نميل بفطرتنا السوية النقية إلى التصوف النقي الصحيح؛ باعتباره منهجًا إيمانيًّا وتربويًّا عظيمًا، ذلك أن غاية التصوف الصحيح تكمن في: (ربط الخلق بالحق جلَّ وعلا).

وإن السير إلى الله تعالى ينير لنا الطريق، وينمي في قلوبنا ونفوسنا معاني وأسرار: الزهد، والورع، والرحمة، واللين، والتواضع، والإحسان، وجبر الخواطر، وحب الصالحين، واستدامة ذكر الله تعالى، والصلاة والسلام على نبيه العظيم (صلى الله عليه وآله وسلم) وفقه مقاصدها وأسرارها والعيش في أنوارها.

ونقرأ للأولياء والأصفياء والصالحين عند زيارتهم سورة الفاتحة، وندعو الله لهم ولنا بالرحمات وسموق الدرجات.

وتعلمنا من ديننا الحنيف ومن مبادئ التصوف الصحيح وأصوله أننا لم نطلب مَددًا أو عونًا يومًا من وليٍّ مات ورحل إلى ربه الكريم، ومن ثمَّ لا يستطيع أن ينفع نفسه أو غيره؛ إذ لا يقدر على جلب النفع ودفع الضر إلا الله سبحانه فقط.

بل إننا لن نطلب العون، والسند، والمَدد، والدَّعم، والتأييد، والتوفيق، إلا من الله جلَّ في علاه.

ولم ولن نتمسح بمقصورة ولي، أو نُقبِّل أعتابَ ضريح، أو نطوف حول قبر  -حاشا لله- ذلك أن الطواف لا يكون إلا حول الكعبة المشرفة فقط شرفها الله.
بل إننا ننبه على خطأ مثل هذه الممارسات وخطورتها التي تخالف السُّنة.

بيد أننا نقرأ سير الأولياء والصالحين، ونتعلم من أقوالهم وتجاربهم، ونطالع علمهم النافع؛ لنستفيد منه في هذه الحياة.

ونبغض خرافات المخرفين الذين ينتسبون زورًا إلى التصوف، ويشوهون صورته أمام الناس؛ بممارسات وأفكار وسلوكيات بعيدة كل البعد عن التصوف الصحيح، وربما بعيدة عن الدين نفسه.

ونحب الصالحين والمعتدلين، أصحاب الفكر السديد، الذين ينشرون الرحمة، والمحبة، والسلام في قلوب عباد الله وفي قلوب بلاد الله.

أما حبنا لسادتنا آل بيت سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فمركوز  في وجداننا، وراسخ في قلوبنا، وفي كل يوم يزيد بفضل الله تعالى، وهو فرض وحتم على كل محب لسيدنا وسندنا حبنا وحبيبنا (صلى الله عليه وآله وسلم)… الذي حثَّنا على تدبر كتاب الله عز وجل، ورغَّب فيه، وحثَّنا على حب أهل بيته الكرام، وكررها ثلاث في قوله (صلى الله عليه وسلم): (…أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ في أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ في أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ في أَهْلِ بَيْتي…) (أخرجه مسلم).

هذه عقيدتنا، وهذا ما نؤمن به، وهذا هو التصوف الصحيح الذي نريده ونرضاه، ونأبى غيره ولا نرضاه، ولا مواربة لأحد أبدًا على حساب دين الله.

طالعوا أيها السادة كتاب: (الرسالة القشيرية) للإمام القشيري، وعندها ستجدون ما يريح قلوبكم، ويسعد نفوسكم، ويطمئن سريرتكم، ويوجهكم إلى الطريق الصحيح الذي ينبغي أن نسير فيه في هذه الحياة.
وبالله تعالى التوفيق

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: صلى الله علیه الله تعالى

إقرأ أيضاً:

الشيخ كمال الخطيب يكتب .. إلهي، سيدي ومولاي

#سواليف

إلهي، سيدي ومولاي

كتب .. #الشيخ_كمال_الخطيب


✍️لا يساورنا الشك لحظة واحدة أننا إلى #الفرج أقرب وأن المستقبل للإسلام، وأن مآل أمرنا إلى خير، وأن الجولة هي للحق وأهله. إننا لا نشك بذلك مثلما أننا لا نشك بأن الله تعالى واحد لا شريك له، وأن هذا سيتحقق ويكون رغم كيد الأعداء ورغم خيانة وخذلان الأشقاء والزعماء.
✍️ فعلى مستقبل #الإسلام لا نجزع ولا نقلق، وإنما الذي يجب أن يقلقنا ويشغلنا هو عاقبة أمرنا، وكيف ستكون خاتمتنا لما يقبض الله أرواحنا ثم كيف سيكون ورودنا على الله سبحانه. وعليه فإنها رسالة ونصيحة لأصحاب القلوب القاسية فلا تخشع، ومآقي العيون المتحجرة فلا تدمع، والألسن المنعقدة عن ذكر الله فلا تصدع، والأكف المقبوضة عن الدعاء لله فلا تُرفع.
????عمى البصر وعمى البصيرة
✍️ قال رسول الله ﷺ: “يا أيها الناس إنكم تحشرون إلى الله حفاة عراة غرلًا {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ ۚ وَعْدًا عَلَيْنَا ۚ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} آية 104 سورة الأنبياء. ألا وإن أول الخلائق يُكسى إبراهيم، ألا وإنه سيُجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات اليمين وذات الشمال فأقول: يا رب أصحابي فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال العبد الصالح: {وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌإِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} الحكيم آية 117+118 سورة المائدة، فيقال لي: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم”.

مقالات ذات صلة وسم .. هطولات ثلجية على هذه المناطق بدءا من مساء السبت 2025/02/21

???? فأي موقف هذا الموقف وأي خسارة ستكون لما تخسر صحبة رسول الله ﷺ على الحوض وتخسر شفاعته عند العرض؟!

✍️ إن المعرض عن #طاعة_الله تعالى والاقتداء برسوله ﷺ سيجمع #يوم_القيامة بين عمى البصر وعمى البصيرة. وأين سيكون وجهه يوم القيامة من رسول الله ﷺ الذي سبق وحذّره ونصحه لمّا قال: “يحشر الناس يوم القيامة على أصناف ثلاثة: صنف مشاة وصنف ركبان وصنف على وجوههم. قيل: يا رسول الله كيف يمشون على وجوههم؟ قال: إن الذي أمشاهم على أقدامهم قادر على أن يمشيهم على وجوههم”. ما الذي يجعل هؤلاء يزحفون على وجوههم عميان فلا يبصرون؟ إنه العمى في الدنيا، إنه عمى البصيرة وليس عمى البصر، إنه العمى عن الحق وعن الهدى يجعل هؤلاء يوم القيامة يزحفون على وجوههم. قال الله سبحانه: {وَمَن كَانَ فِي هَٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا} آية 72 سورة الإسراء. {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} آية 46 سورة الحج. {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰقَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًاقَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا ۖ وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ} آية 124-126 سورة طه.

✍️إنه العمى عن الحق والعمى عن الهدى، إنه عمى الحيرة والضلال تجعل صاحبه يرى الباطل ويعمى عن الحق، ويرى الشرّ ويعمى عن الخير، ويرى الرذيلة ويعمى عن الفضيلة، ويرى الإنحراف ويعمى عن الاستقامة. ليس لأنه أعمى العينين ولكن لأنه أعمى القلب، إذ لو كان عمى البصر لما كان عيبًا ولكنه عمى البصيرة، وقد قال الشاعر وكان أعمى البصر ولكنه كان منوّر البصيرة: يعيّرني الأعداء والعيب فيهم وليس بعيب أن يقال ضرير إذا أبصر المرء المروءة والوفاء فإن عمى العينين ليس يضير رأيت العمى أجرًا وذخرًا وعصمة وإني إلى تلك الثلاث فقير ????إلهي، سيدي ومولاي

✍️إنه مشهد الإنسان بأنه يقف على خشبة مسرح يوم القيامة يعضّ على يديه ندمًا وحسرة ولوعة وأسًى لأنه كان يصدّ عن ذكر الله، ولأنه كان في الدنيا لم يتخذ مع رسول الله ﷺ سبيلًا ولكنه اتخذ الشيطان خليلًا {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًايَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًالَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ۗ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا} آية 27-29 سورة الفرقان. إنه يندم ويتحسّر على أمرين اثنين: إنه يندم كيف أنه لم يسير على هدي محمد ﷺ {يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا} آية 27 سورة الفرقان، ويندم ويتحسّر ويأسف لصحبة الأشرار والعصاة {لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي} 28-29 سورة الفرقان. وفي هذه اللحظة الحاسمة التي فيها يسير الذين اهتدوا بهدي محمد رسول الله ﷺ ويمضون إلى حوضه وهم فرحون مستبشرون، بينما ينظر الشيطان إلى أتباعه الذين ساروا على دربه وعصوا رسول ربهم وهم يبكون يذرفون الدموع فيتنصل منهم ويلقي عليهم باللائمة، بينما يظهر هو بمظهر البريء من كل التهم المنسوبة إليه بغوايتهم وإضلالهم {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} آية 22 سورة إبراهيم. ولقد شرح ابن كثير في تفسيره معنى هذه الآية من خلال حديث رسول الله ﷺ: “إذا جمع الله الأولين والآخرين، فقضى بينهم ففرغ من القضاء، قال المؤمنون: قد قضى بيننا ربنا فمن يشفع لنا فيقولون: انطلقوا إلى آدم، وذكر نوحًا وابراهيم وموسى وعيسى، فيقول عيسى: هل أدلكم على النبي الأميّ فيأتوني فيأذن الله لي أن أقوم إليه فتثور من مجلسي من أطيب ريح شمّها أحد قطّ حتى آتي ربي فيشفعني ويجعل لي نورًا من شعر رأسي إلى ظفر قدمي. ثم يقول الكافرون: ها قد وجد المؤمنون من يشفع لهم فمن يشفع لنا؟ ما هو إلا إبليس فهو الذي أضلّنا فيأتون إبليس فيقولون له: وجد المؤمنون من يشفع لهم فقم أنت فاشفع لنا فإنك أنت أضللتنا، فيقوم فيثور من مجلسه أنتن ريح شمّها أحد قط ثم يعظم نحيبهم”.

????️فكن متمثلًا بوصية ذلك الحكيم يقول فيها: جدّد السفينة فإن البحر عميق، وخفف الحمل فإن العقبة كؤود، وأكثر الزاد فإن السفر طويل، وأخلص العمل فإن الناقد بصير. فمن أجل أن تكون بمنجاة من الشيطان ومكره ومكائده، ومن أجل أن لا تكون ممن يقول لهم الشيطان يوم القيامة: {فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم} فتمثل تلك الوصية واعمل بها.

???? وكن وتمثّل بعمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد كان يحاسب نفسه كل ليلة ويقول: “ماذا تقول لربك غدًا يا عمر؟ لقد كنت ضالًا فهداك الله، وكنت ذليلًا وضيعًا فرفعك الله، ليت أمك لم تلدك يا عمر”. ولكأني بصوت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتردّد صداه في آذان المؤمنين وهو يقول لهم: “حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، فإن مما يهون عليكم الحساب غدًا أن تحاسبوا أنفسكم”، {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ}.

????وكن وتمثّل بعبد الله بن المبارك رضي الله عنه وقد جاء إلى ماء زمزم يريد أن يشرب فقال: “اللهم إن نبيك محمدًا ﷺ قد قال: “ماء زمزم لما شُرب له” اللهم فإني أشرب بنية أن يزيل عني العطش يوم القيامة”.

✍️ ومن أجل أن لا تظلّ ريشة في مهب ريح الشيطان فتكون من النادمين المتحسّرين يوم القيامة، ومن أجل أن تظلّ في حمى الرحمن فقم وناده قائلًا له: سيدي ومولاي، قم في الدجى واضرع إليه وناده يا عالمًا بعباده وخبيرًا إن لم أكن أهلًا لعفوك سيدي فلقد عرفتك ساترًا وغفورا

✍️قم وقل له: إلهي ومولاي إن لم أكن أهلًا لبلوغ رحمتك فإن رحمتك أهل لأن تبلغني. يا مسكين قل له وناده فإنه يحب التوابين ويحب المتطهرين: “اللهم ارحمني فأنا مؤمن وأنت قلت: “وكان بالمؤمنين رحيمًا”، اللهم ارحمني فأنا محسن وأنت قلت: “إن رحمة الله قريب من المحسنين”. اللهم فإن لم أكن مؤمنًا ولا محسنًا فأنا شيء فارحمني وأنت الذي قلت: “ورحمتي وسعت كل شيء”.

????من أي الفريقين أنت؟

✍️إن حال العباد يوم القيامة لا يعدو أن يكون واحدًا من اثنين لا ثالث لهما، إما من أهل الجنة أو من أهل النار، من أصحاب اليمين أو من أصحاب الشمال، فريق في الجنة وفريق في السعير.

✍️وكثيرة هي الآيات التي تفصّل في بيان حال كل شريك من الفريقين. وعليه فإن كل واحد منّا هو من يقرر مع أي الفريقين سيكون يوم القيامة فلا يلومنّ إلا نفسه.

???? لقد وصف الله كلا الفريقين عند قبض الروح، فقال عن أهل الطاعة: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ} آية 31 سورة فصلت، بينما قال سبحانه في وصف ما يكون عليه أهل المعصية: {حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ} آية 100سورة المؤمنون.

???? ووصف سبحانه كلا الفريقين وكيف تكون تقاسيم وجوههم في عرصات يوم القيامة فقال عن أهل الطاعة: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ} آية 22 سورة القيامة، {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ} آية 38-39 سورة عبس. بينما قال عن حال وجوه أهل الذنوب والمعاصي: {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ} آية 23 سورة القيامة، {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌتَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ} آية 39-40 سورة عبس.

???? ووصف سبحانه إشراقات وأنوار وجوه أهل الإيمان يوم القيامة لمّا قال: {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} آية 12 سورة الحديد، بينما قال عن الظلمة والعتمة التي تلفّ أهل الذنوب والمعاصي: {يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا} آية 13 سورة الحديد، {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَوَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} آية 106-107 سورة آل عمران.
???? ووصف سبحانه حال الخلائق عند تطاير الصحف والكتب يوم القيامة ولا أحد يدري أيكون كتابه بيمينه أم يكون بشماله، فقال عن أهل الطاعات: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْإِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ} آية 19-20 سورة الحاقة، بينما قال عن أهل المعاصي: {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْوَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْيَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَمَا أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْهَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ} 25-29 سورة الحاقة. ????ووصف سبحانه حال أهل الجنة لما يجتمعون فيها: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَقَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَفَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِإِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ ۖ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} آية 25-28 سورة الطور، {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ ۖ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} آية 74 سورة الزخرف، بينما وصف سبحانه أهل النار لما يجتمعون فيها ولا يكون منهم إلا التلاوم والتقريع: {فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِن شَيْءٍ ۚ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ ۖ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ} آية 21 سورة إبراهيم.
✍️وهل مشهد أصعب من ذلك الحوار بين أهل الجنة وأهل النار {وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا ۖ قَالُوا نَعَمْ ۚ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} آية 44 سورة الأعراف. فيرد عليهم أهل النار بنداءات استغاثة {وَنَادَىٰ أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ ۚ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ*الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۚ فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَٰذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ} آية 50-51 سورة الأعراف .
✍️وبينما أهل الطاعات في الجنة تزورهم الملائكة تقول لهم: {سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} آية 24 سورة الرعد، وإذا زار مالك خازن النار أهل النار نادوه مستغيثين {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ۖ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ} آية 77 سورة الزخرف. وحين يستغيثون بربهم سبحانه قالوا {قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ} آية 106 سورة المؤمنون، فيكون الجواب فيه كل معاني التقريع لهم {قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ} آية 108 سورة المؤمنون. أليس الفارق عظيمًا بين أن يقال لهم “سلام عليكم” وبين من يقال لهم {قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ} آية 108 سورة المؤمنون.
✍️ وبعد كل هذا الإكرام لأهل الطاعات في روضات الجنات في ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، فتكون الجائزة العظمى أنه ليس أقل من لذة النظر إلى وجهه الكريم كما قال سبحانه: {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ} آية 26 سورة يونس. والزيادة هي كما قال المفسرون النظر إلى وجه الله تعالى، قال ﷺ: “إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال الله تبارك وتعالى تريدون شيئًا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيّض وجوهنا ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟ قال فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئًا أحب إليهم من النظر إلى وجه ربهم عزّ وجلّ”.
???? اللهم ارزقنا صحبة حبيبك محمد ﷺ على الحوض وارزقنا لذه النظر إلى وجهك الكريم يوم العرض يا رب العالمين.
نحن إلى الفرج أقرب فأبشروا.
رحم الله قارئًا دعا لي ولوالدي ولوالديه بالمغفرة.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

مقالات مشابهة

  • ما الواجب المباشر تجاه الفكر الحر في ظل استمرار السردية التكفيرية؟ «5- 13»
  • ما هو سبب صيام شهر رمضان؟ اغتنم 6 نفحات ربانية تتنزل على الصائمين
  • عماد سليمان يعلن تشكيل الإسماعيلي لمواجهة المصري
  • أحمد سليمان يكشف مفاجآت بعد رحيل جوميز عن الزمالك
  • أحمد سليمان: يوجد لاعيبه في الأهلي يريدون الانتقال للزمالك
  • رمضـان علـى الأبـواب.. فمـا أشبـه اليـوم بالبارحـة!
  • الشيخ كمال الخطيب يكتب .. إلهي، سيدي ومولاي
  • أحمد نجم يكتب: الطفل العنيد صناعة أسرية
  • دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة
  • حاجة المؤمنين إلى مغفرة رب العالمين