أقر الكنيست الإسرائيلي مؤخرا مشروعي قانون يحظران على وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين المعروفة اختصارا باسم الأونروا، العمل في إسرائيل، وينتظر أن يتسبب هذا الحظر في تقليص توزيع المساعدات في جميع أنحاء غزة التي تمزقها الحرب.

وتدعم الأونروا اللاجئين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية المحتلة، وكذلك البلدان المجاورة.

في السطور التالية نقدم شرحا وتفسيرا للقرار وتأثيراته، مع التطرق للوكالة والخدمات التي تقدمها.

1/ما الأونروا؟

الأونروا هي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وهي المنظمة الإنسانية الرئيسية في غزة والضفة الغربية، وتعمل أيضا في الأردن ولبنان وسوريا.

تم تأسيسها من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1949 بعد نكبة عام 1948 لحماية ومساعدة الفلسطينيين، الذين هجروا على أساس عرقي من منازلهم.

وقد باشرت المنظمة عملها في الأول من مايو عام 1950، ومنذ ذلك الحين ساعدت أجيالا من اللاجئين، لا يزال الكثير منهم يعيشون في المخيمات.

وتوفر الأونروا التعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية والإغاثة الطارئة للأشخاص الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين بالأراضي الفلسطينية والأردن وسوريا ولبنان.

2/لماذا قررت إسرائيل حظر أنشطة الأونروا؟

هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها الأونروا لضغوط من السلطات الإسرائيلية، ففي يناير/كانون الثاني الماضي، اتهمت تل أبيب موظفي الأمم المتحدة بالمشاركة في هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وأدى ذلك إلى خفض العديد من البلدان التمويل الذي تقدمه للأونروا، بما في ذلك أستراليا والنمسا وبريطانيا وكندا وإستونيا وفنلندا وألمانيا وإيطاليا واليابان وهولندا ورومانيا وسويسرا والولايات المتحدة.

وبعد أن حققت هيئة رقابة تابعة للأمم المتحدة في الاتهام بتورط موظفي الأونروا في الهجمات، تم فصل تسعة منهم في أغسطس/آب الماضي.

3/ما تأثير مشروعي القوانين؟

أحد المشروعين سيجعل من غير القانوني للمسؤولين الإسرائيليين إجراء أي اتصال مع الأونروا.
والثاني يمنع الأونروا من القيام بأنشطة داخل حدود إسرائيل، وهذا سيجعل من المستحيل على الوكالة الحصول على أي تصاريح دخول للعمل في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، وكلاهما تحت السيطرة الإسرائيلية.
كما أنه سيجعل من المستحيل على الوكالة نقل المساعدات من إسرائيل إلى الفلسطينيين المحتاجين.

4/كم عدد الفلسطينيين المستفيدين من خدمات الأونروا؟

اعتمد ما يقرب من 6 ملايين فلسطيني على دعم الأونروا في السنوات الـ70 الماضية.

ووفقا لموقع الأونروا على الإنترنت "في عام 2021، تم تسجيل ما يقرب من 545000 طفل في مدارس الأونروا للعام الدراسي (2021-2022)، ووصلت مساعدات برنامج شبكة الأمان الاجتماعي إلى 398044 مستفيدا، وتلقى 1.7 مليون شخص مساعدة إنسانية منقذة للحياة".

5/ما المساعدات التي تقدمها الأونروا للفلسطينيين؟

تقدم الأونروا المساعدات الإنسانية الحيوية والحماية لملايين اللاجئين الفلسطينيين المسجلين.

وبصرف النظر عن الإغاثة الطارئة والمساعدات على مدار العام التي يحتاجها السكان الفقراء للبقاء على قيد الحياة، تقدم الأونروا الرعاية الصحية الأولية ودعم الصحة العقلية.

وتشمل خدماتها أيضا المدارس التي كان يدرس فيها أكثر من نصف مليون طفل، قبل أن تشن إسرائيل حربها على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وتحاول الأونروا أيضا توفير فرص العمل وبرامج التمويل الأصغر والدعم للفلسطينيين الذين يرغبون في تطوير مبادرات مدرة للدخل.

ويتم معظم عمليات الأونروا داخل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، لكنها لا تبني أو تملك أو تدير أي مخيمات، وتوفر الخدمات الإنسانية داخل المخيمات وخارجها، لأي فلسطيني محتاج.

6/ما مرافق الرعاية الصحية التي تشرف عليها الأونروا؟

تستقبل عيادات الأونروا حوالي 8.5 ملايين مريض سنويا من خلال 144 مركزا للرعاية الصحية، كما يعمل بها أكثر من 3300 موظف رعاية صحية، مما يجعلها جهة عمل مهمة في القطاع الصحي الفلسطيني.

7/ماذا تقدم الأونروا من الخدمات الاجتماعية الأخرى؟

تتنوع برامج الخدمات الاجتماعية التي تقدمها الأونروا، وتتراوح بين برامج مساعدة النساء على دخول سوق العمل، إلى دعم الأشخاص ذوي الإعاقة، وتدير الوكالة العديد من برامج التدريب على المهارات المهنية.

وكذلك تقدم برامج تدريب النساء على الحرف التقليدية والخياطة والحياكة والتطريز، إلى جانب خدمات مراكز إعادة التأهيل البدني للفلسطينيين المصابين أو الفلسطينيين الذين يعانون من إعاقة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الجامعات اللاجئین الفلسطینیین

إقرأ أيضاً:

الأونروا: انهيار الوكالة سيحرم جيلاً كاملاً من التعليم

حذّر المفوّض العام لوكالة الأمم المتحدة، لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، أمس الخميس، من أنّ انهيار الوكالة سيتسبّب بحرمان جيل كامل من الأطفال الفلسطينينين من التعليم، ما سيؤدّي لزرع بذور مزيد من التطرّف.

وقال لازاريني  إنّ "هناك خطراً حقيقياً يتمثّل بانهيار الوكالة وانفجارها، إذا ما استمرّت ضائقتها المالية الشديدة". وأضاف أنّه "إذا انهارت الأونروا فإننا بالتأكيد سنضحّي بجيل من الأطفال الذين سيحرَمون من التعليم المناسب".

الأمم المتحدة تؤكد أن التقدم الذي تحقق خلال الأسابيع الأولى لوقف إطلاق النار يستمر بالتراجع، حيث يخيم شح الغذاء والماء والخدمات الصحية على قطاع #غزة بعد 11 يوما من وقف دخول المساعدات الإنسانية.https://t.co/gODVzAIKdg

— أخبار الأمم المتحدة (@UNNewsArabic) March 12, 2025

ومنذ أكثر من 7 عقود، تُقدّم الأونروا إلى اللاجئين الفلسطينيين مساعدات أساسية وإنسانية وخدمية مثل التعليم والرعاية الصحية.

ووصف لازاريني الأونروا بأنّها "شريان حياة" لنحو 6 ملايين لاجئ فلسطيني، يتوزّعون على قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان والأردن وسوريا.

وكان لازاريني قال الإثنين الماضي، إنّه لا يمكن استبدال الأونروا إلا بمؤسسات فلسطينية، بعدما أعلنت إسرائيل أنها تشجع منظمات أخرى على "تولّي المسؤولية" في غزة. وأضاف خلال مؤتمر صحافي في جنيف "إن البديل ليس منظمة غير حكومية، وليس منظمة أخرى تابعة للأمم المتحدة"، مشدداً على أنّ "البديل الوحيد القابل للاستمرار هو المؤسسات الفلسطينية التابعة للدولة الفلسطينية".

Philippe #Lazzarini, the Commissioner-General of the United Nations Relief and Works Agency for Palestine Refugees (#UNRWA), warned that the collapse of the agency would deprive an entire generation of #Palestinian children of education, "which would lead to planting the seeds of… pic.twitter.com/DbNR3ZYDxI

— Mideast.Discourse.News (@news_mideast) March 14, 2025

وفي قطاع غزة الذي دمّرته الحرب التي استمرت 15 شهراً، توظف الأونروا 13 ألف شخص وتدير عمليات إنسانية لمنظمات أخرى.

وفي نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي، علّقت إسرائيل عمل الأونروا على أراضيها بموجب قانون أقِرّ في أكتوبر (تشرين الأول) 2024، يحظر نشاط الوكالة في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.

وتتّهم السلطات الإسرائيلية موظفين في الأونروا بالتورط في هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. ودفعت هذه الاتهامات كبار المانحين إلى تعليق تمويلهم الوكالة. وخلص تحقيق أجرته الأمم المتحدة في أغسطس (آب) 2024، إلى أن 9 من موظفي الأونروا "ربما كانوا متورطين" في الهجوم.

وقال لازاريني أمس الخميس: "نحن نقدّم في المقام الأول خدمات شبيهة بالخدمات الحكومية". وأضاف "من هنا فأنا لا أرى أيّ منظمة غير حكومية أو وكالة أممية، تتدخل فجأة لتقديم خدمات عامة".

وحذّر المسؤول الأممي من أنّ فقدان الخدمات التعليمية التي تقدمها الأونروا قد تكون عواقبه وخيمة. وقال "إذا حرمتَ 100 ألف فتاة وصبي في غزة، على سبيل المثال، من التعليم، وإذا لم يكن لديهم مستقبل، وإذا كانت مدرستهم مجرد يأس ويعيشون بين الأنقاض، فأنا أقول لك إنّنا نزرع بذلك بذور مزيد من التطرف". مضيفاً "أعتقد أنّ هذه وصفة لكارثة".

مقالات مشابهة

  • الأونروا: لم تدخل أي إمدادات إلى غزة منذ 2 آذار
  • الأونروا: انهيار الوكالة يهدد بضياع جيل كامل من الأطفال الفلسطينيين
  • عاجل | واشنطن بوست عن مصادر: إسرائيل تطبق قواعد جديدة صارمة على منظمات الإغاثة التي تساعد الفلسطينيين
  • ألمانيا تسعى للتفاوض مع سوريا بشأن عودة مئات الآلاف من اللاجئين
  • شلقم: ليبيا غير معنية باتفاق الأمم المتحدة بشأن اللاجئين
  • الأونروا تحذّر من حرمان تعليم جيل كامل من الأطفال الفلسطينيين
  • تقرير أممي يوثق ارتكاب إسرائيل جرائمَ حرب بحق الفلسطينيين
  • الأونروا: انهيار الوكالة سيحرم جيلاً كاملاً من التعليم
  • لازاريني: انهيار الأونروا سيحرم جيلا كاملا من الأطفال الفلسطينيين من التعليم
  • البعثة الأممية: المعلومات المضللة تجاه اللاجئين ستؤدي إلى حالة عداء ضدهم