هذا ما يقال عن #الحكومة_الجديدة _ #ماهر_ابوطير
تقترب الحكومة الجديدة من الوقوف أمام البرلمان، في الوقت الذي تغرق فيه عمّان بالتحليلات والتوقعات حول أداء الحكومة، وهي تحليلات تتدفق إلى مسامع الرئيس.
من أبرز التحديات التي تتم الإشارة إليها علاقة الحكومة بكتلة النواب الإسلاميين، وهناك توقعات بحدوث حدة متبادلة على خلفية ملفات داخلية مختلفة، إلا أن الحكومة هنا سوف تستفيد من عدة أمور: أولها، أن المناخ العام بين الإسلاميين والمؤسسة الرسمية خلال الأسابيع القليلة الماضية، وبالذات بعد قصة “البيان رقم واحد” بعد حادثة الحدود بات ربما يميل إلى التسكين والتهدئة في ظل حالة الشكوك التي كانت قائمة لاعتبارات كثيرة، وهناك ترجيحات أن لا يدخل الإسلاميون بطريقة تصعيدية إلى البرلمان، في سياقات التهدئة وإبراق رسائل التطمين بعد فترة من التوترات، وتحوطا من سيناريوهات يروّج لها البعض، وتبدأ بحدوث مواجهة بين الطرفين وتصل حد حل البرلمان، بما يفرض على الإسلاميين أيضا استيعاب التفاصيل غير المعلنة محليا وإقليميا ودوليا، وتفويت الفرص على دعاة هذا السيناريو.
هذا يعني أن المناخ الضاغط الذي تولّد في عمان خلال الأسبوعين الفائتين قد يؤدي إلى علاقة تهدئة جزئية، وإن كان الإسلاميون يميلون بطبيعتهم إلى المعارضة، لكن استخلاصات الأسبوعين الفائتين ستؤدي على الأرجح إلى مشاركة هادئة على الأقل خلال الدورة الأولى.
مقالات ذات صلةيضاف إلى ما سبق أن هناك كتلا نيابية لن تميل إلى التصعيد مع الحكومة، وقد يكون من الخطأ هنا أن تتورط أي كتلة نيابية في مهمة مجابهة كتلة الإسلاميين نيابة عن غيرهم، لأن هذا سيؤدي إلى تصعيد داخل البرلمان ذاته، وسوف يؤسس لضدية سلبية، وهذا يعني أن الحكومة ذاتها عليها أن تتولى مهمة إدارة العلاقة مع الإسلاميين وعدم تركها لكتل نيابية قد يفترض بعض أعضائها أن المطلوب التنطح لكتلة الإسلاميين، عند أي رأي أو مشاركة، بدلا عن إدارة الحكومة للمشهد، من أجل كبح اندفاعهم أو التخفيف من خطابهم إذا كان تصعيديا، وهكذا نمط سينقل المواجهة المحددة دستوريا بأسس، من ما بين الحكومة وأي كتلة برلمانية معارضة، إلى ذات الكتل، وفي علاقة النواب ببعضهم البعض، وهنا فمن المؤكد أن حساسية موقع رئيس البرلمان المقبل تتضاعف اليوم، في ظل الحاجة لرئاسة برلمانية متمكّنة.
تمتزج هذه التصورات بكلام مبكر غير مفهوم السبب، حول احتمالات حل البرلمان، وهذا الكلام المتسرب يراد منه ربما إرباك النواب، أو إثبات فشل كل هذه التجربة، أو حتى التلويح الضمني بحل البرلمان إذا خرج بعض النواب أو الكتل عن الخطوط الحمراء، وعلى الأرجح فإن هكذا خيار غير مطروح أصلا، ومبكر جدا، ويبدو قائما على فكرة التهديد غير المباشر.
المعلومات التي تتدفق من وزراء وغيرهم، تشير إلى أن الرئيس على الأغلب سيكون أمام تعديل وزاري موسع بعد نهاية الدورة الأولى، لعدة اعتبارات أولها أن تشكيل الحكومة اتسم بالسرعة والحاجة لوزراء لهم خبرة في ملفاتهم، وثانيها أن أداء بعض الوزراء لا يجري في كل الوزارات كما يريد الرئيس أو يتوقع، وهناك وزراء بذات سرعة الرئيس، ووزراء أظهروا تثاقلا، وعلى أساس هذه التقييمات ستكون الحكومة أمام تعديل موسع إجباري، وليس اختياريا هنا، بعد أن تتضح كثير من التفاصيل، وربما إعادة تموضع في فريق الرئيس المباشر.
ذات الرئيس يسمع ممن ينقل له انطباعا يقول إن حكومته لن تبقى طويلا، وإن الرئيس قد يمل سريعا، أمام الملفات الثقيلة التي تحملها الحكومة بعد كل هذا الإرث المتراكم وبالذات اقتصاديا، إضافة إلى كلف الخصومات في عمان السياسية، والمناكفات والشغب، أو ضعف أداء بعض الوزراء، أو بعض معاوني الرئيس أو حتى بروز أزمات عامة، وهذا أمر يتوجب اختباره حقا، حتى لا يقال إن “أنفاس الرئيس” قصيرة وقد تلهث كل الحكومة سريعا في صعودها لهذا الجبل المتوعر خلال الشهور المقبلة، وهو ما سيحاول الرئيس إثبات عكسه خلال الفترة المقبلة.
كثير من الافتراضات التي يتم تداولها حاليا، بحاجة إلى اختبار فعلي، ولا يمكن التورط بتبني استنتاجات قبل أن نرى بأعيننا المشهد بين الحكومة و #النواب، وداخل الحكومة ذاتها.
سنصبر وسنرى بأمّ أعيننا.
الغد
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الحكومة الجديدة النواب
إقرأ أيضاً:
لماذا استقال جواد ظريف من منصب نائب الرئيس الإيراني؟
طهران– للمرة الثانية منذ توليه منصب نائب الرئيس الإيراني للشؤون الإستراتيجية قبل 7 أشهر قدم محمد جواد ظريف، استقالته إلى الرئيس مسعود بزشكيان، وذلك بعد سويعات من إقالة البرلمان المحافظ، وزير الاقتصاد عبد الناصر همتي على خلفية تدهور الاقتصاد الوطني في البلاد.
وفي منشور على منصة إكس أكد ظريف، اليوم الاثنين، صحة نبأ استقالته، عازيًا السبب إلى نصيحة من رئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني إيجئي، لتجنيب المجلس الوزاري مزيدا من الضغوط على الحكومة.
وأوضح ظريف أن إيجئي أوصاه بالعودة إلى الوسط الأكاديمي ومزاولة مهنة التدريس بالجامعة حيث قبل التوصية فورا آخذا الظروف التي تمر بها البلاد بعين الاعتبار، كما عبر عن أمله بأن تجرِّد استقالته المنافسين من الذرائع التي طالما عرقلوا عبرها تحقيق إرادة الشعب ونجاح الحكومة.
وكشف ظريف في منشوره عن تعرضه وأفراد أسرته إلى شتى الإهانات والافتراءات والتهديدات لكنه صمد أمام الضغوط من أجل خدمة الوطن واصفا الشهور الستة الماضية بأنها الأكثر مرارة عليه طوال العقود الأربعة الأخيرة، مؤكدا أنه التزم الصمت أمام سيل من الأكاذيب والتحريف حفاظا على مصالح البلاد.
أكدت بعض المصادر القريبة من الحكومة أن محمد جواد ظريف نائب رئيس الجمهورية للشؤون الاستراتيجية قدّم استقالته إلى الرئيس #مسعود_بزشكيان.https://t.co/rzcTgbYkXb pic.twitter.com/1Sm0rums5M
— وكالة إرنا العربیة (@irna_arabic) March 3, 2025
إعلان انتقادات لاذعةيأتي ذلك بعد ضغوط شرسة قادها صقور التيار المحافظ ضد ظريف إثر دعمه الرئيس مسعود بزشكيان إبان حملته الانتخابية، حيث تعرض الأخير إلى انتقادات لاذعة بسبب تعيينه ظريف نائبا له للشؤون الإستراتيجية.
وعزف المحافظون طوال الأشهر الماضية على وتر إقالة ظريف بسبب امتلاك أولاده الجنسية الأميركية، والتي تشكل مخالفة دستورية بموجب قانون أقره البرلمان السابق عام 2022 يمنع تولي المناصب الحساسة من قبل الشخصيات التي لدى أولادها جنسية أجنبية.
وكان ظريف المعروف بكثرة استقالاته من مناصبه سبق أن قرر في 11 سبتمبر/أيلول الماضي مغادرة منصبه الأخير وذلك بعد مرور 11 يوما فقط من تنصيب بزشكيان رئيسا لإيران، مبررا ذلك بالإخفاق في تمثيل النساء والشباب والقوميات في التشكيلة الحكومية لكنه تراجع بعد أسبوعين وعاد إلى عمله في الرئاسة الإيرانية تلبية لطلب بزشكيان بمساعدته.
صوت أعضاء مجلس الشورى الإسلامي (الإيراني)، خلال الجلسة العلنية التي عُقدت اليوم الأحد، بالأغلبية لصالح حجب الثقة عن وزير الاقتصاد والشؤون المالية "عبدالناصر همتي"؛ وبما يعني مغادرة الأخير كابينة الحكومة الرابعة عشرة برئاسة #مسعود_بزشكيان.https://t.co/NLLHoUgkLq pic.twitter.com/CwtIPSJJp1
— وكالة إرنا العربیة (@irna_arabic) March 2, 2025
فئة متطرفةمن جانبه، أرجع الأمين العام لحزب "جمهوريت إيران إسلامي" الإصلاحي، رسول منتجب نيا، سبب استقالة ظريف إلى التنافس السياسي بين المحافظين والإصلاحيين، مضيفا أن "فئة متطرفة" مارست ضغوطا جبارة على الحكومة الحالية لإقالة ظريف وذلك للانتقام من الأخير بسبب دعمه للمرشح الإصلاحي في رئاسيات الصيف الماضي والتي توجت بفوز بزشكيان وفشل المرشح المحافظ سعيد جليلي.
وفي حديثه للجزيرة نت، يصوب منتجب نيا، سهام الانتقاد إلى حكومة الظل برئاسة سعيد جليلي لكونها تقود الحملة السياسية ضد ظريف بسبب شعبيته لدى المجتمع الإيراني ودوره في التوصل إلى الاتفاق النووي عام 2015، موضحا أن المحافظين ينتقدون الاتفاق النووي من جهة وقد سبق لهم الانخراط في مفاوضات لإحيائه خلال حقبة الحكومة المحافظة السابقة.
إعلانواعتبر السياسي الإصلاحي أن القانون الذي سنه البرلمان المحافظ السابق ويتذرع به البرلمان الحالي لإقالة ظريف يستهدف المناصب الحساسة وليست المناصب الاستشارية مثل "معاونية الشؤون الإستراتيجية" التي غادرها ظريف يوم أمس، مؤكدا أن الأخير سبق وتقلد مناصب حساسة كوزارة الخارجية والرجل الثاني في بعثة طهران الدائمة في الأمم المتحدة.
وأوضح الأمين العام لحزب "جمهوريت إيران إسلامي" أن عائلة ظريف تقيم داخل إيران، وأن أولاده حصلوا على الجنسية الأميركية من خلال ولادتهم هناك، مستدركا أن "بزشكيان تجنب اقتراح ظريف لتولي إحدى الوزارات لكي لا يقع في فخ البرلمان الذي يسيطر عليه نواب جبهة الصمود المتطرفة".
خرق قانونيفي المقابل، ينفي السياسي المحافظ نظام الدين موسوي وهو عضو المجلس الرئاسي للبرلمان السابق الذي صادق على مشروع قانوني يمنع تولي المناصب الحساسة على مزدوجي الجنسية هم أو أولادهم، مؤكدا أن انصياع ظريف لنصيحة رئيس السلطة القضائية جاءت بعد أن كشف له بأن استمراره في المنصب يشكل خرقا قانونيا وأنه معزول لا محاله.
وفي حديث للجزيرة نت أوضح موسوي أن ظريف تقلد منصب معاونية الرئاسة للشؤون الإستراتيجية بشكل غير قانوني ولولا استقالته لكان قد يواجه شكاوى قانونية لتجريمه وقد تطال الجهات التي عينته بشكل غير قانوني رغم وجود مادة قانونية واضحة بهذا الشأن.
وخلص إلى أن حث السلطة القضائية ظريف على الاستقالة يمثل تدبيرا لعزله من دون ضجة وذلك احتراما لسجله المهني في المؤسسات الإيرانية.
وفي السياق كتب النائب المحافظ أمير حسين ثابتي -الذي يعتبر من صقور المحافظين ومستشار المرشح الرئاسي الخاسر سعيد جليلي- على قناته بمنصة تيلغرام أن ظريف اضطر إلى الاستقالة بعد أشهر من المتابعة وتذكير النواب للسلطات الثلاث بتوليه منصبه بشكل غير قانوني.
إعلانوأكد النائب الذي سبق أن بذل جهودا جبارة طوال الأشهر الماضية لعزل ظريف أنه فضلًا عن ظريف فإن عددا آخر من المسؤولين يحمل أولادهم جنسيات أجنبية وعليهم إما التخلي عنها أو الإقالة، مضيفا أنه وزملاءه سوف يتابعون تنفيذ هذه المادة القانونية.