أبعاد صراع السودان وبذور الإستراتيجية الصينية في لباب
تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT
واقع الصراع الراهن في السودان وحالة الحرب المتواصلة منذ أبريل/نيسان 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، كان موضوع الدراسة الموسومة "أبعاد الصراع في السودان"، التي تصدّرت غلاف العدد 24 من مجلة "لباب" للدراسات الإستراتيجية الصادر اليوم الخميس عن مركز الجزيرة للدراسات.
في هذه الدراسة، سلّط الباحث في العلاقات الدولية بواشنطن الخير عمر أحمد سليمان الضوء على الأبعاد المختلفة -الإقليمية والدولية- للصراع في السودان من منظور تحليلي، وعالج محدداته لتقديم تفسير علمي للأسباب الرئيسية التي قادت إلى الحرب التي لا تزال مستمرة لمدة عام ونصف العام.
وطرح الباحث مجموعة من العناصر التي تسببت في هذا الواقع، ومن بينها ظاهرة تعدد الجيوش الموازية، وغياب الحوار السياسي البنّاء الذي يُفضي لتوافق سياسي، وغياب المشروع الوطني المتفق عليه، وضعف دور الأحزاب في المساهمة في إنتاج ذلك المشروع، وعجزها عن إنتاج سياسات كلية لإدارة التنوع.
ثم تتجه "لباب" بالقارئ نحو حضارة الصين العريقة، ليدرس أستاذ الشؤون الدولية بجامعة قطر محمد المختار الشنقيطي "بذور الفكر الإستراتيجي وجذوره في الحضارة الصينية العتيقة"، مؤسسًا دراسته على نصين هما: كتاب "فن الحرب" لصن تزو المكتوب قبل الميلاد ببضعة قرون، ونص "الإستراتيجيات الـ36" الذي لا نعرف مؤلفه، والذي يرجع إلى القرن السادس الميلادي. وقد تتبعت الدراسة آثار هذين النصين في الصين وخارجها، ماضيا وحاضرا، وقدمت مضامينهما في خلاصات مكثفة ومبادئ، مبينة ضرورة مدارستهما لفهم العقل الإستراتيجي الموجّه للصين اليوم.
وبعيدا عن الصين، يقدّم أستاذ القانون العام بجامعة ابن زهر في المغرب عبد الحكيم أبو اللوز دراسة عن "السلفية وثقافتها السياسية الامتثالية"، يتتبع فيها السلوك السياسي للحركات السلفية عامة، وفي المغرب على وجه التحديد، ليخلص إلى أنه في حالة المغرب تتسع دائرة الدنيوي في طبيعة السلفية، مما يجعلها حركة سياسية صريحة، وإن ظهرت بشكل الوعظ الديني.
وفي المغرب أيضا، يبحث الدكتور في القانون الدستوري وعلم السياسة بجامعة محمد الخامس في الرباط سفيان جرضان سلوك الأحزاب السياسية في دراسته الموسومة "الانخراط داخل الحزب السياسي بالمغرب: بناء العضوية بين المسار والتداعيات"، لكنه يختار منهجا مختلفا عن دراسات أخرى كانت تقوم على دراسة تفاعلات الحزب الخارجية بتتبع مخرجات سياساته، إذ يبحث في التجربة الفردية للمواطنين داخل الأحزاب السياسية المغربية، من حيث دوافع الانخراط فيها وما تتركه من آثار إيجابية على السلوك السياسي.
أما الباحث في العلوم السياسية بجامعة محمد السادس في الرباط عادل النجار، فيبحث في دراسته "الأحزاب السياسية والاحتجاج: من الاتصال إلى الانفصال" العلاقة بين الأحزاب السياسية وظاهرة الاحتجاج، من خلال تتبع زمني بين نمطين، هما: نمط "الاتصال" الممتد زمنيا من عام 1934 إلى بدايات التسعينيات، ثم نمط "الانفصال" بدءا من أواخر التسعينيات إلى 2022. ومن أجل تحقيق هذا المسعى، استند الباحث إلى مقاربة منهجية تستحضر السياقات السياسية والمعاني التي يضفيها الفاعلون على الأحداث والوضعيات الاحتجاجية، انطلاقا من إطاراتهم المرجعية.
واستعرضت زاوية "قراءة في كتاب" في هذا العدد من "لباب" كتابا جديدا صدر باللغة الإسبانية للباحث في العلوم السياسية كارلوس سانشيز سانز، المدير المساعد لصحيفة "إل كونفيدونسيال" الليبرالية، وحمل عنوان "رأسمالية المحسوبية.. كيف تلاعبت النخب بالسلطة السياسية؟".
وفي هذه الزاوية، استعرض الكتابَ الباحث المشارك في المعهد المغربي لتحليل السياسات عبد الرفيع زعنون، مبينا أن مؤلفه عمد إلى استقصاء الأسباب الجوهرية للتخلف التاريخي لإسبانيا، وأرجعها بالأساس إلى الأدوار السلبية للنخب السياسية والاقتصادية، في ظل تحالفات بين شبكات المصالح المصرفية والصناعية وجماعات الضغط التي رعتها الأوليغارشيات الإقليمية في منطقتي الباسك وكتالونيا.
يمكنكم تحميل هذا العدد كاملا من "لباب" من هنا، كما يمكنكم الاطلاع على الأعداد السابقة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات الأحزاب السیاسیة
إقرأ أيضاً:
أخنوش: المغرب يبني قاعدة صناعية عسكرية وطنية قوية لتعزيز الإستقلالية الإستراتيجية الدفاعية
زنقة 20 ا الرباط
أكد رئيس الحكومة عزيز أخنوش اليوم الثلاثاء أن الحكومة تؤمن بأهمية مناطق التسريع الصناعي والمناطق الصناعية، لذلك حرصت الحكومة على بلورة عرض عقاري يسمح بتحفيز الإستثمار وضمان توزيع مجالي أفضل لخلق الثروة وفرص الشغل القارة.
و أوضح أخنوش، رئيس الحكومة، خلال الجلسة العمومية الشهرية المخصصة لتقديم أجوبته عن الأسئلة المتعلقة بالسياسة العامة، حول موضوع: “منظومة الصناعة الوطنية كرافعة للاقتصاد الوطني”، أنه تم التوقيع على 30 إتفاقية متعلقة بالبنية التحتية الصماعينة بقيمة استثمارية تتجاوز 7.8 مليار درهم.
و ذكر رئيس الحكومة أنه منذ أكتوبر تم إطلاق حوالي 30 مشروع متعلق بإنشاء وتوسيع مناطق التسريع الصناعي والمناطق الصناعية ومناطق الأنشطة الإقتصادية، حيث ستمكن هذه المشاريع من توفير عرض عقاري صناعي إضافي يبلغ 3700 هكتار أي ما يمثل 30 في المائة من المساحة الإجمالية الحالية وذلك فقط خلال الثلاث سنوات الأولى من الولاية التشريعية.
كما تم بشكل رسمي، يؤكد رئيس الحكومة، الشروع في إطلاق تدريجي للمنطقة الصناعية محمد السادس “طنجة تيك” التي تمثل نموذجا مشرقا للشراكة والتعاون بين المغرب والصين، وتعد قيمة مضافة للصناعة والأنشطة الصناعية بطنجة”.
وعلى صعيد آخر، ذكر رئيس الحكومة ، أنه بإذن من جلالة الملك تم إحداث منطقتين صناعيتين للدفاع بهدف استقطاب مشاريع استثمارية في الصناعات المتعلقة بالأسلحة والذخيرة ومعدات الدفاع والأمن ، مما يمثل خطوة مهمة نحو بناء قاعدة صناعية عسكرية وطنية قوية تساهم تدريجيا في تعزيز الإستقلالية الإستراتيجية الدفاعية لبلادنا.