساسية التي نتشاركها مع الولايات المتحدة".
وشدّد فانس على أن تعزيز الدفاع الأوروبي سيمكن الولايات المتحدة من التركيز على التهديدات في مناطق أخرى من العالم، معتبرًا أن ذلك جزء أساسي من توازن الأدوار داخل التحالف المشترك بين واشنطن وحلفائها الأوروبيين.
ومنذ اندلاع الحرب الأوكرانية - الروسية، قدمت الولايات المتحدة إلى جانب حلفائها الأوروبيين دعمًا عسكريًا بمليارات الدولارات لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022، في محاولة لتعزيز قدراتها الدفاعية أمام القوات الروسية.
Relatedالقادة الأوروبيون يردون على ترامب: أنتم بحاجة لنا لإنجاح أي اتفاق سلام يخص أوكرانياهل دقت ساعة السلام في أوكرانيا؟ ترامب يتصل بالرئيسين بوتين وزيلينسكي وحديث عن مفاوضات لإنهاء الحربالمفوضية الأوروبية تتوعد برد "حازم وفوري" على قرار ترامب فرض رسوم جمركيةوكان ترامب قد كشف عن نيته بدء مفاوضات مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أجل وضع حد للحرب في أوكرانيا. وقال ترامب إنه ناقش مع بوتين، خلال مكالمة هاتفية، آفاق التوصل إلى تسوية سياسية، مشيرًا إلى اتفاق بينهما على الشروع فورًا في محادثات لإنهاء النزاع الذي يقترب من دخول عامه الثالث.
وخلال تصريحاته يوم الخميس، وصف ترامب محادثاته مع بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنها "إيجابية للغاية"، معربًا عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى حل ينهي ما وصفه بـ"الحرب الدموية".
من جهته، أعلن زيلينسكي عبر منصة "إكس" أنه أجرى محادثات مطولة حول ما وصفه بفرص تحقيق السلام، مشيرًا إلى أنه ناقش مع نظيره الأمريكي إمكانيات التعاون المشترك، وقدرات أوكرانيا التكنولوجية، بما في ذلك تطوير الطائرات المسيّرة والصناعات المتقدمة الأخرى.
وأعرب زيلينسكي عن تقديره لـ"اهتمام ترامب بالإمكانات التي يمكننا تحقيقها معًا". كما أوضح أن ترامب أطلعه على تفاصيل اتصاله مع الرئيس بوتين.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية تفاوت كبير في أسعار الكهرباء والغاز في عواصم أوروبا: برلين الأغلى وبودابست الأرخص ميونيخ 2025... أوروبا في قلب العواصف الجيوسياسية تفاوت المعاشات التقاعدية في أوروبا: أين يحصل المتقاعدون على أفضل دعم مالي؟ مؤتمر ميونيخ للأمنروسياأوكرانياالصينالولايات المتحدة الأمريكيةأوروبا