أرواح تحت الأنقاض.. «أبوحمزة»: لن نترك قطاع غزة طالما ظل قلبنا ينبض بالحياة
تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT
ما زال عشرات الآلاف من الفلسطينيين تحت أنقاض غزة بعد مرور عام على الحرب الإسرائيلية، أرواح محاصرة بين أطلال منازلهم التى هُدمت بفعل القصف الإسرائيلى، لتتحلل الجثث بعد عجز الدفاع المدنى وفرق الإنقاذ والأهالى عن انتشالها، ومع كل محاولة مجهدة تصطدم بقلة الإمكانات والمعدات الثقيلة التى تعجزهم عن الوصول إلى جثامين ضحايا الحرب، يبحثون بعزيمة ممزوجة بالألم، لكن أيديهم الخاوية لا تجد إلا الصمت والدمار، حسبما وصف نادر النجار والملقب بـ«أبوحمزة»، أحد أبناء سكان مخيم جباليا.
وأضاف «أبوحمزة» لـ«الوطن»: هذه المعاناة وصمة عار على جبين المجتمع الدولى، فلم يتمكن من القيام بواجب إنسانى تجاه ضحايا النزاعات المسلحة، فقد غاب عن العالم الدعم والمساعدة لإنقاذ المفقودين وتوفير المعدات والمتخصصين لإخراجهم من تحت الأنقاض، وذلك بسبب الاهتمام بالمصالح السياسية والرضوخ للضغط الإسرائيلى، فكل ما يرغبه المواطنون فى غزة هو إخراج ذويهم من تحت الأنقاض ودفنهم ليرتاحوا من وجع الفراق، وليشهدوا على وداعهم ولو على جثامينهم المتحللة.
وأضاف نادر النجار كل من يعيش ويتنفس من أهالى القطاع لن يتركوا غزة ولا شبراً منها للكيان الصهيونى.
ويشير إلى أنه باستمرار تكون هناك تحذيرات من الدفاع المدنى إلى المواطنين الذين يحاولوا إخراج جثامين أقاربهم من عدم الإطالة فى محاولة استخراجهم من تحت الأنقاض فبسبب تكدس الأعداد والبيوت المهددة بالانهيار قد تسقط فوقه، فعدم توفر المعدات الثقيلة لإزالة الخرسانة والكتل الأسمنتية هو العائق الرئيسى الذى يمنع من انتشال الشهداء.
«نعانى الآن من مرارة النزوح، نعيش فى مدارس الوكالة أو فى أماكن خاصة بها ومخيمات، نواجه صعوبات كبيرة فى الحصول على المياه، حتى الحمامات، ما يجعل حتى الاستحمام تحدياً صعباً، ونعانى من صعوبة إعداد الطعام، حيث نواجه نقصاً فى الحطب وارتفاع الأسعار، مع نفاد الطعام الذى يعد الحصول عليه صعباً وأغلب الأيام نأكل وجبة واحدة فى اليوم، فبات الأمر فى الوقت الحالى يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، ومع دخول فصل الشتاء وبرودة الطقس التى تفاقم من المعاناة، تصبح الأمور أكثر صعوبة، لكن سنتحمل كل هذا البرد من أجل غزة»، حسبما وصف «أبوحمزة».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: غزة الإبادة الاحتلال مجازر الاحتلال تحت الأنقاض
إقرأ أيضاً:
من قلب المعاناة.. وثائقي الخرطوم يوثق رحلة خمسة سودانيين في ظل الحرب
يصور الفيلم الوثائقي "الخرطوم"، الذي عُرض للمرة الأولى هذا الأسبوع في مهرجان "سندانس" السينمائي، خمسة من سكان العاصمة السودانية وهم يعانون آثار الحرب في بلدهم، ومن خلال هذه الزاوية سلط المخرجون الضوء على هذا النزاع.
وهو أول فيلم عن الدولة الواقعة في شمالي شرقي أفريقيا يُعرض في مهرجان الفيلم المستقل الأميركي المرموق.
بدأ تصوير الفيلم في أواخر عام 2022، قبل أن تندلع الحرب في نيسان/أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب بـ"حميدتي".
وأودت هذه الحرب بحياة عشرات الآلاف وهجّرت أكثر من 12 مليون سوداني، يعاني بعضهم المجاعة بحسب الأمم المتحدة.
وقال المخرج المشارك في فيلم "الخرطوم" إبراهيم سنوبي أحمد إن الفيلم الوثائقي، الذي صُوِّر باستخدام هواتف "آيفون" تم التبرع بها، "يؤدي دور سفير".
وأضاف "على المستوى الوطني، ينظر إلينا الجميع ويقولون: يجب أن تستمروا من أجل إخبار العالم بما يحدث في السودان"، مشددا على أن "الأمر ليس عبارة عن تسول أو إثارة للشفقة، بل هو تذكير للعالم بأننا موجودون هنا".
ويتتبع المخرجون الحياة اليومية لمجدي -وهو موظف حكومي ومربّي حمام سباق- ولوكين وويلسون، وهما شابان شقيقان يبحثان في القمامة لكسب القليل من المال حتى يتمكنا من شراء ما يحتاجانه من السوق.
إعلانوقال إبراهيم سنوبي أحمد "كنا على وشك الانتهاء من الفيلم، وكان متبقيا 20% منه، ثم اندلعت الحرب".
وقال إن الفوضى التي سادت أدت إلى "فقدان الاتصال بأبطال الفيلم"، لكن المخرجين تمكنوا في النهاية من العثور عليهم ومساعدتهم على الهروب إلى الخارج.
وما إن أصبح الوضع آمنا حتى اجتمع فريق عمل الفيلم لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كان ينبغي الاستمرار في المشروع وكيفية إكماله.
الكبار "الأغبياء"وقرر الفريق اعتماد صيغة تجريبية تقضي بأن يروي الخمسة تجاربهم في بداية الحرب أمام شاشة خضراء تُعرض عليها بعد ذلك صور تتوافق مع قصصهم.
على مدى المقابلات، يصف الشابان لوكين وويلسون مثلا الكبار بأنهم "أغبياء" لكونهم يتحاربون، ويتخيلان نفسيهما يركبان أسدا سحريا في شوارع الخرطوم.
لكن ابتساماتهما تختفي عندما يتحدثان عن هجوم لقوات الدعم السريع، وتذكرا "رجلا بلا رأس، وآخر كان وجهه محترقا، وآخر تحوّل جسده إلى أشلاء".
ويأمل مخرجو الفيلم أن يتمكنوا عبر لفت الانتباه إلى الحرب من التأثير بشكل غير مباشر على صناع القرار الدولي.
أما إبراهيم سنوبي أحمد، الذي درس الصحافة، فتمنى أن يصل هذا الفيلم إلى جمهور أوسع من مشاريعه السابقة.
ولاحظ خلال العرض في "سندانس" أنه يوجد في الصالة "ما لا يقل عن 200 شخص. والآن يعرف الجميع كلمة الخرطوم".
وأضاف "حتى لو استفسر 1% أو 2% منهم عن ماهية الخرطوم والسودان، سيؤدي ذلك إلى نقاش".