مأرب برس:
2025-01-30@05:55:43 GMT

لماذا تعرقل إيران انضمام تركيا إلى البريكس؟

تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT

لماذا تعرقل إيران انضمام تركيا إلى البريكس؟

 

أخذ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مكانه وسط أعضاء وشركاء وضيوف مجموعة “البريكس” في قمّتها الـ16 المنعقدة في قازان الروسية خلال التقاط الصور التذكارية، لكنّ مسألة انضمام تركيا إلى التكتّل لم تحسم بعد كما يبدو. فعمليّة الشدّ والجذب بين الهند وإيران وبين روسيا والصين ما زالت قائمة. هذا إلى جانب اللاعب الغربي الذي حمل المستشار الألماني أولاف شولتز ممثّلاً إيّاه رسالة عاجلة لأنقرة باسم الاجتماع الغربي الأميركي البريطاني الفرنسي المنعقد في برلين لتذكيرها بانتمائها إلى حلف شمال الأطلسي.

  

تسعى واشنطن إلى عرقلة انفتاح تركيا على “البريكس” أكثر ممّا ينبغي بالمقياس الغربي. فأنقرة هي الأقرب فكرياً لروسيا والصين في خطط وطرق التعامل مع الغرب من النواحي السياسية والاقتصادية، لكنّها الأبعد عنهما بسبب وجودها تحت مظلّة الناتو. فكيف ستتجاوز هذه العقبة؟ وهل تريد أن تكون لاعباً أساسياً في آسيا مع منظومة “البريكس” أم لاعباً دائم الطموح في المنظومة الغربية حيث الاتحاد الأوروبي؟

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الشهر المنصرم أنّ موضوع التوسعة جُمّد الآن، وأنّ الأولوية هي للشراكة مع التكتّل. فهل تتحوّل عضوية تركيا في منصّة “بريكس” إلى حكاية إبريق الزيت في مسار عضويّتها في الاتحاد الأوروبي؟ ولماذا تمّ نقل طلبات 12 دولة تريد الانضمام إلى تكتّل “البريكس” وبينها تركيا إلى ثلّاجة الانتظار؟ الإجابة على كلّ هذه التساؤلات ستظهر عند فتح الباب أمام موضوع العضويّة مجدّداً، لكنّ السؤال يبقى: من الذي سيدخل أوّلاً؟

لو لم تكن تركيا راغبة في العضوية لما قال الكرملين على لسان نائب الرئيس الروسي يوري أوشاكوف في أيلول 2024 إنّ تركيا تقدّمت بطلب العضوية، وبناء عليه تمّ توجيه الدعوة إلى الرئيس التركي للمشاركة في القمّة، ولتكون تركيا بذلك أوّل عضو في حلف شمال الأطلسي يلتحق بالمجموعة.

اهتمام عمره 6 سنوات

تبدي أنقرة منذ 6 سنوات اهتماماً واضحاً بالانضمام إلى “البريكس” لأكثر من سبب يتقدّمها هدف توسيع رقعة التحالفات والتوازن في سياستها بين الشرق والغرب. فالتكتّل بالنسبة لها هو فرصة لتعزيز موقعها ودورها ونفوذها ومساهمتها في بناء نظام عالمي أكثر عدلاً كما ردّد إردوغان أكثر من مرّة أمام الجمعية العامّة للأمم المتحدة. فما الذي دفع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان للقول إنّ بلاده قد تعيد النظر في اهتمامها بهذا التكتّل إذا تمّ قبولها كعضو كامل في الاتحاد الأوروبي؟ وهل بدأ الخلاف والتباعد يطفو إلى السطح باكراً بين الدول الأربع المؤسّسة لمنصّة “بريكس” وبين الدول المنضمّة لاحقاً، حول مسألة التوسعة وقبول أعضاء جدد، خصوصاً بعد حملة العام المنصرم التي شهدت قبول عضوية 4 دول دفعة واحدة هي مصر والإمارات وإيران وإثيوبيا، ليرتفع العدد إلى 9 دول؟

الاعتراض الهنديّ

في العلن قد تكون الهند وربّما إيران اليوم بين الحواجز الواجب تجاوزها تركيّاً باتّجاه “البريكس”، لكنّ المشكلة الحقيقية قد تكون ارتباط أنقرة الوثيق بالغرب تحت سقف الناتو، والدليل هو ما يقوله لافروف نفسه عن القيم المشتركة تحت شمسيّة “البريكس” في مواجهة الغرب. هل هذه رسالة غير مباشرة لأنقرة التي تعارض سياسة روسيا في القرم؟

على الرغم من نفي دائرة الاتصالات التركية أنباء تتحدّث عن اعتراض الهند على العضوية التركية وإعلانها أنّ موضوع التوسعة لم يناقش أساساً في هذه القمّة، يتواصل الكثير من التحليلات والتقديرات حول ما جرى في قازان. لا بدّ من الذهاب أوّلاً باتّجاه الاعتراض الهندي على قبول تركيا نتيجة علاقاتها الاستراتيجية مع الخصم الباكستاني. لا يتصاعد الدخان من مكان لا حريق فيه. امتحان “البريكس” لا يتّصل بالتوتّر التركي- الهندي في موضوع باكستان فقط، بل وبالتباعد بينهما حول المشروع التجاري الهندي الإقليمي المدعوم أميركياً والذي يستثني تركيا، ثمّ دعم أنقرة للمشروع التجاري الصيني الذي يستبعد الهند.

البرودة التّركيّة – الإيرانيّة

بعد ذلك تأتي البرودة الحاصلة في العلاقات التركية الإيرانية حول طرق التعامل مع ملفّات ثنائية وإقليمية عديدة، ظهرت إلى العلن عند دخول الرئيس التركي قاعة المؤتمر محيّياً عن بُعد الرئيس الإيراني، لكنّه اختار مصافحة نظيرَيْه الروسي والمصري. المنتظر هو أن تكون العقبة هندية، لكنّ وزير خارجية إيران عباس عراقتشي هو من تبرّع للحديث عن عدم الرغبة في قبول أعضاء جدد في هذه الآونة، وإعلانه أنّه وضعت دول المجموعة بعض الشروط حول المعايير التي يجب تبنّيها من قبل الدول التي تريد أن تكون شريكاً للتكتّل، وأنّ الدول الأعضاء اتّفقت على شرط الإجماع لقبول الأعضاء الجدد. هل هي رسالة ردّ تحيّة إيرانية لأنقرة؟

تعاني منصة “البريكس” على الرغم من مرور حوالي عقدين من الزمن على انطلاقتها من عدم بناء هيكلية تنظيمية إدارية ووضع ميثاق المنظّمة حتى الآن. ومع ذلك فثقلها العالمي يدفع الآخرين لقبولها كتكتّل دولي ينبغي التعامل معه على هذا الأساس. من 4 دول مؤسّسة عام 2006 (روسيا، الصين، الهند، والبرازيل) إلى 5 دول مع انضمام جنوب إفريقيا عام 2011. ثمّ توسعتها عام 2023 بقبول 4 دول جديدة هي مصر، الإمارات، إيران وإثيوبيا. والأقرب إلى العضوية الكاملة هي السعودية والأرجنتين كما يبدو.

هناك من يقلق بسبب زيادة ثقل “البريكس” البشري والاقتصادي والجغرافي عند انضمام الدول الجديدة. يدور الحديث حول حوالي 3.3 مليارات نسمة، وهو ما يعادل حوالي 40% من إجمالي سكّان العالم. وهناك من يتوقّع ارتفاع حصّة مجموعة “البريكس” في الناتج المحلّي الإجمالي العالمي عام 2028 إلى حوالي 35% مقارنة بانخفاض حصّة مجموعة السبع إلى 27.8% نزولاً من 29% حالياً نتيجة لضمّها اقتصادات ناشئة سريعة النموّ. كما يشير تقرير لموقع “بلومبيرغ” إلى أنّ تركيا تهدف إلى الاستفادة من تغيير مركز الثقل الجيوسياسي. هذا إلى جانب أنّ الانضمام إلى “البريكس” من شأنه تعزيز التعاون التجاري والماليّ لتركيا مع روسيا والصين، وتقوية الروابط الاقتصادية من خلال بنك التنمية التابع للمجموعة. فلماذا ستتردّد تركيا؟

العاملان الجيوسياسيّ والجيوقتصاديّ

يلعب بالمقابل العاملان الجيوسياسي والجيوقتصادي التركيّان دوراً إضافياً في رفع حظوظ تركيا داخل المجموعة، هذا إلى جانب القيمة الجيوسياسية للمجموعة، لا سيَّما في ظلّ نفوذ أنقرة في الشرق الأوسط وانخراطها المتزايد في إفريقيا. تتوقّع التقديرات التي تصف تركيا بواحد من أهمّ الاقتصادات الناشئة في العالم، أن تأخذ مكانها بين أكبر 12 اقتصاداً بحلول عام 2050. تقول أرقام أخرى إنّ انضمام تركيا إلى مجموعة “البريكس” سيرفع حصّة الأخيرة 1 في المئة من الاقتصاد العالمي، وبالتالي سيرفع حصّة التكتّل إلى نحو 27.2 في المئة. فلماذا ستتردّد دول “البريكس”؟

يزعم جورج غالاوي الكاتب والإعلامي البريطاني اليساري الميول والداعم لتكتّل “البريكس” في مواجهة السياسات الأميركية، أنّ تقارب تركيا مع مجموعة “البريكس” أثار جنون الولايات المتحدة، وهو ما دفع وكالة الاستخبارات الأميركية لتحريك عناصر “حزب العمّال الكردستاني” بهدف مهاجمة شركة “توساش” للصناعات العسكرية قبل أسبوع في أنقرة. في نهاية الأمر البراغماتية هي التي ستحدّد شكل اتّخاذ القرار، والكلمة الفصل ستكون لروسيا والصين إذا ما حسمتا موقفهما في مواجهة الهند وإيران لأنّ مصلحة الدولة العضو ستكون تحت سقف مصلحة التكتّل وليس العكس.

 

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

عاجل| خماسي بيراميدز يمنع انضمام علي معلول بعد بيان رحيله عن الأهلي

شهدت الساعات الماضية أنباء عن احتمالية انضمام التونسي علي معلول، ظهير أيسر الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي، إلى فريق بيراميدز خلال فترة الانتقالات الشتوية الجارية، بعد بيان وكيل اللاعب الأخير برحيله عن القلعة الحمراء.

ورغم ما تردد بشأن احتمالية انضمام علي معلول إلى بيراميدز في يناير الجاري، بعد بيان رحيله عن النادي الأهلي، إلا أنّ خماسي الفريق السماوي يمنع انتقال اللاعب التونسي إلى بيراميدز في الانتقالات الشتوية الجارية، في ظل اكتمال قائمة الأجانب داخل «السماوي».

أزمة «خماسي» تمنع انتقال علي معلول لـ بيراميدز

ويتواجد في صفوف بيراميدز حاليا «الكونغولي فيستون مايلي، والبوركينافي بلاتي توريه، والثنائي المغربي محمد الشيبي ووليد الكرتي، والنيجيري صديق إيجولا»، ووفقا للائحة الانتقالات في مصر فإنّ الحد الأقصى من الأجانب فوق السن لكل ناد هو 5 لاعبين، ما يعني منع انتقال علي معلول إلى بيراميدز في الموسم الجاري.

مصير انتقال علي معلول إلى بيراميدز بعد بيان رحيله عن الأهلي

ونظرا لوجود 5 لاعبين أجانب في الوقت الحالي بقائمة بيراميدز، فإنّ معلول لن يتمكن من الانضمام للسماوي، بعد بيان رحيله عن النادي الأهلي، لذلك فإنّ اللاعب ما يزال في حيرة من أمره بشأن مستقبله في الفترة المقبلة.

بيان وكيل علي معلول بالرحيل عن الأهلي

ومنذ ساعات، أعلن جون إدوارد، وكيل اللاعب التونسي، رحيل معلول عن الأهلي، وفقا للرؤية الفنية للجهاز الفني بقيادة السويسري مارسيل كولر، قائلا في بيان: «اتخذنا قرارا بالرحيل عن الأهلي لرفع الحرج عن الجميع، خاصة بعد تعافي اللاعب الكامل من الإصابة، وجاهزيته للمشاركة في المباريات، لكن لم يجر الحديث من النادي، من قريب أو بعيد حتى اللحظة عن مستقبل اللاعب ومصيره الفترة المقبلة».

وأتم وكيل معلول في بيانه الرسمي: «يتمني معلول التوفيق للنادي الأهلي في المرحلة المقبلة، موجها الشكر لجماهيره العظيمة والوفية، التي كان لها الدور الأكبر في استمراره طوال هذه الفترة الناجحة بتاريخ النادي، والتي شهدت تلقي اللاعب العديد من العروض المغرية خلالها، وكانت تساوي أكثر من أضعاف ما كان يتقاضاه في النادي، لكنه فضل كل مرة ينتهي عقده فيها أن يجدد ويواصل كتابة التاريخ مع النادي».

لمعرفة تفاصيل الخبر اضغط هنا

مقالات مشابهة

  • محمد ربيعة يوقع على عقود انضمام للزمالك 3 مواسم
  • محمد ربيعة يوقع على عقود انضمام للزمالك لمدة ٣ مواسم
  • تعليق صادم من الغندور بشأن انضمام بن شرقي لـ الأهلي
  • إعلامي: انضمام «كوتيسا» للأهلي حاليًا «صعب».. ومحاولات لضمه بدءًا من الموسم المقبل
  • احتجاجات في ليبيا تعرقل تحميل النفط في ميناءين رئيسيين
  • كومو الإيطالي يعلن انضمام العراقي علي جاسم إلى المير سيتي الهولندي
  • عاجل| خماسي بيراميدز يمنع انضمام علي معلول بعد بيان رحيله عن الأهلي
  • السفير التركي بالقاهرة: 8.8 مليار دولار حجم التجارة بين تركيا ومصر في 2024
  • خارجية الشيوخ: التهجير القسري للفلسطينيين جريمة إنسانية تعرقل مسار السلام
  • الأزمة المالية تعرقل انضمام بلعيد للزمالك