«فتح عينك تأكل ملبن» نداء تردد عند لعبة النيشان الشهيرة فى الموالد الشعبية المصرية، فكلما ركزت وكانت عينك مفتوحة استطعت ببراعتك ومساعدة تلك البصيرة وهذا البصر أن تحقق المطلوب وتصيب الهدف المرجو بسهولة واقتدار، ومن ثم تستحق المكافأة والهدية الملبن، وهو حلوى السكر والنشا المصنوعة بخبرة تجعلها طرية مليئة بالمكسرات أو القشدة أو السكر فقط.
الاعتراض أو النقد فى معظم الأحوال قد يؤدى إلى الاستبعاد من دوائر عدة، وعندما تفتح العين بقوة يأخذ بك إلى المهالك، وعليه فإن منظومة القيم ومصفوفة السلوك ومتتالية الأخلاق وإحداثيات التفكير والتعبير بدأت تتخذ منحنى جديدًا فى حياتنا حتى نتمكن من الوصول إلى «الملبن» أو «الحلوى» أو «السكر».
والمتابع للمجتمع وأحداثه اليومية والحياتية يكتشف أننا نفقد يوميًا قيمة أخلاقية ومعنى ومشاعر، ففى الماضى كانت الأسرة المصرية مترابطة تجمعها أواصر المودة والعيب والغلط والصح والذوق، فمثلًا احترام الكبار يبدأ باحترام الأب لأبيه وأمه والأم لزوجها وأسرته، وكانت السينما والدراما تهتم بتقديم هذه المعانى وتلك القيم، ولكننا الآن نغمض أعيننا عما يحدث ونقول تطور، وفى المدرسة كان المدرس بصورة لائقة وله كامل التقدير ولكن الآن يتعامل بوجهين أحدهما فى الفصل والآخر فى السنتر ليعطى دروسًا خصوصية وهو يعلم أنها خطأ، ونحن نعلم أنها غلط، فلا مانع من أن نغمض جميعا أعيننا عن كل ما يتوالى من تبعات وسيئات، فلا الطالب يحترم أستاذه ولا المراقب فى الامتحانات لأنه لا يرى أن التعليم فى حد ذاته قيمة ترفعه وترتقى به فى سلم المجتمع ولا تحقق له أى عائد لا معنوى ولا مادى، فالمؤسسات والهيئات لا تحتفى ولا تحتفل إلا بالمطربين والمطربات والفنانين ولاعبى الكرة، وهؤلاء الأدباء أو المثقفين أو حتى العلماء والخبراء فى مجالات الاقتصاد والاجتماع والتكنولوجيا لا وجود لهم، اللهم بعض الأطباء الذين يتحدثون عن التجميل أو التكميم هؤلاء بعضهم يدفع للظهور كنوع من الإعلان الخفى والبعض صداقات ومجاملات.
وعلينا أيضا أن نغمض أعيننا عما يجرى على الساحة الثقافية، فالمهرجانات والجوائز للأصدقاء ودائرة المعارف، وحتى العروض توارت وتلاشت لأنها ما هى إلا ترجمات أو إعادة تدوير لأعمال قديمة؛ ذلك لأن دور قصور الثقافة والثقافة الجماهيرية والمسابقات المسرحية والأدبية بين المحافظات لا نعلم عنها أى شيء، ومن ثم فالمهرجانات سواء السينمائية أو المسرحية لا يهمها وجود حركة فنية وإبداعية أو نقدية جادة تؤرخ وتؤصل بمهنية وبمنهجية علمية لما يجرى، وبعض الصور والندوات المغلقة وتكريم بعضنا البعض والمحصلة صفر كبير، وأكبر دليل على هذا ضعف الإنتاج الثقافى الجاد وغياب كامل للمسرح المصرى الذى هو أساس المسرح فى الوطن العربى.. فهل نستمر فى «غمض عينك» أم ننتفض ونبدأ ونفتح العين والقلب والرأس؛ لنأكل الملبن؟
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الوطن العربي قصور الثقافة
إقرأ أيضاً:
يؤثر سلبًا على المزاج.. ماذا يحدث لجسمك عند الإفراط في تناول السكر؟
السكر هو أحد المكونات الأساسية في العديد من الأطعمة والمشروبات، إلا أن تناول السكر بشكل يومي وبكميات كبيرة قد يكون له تأثيرات سلبية على صحة الجسم. في هذا المقال، نستعرض ما يحدث لجسمك عند تناول السكر بشكل يومي،بحسب ما نشره موقع هيلثي.
1. زيادة الوزن
السكر يحتوي على سعرات حرارية فارغة، أي أنه يزود الجسم بالسعرات دون أن يحتوي على أي عناصر غذائية مفيدة. الإفراط في تناول السكر يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن. السكر الزائد يتحول إلى دهون في الجسم، مما يزيد من خطر الإصابة بالسمنة.
2. ارتفاع مستويات السكر في الدم
تناول السكر بكثرة يؤدي إلى زيادة مستويات الجلوكوز في الدم، ما قد يضع الجسم في خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2. السكر الزائد يسبب مقاومة الأنسولين، وهي حالة قد تؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم بشكل مزمن.
3. مشاكل في الأسنان
تناول السكر بشكل يومي يساهم في نمو البكتيريا الضارة في الفم، مما يزيد من خطر تسوس الأسنان. السكر يلتصق بالأسطح السنية ويسهم في تكوين الأحماض التي تضر بمينا الأسنان.
4. زيادة خطر الأمراض القلبية
ارتفاع مستويات السكر في الدم يزيد من مستوى الدهون الثلاثية والكوليسترول الضار (LDL) في الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
5. التأثير على المزاج والطاقة
بينما يوفر السكر طاقة سريعة، إلا أنه يسبب تقلبات حادة في مستويات الطاقة. بعد تناول السكريات، يشعر العديد من الأشخاص بنشاط مفاجئ يتبعه شعور مفاجئ بالتعب والإرهاق، مما يؤثر سلبًا على المزاج.
تناول السكر يوميًا يجب أن يكون ضمن حدود معتدلة، الإفراط في تناوله يؤدي إلى زيادة الوزن، ارتفاع مستويات السكر في الدم، تسوس الأسنان، وأمراض القلب، من الأفضل تقليل السكر في النظام الغذائي للحفاظ على صحة الجسم على المدى البعيد.
تناول السكر يومياً: ماذا يحدث لجسمك عند الإفراط في تناوله؟