د. أحمد علي سليمان يكتب: الخطوط الفاصلة بين التصوف الصحيح والتصوف السقيم
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
نميل بفطرتنا السوية النقية إلى التصوف النقي الصحيح؛ باعتباره منهجًا إيمانيًّا وتربويًّا عظيمًا، ذلك أن غاية التصوف الصحيح تكمن في: (ربط الخلق بالحق جلَّ وعلا).
وإن السير إلى الله تعالى ينير لنا الطريق، وينمي في قلوبنا ونفوسنا معاني وأسرار: الزهد، والورع، والرحمة، واللين، والتواضع، والإحسان، وجبر الخواطر، وحب الصالحين، واستدامة ذكر الله تعالى، والصلاة والسلام على نبيه العظيم (صلى الله عليه وآله وسلم) وفقه مقاصدها وأسرارها والعيش في أنوارها.
ونقرأ للأولياء والأصفياء والصالحين عند زيارتهم سورة الفاتحة، وندعو الله لهم ولنا بالرحمات وسموق الدرجات.
وتعلمنا من ديننا الحنيف ومن مبادئ التصوف الصحيح وأصوله أننا لم نطلب مَددًا أو عونًا يومًا من وليٍّ مات ورحل إلى ربه الكريم، ومن ثمَّ لا يستطيع أن ينفع نفسه أو غيره؛ إذ لا يقدر على جلب النفع ودفع الضر إلا الله سبحانه فقط.
بل إننا لن نطلب العون، والسند، والمَدد، والدَّعم، والتأييد، والتوفيق، إلا من الله جلَّ في علاه.
ولم ولن نتمسح بمقصورة ولي، أو نُقبِّل أعتابَ ضريح، أو نطوف حول قبر -حاشا لله- ذلك أن الطواف لا يكون إلا حول الكعبة المشرفة فقط شرفها الله.
بل إننا ننبه على خطأ مثل هذه الممارسات وخطورتها التي تخالف السُّنة.
بيد أننا نقرأ سير الأولياء والصالحين، ونتعلم من أقوالهم وتجاربهم، ونطالع علمهم النافع؛ لنستفيد منه في هذه الحياة.
ونبغض خرافات المخرفين الذين ينتسبون زورًا إلى التصوف، ويشوهون صورته أمام الناس؛ بممارسات وأفكار وسلوكيات بعيدة كل البعد عن التصوف الصحيح، وربما بعيدة عن الدين نفسه.
ونحب الصالحين والمعتدلين، أصحاب الفكر السديد، الذين ينشرون الرحمة، والمحبة، والسلام في قلوب عباد الله وفي قلوب بلاد الله.
أما حبنا لسادتنا آل بيت سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فمركوز في وجداننا، وراسخ في قلوبنا، وفي كل يوم يزيد بفضل الله تعالى، وهو فرض وحتم على كل محب لسيدنا وسندنا حبنا وحبيبنا (صلى الله عليه وآله وسلم)… الذي حثَّنا على تدبر كتاب الله عز وجل، ورغَّب فيه، وحثَّنا على حب أهل بيته الكرام، وكررها ثلاث في قوله (صلى الله عليه وسلم): (…أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ في أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ في أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ في أَهْلِ بَيْتي…) (أخرجه مسلم).
هذه عقيدتنا، وهذا ما نؤمن به، وهذا هو التصوف الصحيح الذي نريده ونرضاه، ونأبى غيره ولا نرضاه، ولا مواربة لأحد أبدًا على حساب دين الله.
طالعوا أيها السادة كتاب: (الرسالة القشيرية) للإمام القشيري، وعندها ستجدون ما يريح قلوبكم، ويسعد نفوسكم، ويطمئن سريرتكم، ويوجهكم إلى الطريق الصحيح الذي ينبغي أن نسير فيه في هذه الحياة.
وبالله تعالى التوفيق
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: صلى الله علیه الله تعالى
إقرأ أيضاً:
د.حماد عبدالله يكتب: وما نيلُ المطالب بالتمنى !!
قالها شاعرنا العظيم " أمير الشعراء " "أحمد شوقى"
وتغنت بها الراحله العظيمه "أم كلثوم"، بعد أن صاغ لحنها الموسيقار الراحل العظيم "رياض السنباطى" !
هكذا كانت الأغنيه شعرًا ولحنا وأداءًا، شيىء عظيم متكامل ورائع، لها صدى فى نفوسنا أبدى، منذ سماعها وحتى مماتنا إن شاء الله !
وما زال المضمون للكلمات ثابت، حيث الأمانى لا تُطْلَبْ إلا من الله العزيز الحكيم فى دعواتنا، والإستمرار فى الدعاء كما دعانا الله إلى ذلك !
ولكن فى الدنيا، لا بد من السعى والكفاح والعمل الجاد وترك ( الفهلوه ) والإتكال على الغير، والإعتماد على الأمثال الشعبيه " الخائبه " مثل " إجرى جرى الوحوش، غير رزقك لن تحوش " ومثل خائب أخر يقول " نام وإرتاح يأتيك النجاح "، منين يا حسره ؟
من أين يمكن أن تحصل على نجاح، أو رزق لن تسعى إليه أو تَجِدْ فى سبيل الحصول عليه، إلا ببركة سواد عيونك !! ما شاء الله !!
ومع ذلك هناك أمثال قريبه من الواقع كأن تقول " أعقلها وتوكل على الله !! وغيرها من مقولات منطقيه وتقترب من العقل والواقع !
ولكن هناك موقف أفكر فيه كثيرًا ولا أجد له إجابات بليغه أو مقنعه !!
لماذا نحن متأخرون ؟ لماذا نحن فى مصاف الدول الناميه " النائمه " !!؟ لماذا نبدأ أى مشوار " بالمشوار "، أى بسرعه وإندفاع، وكأن ما نصبوا إليه، وخططنا من أجله سهل المنال وسوف نحققه ومتأكدين من الحصول عليه !
ثم فجأه نخفت !! ونتباطأ !! وتنطفىء جذوة النار التى كانت مشتعله ومتوهجه !! لماذا لا نستكمل أى مشوار بنفس الهمة التى بدأنا بها !! ؟ وهكذا يحدث فى جميع مناحى حياتنا كمصريون !! ولعل من الأحداث العامه التى يمكن الإستدلال بها أو عليها لهذه الظاهره " السيئه !!" وهى ليست حصرًا ولكن على سبيل الذكر " التنميه والإستثمار، والمؤتمر الإقتصادى فى شرم الشيخ والذى عقدنا عليه الأمال، وصرح كبارنا من ساسه ووزراء حتى رئيس الجمهوريه بأن هذا المؤتمر مفتاح الفرج لمصر !! أين البقيه ؟ أين نحن اليوم من هذا المؤتمر ؟ أين نتائجه وأين قانون الإستثمار ؟ أين لائحته التنفيذيه ؟ لا إجابه وما زال المسئولين فى أما كنهم !!شيىء من الخيال !!
فالإصلاح الإقتصادى وبرنامج الخصخصه !!أين هذا الإصلاح، وأين هذا البرنامج ؟ وسياسة الدوله الداعيه للقضاء على الفساد !! أين الدوله من الفساد ؟ كلها عناوين جباره، بلا شك قطعنا فيها أشواطًا وبدأت بالمؤتمرات والندوات والبدء فى وضع تشريعات، وأقمنا لها الهيئات والوزارات، وقمنا بتكليف من نراهم هم القادرون على تحقيق الأهداف فى مراكز المسئوليه !!
ثم ماذا بعد !!؟ خفتت الأضواء ! وقلت الحراره !! وبردت الأجواء !! وإنكمشت الإعلانات والإعلام، والأصوات، والدردشه، وسيطرت على "التوك شو"، موضوعات أخرى أكثر تفاهه وأكثر كذبًا وإفتراءًا على الغير، أو على بعضنا البعض، حالة من العبث وحاله من الإستهتار بمستقبل هذا الوطن، للأسف الشديد !!
ولعلنا نرى من تولى المسئوليه ما زال فى منصبه يتمتع بالإمتيازات الإضافيه التى نالها، وابتعد عن الهدف الذى جاء من أجله، "واتوجع" قلبه عليه !! ولعل بنظرة سريعه على الماضى، وتصور لما سيحدث فى المستقبل، بلا شك،إذ سنرى الإنتقادات، ثم إستدعاءات من النيابه العامه أو حتى وكيل " كراكون " وإرتعاش فى الأيدى،وإنسحاب إلى مكان كان يحتله سابقه،وإكتفاء بالدفاع عن النفس وعن من حوله، والكل "متفرج " منهم من يَشَمْت !! ومنهم من "يمصمص" شفاهه، المهم أننا لن نصل إلى ما كنا نريده، أو خططنا له وإذ التمنى من الله هو الباقى وليس فى الدنيا !! للأسف الشديد يمكننا تحقيق الأمانى !! بل ربما فى الأخرة!!
[email protected]