تنافس محموم بين ترامب وهاريس لخطب ود العرب والمسلمين
تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT
مع دنو موعد إجراء انتخابات الرئاسة الأميركية في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني، يحتدم التنافس بين مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب وخصمه الديمقراطية كامالا هاريس لكسب أصوات المسلمين والعرب.
وتقول صحيفة واشنطن بوست إن ترامب يسعى لإقناع مجموعة حاسمة من الناخبين العرب والمسلمين بضرورة التصويت له، رغم أنه أمضى سنوات في "إهانتهم وشيطنتهم".
وحتى الشهر الماضي، ظل الرئيس السابق يهدد بتطبيق "حظر السفر" الذي سبق أن فرضه على بعض الدول الإسلامية خلال فترة ولايته السابقة، وفقا للصحيفة التي أشارت إلى أن ترامب ادعى زورا أن لدى الديمقراطيين خطة "لتحويل الغرب (الأميركي) الأوسط إلى الشرق الأوسط".
واعتبرت الصحيفة أن "فزاعة" المسلمين التي يلوح بها ترامب هي الركيزة الأساسية لهويته السياسية، لافتة إلى أنه تبنى في حملته الانتخابية الأولى عام 2016 قصة ملفقة عن الجنرال جون ج. بيرشينغ -قائد القوات الأميركية إبان الحرب العالمية الأولى– الذي أعدم "المتمردين" المسلمين في الفلبين برصاص مغموس في دهن الخنزير.
وفي محاولة منه لخطب ود المسلمين، خاطب الرئيس السابق تجمعا حاشدا، السبت، في ميشيغان -وهي ولاية متأرجحة حاسمة تضم عدداً كبيراً من السكان العرب والمسلمين- قائلا إنه التقى مجموعة من قادة الجالية. وأضاف موجها حديثه للحشد: "هل تعرفون ماذا يريدون؟. إنهم يريدون السلام. إنهم أناس عظام".
ومع ذلك، فقد اعترف ترامب أن أصوات العرب والمسلمين في الولاية المتأرجحة قد تحسم، بطريقة أو أخرى، نتيجة الانتخابات.
ووفقا لواشنطن بوست، فإن ترامب يستغل ضعف الديمقراطيين في أوساط العرب والمسلمين الأميركيين بسبب دعم إدارة الرئيس جو بايدن للعدوان الإسرائيلي على غزة.
غير أن حيلة المرشح الجمهوري لم تنطلِ على مديحة طارق الأميركية من أصل باكستاني والمقيمة في ميشيغان، التي لا تعتقد -طبقا للصحيفة- أن ترامب قد غيَّر رأيه بخصوص العرب والمسلمين.
ورغم ذلك، هناك ناخبون عرب ومسلمون على استعداد للمخاطرة والتصويت لترامب، حيث تذرع مواطن أميركي من أصل يمني، يُدعى وليد فيداما (60 عاما) من الولاية نفسها، بضرورة منح الجمهوريين فرصة أخرى.
واهتمت وكالة بلومبيرغ الإخبارية الأميركية هي الأخرى بالتنافس المحموم بين المرشحيْن بهذا الخصوص، فكررت أن ترامب، عندما كان رئيسا للبلاد، سعى إلى حظر دخول مواطني 7 دولا ذات أغلبية مسلمة إلى الولايات المتحدة، كما وقف في الآونة الأخيرة بجانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في حربه ضد غزة ولبنان، بل واستخدم كلمة "فلسطيني" في سياق مهين.
ومع ذلك -تضيف الوكالة- فهو يحقق بعض النجاح في مغازلة الناخبين الأميركيين المسلمين والعرب في ولاية ميشيغان التي تعد ساحة المعركة الانتخابية في سعيه للوصول إلى البيت الأبيض مرة أخرى.
وذكرت أنه حصل مؤخرا على تأييد الداعية بلال الزهيري، أول عمدة عربي مسلم لمدينة ديربورن هايتس في مقاطعة وين بولاية ميشيغان.
وأفادت بلومبيرغ بأن قادة الجالية العربية والمسلمة في الولاية انتقدوا إدارة بايدن، لأنها لم تمارس ضغوطا كافية على إسرائيل للحد من بيع الأسلحة إلى دولة الاحتلال.
ومضت إلى القول إن حملة هاريس الانتخابية أبلغت قادة الجالية العربية الأميركية أنها ستدفع باتجاه إنهاء سريع للصراع في الشرق الأوسط وجلب المساعدات إلى غزة، لكنها لم تطرح خططا مفصلة.
وأشارت إلى أن استطلاعا للرأي أجرته مؤسسة يوغوف قبل حوالي شهر، أظهر أن ترامب حاز على تأييد 45% من العرب الأميركيين على مستوى البلاد، أي أكثر بقليل من نسبة 43% التي حصلت عليها هاريس.
لكن استطلاعا آخر لمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية في أغسطس/آب، كشف أن هاريس متعادلة مع مرشحة حزب الخضر جيل ستاين، حيث حصلت كل منهما على 29% من التأييد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات العرب والمسلمین أن ترامب
إقرأ أيضاً:
في ذكرى تأسيس الجامع الأزهر.. عباس شومان: سيظل صوتًا للحق ومنارةً للوسطية ودرعًا حاميًا لمصر والمسلمين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء ورئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، اليوم الجمعة، أن الأزهر الشريف لم يكن مجرد مؤسسة تعليمية فحسب، بل كان على مدار تاريخه ركيزة أساسية في حماية الأمة علميا وفكريا، فدوره لم يقتصر على نشر العلوم الشرعية واللغة العربية، بل امتد إلى الدفاع عن قضايا الأمة، والتصدي لكل محاولات الهيمنة والاستعمار، مشددًا على أن الأزهر سيظل صوتًا للحق، ومنارةً للوسطية، ودرعًا حاميًا لمصر والمسلمين والعالم بأسره.
وقال خلال كلمته التي ألقاها في احتفالية الجامع الأزهر بمناسبة مرور 1085 عامًا على تأسيسه، إن الدساتير المصرية تُعرّف الأزهر بأنه مؤسسة تعليمية أولًا، ثم دعوية، وأنه يقوم بدور أساسي في تعليم الشريعة الإسلامية واللغة العربية للعالم أجمع، وقد اضطلع بهذه المهمة منذ نشأته وأدى أكثر منها، فكان قبلةً للطلاب والعلماء من شتى بقاع الأرض، وحصنًا منيعًا أمام محاولات التشويه والانحراف الفكري، ومنبرًا لمواجهة التحديات التي تعرض لها المسلمون عبر العصور.
وأوضح الدكتور عباس شومان، أن الأزهر الشريف لم يكن فقط منبرًا للعلم والدعوة، بل كان أيضًا في طليعة صفوف المدافعين عن الوطن وقضايا الأمة حينما تطلب الأمر ذلك، حيث وقف علماؤه وشيوخه وطلابه ضد كل محاولات الاحتلال، فكان الأزهر هو القائد الحقيقي للمقاومة ضد الحملة الفرنسية على مصر، ومن صحن الجامع الأزهر تحطّمت أحلام الفرنسيين، بعدما انطلقت منه الثورات الشعبية التي واجهت الاستعمار، فكان شيوخ الأزهر هم المخططين والموجهين والمحفزين لحركة النضال الوطني، ولم يكتفوا بدور التوجيه، بل حملوا السلاح بأنفسهم، وجمعوا أبناء مصر خلفهم للدفاع عن الوطن.
وأشار إلى أن الأزهر لم يتوقف عند مواجهة الفرنسيين، بل كان له دور بارز في التصدي للاستعمار البريطاني، حيث كانت ثورة 1919 خير شاهد على ذلك، فقد خرج علماء الأزهر وطلابه في طليعة صفوف الثورة، واحتضنت أروقته اجتماعات قادة الحركة الوطنية، وكان من بين رواده آنذاك الزعيم سعد زغلول، الذي نهل من علوم الأزهر، واستقى من فكره.
وأضاف أن الأزهر لم يكن مؤسسة مصرية بحتة، بل كان بيتًا للمسلمين جميعًا، حيث احتضن منذ نشأته طلاب العلم من شتى أنحاء العالم الإسلامي، بل إن أروقة الأزهر التي خُصصت للوافدين زادت على نظيرتها التي خُصصت للمصريين بأربعة أروقة، مما يدل على الدور العالمي للأزهر في نشر تعاليم الإسلام الوسطية.
وشدد على أن الأزهر الشريف كان دائمًا صمام الأمان لمصر والمصريين، فحين تعرضت البلاد للعدوان الثلاثي عام 1956، لم يجد الرئيس جمال عبد الناصر منبرًا أقوى من الأزهر الشريف ليحشد الشعب لمواجهة الاحتلال، ومنه انطلقت دعوات المقاومة، ووقف رجال الكنيسة المصرية يخطبون من على منبر الأزهر، وخطب شيوخ الأزهر في الكنائس المصرية، في مشهد يعكس عمق الوحدة الوطنية بين أبناء مصر.
وأشار إلى أن الأزهر كان حاضرًا في كل الأزمات، فحين تعرضت مصر لأحداث ما عُرف بالربيع العربي، كان الأزهر هو الكيان الوحيد القادر على جمع الفرقاء على طاولة واحدة، وسعى بكل قوة للحفاظ على استقرار البلاد ومنع الفوضى، وكان له دور بارز في حماية مؤسسات الدولة من الانهيار، والعمل على وأد الفتن وإخماد نيران الصراعات، مشيرًا إلى أن الأزهر لم يكن يومًا تابعًا لأي نظام سياسي، بل كان دائمًا مستقل القرار، ثابت الموقف، منحازًا لمصلحة الوطن والأمة.
وأكد “شومان” أن الأزهر لم يقتصر دوره على الساحة المحلية، بل حمل شيخه فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب عصا الترحال شرقًا وغربًا، ساعيًا إلى ترسيخ قيم السلام والتعايش بين الشعوب، ونشر ثقافة الحوار ونبذ العنف والتطرف، وكان آخر هذه المبادرات عقد مؤتمر الحوار الإسلامي – الإسلامي في العاصمة البحرينية المنامة، بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين، والذي أكد خلاله الأزهر أن الأمة الإسلامية كيان واحد، يجمعها مصير مشترك، وأن الحوار هو السبيل الأوحد لحل النزاعات.
وختم الدكتور عباس شومان كلمته بالتأكيد على أن الأزهر سيظل منارةً للعلم والعلماء، وملاذًا لكل من يبحث عن الوسطية والاعتدال، ودرعًا حاميًا لمصر والأمة الإسلامية، وأنه سيواصل جهوده في دعم السلام، وترسيخ مبادئ المواطنة، وحماية الشباب من التطرف والانحراف الفكري، داعيًا الجميع إلى التعاون والعمل المشترك من أجل مستقبل أكثر أمنًا واستقرارًا للأمة والعالم بأسره.