الجزيرة:
2025-04-07@01:16:02 GMT

المعتقلون جرح آخر يدمي أهالي شمال غزة

تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT

المعتقلون جرح آخر يدمي أهالي شمال غزة

غزة- بينما كانت عبير نصر الله تسعى جاهدة لحماية أطفالها الأربعة برفقة زوجها، وسط مأساة النزوح المريرة في شمال قطاع غزة، وجدت نفسها على حاجز عسكري إسرائيلي وحدث ما كانت تخشاه.

نادى الجنود على الذكور البالغين (15 عاما) فما فوق، بمن فيهم زوجها نعيم، وجمعوهم في حفرة كبيرة أُعدّت مسبقا بواسطة الجرافات العملاقة.

وأمروا الرجال بخلع ملابسهم، وأخذوا يستدعونهم في مجموعات تضم الواحدة منها 5 أفراد، وكلما تم استدعاء مجموعة، كانت عبير تتشبث بأمل أن يعود زوجها ليجتمع بها وبأطفاله.

مع مرور الوقت، بدأ الأمل يتضاءل حتى أدركت عبير أن نعيم (30 عاما) لن يعود معها، وأنها أصبحت أمام واقع ومصير مجهولين، دون أن تعلم إن كان حيا أو ميتا.

عبير نصر الله تنتظر في خيمتها برفقة أطفالها خبرا عن مصير زوجها المختفي قسرا (الجزيرة) مصيدة كبيرة

يعمل نعيم بائعا في متجر بقوليات، وكانت الأسرة تقطن في منطقة تل الزعتر بمخيم جباليا، قبل أن تجبرهم قوات الاحتلال -التي بدأت هجوما دمويا على شمال القطاع بداية أكتوبر/تشرين الأول الجاري- على النزوح المتكرر.

وأسفر العدوان عن استشهاد وجرح وتشريد عشرات الآلاف من السكان. وأجبر الاحتلال المواطنين الذين دفعتهم المذابح للنزوح على العبور من حاجز تحول إلى مصيدة كبيرة، أسفر عنها اعتقال المئات.

وفي خيمة مؤقتة داخل مركز إيواء يفتقد إلى أبسط مقومات الحياة وسط مدينة غزة التي وصلتها بعد رحلة مريرة، تجلس عبير برفقة أبنائها تنتظر خبرا عن مصير الزوج المختفي قسرا.

طفل فلسطيني من شمال غزة يلهو بين خيام النازحين المتواضعة (الجزيرة)

بدورها، تتذكر الطفلة كوثر الدحنون (14 عاما) جيدا لحظة عبور الحاجز العسكري الإسرائيلي الذي أُجبروا على المرور منه من شمال القطاع نحو مدينة غزة. وتقول للجزيرة نت إن أباها وعمها كانا يجران الكرسي المتحرك لجدتها المقعدة على أرض رملية صعبة، وهو ما اضطرهم إلى رمي أغراضهم التي تضم فراشا وملابس لعدم قدرتهم على حملها.

وعند الحاجز، اعتقل الاحتلال والدها وعمها بينما بقيت جدتها هناك، إلى أن سمح لها بالمرور برفقة حفيدها المصاب الذي تمكن بصعوبة من نقلها إلى غزة. ومنذ ذلك الوقت، تعيش كوثر في خيمة بمدينة غزة بعد أن تمكنت من العبور على أمل أن يجتمع شملها بأبيها وعمها قريبا.

ويعمل والدها عنان الدحنون (45 عاما) حطابا، وهي مهنة انتشرت بسبب منع الاحتلال إدخال غاز الطهي لشمال القطاع منذ بداية الحرب.

فايز ينتظر رجوع ابنه الذي اعتقله الاحتلال على الحاجز العسكري (الجزيرة) مأساة

داخل خيمة خضراء بمدينة غزة، يجلس فايز المصري (57 عاما) حاملا عبء فقدان ابنه عمر (27 عاما) الذي اعتقله الاحتلال على الحاجز أثناء محاولته الهرب من جحيم الاحتلال شمال غزة. وبدأت مأساته عندما نزحت عائلته من بيت حانون أقصى شمالي القطاع إلى مخيم جباليا بحثا عن الأمان.

لكن العدوان الإسرائيلي لم يترك لهم مجالا للراحة حيث تنقلوا من مركز إيواء إلى آخر إلى أن وصلوا لمدرسة الفاخورة.

ويقول المصري للجزيرة نت "جاء الاحتلال، وأخذ النساء إلى مدرسة الكويت ونحن إلى حفرة، ثم عبرنا الحاجز المقام عند مستشفى الإندونيسي". وبعد عبوره، اكتشف أن الاحتلال اعتقل عددا من المواطنين وكان ابنه من ضمنهم. ويستذكر "وضعونا في حفرة كبيرة كانت مليئة بالنفايات، وتعرضنا لإهانات شديدة وألفاظ بذيئة جدا مليئة بالشماتة، وكنا ننتظر أن يقتلونا، لم نكن نعرف ماذا يريدون".

هاني الدريني يقول إن الاحتلال اعتقل 3 من أبناء أعمامه خلال اجتيازهم الحاجز العسكري (الجزيرة)

وفي مأواه الجديد، يملأ القلق قلب فايز على مصير ابنه عمر، لعلمه بما يتعرض له المعتقلون الفلسطينيون داخل سجون الاحتلال من تعذيب ومعاملة قاسية.

وفي الأماكن التي لجأ لها سكان شمال القطاع، لا تكاد تخلو عائلة نازحة من معتقل اختطفه جنود الاحتلال من بين ذويه عند الحاجز.

ويروي هاني الدريني قصته المريرة مع الحاجز بعد أن اعتقل الجنود 3 من أبناء أعمامه، وهم أسامة ورمزي وموسى. وعاش لحظات من الرعب بعد أن حوصر في منطقة "مشروع بيت لاهيا" لمدة 15 يوما، وسط قصف متواصل.

مئات العائلات النازحة من شمال القطاع فقدت أفرادا منها وتقيم في الخيام (الجزيرة) الإخفاء القسري

أما حسين نبهان الذي شهد اعتقال 10 من أفراد عائلته، فيروي تفاصيل المأساة التي عاشها، ويقول للجزيرة نت "أجبرونا على خلع ملابسنا، ودخلت علينا الطائرات الصغيرة (كواد كابتر) تطلب منا تسليم أنفسنا، وتم اقتيادنا للحاجز". ويتحدث بمرارة عن اعتقال أفراد أسرته، ويوضح أن من بينهم طفلين، وهما إبراهيم (17 عاما) وياسر (15 عاما).

ويقول رامي عبده رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن ظروف العدوان لم تتح حصر أعداد المعتقلين بشكل دقيق، خاصة أن إسرائيل تمارس أسلوب الإخفاء القسري خلال الحرب، ولا تقدم أي معلومات حول الأسرى لديها. لكنه أوضح -للجزيرة نت- أن أعداد المعتقلين في شمال القطاع منذ الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الجاري (أي منذ بدء الهجوم الأخير على هذه المناطق) لا تقل عن 600 معتقل.

ولفت عبده إلى أن قوات الاحتلال -في عدوانها الجاري في شمال القطاع- كررت استخدام أسلوب الحفرة الكبيرة التي يتم احتجاز المعتقلين فيها، سواء كانوا ذكورا أو نساء أو أطفالا، لساعات قبل أو بعد اقتيادهم للتحقيق والفحص الأولي، كشكل من أشكال الإهانة والترهيب.

ووفقا له، وثق المرصد حالات عديدة استخدم فيها جيش الاحتلال مدنيين فلسطينيين دروعا بشرية. ومن أشكال هذا الأسلوب إجبار المعتقل على ارتداء زي الجيش ووضع كاميرا مثبتة على رأسه، وإجباره على القيام بمهام تفتيش أو دخول منازل وأنفاق قبل وصول الجنود الإسرائيليين إليها.

وقال عبده إن تقديرات مؤسسته الحقوقية تشير إلى أن 10 آلاف فلسطيني تعرضوا للاعتقال في قطاع غزة منذ بداية الحرب، منهم نحو 4 آلاف عامل جرى الإفراج عنهم على دفعات.

وبشأن العدد الإجمالي للمعتقلين حتى الآن، ذكر أنه غير معلوم، نظرا لاستخدام الاحتلال أسلوب الإخفاء القسري ورفضه الكشف عن معلومات بشأنهم. وأوضح أن المُفرج عنهم من المعتقلين كشفوا عن "أهوال التعذيب التي تعرضوا لها والتي وصلت إلى حد قتل العشرات منهم".

وأضاف عبده أن المرصد الأورومتوسطي وثّق "قتل ما لا يقل عن 60 أسيرا بعضهم في اليوم الأول للاعتقال، وبينهم طبيبان على الأقل".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الجامعات شمال القطاع للجزیرة نت إلى أن

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي يوسع "المنطقة الأمنية" في شمال قطاع غزة

قال الجيش الإسرائيلي، الجمعة، إن قواته توغلت لتوسيع سيطرتها في منطقة بشمال قطاع غزة، بعد أيام من إعلان الحكومة عزمها السيطرة على مناطق واسعة من خلال عملية في جنوب القطاع.

وأضاف الجيش في بيان له أن الجنود الذين ينفذون العملية في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، الواقعة في شمال القطاع، يسمحون للمدنيين بالخروج عبر طرق منظمة، بينما يواصلون توسيع المنطقة التي حددتها إسرائيل منطقة أمنية داخل القطاع.

وأظهرت صور متداولة على منصات التواصل الاجتماعي دبابة إسرائيلية على تلة المنطار في حي الشجاعية، في موقع يتيح لها رؤية واضحة لمدينة غزة وما وراءها حتى الشاطئ.

وقال مسؤول صحي محلي في رسالة نصية إن القصف على الجانب الشرقي من غزة لم يتوقف. ومع توغل القوات الإسرائيلية في المنطقة، كان مئات السكان قد فروا منها بالفعل الخميس وهم يحملون أمتعتهم سيرا على الأقدام أو على عربات تجرها الحمير أو في سيارات، وذلك بعد أن أصدر الجيش الإسرائيلي أحدث سلسلة من تحذيرات الإخلاء التي تقول الأمم المتحدة إنها تغطي الآن حوالي ثلث قطاع غزة.

واستأنفت إسرائيل عملياتها في غزة بسلسلة كثيفة من الغارات الجوية في 18 مارس وأرسلت قواتها مرة أخرى بعد اتفاق لوقف إطلاق النار استمر لمدة شهرين وشهد إطلاق سراح 38 رهينة مقابل الإفراج عن مئات السجناء والمعتقلين الفلسطينيين. وتعثرت جهود استئناف المفاوضات، التي تتوسط فيها مصر وقطر.

وقال مسؤول فلسطيني مطلع على جهود الوساطة لرويترز "لا توجد اتصالات حاليا".

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن أكثر من 280 ألف شخص في غزة نزحوا على مدى الأسبوعين الماضيين، مما يزيد من بؤس الأسر التي نزحت بالفعل عدة مرات خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية.

وقال همام الريفي (40 عاما) إن أفرادا من عائلته قُتلوا عندما تعرض مجمع مدارس بمدينة غزة كانوا يحتمون فيه لقصف الخميس.

وأضاف: "أقسم بالله قاعد في الشارع. مفيش مأوى هنا. بيتي في الأول انهدم، وبقيت في خيمة في مدرسة.. مش في صف (قاعة دراسية)، والآن أنا مش عارف وين بدي أروح، أنا في الشارع لعلمك".

وفي مدينة غزة، قال سكان إن غارات إسرائيلية استهدفت محطة تحلية مياه تقع شرقي حي التفاح، وهي محطة مهمة لتوفير مياه شرب نظيفة. وتنقطع إمدادات الإغاثة منذ أسابيع.

وتتمركز القوات الإسرائيلية أيضا حول أنقاض مدينة رفح على الطرف الجنوبي من غزة. ويقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن 65 بالمئة من القطاع أصبح الآن ضمن مناطق "محظورة" أو ضمن مناطق صدرت لها أوامر إخلاء قائمة أو كليهما.

وقال وزراء إسرائيليون إن العمليات ستستمر لحين عودة 59 رهينة من قطاع غزة. وتقول حماس إنها لن تفرج عنهم إلا بموجب اتفاق ينهي الحرب.

والجمعة، قال المتحدث باسم الجناح العسكري لحماس، إن نصف الرهائن محتجزون في مناطق صدرت لسكانها تحذيرات بإخلائها.

مقالات مشابهة

  • ما هي خطة “الأصابع الخمسة” التي تسعى دولة الاحتلال لتطبيقها في غزة؟
  • سمير فرج: اتصال ترامب الأخير بالرئيس السيسي كسر الحاجز الثلجي بين البلدين
  • العدوان على غزة.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف إسرائيلي شمال القطاع
  • "حزب المصريين": التصعيد الإسرائيلي ضد أهالي غزة تهديد مباشر لحقهم في الحياة
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يوسع المنطقة الأمنية في شمال غزة
  • الجيش الإسرائيلي يوسع "المنطقة الأمنية" في شمال قطاع غزة
  • جيش الاحتلال يتوغل في شمال القطاع وقوافل الشهداء تتواصل
  • هيئة الأسرى تحذر من استغلال بعض المحامين أهالي المعتقلين في السجون
  • جيش الاحتلال يبدأ عملية برية في الشجاعية.. وقصف عنيف بمختلف مناطق غزة
  • غزة الآن.. أحزمة نارية وتوغل بري للاحتلال بحي الشجاعية شمال القطاع