بوابة الوفد:
2025-01-18@12:26:33 GMT

غمض عينك

تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT

«فتح عينك تأكل ملبن» نداء تردد عند لعبة النيشان الشهيرة فى الموالد الشعبية المصرية، فكلما ركزت وكانت عينك مفتوحة استطعت ببراعتك ومساعدة تلك البصيرة وهذا البصر أن تحقق المطلوب وتصيب الهدف المرجو بسهولة واقتدار، ومن ثم تستحق المكافأة والهدية الملبن، وهو حلوى السكر والنشا المصنوعة بخبرة تجعلها طرية مليئة بالمكسرات أو القشدة أو السكر فقط.

ولكننا فى أيامنا هذه لن نردد هذا النداء ونفتح أعيننا حتى نحقق الهدف ونحصل على الجائزة أيًّا كانت، ولكن علينا أن نتغافل ونتغابى ونغمض العين ولا نرجو إصابة أى هدف، أو تكون لدينا بصيرة وبصر ونصوب أيدينا مجرد أيدينا تجاه خطأ ما أو فساد ما والأفضل والأسلم والأصوب هو «غمض عينك تاكل ملبن وشهد».

الاعتراض أو النقد فى معظم الأحوال قد يؤدى إلى الاستبعاد من دوائر عدة، وعندما تفتح العين بقوة يأخذ بك إلى المهالك، وعليه فإن منظومة القيم ومصفوفة السلوك ومتتالية الأخلاق وإحداثيات التفكير والتعبير بدأت تتخذ منحنى جديدًا فى حياتنا حتى نتمكن من الوصول إلى «الملبن» أو «الحلوى» أو «السكر».

والمتابع للمجتمع وأحداثه اليومية والحياتية يكتشف أننا نفقد يوميًا قيمة أخلاقية ومعنى ومشاعر، ففى الماضى كانت الأسرة المصرية مترابطة تجمعها أواصر  المودة والعيب والغلط والصح والذوق، فمثلًا احترام الكبار يبدأ باحترام الأب لأبيه وأمه والأم لزوجها وأسرته، وكانت السينما والدراما تهتم بتقديم هذه المعانى وتلك القيم، ولكننا الآن نغمض أعيننا عما يحدث ونقول تطور، وفى المدرسة كان المدرس بصورة لائقة وله كامل التقدير ولكن الآن يتعامل بوجهين أحدهما فى الفصل والآخر فى السنتر ليعطى دروسًا خصوصية وهو يعلم أنها خطأ، ونحن نعلم أنها غلط، فلا مانع من أن نغمض جميعا أعيننا عن كل ما يتوالى من تبعات وسيئات، فلا الطالب يحترم أستاذه ولا المراقب فى  الامتحانات لأنه لا يرى أن التعليم فى حد ذاته قيمة ترفعه وترتقى به فى سلم المجتمع ولا تحقق له أى عائد لا معنوى ولا مادى، فالمؤسسات والهيئات لا تحتفى ولا تحتفل إلا بالمطربين والمطربات والفنانين ولاعبى الكرة، وهؤلاء الأدباء أو المثقفين أو حتى العلماء والخبراء فى مجالات الاقتصاد والاجتماع والتكنولوجيا لا وجود لهم، اللهم بعض الأطباء الذين يتحدثون عن التجميل أو التكميم هؤلاء بعضهم يدفع للظهور كنوع من الإعلان الخفى والبعض صداقات ومجاملات.

وعلينا أيضا أن نغمض أعيننا عما يجرى على الساحة الثقافية، فالمهرجانات والجوائز للأصدقاء ودائرة المعارف، وحتى العروض توارت وتلاشت لأنها ما هى إلا ترجمات أو إعادة تدوير لأعمال قديمة؛ ذلك لأن دور قصور الثقافة والثقافة الجماهيرية والمسابقات المسرحية والأدبية بين المحافظات لا نعلم عنها أى شيء، ومن ثم  فالمهرجانات سواء السينمائية أو المسرحية لا يهمها وجود حركة فنية وإبداعية أو نقدية جادة تؤرخ وتؤصل بمهنية وبمنهجية علمية لما يجرى، وبعض الصور والندوات المغلقة وتكريم بعضنا البعض والمحصلة صفر كبير، وأكبر دليل على هذا ضعف الإنتاج الثقافى الجاد وغياب كامل للمسرح المصرى الذى هو أساس المسرح فى الوطن العربى.. فهل نستمر فى «غمض عينك» أم ننتفض ونبدأ ونفتح العين والقلب والرأس؛ لنأكل الملبن؟

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الوطن العربي قصور الثقافة

إقرأ أيضاً:

جامعة الإمارات تعلن نجاح إطلاق القمر الاصطناعي “العين سات -1”

أعلنت جامعة الإمارات العربية المتحدة، نجاح مهمة إطلاق أول قمر اصطناعي يطلقه المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء “العين سات- 1”، بالشراكة مع جمعية علوم الأرض والاستشعار عن بُعد، التابعة لمعهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات، حيث تم إطلاق القمر عبر الصاروخ “فالكون- 9 سبيس إكس”، وتمكنت المحطة الأرضية للمركز من التقاط الإشارة الأولى من القمر الاصطناعي.

وقال معالي زكي أنور نسيبة المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة ، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات، إن إطلاق القمر الاصطناعي “العين سات -1” على متن الصاروخ فالكون- 9، يعد إنجازا تاريخيا لجامعة الإمارات العربية المتحدة، وتتويجا لجهود مضنية بذلها فريق من الباحثين والخبراء بالتعاون مع مؤسسات علمية عالمية مرموقة “، مشيراً إلى أن هذا النجاح الكبير يمثل علامة فارقة في مسيرة الجامعة نحو الريادة في البحث العلمي وعلوم الفضاء، ويجسد رؤية القيادة الرشيدة في تعزيز مكانة الدولة في استكشاف الفضاء وابتكار الحلول التقنية المتقدمة.
وتقدم بخالص التهاني لفريق العمل الذي ساهم في تحقيق هذا الإنجاز، متمنيا لهم التوفيق في استكمال المهمة وتحقيق أهدافها، لافتا إلى أن “العين سات -1″، بتصميمه المبتكر وإمكاناته التقنية المتطورة، سيعزز من قدرات الجامعة في الاستشعار عن بُعد ويوفر بيانات دقيقة تسهم في دعم مشاريع التنمية المستدامة في مختلف القطاعات.
يذكر أن المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء، يلعب دوراً محورياً في تعزيز المبادرات الفضائية، وسد الفجوات بين القطاعات الأكاديمية والتقنيات المستخدمة في صناعة الفضاء.
ويظهر هذا الالتزام والطموح في مشروع “العين سات-1” ، المشروع المشترك بين المركز وجمعية علوم الأرض والاستشعار عن بعد “GRSS” التابعة لمعهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات، حيث أن القمر عبارة عن مكعب بحجم 3 وحدات مكعبة، وأبعاده 10 سم ×10سم ×30سم ،ويعمل على مدار أرضي منخفض وكتلته 3.7 كغ.
ويهدف المشروع إلى تمكين فرق الطلبة من جامعات محلية وعالمية مختلفة، من العمل على تطوير الأقمار الاصطناعية الصغيرة، ومن ثم تبادل الخبرات والمعرفة فيما بينهم، ويأتي هذا المشروع ضمن مجموعة من مشاريع المركز الهادفة إلى تهيئة بيئة ملهمة للطلبة والباحثين لتطوير مهاراتهم وخبراتهم في مجال الفضاء.
ويعمل المركز على توفير فرص فريدة للطلبة للعمل في مشاريع الأقمار الاصطناعية، كان نتاجها الأول “العين سات-1″، الذي يُعد نموذجاً حياً للتعاون الدولي المثمر، الذي جمع بين عقول طلابية من مختلف أنحاء العالم للعمل نحو هدف مشترك في مجال تكنولوجيا الفضاء، كما يعد انعكاساً لرؤية المركز “فضاء بلا حدود”، إذ يُظهر العمل الجماعي وتبادل المعرفة بين مختلف الثقافات والبلدان ويعزز الإنجازات العلمية والتقنية ويلهم الجيل القادم من المهتمين بمجال الفضاء.


مقالات مشابهة

  • العين يدخل سباق التعاقد مع تاليسكا
  • العين والاتفاق ينافسان على ضم تاليسكا من النصر
  • زراعة قصب السكر في المنيعة.. مشروع جزائري-إيطالي
  • استشاري يكشف هل يمكن زراعة الأسنان لمرضى السكر؟.. فيديو
  • جامعة الإمارات تعلن نجاح إطلاق القمر الاصطناعي العين سات -1
  • جامعة الإمارات تعلن نجاح إطلاق القمر الاصطناعي “العين سات -1”
  • جامعة الإمارات تعلن نجاح إطلاق القمر الاصطناعي" العين سات -1"
  • واحة العين سياحة في أحضان الطبيعة والتاريخ
  • عجمان يقسو على العين برباعية
  • عجمان يتفوق على العين بـ «رباعية»