الداخل المحتل - خاص صفا

بعد أن عملت "إسرائيل" خلال السنوات الأخيرة على سياسة العقاب الجماعي للمستوى الشعبي لفلسطينيي الداخل المحتل، على مواقفهم الوطنية والتحاقهم بركب كل الأحداث على الساحة الفلسطينية، تحولت إلى التركيز على السلطات التي تخدم هذه الفئة من الفلسطينيين، عبر تجميد ميزانيات السلطات المحلية.

وجمد وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، موازنة تقدر بنحو 300 مليون شيكل مخصصة للسلطات المحلية العربية بالداخل المحتل.

كما جمد ميزانية بـ200 مليون شيكل لتشجيع اندماج الفلسطينيين من سكان القدس المحتلة، في المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية.

ولم يكتف الوزير المتطرف بذلك، فتبعه بقرار تشكيل لجنة "لفحص تحويل الميزانيات للسلطات المحلية العربية"، وما إذا كانت تستحقها أو لا.

ولا يُعد السطو على أموال فلسطيني الداخل، بالسياسة الدخيلة من "إسرائيل" عليهم، فالتجميد الأخير، وإن كان سابقة خطيرة، إلا أنه سبق وأن امتنعت سلطات الاحتلال عن إقرار ميزانيات لهم من الأصل، كما يؤكد مسئولون في تلك السلطات.

ويقدر عدد الفلسطينيين في أراضي 48 حوالي 701 مليون نسمة حتى نهاية عام 2022، فيما يبلغ عدد السلطات المحلية العربية بالداخل 72 سلطة.

إحداث خروقات

ويقول رئيس المجلس المحلي فسوطة والمتحدث باسم اللجنة القطرية في الداخل المحتل، إدجار دكور، لوكالة "صفا": "إن خطوة تجميد الميزانيات عن السلطات المحلية ستؤدي من حيث النتائج حتمًا إلى حدوث خروقات في أداءها".

ويضيف "هذه الخروقات هي ما تريده سلطات الاحتلال، وعلى رأس ذلك وزيري الأمن القومي والمالية المتطرفيْن، أن تخترق قيادات السلطات العربية المحلية، وهذا مؤشر خطير يدل على نوايا لإضعافها أولًا".

وثانيًا-حسب دكور- تريد "إسرائيل" الوصول لإضعاف القيادات القطرية لفلسطينيي الداخل، وهو ما يثبته، استهداف لجنة المتابعة العليا عبر مشروع قانون يستهدف حظرها.

ويشير إلى أن تجميد الميزانيات الذي اتخذه وزير مالية الاحتلال، هو سابقة خطيرة، بالرغم من أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها السطو على أموالها.

ويستدرك "في السابق عانينا من الامتناع عن المصادقة على ميزانيات لسلطات عربية بالداخل، لكن هذه المرة القرار يشمل تجميد ميزانيات جارية سنويًا ومصادق عليها، وهو ما يعكس تصاعدًا خطيرًا في السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين".

تحويلهم إلى "رعايا"

ولا يستبعد المزيد من الخطوات في تجميد ميزانيات قادمة، قائلًا: "أصعب الحرام أوله، كما قال الشافعي، بالتالي فإن ما سيتلو هذه الخطوة أصعب علينا، لأن هناك تخوفات من ذلك".

وستجد السلطات المحلية التي تخدم المواطن الفلسطيني بالداخل، صعوبات في ممارسة واجباتها، عقب تجميد الميزانيات، خاصة وأن الأموال المجمدة تعود لقطاعات خدماتية أساسية ويومية، ومشاريع وبرامج تخص التعليم والرفاة الاجتماعي، والبيئة والبنية التحتية، وغيرها من الأمور اليومية، حسب دكور.

ومن ذلك، يُجزم الناطق باسم اللجنة القطرية، بأن "إسرائيل تريد تحويل المواطنين الفلسطينيين في الداخل إلى رعايا لديها، فيستغني المواطن عن سلطاته المحلية، وبالتالي تجعله تابعًا لا قضية له ولا قيادات أو مؤسسات تمثله".

سابقة خطيرة

من جانبه، يؤكد رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية في الداخل مضر يونس لوكالة "صفا": "إن الاستيلاء على أموال الفلسطينيين بالداخل، سياسة قديمة، متجددة بمنحنى أخطر".

ويقول "إن الحكومة الإسرائيلية تمتنع منذ سنوات عن إقرار ميزانيات لسلطات محلية عربية، وقد سبق أن واجهنا ذلك باحتجاجات وتوجهنا لمحاكم، وما زالت عدد من تلك الميزانيات ممنوعة من الإقرار".

ويصف القرار بأنه "انعكاس واضح لسياسة عنصرية مقيتة ومتصاعدة تجاه الفلسطينيين بأراضي 48، واستهداف للمجتمع بأكمله، وهي سياسة متجذرة منذ سنوات، لكنها تتصاعد بشكل خطير".

ويحذر من أن تجميد الميزانيات سيؤدي حتمًا لوقف مشاريع وخدمات أساسية، وعدم القدرة على صرف رواتب ومعاشات، بالإضافة إلى وقف برامج تعليمية، وبالتالي عدم القدرة على افتتاح العام الدراسي في معظم البلدات بالداخل.

ويتخذ وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، صاحب قرار تجميد الميزانيات، من ملف الجريمة، مزعمًا، لاستهداف السلطات المحلية، وهو ما يصفه القيادي بالتجمع الوطني الديمقراطي في الداخل إمطانس شحادة بأنه "ادعاء فراغ وكاذب".

تقويض عملها وخطورة التبعات

ويقول لوكالة "صفا": "القضية هي محاولة لمعاقبة السلطات المحلية وتقويض سياستها، على خلفية مواقفها الوطنية تجاه الجماهير بأراضي 48".

ويرى أن الحكومة الإسرائيلية تريد من استهداف السلطات المحلية بالداخل، أن تحولها "إلى سلطات خاضعة لسياستها تمامًا، وبالتالي فالقرار اتخذ من منطلق عنصري بحت".

كما أن القرار إشارة ورسالة من الحكومة الإسرائيلية إلى السلطات المحلية، حول مستقبلها، بأنه "لا يكون لهم دور أو موقف في العمل السياسي والوطني، وإلا فإنها ستستهدفهم".

كما أن وزير مالية الاحتلال يريد من قرار التجميد، أن يثبت لمؤيديه أنه يعمل ضد الفلسطينيين بالداخل، لكي تزداد نقاطه بينهم.

ويحذر من أن السلطات المحلية بحال استمر أو ازداد تجميد الميزانيات عنها، ستعيش مرحلة خانقة، تمنعها من أداء دورها تجاه الجماهير، وبالتالي سيتم وقف مشاريع تقليدية وخدمات أساسية، سيدفع ثمنها المواطن الفلسطيني، لكنها قد تؤدي لتداعيات ونتائج عكس ما تريده "إسرائيل"، وهو المواجهة.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: الميزانيات تجميد الداخل رعايا الفلسطينيين السلطات المحلیة الداخل المحتل فی الداخل

إقرأ أيضاً:

مسح شامل: تجميد المساعدات الأميركية يدمر عمليات تنقذ أرواحا حول العالم

أظهر مسح شمل 246 منظمة إنسانية أن وكالات إغاثة في أنحاء العالم أوقفت عملياتها وسرحت موظفين وأوقفت أنشطة تنقذ أروحا، مثل مساعدة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، بسبب تجميد الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمساعدات الخارجية.

والولايات المتحدة هي أكبر مساهم في المساعدات الإنسانية العالمية إذ قدمت نحو 14 مليار دولار في العام الماضي.

لكن ترامب، في إطار سياسته "أميركا أولا"، أوقف الشهر الماضي معظم المساعدات التي تمولها الحكومة لمدة 90 يوما، وبدأ في تفكيك الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (يو.إس.ايد) التي قال إنها يديرها "مجانين متطرفون".

ووجد المجلس الدولي للوكالات التطوعية (آي.سي.في.إيه)، -وهو شبكة من المجموعات في نحو 160 دولة- أن تجميد المساعدات الأميركية له تأثير مدمر على مجتمعات تعاني من أزمات.

وأبلغت نسبة الثلث من المجموعات التي شملها الاستطلاع عن تأثير سلبي يتراوح بين تقليص حجم برامج المساعدة وإنهائها كليا.

تدمير البنية الإنسانية

وذكر تقرير أصدره "آي.سي.في.إيه" أمس الثلاثاء "البنية التحتية الإنسانية تتعرض للتدمير… أوقفت مراكز التغذية العلاجية عملياتها بما يهدد حياة أطفال وحوامل يعانون من سوء التغذية".

ومن بين الوكالات الإنسانية المتضررة : "أنقذوا الأطفال" و"وورلد فيجن" و"كير".

إعلان

وتصدر واشنطن بعض الإعفاءات للمساعدات المنقذة للحياة، لكن المنظمات تقول إن التمويل متوقف. وقال خمسة مسؤولين حاليين وسابقين مطلعين على الأمر إن ذلك يرجع إلى عدم قدرة موظفي "يو.إس ايد" على الوصول إلى نظام الدفع. وقال أحد المصادر "الإعفاءات مسرحية هزلية".

الوكالة الأميركية للتنمية تدخلت في أزمات عديدة في مختلف أنحاء العالم (رويترز) أيتام ومرضى

وقالت منظمة تتخذ من أفريقيا مقرا إن أكثر من 1500 مصاب بفيروس نقص المناعة المكتسبة (إتش.آي.في) لم يعد بوسعهم الحصول على علاج تتوقف عليه حياتهم.

 كما قالت منظمة أخرى إن 3250 يتيما وغيرهم من المصابين بفيروس إتش.آي.في والإيدز لا يمكنهم الآن الحصول على دعم مدرسي أو علاج من سوء التغذية.

وقالت منظمة إغاثة دولية "لقد اضطررنا إلى تسريح مئات الموظفين. هذا وضع بائس". وحصلت رويتر على تقارير عن تأثيرات واسعة النطاق لتجميد المساعدات مثل وقف برامج مكافحة المخدرات في المكسيك، وتعطيل جهود تهدف إلى تحميل روسيا المسؤولية عن جرائم حرب محتملة في أوكرانيا.

وفي جنوب أفريقيا، توقف العلماء عن اختبار لقاح واعد لفيروس إتش.آي.في، وتقطعت السبل بإمدادات طبية بقيمة مئات الملايين من الدولارات في مختلف أنحاء العالم.

وقال المدير التنفيذي لـ"آي.سي.في.إيه"  جيمي مون إن جماعات الإغاثة المحلية هي الأكثر تضررا حيث اضطرت 11 منظمة إلى وقف عملياتها في دولة جنوب السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وأجزاء من آسيا.

مقالات مشابهة

  • نيويورك.. السلطات المحلية ترفع دعوى قضائية على مصنّعي السجائر الإلكترونية
  • العمل في إسبوع.. وظائف بالداخل والخارج.. وحماية اجتماعية للعمالة غير المنتظمة
  • سوريا .. إنهاء العمل بإجراء تجميد حسابات الجهات العامة
  • ميناء الفاو الكبير.. نسب انجاز متقدمة بمشروع ساحة مناولة الحاويات
  • إدارة ترامب تبقي على تجميد المساعدات الخارجية رغم أمر المحكمة
  • مسح شامل: تجميد المساعدات الأميركية يدمر عمليات تنقذ أرواحا حول العالم
  • نائبة: القمة العربية الطارئة بمصر خطوة جيدة لتعزيز الموقف الرافض لتهجير الفلسطينيين
  • قتيل بجريمة إطلاق نار جديدة في وادي الحمام بالداخل
  • هل ينقل حزب الله المعركة إلى الداخل اللبناني؟
  • ثوران مذهل لبركان إتنا في صقلية وتحويل مسار الرحلات في مطار كاتانيا