بيد مبتورة وملامح طفولية وابتسامة صمود وجسد حفرت عليه الحرب آثارها المدمرة، يقف محمد أبوعيدة، 14 عاماً، ممسكاً بآلة «الكمانجة» الموسيقية بيده السليمة، بينما يقوم بتثبيت العصا التى يتم العزف بها على الأوتار داخل قميصه الذى يقوم بتحريكه بشكل يحاكى حركة الأطراف ليصدر أخيراً الصوت الذى يطرب أذن الطفل الغزّى، بعدما أصابته إحدى غارات سلاح الجو الإسرائيلى ليغوص تحت أنقاض منزله رفقة عدد من أفراد أسرته، شمال غزة، بعد شهر من عدوان الاحتلال، وتحديداً مطلع نوفمبر الماضى، قبل أن يتم استخراجه بعد ساعات من الاستهداف، ليمكث فى مستشفى الشفاء 60 يوماً انتهت ببتر ذراعه، لينضم بذلك إلى مصابى العدوان بإعاقات دائمة.

«أبوعيدة»، يقول إنه على الرغم من حزنه لفقد إحدى يديه فإنه لا يخفى سعادته بتمكنه من العزف مجدداً لأن العزف على «الكمان»، التى أصبحت آلته المفضلة عقب الإصابة، تساعده على الخروج من أجواء الحرب: «تعلم الموسيقى جزء أساسى من حياتى قبل الحرب، وكان عندى ساعات محددة فى اليوم للعزف لدرجة إنى أصبحت متمكن من استخدام آلة العود لحد ماصرت محترف بعد شهور قليلة من التعلم».

ويحكى الطفل المصاب: «ولكن بعد ما بتر الدكاترة نص إيدى صارت فكرة العزف على آلة العود مستحيلة، لأنه مفيش أصابع تضرب على الأوتار ودخلت فى حالة من الحزن والاكتئاب وقتها لأنى كنت متخيل إن حلمى انتهى للأبد»، ورغم الإعاقة والألم.

ويتابع: «كل ما بسمع صوت الموسيقى اللى بعزفها بنسى إنى فقدت إيدى وإنها مبتورة، وبتذكر إنى قوى وقدرت غصب عن الاحتلال أكمل حياتى وموهبتى، لأنى كنت معتقد فى أول الإصابة إنى ماضلش عندى القدرة على ممارسة الشىء اللى بحبه».

وبعد مرور ما يزيد على عام على حرب الإبادة الإسرائيلية، لا تزال محاولات «أبوعيدة» مستمرة للتغلب على إصابته: «صحيح أنا سنى صغير وإصابتى مش بسيطة، إلا إنى تحديت نفسى وصار عندى إرادة قوية وهى اللى كانت سبب فى انتصارى على إعاقتى وقدرت أعمل أشياء كتير تخيلت أنها أصبحت مستحيلة، إضافة إلى الاعتماد على نفسى فى كثير من الأحيان فى مختلف تفاصيل الحياة اليومية رغم صعوبة الأمر»، بينما يأمل أن تنتهى الحرب فى أقرب وقت ليتمكن من السفر إلى الخارج لتركيب طرف صناعى.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة الإبادة الاحتلال مجازر الاحتلال

إقرأ أيضاً:

شاب يتحدى العمالة الأجنبية ويتفوق في إصلاح المكيفات .. فيديو

الرياض

أكد الشاب عبدالرحمن حمزي، فني تكييف، أن إلهامه للانخراط في هذا المجال جاء من مقولة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، عن قدرات الشباب السعودي كان المحفز لدخول عالم إصلاح التكييفات.

وأوضح حمزي خلال مداخلته عبر قناة”روتانا خليجية”، أن دخول السعودي لهذا القطاع، الذي كان حكرًا على العمالة الأجنبية، يأتي في ظل الدعم الكبير من حكومة خادم الحرمين الشريفين، التي تسعى لتأهيل الشباب ودعمهم بالمعرفة والمهارات اللازمة لمواكبة سوق العمل.

كما أضاف أنه درس إصلاح أجهزة التكييف وأصبح مهنته المفضلة، مشيرًا إلى أن السوق السعودي يشهد نموًا متزايدًا في هذا القطاع، لكنه شدد على أهمية العزيمة والإصرار لدى الشباب لتحقيق النجاح في أي مجال.

كما قدم حمزي نصائح حول مشاكل المكيفات في الصيف، حيث أكد أن غالبية الأعطال تعود إلى تراكم الثلج على الفريون، مما قد يؤدي إلى انفجار الكمبروسر، بالإضافة إلى انسداد الفلاتر أو المشاكل في الوحدة الداخلية، مؤكدًا أن الصيانة الدورية للمكيفات تساهم في الحفاظ على كفاءتها لفترات طويلة.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/04/QbwGtq9is3L1tOt1.mp4

5

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/04/SQQNkbJW74DuDSmt.mp4 https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/04/T6Aow0mHqTD8-x1z-1.mp4

مقالات مشابهة

  • السيمفونى يعزف أعمال موريس رافيل فى ذكرى ميلاده 150 بالأوبرا
  • إسبانيا تتخوف من فقدان حصة صادراتها من زيت الزيتون إلى الولايات المتحدة لصالح المغرب بعد رفع الرسوم الجمركية
  • مع تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.. كيف أصبحت أسعار النفط؟
  • السيمفونى يعزف أعمال موريس رافيل فى ذكرى ميلاه الـ 150 بالأوبرا
  • أوركسترا القاهرة السيمفوني يعزف أعمال موريس رافيل في ذكرى ميلاده 150 بالأوبرا
  • أمينة خليل: أنا مش أم.. بس بحاول أوصل إحساس الأم في مسلسل لام شمسية
  • الحوثي يتحدى “امريكا” اثبات عدم فرار “ترومان” بالصوت والصورة
  • ماذا يحدث في وزارة الدفاع الأمريكية؟.. البنتاجون يقيل قيادة جديدة
  • كوردستان تحذر من فقدان العراق لخزينه المائي وتدعو للإسراع بإنشاء 4 سدود بالإقليم
  • شاب يتحدى العمالة الأجنبية ويتفوق في إصلاح المكيفات .. فيديو