الاستقلال الفلسطيني: «قمة العلمين» تاريخية في توقيتها ونتائجها ومكان انعقادها
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
أكد القيادي والمفكر الفلسطيني، ورئيس تيار الاستقلال الفلسطيني اللواء الدكتور محمد أبو سمره، على أهمية انعقاد القمة الثلاثية في العلمين بمصر، والتي استضاف خلالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الرئيس الفلسطيني محمود عباس والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.
وأوضح المفكر الفلسطيني أن القمة الثلاثية جاءت أهميتها أنَّها تُعقد بعد أيام قليلة من انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الفلسطيني، الذي استضافته الشقيقة الكبرى مصر مشكورة في مدينة العلمين، وكذلك عقب القمتين الثنائيتين التي جمعت الرئيسان عبد الفتاح السيسي ومحمود عباس بالقاهرة، والرئيس محمود عباس مع الملك عبد الله الثاني في عمان، وبالتزامن مع تصاعد حجم ومستوى وشكل الاعتداءات الصهيونية ضد شعبنا الفلسطيني في القدس المحتلة والضفة الغربية المحتلة، واستمرار الاحتلال في فرض الحصار الظالم التعسفي ضد قطاع غزة، وكذلك تصاعد عمليات مصادرة الأراضي والممتلكات والأملاك والعقارات الفلسطينية، وتغوُّل الاستيطان الصهيوني والتهويد في القدس المحتلة والضفة الغربية، وتزايد هجمات واقتحامات وأعداد قطعان المستوطنين وعدوانهم المتكرر بحماية جيش ومخابرات وشرطة وأجهزة أمن الاحتلال الصهيوني للمسجد الأقصى المبارك.
وأشار إلى أن ذلك يأتي في سعي محموم ومكثف من الحكومة اليمينية الصهيونية المتطرفة لفرض التقسيم الزماني والمكاني بالمسجد الأقصى المبارك، مثلما فعلت من قبل سلطات الاحتلال ضد المسجد والحرم الإبراهيمي الشريف بمدينة الخليل المحتلة، إضافة لحملات الاعتقالات اليومية المسعورة التي تنفذها مخابرات وأجهزة أمن الاحتلال الصهيوني ضد الأطفال والفتية والشبان والفتيات والنساء والشيوخ والعجائز الفلسطينيين من كافة الأعمار وكافة فئات المجتمع الفلسطيني الصابر الصامد المرابط على مستوى أرض فلسطين التاريخية كاملة، وممارسة جيش ومخابرات والوحدات الخاصة وقطعان المستوطنين أبشع جرائم القتل والاجرام ضد أبناء شعبنا، وعلى مرأي وسمع العالم أجمع، وعلى الهواء مباشرة عبر وسائل الإعلام، وارتكاب كيان الاحتلال لمختلف أشكال إرهاب الدولة والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب ضد شعبنا المظلوم، غير مبالٍ بالشرعية الدولية والقوانين الدولية وبالمنظمات الحقوقية الدولية ولا بالقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، في تعدٍ سافر وعنصري ضد حق الإنسان الفلسطيني بالحياة والبقاء صامداً فوق أرضه وتراب وطنه.
وقال أبو سمره، يتزامن انعقاد القمة الثلاثية بين الزعماء الثلاثية في وقتٍ، هو الأشد والأكثر صعوبةً على التحديات والتهديدات التي تتعرض لها القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين عموماً وعلى وجه الخصوص في القدس المحتلة، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، في ظل أكثر الحكومات الصهيونية تطرفاً وعدواناً ويمينية وعنصرية واجراماً، حيث أنَّ من أهم مخططاتها العدوانية ضد شعبنا الفلسطيني تنفيذ أكبر عملية تهجير وطرد ونفي قصرية جماعية وفردية لأهلنا في القدس المحتلة وخاصة في البلدة القديمة وفي منطقة الأغوار الشمالية والعديد من المناطق بالضفة الغربية المحتلة، من أجل تغيير التركيبة الديمغرافية والهوية الحضارية والتاريخية للقدس المحتلة وضواحيها ولمعظم مناطق الضفة الغربية المحتلة، تمهيداً لتنفيذ أكثر المخططات عدوانية وخطورةً ضد شعبنا وقضيتنا الفلسطينية العادلة، بضم الضفة الغربية أو معظمها إلى دولة الكيان الصهيوني، وبالتالي القضاء على أي أمل بتسوية عادلة وفق قرارات الشرعية الدولية والأمم المتحدة للصراع العربي ـ الإسرائيلي وللقضية الفلسطينية وفي القلب منها القضية الأساس، قضية القدس ووضعها النهائي، وكذلك القضاء نهائياً على مشروع حل الدولتين، ومنع أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967وعاصمتها القدس.
وتابع: من هنا أيضاً جاءت أهمية انعقاد القمة الثلاثية المصرية الفلسطينية الأردنية، حيث أن فلسطين وشعبها وقيادتها وقضيتها العادلة ترتبط مصيرياً مع الشقيقة الكبرى مصر ومع الأردن الشقيق، وتاريخ وماضي وحاضر ومستقبل فلسطين مرتبط ارتباطاً وثيقاً بمصر والأردن، ولمصر والأردن وقيادتهما وحكومتيهما وأجهزتهما السيادية وشعبيهما الشقيقين مكانة مميزة وخاصة لدى الشعب الفلسطيني وقيادته التاريخية الشرعية وحكومته وهيئاته وأجهزته السيادية، ولمصر دورها المركزي والمحوري في ملف الصراع العربي ــ الإسرائيلي، وفي احتضانها الدائم للقضية والهموم والثوابت والمطالب والحقوق الفلسطينية، وقيادتها للديبلوماسية العربية ولكافة جهود المصالحة العربية ــ العربية، والفلسطينية ــ الفلسطينية، وكذلك الفلسطينية ــ العربية، وحرصها الدائم على تحقيق وتجسيد التضامن العربي ــ العربي، وتوفير أكبر قدر ممكن من التضامن والدعم العربي لصالح القضية الفلسطينية، وتعتبر مصر أن القضية الفلسطينية، هي قضيتها الأولى والرئيسة، وتضعها على رأس أولوياتها، بل وتعتبرها شأناً مصرياً وفي مقدمة أولوياتها واهتماماتها، وتحرص دوماً على دعم القيادة الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطيني ومساعدته في توفير أسس ومقومات صموده ورباطه وصبره، وتتدخل دوماً بكل ثقلها السياسي والديبلوماسي والأمني لوقف الاعتداءات الصهيونية المتكررة ضد المسجد الأقصى المبارك والمقدسات الإسلامية والمسيحية وضد الشعب الفلسطيني في القدس المحتلة والضفة الغربية وقطاع غزة.
وليس خافياً على أحد أنَّ التنسيق يتم على أعلى مستوى بين القيادة الفلسطينية والقياديتين المصري والأردنية وعلى مستوى الحكومات والأجهزة والهيئات والمؤسسات السيادية، وكذلك على مستوى الهيئات والمؤسسات الأهلية والشعبية، خاصة أنَّ مصر الشقيقة الكبرى احتضنت منذ عام 2000 ملف الحوار الوطني الفلسطيني واستضافت عشرات المرات مؤتمرات للحوار الوطني الفلسطيني، وازداد اهتمامها بهذا الملف كثيراً وأصبح أحد أهم ملفاتها الإقليمية الرئيسة منذ الانتخابات التشريعية عام2006 ثم عقب الانقلاب الذي نفذته "حماس" صيف عام2007 وانفصالها عن الشرعية الفلسطينية والنظام السياسي الفلسطيني بحكم غزة منذ ذلك الحين وحتى الآن.
حيث عملت وتعمل الشقيقة الكبرى مصر بالتعاون مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقيادة الفلسطينية ومع الأردن والجزائر والسعودية ودول عربية وإسلامية أخرى، من أجل انهاء الانقسام الفلسطيني الأسود وتوحيد الصفوف الفلسطينية وانجاح المصالحة الوطنية الفلسطينية وتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، تتمكن من تكريس وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية لمواجهة كافة المخاطر والتهديدات الصهيونية التي تهدد القضية الفلسطينية وتهدد المسجد الأقصى المبارك وكافة المقدسات الإسلامية والمسيحية، بل تهدد الوجود والبقاء الفلسطيني كله في القدس المحتلة وفي الضفة الغربية، وتهدد البقاء والمصير الفلسطيني، فالقضية الفلسطينية كلها والوجود الفلسطيني في خطر شديد، والأوضاع الفلسطينية بعمومها هي أيضاً تعاني من مخاطر وتهديدات عديدة، ليس فقط داخل فلسطين المحتلة، بل أيضاً في مخيمات الشتات وخاصة في مخيمات لبنان، حيث هناك من يتأمر ويعمل على جر مخيماتنا وأهلنا في لبنان إلى بحر من الدم والقتل والدمار والخراب والسيطرة على المخيمات والتآمر على منظمة التحرير الفلسطينية وعلى حركة "فتح" وعلى قضية اللاجئين الفلسطينيين، وتستهدف ضرب الانسجام والتعاون والتنسيق الفلسطيني ــ اللبناني، حيث تم البدء بتنفيذ المؤامرة الدنيئة والحقيرة، عبر عملية اغتيال جبانة مجرمة لقائد قوات الأمن الوطني في المخيم ومرافقيه الأربعة العميد أبو أشرف محمد العرموشي، وما تبعها من اشتباكات مؤسفة في مخيم عين الحلوة، أدت إلى استشهاد ثمانية كوادر من حركة "فتح".
ونتج عنها دمار كبير في بيوت ومدارس ومؤسسات ومساجد المخيم، في سياق مؤامرة دولية ــ إقليمية ــ صهيونية تم تنفيذها بأيدي عصابات إرهابية تكفيرية إجرامية، تم تمويلها وتسليحها "إقليمياً" للسيطرة على مخيم عين الحلوة وكافة المخيمات الفلسطينية في لبنان.
وجاءت القمة التاريخية بين الزعماء الثلاثة لتعطي للقيادة والقضية الفلسطينية قوة دفع ودعم ومساندة ومؤازرة كبيرة، ولتؤكد (ضمناً) على جملة من الثوابت والأسس الهامة والرئيسة، من بينها:
1 - أولوية وأهمية ومركزية مكانة القضية الفلسطينية لدى مصر والأردن، قيادةً وحكومةً وشعباً.
2 - الدعم المصري والأردني والعربي للقيادة الفلسطينية، في مواجهة الحكومة "الإسرائيلية" اليمينية المتطرفة، واستمرار التنسيق والتكامل والتعاون بين القيادات والحكومات الثلاث على أعلى مستوى، وفي كافة المجالات والأمور المتعلقة بالمحافظة على الحقوق والثوابت والقضية الفلسطينية والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة وفلسطين.
3 - الدعم المصري والأردني والعربي للرئيس الفلسطيني والقيادة الفلسطينية ولكافة المطالب والجهود الديبلوماسية الفلسطينية لد الأمم المتحدة، وذلك قبل الخطاب السنوي الذي يلقيه الرئيس الفلسطيني الشهر المقبل أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ودعم وتأييد حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
4 - التأكيد على الولاية والرعاية الهاشمية الأردنية للمسجد الأقصى المبارك والمقدسات والأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة.
5 - رفض كافة المخططات الإسرائيلية لتقسيم أو تهويد المسجد الأقصى المبارك وكافة الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس المحتلة خصوصاً، والضفة الغربية فلسطين عموماً، ورفض كافة الاعتداءات والاقتحامات الإسرائيلية ضدها.
6 - دعم مصر والأردن لمبادرة وجهود الرئيس الفلسطيني للحوار الوطني الفلسطيني والمصالحة الفلسطينية، والتأكيد على مركزية الدور المصري في إدارة ورعاية ملف وحوارات المصالحة الفلسطينية والجهود الرامية لإنهاء الانقسام الفلسطيني.
7 - مساهمة مصر والأردن بالتعاون مع الأشقاء العرب لتوفير كافة أنواع الدعم للقيادة التاريخية الشرعية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية، وتوفير مقومات دعم صمود الشعب الفلسطيني، والتأكيد على وحدانية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية وقيادتها التاريخية للشعب الفلسطيني، مع العمل على افساح المجال لدمج كافة الفصائل الفلسطينية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية.
8 - دعم حل الدولتين ومعارضة ورفض أية إجراءات وخطوات "إسرائيلية أُحادية" تعيق ذلك.
9 - التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشريف، وفق قرارات الشرعية الدولية.
واختتم القيادي والمفكر الفلسطيني، ورئيس تيار الاستقلال الفلسطيني اللواء الدكتور محمد أبو سمره، حديثه قائلا «إنَّ هذه القمة التاريخية بين الزعماء الثلاث، هي قمة مواجهة التحديات والمخاطر والتهديدات المشتركة، وقمة التأكيد على الثوابت الفلسطينية والمصرية والأردنية والعربية تجاه القضية الفلسطينية وتجاه كافة القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك، وأيضاً قمة التأكيد على أهمية المصالحة الفلسطينية وكذلك الوفاق والتعاون العربي المشترك».
وسوف تنعكس نتائجها الهامة على أرض الواقع بشكلٍ واضح وملموس لصالح القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وأكدت أنَّ مصر والأردن لن يتركا القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني يواجهون الصَلَف والعدوان والتطرف والإهاب الصهيوني وحدهم، وكانت وستبقى القضية الفلسطينية، هي القضية المركزية لدى مصر والأردن والعرب والمسلمين جميعا.
اقرأ أيضاًالبرلمان العربي يؤكد دعمه لمخرجات القمة الثلاثية بمدينة العلمين
حجازي: القمة الثلاثية هدفها تعزيز التعاون المشترك والاستفادة من الثروات
خبراء: «قمة العلمين الثلاثية» تؤكد حرص مصر والأردن على إنهاء احتلال ومعاناة الشعب الفلسطيني
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الأردن الرئيس السيسي القضية الفلسطينية القمة الثلاثية القمة المصرية الأردنية الفلسطينية فلسطين مصر مصر والأردن وفلسطين المسجد الأقصى المبارک التحریر الفلسطینیة القضیة الفلسطینیة الوطنی الفلسطینی الرئیس الفلسطینی فی القدس المحتلة الشعب الفلسطینی والضفة الغربیة القمة الثلاثیة الفلسطینی فی التأکید على مصر والأردن على مستوى
إقرأ أيضاً:
علي فوزي يكتب: القضية الفلسطينية بين المطرقة والسندان
القضية الفلسطينية تواجه ضغوطًا شديدة ومتشابكة في ظل التحديات المستمرة، وهي بين "المطرقة" الاعتداءات المستمرة وسياسات الاحتلال الإسرائيلي، و"السندان" الانقسامات الداخلية والعوامل الإقليمية والدولية المعقدة.
فالاحتلال الإسرائيلي يستمر في سياساته التوسعية عبر الاستيطان في الضفة الغربية، والإجراءات القمعية في القدس وقطاع غزة، التي تزيد من معاناة الشعب الفلسطيني، وسط دعم دولي متباين ومستمر لإسرائيل، خاصة من بعض القوى الكبرى.
من جهة أخرى، تعاني الساحة الفلسطينية من انقسامات داخلية بين الفصائل الرئيسية، مثل فتح وحماس، مما يُضعف الجبهة الداخلية ويحدّ من قدرة الفلسطينيين على الوصول إلى موقف موحد لتحقيق أهدافهم الوطنية. هذه الانقسامات تمنح إسرائيل فرصة لفرض سياسات جديدة دون معارضة موحدة.
وعلى الصعيد الدولي، تبدو الخيارات محدودة أمام الفلسطينيين، حيث تظل القضية الفلسطينية في ظل التوازنات الإقليمية الحالية، رهينة للصراعات والتحالفات السياسية التي غالبًا ما تتغاضى عن حقوق الشعب الفلسطيني.
ورغم أن العديد من الدول العربية تجدد دعمها للقضية الفلسطينية، فإن موجة التطبيع الأخيرة مع إسرائيل، دون تحقيق تقدم فعلي في ملف الدولة الفلسطينية، أضافت تعقيدًا جديدًا للمشهد.
بذلك، يقف الفلسطينيون بين مطرقة الاحتلال وضغوطه المتزايدة، وسندان التحديات الداخلية والعوامل الإقليمية والدولية، مما يجعل تحقيق الأهداف الفلسطينية تحديًا كبيرًا، يتطلب رؤية موحدة ودعمًا إقليميًا ودوليًا أكثر تماسكًا وفعالية.