مقاتلو طالبان: نشعر بالملل ونتوق إلى معارك جديدة
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
جدد تدفق شباب حركة طالبان المخاوف من انتشار التطرف العنيف عبر حدود أفغانستان منذ انهيار الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة. أعيد تعيين العديد من المقاتلين في طالبان كجنود، واشتكى عدد منهم، وفقا لما نشرته نيويورك تايمز، مرارًا من أنهم يشعرون بالملل ويتوقون للعودة إلى الجهاد.
قال أحد مقاتلي طالبان في شريط فيديو له وهو في طريقه إلى باكستان شاهدته صحيفة نيويورك تايمز: "توقعنا الوحيد هو أن نستشهد".
في الوقت الذي يجد فيه جيل من المقاتلين نشأوا في الحرب نفسه عالقًا في بلد ينعم بالسلام، عبر المئات من جنود طالبان الشباب بشكل غير قانوني إلى باكستان للقتال جنبًا إلى جنب مع جماعة متمردة، وفقًا لأعضاء طالبان والقادة المحليين والمحللين الأمنيين.
يقول الكثيرون، إنهم مصممون على مواصلة الجهاد - أينما يأخذهم ذلك في العالم. جددت الهجرة الجماعية المخاوف القائمة منذ فترة طويلة من انتشار التطرف العنيف من أفغانستان تحت حكم طالبان وزعزعة استقرار الدول المجاورة أو الوصول في يوم من الأيام إلى أهداف غربية.
دقت دول من روسيا والصين إلى الولايات المتحدة وإيران جميعًا مخاوف بشأن احتمال عودة ظهور الجماعات الإرهابية في أفغانستان، مثل القاعدة وداعش، مع المزيد من الطموحات العالمية.
وأدانت قيادة طالبان علنا تدفق المقاتلين إلى الخارج. الرجال، الذين اعترفوا بأنهم ذهبوا إلى باكستان دون إذن رسمي، انضموا إلى جماعة متشددة تعرف باسم تحريك طالبان باكستان، أو تي تي بي، والتي تسعى إلى فرض حكم إسلامي صارم.
اتهمت السلطات الباكستانية المسؤولين الأفغان بإيواء الجماعات الإرهابية وغض الطرف عن انضمام جنودهم إليها، وهو ما ينفيه مسؤولو طالبان.
ليس من الواضح بالضبط عدد الأفغان الذين عبروا الحدود للانضمام إلى تي تي بي، أو أي مجموعات أخرى، لكنها أقلية صغيرة من عشرات الآلاف من مقاتلي طالبان السابقين.
قال عبد القهار بلخي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأفغانية، "الشباب يبحثون عن الإثارة والمغامرة، وهذه المغامرة لا تعكس الاتجاهات المشتركة أو الرأي العام، بل هي شذوذ."
وقال أحد أعضاء حركة طالبان في إحدى الأمسيات مع حفنة من زملائه في كابول: "لقد تم تأمين السلام والأمن في بلدنا، لذلك نحن الآن بحاجة للقتال في دول أخرى وتأمين حقوق المسلمين الآخرين. وأضاف صديقه: "الذهاب إلى هناك ومواصلة جهادنا هناك أهم من البقاء في بلدنا.
ناشد المسؤولون الباكستانيون طالبان لاتخاذ إجراءات صارمة ضد المعابر الحدودية. يوم الأحد، ألمح قائد الجيش الباكستاني، الجنرال سيد عاصم منير، إلى أن بلاده ستستخدم القوة إذا فشلت أفغانستان في التحرك، مشيرًا إلى مخاوف بشأن "ملاذات" للمسلحين على الأراضي الأفغانية. وقال إن باكستان "لن تألو جهدا في تفكيك الشبكات الإرهابية وحماية مواطنيها بأي ثمن".
وردا على ذلك نفى ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم إدارة طالبان تلك الاتهامات وقال إن "أراضي أفغانستان لن تستخدم ضد أمن أي دولة". كما حذر وزير دفاع طالبان بالوكالة مولوي محمد يعقوب مقاتلي طالبان السابقين من شن هجمات خارج أفغانستان.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: طالبان إرهاب باكستان
إقرأ أيضاً:
طالبان تبدي استعدادها لانفتاح مشروط على الولايات المتحدة
كابل- أبدت حركة طالبان استعدادًا مفاجئًا للانفتاح على الولايات المتحدة، في خطوة وصفها بعض المراقبين بأنها تحول كبير في السياسة الخارجية للحركة بعد تسلُّمها السلطة في أفغانستان.
ففي تصريحات أدلى بها، شير محمد عباس ستانكزي، نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية في حكومة طالبان في فعالية رسمية أقيمت في العاصمة كابل، أكد أن الحركة على استعداد لتطوير علاقات ودية مع واشنطن، بشرط أن تلتزم الولايات المتحدة بالشروط التي وضعتها الحركة، في إطار اتفاق الدوحة الذي تم توقيعه بين الجانبين عام 2020.
وأكد ستانكزي في تصريحاته أن رفع العقوبات الاقتصادية عن أفغانستان وإلغاء تجميد الأصول الأفغانية في البنوك الأجنبية يعدان من أبرز شروط طالبان لتحسين علاقاتها مع واشنطن، وأضاف أن الحكومة تأمل أن تتخذ الولايات المتحدة خطوات ملموسة تجاه هذه المطالب.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تعاني فيه أفغانستان من أزمات اقتصادية شديدة، فضلا عن العزلة الدولية التي تواجهها حكومة طالبان، حيث يُعزى هذا الانفتاح إلى حاجة الحكومة الماسة لتخفيف الضغط الدولي والحصول على مساعدات مالية واقتصادية بعد سنوات من العزلة والعقوبات.
ستانكزي طالب برفع العقوبات الاقتصادية عن بلاده وإلغاء تجميد الأصول الأفغانية في البنوك الأجنبية (رويترز) تخفيف الضغوطويرى المحلل السياسي عبد الرحمن أورياخيل أن طالبان تواجه تحديات ضخمة داخليًا وخارجيًا، وأن الانفتاح على واشنطن قد يكون خطوة نحو تحسين وضعها الدولي.
إعلانوفي حديثه للجزيرة نت قال "في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة والضغط الدولي، تبحث طالبان عن فرص لتخفيف هذه الضغوط، وفتح قنوات تواصل مع الولايات المتحدة قد يساعدها في استعادة بعض العلاقات المفقودة".
وعما إذا كانت طالبان هي من تعيق هذا الانفتاح أم أن الولايات المتحدة هي التي ترفضه، يجيب الدبلوماسي الأفغاني السابق غوث جانباز مشككا في مقدرة طالبان على إنشاء علاقات متبادلة مع أميركا، ويقول "طالبان لا تملك القدرة على تعريف وتحديد السياسة الخارجية".
و يرى جانباز أن تصريحات نائب وزير الخارجية في حكومة طالبان "استباقية"، وتأتي قبل أسبوعين من عودة الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
ويستدرك قائلا "لكن في المقابل، كانت الولايات المتحدة ترفض التعاون مع طالبان بسبب سجلها في حقوق الإنسان وتوجهاتها السياسية، ومع ذلك، في ظل الوضع الحالي، قد تجد الولايات المتحدة نفسها مضطرة للبحث عن سبل للتعاون مع طالبان في قضايا معينة، مثل مكافحة الإرهاب وتخفيف الأزمات الإنسانية".
آثار الانفتاحيتوقع العديد من الخبراء أن هذا الانفتاح قد يؤدي إلى تحسين الوضع الاقتصادي في أفغانستان، حيث يعاني الشعب الأفغاني من الفقر والبطالة جراء العزلة الدولية والعقوبات المفروضة على الحكومة.
من جهة أخرى، قد يحفز الانفتاح على الولايات المتحدة عودة المساعدات الدولية، بالإضافة إلى استثمارات أجنبية قد تساعد في إعادة البنية التحتية المتدهورة في البلاد، أما على الصعيد الدولي، فإن تحسن العلاقات مع الولايات المتحدة قد يسهم في تحسين علاقات طالبان مع دول أخرى مثل الصين وروسيا، اللتين سبق أن أبدتا استعدادًا للتعاون مع الحكومة الأفغانية الجديدة.
ورغم هذا التحول في موقف طالبان، لا يزال هناك تباين في الآراء حول إمكانية نجاح هذا الانفتاح، فبينما يرى المحلل السياسي أورياخيل أن هذا الانفتاح قد يكون خطوة ضرورية لتحسين الوضع الداخلي والخارجي لأفغانستان، يشكك الدبلوماسي جانباز في قدرة طالبان على الوفاء بشروط الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن الحركة قد تواصل فرض قيود على حقوق الإنسان، مما سيعيق أي تقدم في العلاقات الثنائية.
إعلانوفي هذا السياق يقول أورياخيل "من المستبعد أن تقوم طالبان بتغيير سياساتها الداخلية بشكل جذري، خاصة فيما يتعلق بحقوق النساء والفتيات، وهو ما سيظل يشكل عائقًا كبيرًا أمام أي تعاون مستقبلي مع الغرب".
وبينما تسعى طالبان إلى تحقيق توازن صعب بين الانفتاح على الولايات المتحدة وتحقيق مطالبها الداخلية والخارجية، تبدو هذه التصريحات خطوة نحو تحسين العلاقات الدولية، بانتظار هل ستستجيب واشنطن لشروط طالبان، أم يبقى هذا الانفتاح مجرد محاولة غير مكتملة في ظل الشروط المعقدة التي تضعها الحركة؟.