هواوي تستضيف المنتدى العالمي للشبكات المتنقلة واسعة النطاق 2024 في تركيا
تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT
انطلقت فعاليات المنتدى العالمي للشبكات المتنقلة واسعة النطاق 2024 (MBBF 2024) الذي تستضيفه شركة هواوي في مدينة إسطنبول التركية، وذلك تحت شعار “عصر الذكاء الاصطناعي للهواتف المحمولة بقيادة شبكة الجيل الخامس والنصف 5.5G”. وجمع المنتدى أكثر من 1000 مشارك يمثلون أبرز شركات وهيئات تنظيم الاتصالات، ومنظمات المعايير الدولية، وقادة القطاع من المنطقة وجميع أنحاء العالم لمناقشة أحدث التطورات في مجال الاتصالات والذكاء الاصطناعي، واستكشفوا سبل الاستفادة من هذه التقنيات لابتكار نماذج أعمال جديدة وتحسين أداء الشبكات والخدمات المقدمة للمستخدمين في مختلف القطاعات.
يهدف المنتدى إلى تعزيز التقارب بين شبكة الجيل الخامس والنصف 5.5G والتطبيقات الذكية لتحقيق أكبر قيمة ممكنة لقطاع الهواتف المحمولة. بدأ الحدث بكلمة افتتاحية قدمها كين هو، رئيس مجلس إدارة هواوي، قال فيها: “سيُحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في مختلف المجالات مستقبلاً، وسيكون متاحاً للجميع من أي مكان وفي أي وقت. وستلعب شبكات وأجهزة الهاتف المحمول دوراً حيوياً في تحقيق ذلك، حيث سيكون الأمر مشابهاً جداً لنشر استخدام الهواتف والإنترنت للهواتف المحمولة كخدمات في جميع أنحاء العالم”.
شكل عام 2024 محطة مهمة في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات، حيث شهد إطلاق شبكة الجيل الخامس والنصف 5.5G على النطاق التجاري وتوسعاً غير مسبوق في استخدام الذكاء الاصطناعي في مختلف مناحي الحياة والعمل. على سبيل المثال، تم تطوير أكثر من 3 ملايين تطبيق يستخدم الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، أي أكثر من إجمالي عدد التطبيقات غير المرتبطة بالذكاء الاصطناعي في متاجر التطبيقات. ويشكل هذا التزامن في الطرح المبكر لتقنية 5.5G على النطاق التجاري مع أول عام لتبني استخدام الذكاء الاصطناعي في مختلف الأجهزة منعطفاً تاريخياً، حيث يبشر ببداية عصر الذكاء الاصطناعي للهواتف المحمولة.
وألقى لي بينج، نائب الرئيس الأول للشركة ورئيس مبيعات وخدمات تقنية المعلومات والاتصالات في هواوي، كلمة رئيسية تناولت سبل تعزيز فرص النمو في عصر الذكاء الاصطناعي للهواتف المحمولة، وقال فيها: “مع انطلاق عصر الذكاء الاصطناعي للهواتف المحمولة، تبدأ بالظهور طرق جديدة في التفاعل مع الأجهزة وخدمات ذكية جديدة، فضلاً عن تغير هيكليات نماذج حركة مرور البيانات، وهو ما سيفضي بدوره إلى فرص هائلة لقطاع الهواتف المحمولة”.
أخبار قد تهمك أمير القصيم يستقبل اللواء طيار ركن تركي المطيري 31 أكتوبر 2024 - 3:30 مساءً مدير صندوق تنمية الموارد البشرية: دعم توظيف 294 ألف سعودي بالقطاع الخاص خلال الأشهر التسعة الأولى من 2024 31 أكتوبر 2024 - 3:27 مساءًوقدم بينج شرحاً مفصلاً حول كيفية استفادة شركات الاتصالات من هذه الفرص الجديدة لتحقيق المزيد من النمو وإعادة هيكلة خدماتها، والبنية التحتية لشبكاتها، وعمليات التشغيل والصيانة، ونماذج أعمالها بشكل عام. واستعرض بينج عدة أمثلة عن شركات اتصالات رائدة حول العالم استخدمت بالفعل خدمة الذكاء الاصطناعي على شبكات الجيل الخامس والنصف 5.5G الحية في سيناريوهات متعددة، سواء للأفراد أو المنازل أو السفر أو الأعمال.
وأضاف بينج: “إن الاستفادة من الفرص الجديدة الهائلة التي يقدمها عصر الذكاء الاصطناعي للهواتف المحمولة يتطلب منّا اتخاذ إجراءين هامين هما: أولاً، تجهيز شبكاتنا من أجل استخدامات الذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال تعزيز قدراتها؛ وخاصة الوصلة الصاعدة، وزمن الاستجابة، والاستطاعة. ثانياً، استخدام الذكاء الاصطناعي لدعم الشبكات، ولا سيما مع تعقيدها المتزايد، وذلك من خلال أتمتة عمليات التشغيل والصيانة، ورفع كفاءة الشبكة، وضمان تجربة مستخدم فائقة”.
وشهد المنتدى عدة معارض قدمت مختلف أشكال الاتصالات الذكية الجديدة للأفراد والمنازل والأشياء والقطاعات والمركبات. كما تضمن الحدث أكشاكاً داخلية ومساحات خارجية استعرضت مجموعة من الابتكارات التي طورتها هواوي بالتعاون مع عدد من شركات الاتصالات الرائدة واللاعبين البارزين في القطاع، بما في ذلك أجهزة متعددة الوسائط للذكاء الاصطناعي، وتطبيقات متنوعة للذكاء الاصطناعي على الهواتف المحمولة مثل الهواتف والنظارات التي تعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي، وقمرات قيادة ذكية، ونماذج الذكاء الاصطناعي البشرية، والمحتوى الموّلد بالذكاء الاصطناعي، والتفاعل البشري الرقمي، والترجمة الفورية المدعومة بالذكاء الاصطناعي للمكالمات. علاوةً على ذلك، غطت شبكة الجيل الخامس والنصف 5.5G كامل المساحات الداخلية والخارجية لموقع المنتدى، مما ساهم في استعراض قدراتها المتعددة والمنتجات والحلول المتطورة التي تدعمها.
تنظم هواوي المنتدى العالمي للشبكات المتنقلة واسعة النطاق 2024 (MBBF 2024) يومي 30 و31 أكتوبر في مدينة إسطنبول التركية، وذلك بالتعاون مع الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول (GSMA) ومؤسسة GTI. ويستعرض الحدث أحدث تطورات القطاع وآفاقه المستقبلية، وذلك بحضور العديد من شركات الاتصالات وقادة القطاعات الرأسية وشركاء النظام الإيكولوجي، والذين يبحثون سبل تطوير أعمالهم بالاستفادة من شبكة الجيل الخامس والنصف 5.5G في عصر الذكاء الاصطناعي للهواتف المحمولة، والبناء على نجاحات شبكة الجيل الخامس 5G لتعظيم فوائد وإنجازات 5.5G. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة صفحة المنتدى MBBF2024 عبر الرابط https://www.huawei.com/en/events/mbbf2024
نسخ الرابط تم نسخ الرابط 31 أكتوبر 2024 - 3:43 مساءً شاركها فيسبوك X لينكدإن ماسنجر ماسنجر أقرأ التالي منوعات31 أكتوبر 2024 - 2:40 مساءًباحث فلكي: اسم نوفمبر مأخوذ من اللفظة اللاتينية “نوفم” وتعني التاسع منوعات31 أكتوبر 2024 - 11:30 صباحًا”فضية العثماني”.. سيدة سعودية تتحدث عن مجالها في السدو والحرف اليدوية في البلدة القديمة بالعلا أبرز المواد31 أكتوبر 2024 - 9:50 صباحًاالجيوب الأنفية تكشف سر التماسيح أبرز المواد31 أكتوبر 2024 - 1:36 صباحًاالموجات فوق الصوتية تقيس الضغط بالساعات الذكية أبرز المواد30 أكتوبر 2024 - 9:19 مساءًكيف تحافظ على خصوصيتك في إنستغرام؟31 أكتوبر 2024 - 2:40 مساءًباحث فلكي: اسم نوفمبر مأخوذ من اللفظة اللاتينية “نوفم” وتعني التاسع31 أكتوبر 2024 - 11:30 صباحًا”فضية العثماني”.. سيدة سعودية تتحدث عن مجالها في السدو والحرف اليدوية في البلدة القديمة بالعلا31 أكتوبر 2024 - 9:50 صباحًاالجيوب الأنفية تكشف سر التماسيح31 أكتوبر 2024 - 1:36 صباحًاالموجات فوق الصوتية تقيس الضغط بالساعات الذكية30 أكتوبر 2024 - 9:19 مساءًكيف تحافظ على خصوصيتك في إنستغرام؟ أمير القصيم يستقبل اللواء طيار ركن تركي المطيري أمير القصيم يستقبل اللواء طيار ركن تركي المطيري تابعنا على تويتـــــرTweets by AlMnatiq تابعنا على فيسبوك تابعنا على فيسبوكالأكثر مشاهدة الفوائد الاجتماعية للإسكان التعاوني 4 أغسطس 2022 - 11:10 مساءً بث مباشر مباراة الهلال وريال مدريد بكأس العالم للأندية 11 فبراير 2023 - 1:45 مساءً اليوم.. “حساب المواطن” يبدأ في صرف مستحقات المستفيدين من الدعم لدفعة يناير الجاري 10 يناير 2023 - 8:12 صباحًا جميع الحقوق محفوظة لجوال وصحيفة المناطق © حقوق النشر 2024 | تطوير سيكيور هوست | مُستضاف بفخر لدى سيكيورهوستفيسبوكXYouTubeانستقرامواتساب فيسبوك X ماسنجر ماسنجر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق البحث عن: فيسبوكXYouTubeانستقرامواتساب إغلاق بحث عن إغلاق بحث عنالمصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: أکتوبر 2024 فی مختلف صباح ا
إقرأ أيضاً:
حَوكمة الذكاء الاصطناعي: بين الابتكار والمسؤولية
يشهد العالم اليوم تطورا مُتسارعا في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث أصبحت تطبيقاته تتغلغل في مختلف القطاعات، من الرعاية الصحية إلى التعليم والصناعة والخدمات المالية وغيرها من القطاعات. ومع هذا التوسع الهائل، تتزايد الحاجة إلى وضع أطر تنظيمية تضمن الاستخدام الآمن والمسؤول لهذه التقنية، وهو ما يُعرف بحوكمة الذكاء الاصطناعي.
إن التحدي الرئيس الذي تواجهه الحكومات والمؤسسات يتمثل في إيجاد توازن بين تشجيع الابتكار التكنولوجي من جهة، وضمان الامتثال للمبادئ الأخلاقية والقانونية التي تحمي الأفراد والمجتمعات من المخاطر المحتملة من جهة أخرى. وقد عرفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) حوكمة الذكاء الاصطناعي بأنها «مجموعة من السياسات والإجراءات والمعايير القانونية التي تهدف إلى تنظيم تطوير واستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة وشفافة، مع ضمان احترام القيم الإنسانية وحماية الحقوق الأساسية».
ووفقا لتوصية منظمة اليونسكو بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي لعام 2021، فإن الحوكمةَ الفعالةَ للذكاء الاصطناعي ينبغي أن تستند إلى مبادئ الشفافية والمساءلة والأمان لضمان تحقيق الفائدة للمجتمع دونَ المساس بالحقوق الفردية. تهدفُ هذه الحوكمة إلى ضمان العدالة والشفافية وحماية البيانات واحترام حقوق الإنسان في جميع مراحل تطوير واستخدام هذه التقنيات. وتبرز أهمية الحوكمة في ضوء المخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي، مثل التحيز الخوارزمي وانتهاك الخصوصية والتأثير على سوق العمل، الأمر الذي يستدعي وضع تشريعات صارمة لضمان عدم إساءة استخدام هذه التقنية.
وفي سياق الجهود الدولية لتنظيم الذكاء الاصطناعي، صدر التقرير الدولي حول سلامة الذكاء الاصطناعي في يناير 2025 عن المعهد الدولي لسلامة الذكاء الاصطناعي (International AI Safety Report)، الذي شارك في إعداده 30 دولة من بينها منظمات دولية بارزة مثل هيئة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، حيث تناول الحالة الراهنة للفهم العلمي المتعلق بالذكاء الاصطناعي العام، وهو ذلك «النوع من الذكاء الاصطناعي القادر على تنفيذ مجموعة واسعة من المهام». وقد هدف التقرير إلى بناء فهم دولي مشترك حول المخاطر المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي المتقدم، مع تقديم تحليل شامل للوسائل العلمية والتقنية المتاحة لإدارتها والتخفيف منها بفعالية، وتوفير معلومات علمية تدعم صانعي القرار في وضع سياسات تنظيمية فعالة. وعلى الرغم من الفوائد العديدة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي العام، فإن التقرير يحذر من المخاطر المتزايدة المرتبطة باستخدامه.
فمن الناحية الأمنية، قد يُستغل الذكاء الاصطناعي في تنفيذ هجمات سيبرانية متقدمة أو في تسهيل عمليات الاحتيال الإلكتروني، من خلال إنتاج محتوى مزيف (Fake content) يصعب تمييزه عن الحقيقي. كما أن هناك مخاطر اجتماعية تتمثل في إمكانية تعميق التحيزات الموجودة في البيانات التي تُستخدم في تدريب هذه الأنظمة. إضافة إلى ذلك، مخاوف تتعلق بفقدان السيطرة على أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة، حيث يمكن أن يؤدي التطور المتسارع لهذه الأنظمة إلى سلوكيات غير متوقعة قد يصعب التحكم بها. أما على المستوى الاقتصادي، فإن الذكاء الاصطناعي قد يتسبب في اضطرابات كبيرة في سوق العمل، حيث يؤدي إلى استبدال العديد من الوظائف التقليدية بالأنظمة الآلية، ففي قطاع خدمة العملاء مثلا، تعتمد الشركات الكبرى مثل أمازون وجوجل على روبوتات الدردشة (Chatbots) لتقديم الدعم الفني والتفاعل مع العملاء بكفاءة عالية، مما يقلل الحاجة إلى الموظفين البشريين.
أما في مجال التصنيع والتجميع، فقد أصبحت الروبوتات الصناعية تقوم بمهام الإنتاج بدقة وسرعة تفوق القدرات البشرية، كما هو الحال في مصانع تسلا وفورد التي تستخدم أنظمة مؤتمتة لتنفيذ عمليات اللحام والتجميع، مما يقلل التكاليف ويرفع كفاءة الإنتاج. ومع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي، يُتوقع أن يمتد تأثيره إلى المزيد من القطاعات.
ومع تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، أصبح من الضروري تبني استراتيجيات وحلول لمواجهة تحديات فقدان الوظائف التقليدية. ويُعد إعادة تأهيل القوى العاملة من أهم هذه الحلول، إذ يجب الاستثمار في برامج تدريبية تُمكن الموظفين من اكتساب مهارات رقمية وتقنية جديدة، مثل تحليل البيانات وتطوير البرمجيات، مما يساعدهم على التكيف مع متطلبات سوق العمل المتغير. إلى جانب ذلك، يمثل تعزيز ريادة الأعمال والابتكار حلا فعالا، حيث يُمكن تشجيع إنشاء مشاريع صغيرة ومتوسطة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مما يخلق فرص عمل جديدة.
كما يعد تبني نموذج العمل الهجين ضرورة مُلحة، إذ يُمكن دمج الذكاء الاصطناعي مع القدرات البشرية بدلا من الاستبدال الكامل، مما يعزز الإنتاجية مع الحفاظ على دور العنصر البشري. كما أن تطوير الأطر القانونية والتنظيمية يعد خطوة مهمة، حيث ينبغي صياغة قوانين تضمن الاستخدام العادل والمسؤول للذكاء الاصطناعي، وتحمي العمال من التمييز الناتج عن الأتمتة. بالإضافة إلى ذلك فإن التعليم المستمر يُسهم في تأهيل القوى العاملة الوطنية لمواكبة التحولات في سوق العمل، حيث ينبغي تعزيز ثقافة التعلم المستمر لضمان قدرة القوى العاملة على التكيف مع المتطلبات المستقبلية للتكنولوجيا المتقدمة. وغيرها من الاستراتيجيات الجديدة لدمج الإنسان مع الآلة في بيئة العمل.
من جانب آخر، هناك مخاطر تتعلق بالخصوصية، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل كميات كبيرة من البيانات الشخصية، مما يزيد من احتمالات انتهاك الخصوصية وسوء استخدام المعلومات. ولتقليل هذه المخاطر، من الضروري تبني مجموعة من الاستراتيجيات التقنية والتنظيمية التي تعزز شفافية وأمان أنظمة الذكاء الاصطناعي. ومن أبرزها، تطوير تقنيات تتيح فهما أعمق لآليات اتخاذ القرار لدى الذكاء الاصطناعي، مما يسهل عملية المراجعة والمساءلة. بالإضافة إلى ذلك، تبرز أهمية تعزيز الأمن السيبراني عبر تصميم بروتوكولات حماية متقدمة لمواجهة التهديدات المحتملة.
كما يجب العمل على تصفية البيانات وتقليل التحيز لضمان دقة وعدالة أنظمة الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرارات. ومن أجل حماية بيانات المستخدمين، يتوجب استخدام تقنيات التشفير القوية وآليات الحماية الحديثة التي تضمن الامتثال لمعايير الخصوصية. بالإضافة إلى ضرورة الحفاظ على دور الإنسان في عمليات اتخاذ القرار، لضمان عدم الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي في الأمور الحساسة، مما يقلل من المخاطر المحتملة الناجمة عن التحكم الذاتي للأنظمة. إن التطور السريع لهذه التقنية يتطلب نهجا شاملا يجمع بين البحث العلمي والسياسات التنظيمية والتقنيات المتقدمة لضمان الاستخدام الآمن والمسؤول لهذه الأنظمة، بحيث تتحقق الفائدة المرجوة منها دون التعرض للمخاطر المحتملة.
وقد اعتمدت العديد من الدول سياسات مُتقدمة لتنظيم الذكاء الاصطناعي، حيث اتخذ الاتحاد الأوروبي خطوات رائدة في هذا المجال عبر قانون الذكاء الاصطناعي الأوروبي الذي دخل حيز التنفيذ عام 2024م والذي يُعدُ أول إطار قانوني شامل يهدف إلى تَنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي وفق معايير صارمة تحمي الخصوصية وتحد من التحيز الخوارزمي. وفي المقابل، تبنت الولايات المتحدة الأمريكية نهجا يعتمد على توجيهات إرشادية لتعزيز الشفافية والمساءلة، مع منح الشركات حرية الابتكار ضمن حدود أخلاقية محددة. أما الصين، فقد ألزمت الشركات التقنية بمراجعة وتقييم خوارزميات الذكاء الاصطناعي المُستخدمة في المنصات الرقمية، لضمان الامتثال لمعايير الأمان السيبراني.
عليه فإنه يُمكن الإشارة إلى مجموعة من التوصيات والمُبادرات التي يُمكن أن تُسهم في تعزيز حوكمة الذكاء الاصطناعي بشكل فعال، ومن أبرزها: وضع أطر قانونية مَرنة تُتيح تطوير الذكاء الاصطناعي دون عرقلة الابتكار، مع ضمان حماية حقوق الأفراد والمجتمع وتعزيز الشفافية والمساءلة من خلال فرض معايير تضمن وضوح كيفية عمل أنظمة الذكاء الاصطناعي، وإتاحة آليات لمراجعة القرارات التي تتخذها هذه الأنظمة وتعزيز التعاون الدولي لإنشاء منصات مشتركة لمراقبة تطورات الذكاء الاصطناعي وتبادل المعلومات بين الدول حول المخاطر المحتملة وتشجيع البحث والتطوير المسؤول عبر دعم الأبحاث التي تركز على تطوير تقنيات ذكاء اصطناعي أكثر أمانا واستدامة وتعزيز تعليم الذكاء الاصطناعي الأخلاقي من خلال دمج مقررات حوكمة الذكاء الاصطناعي في مناهج المؤسسات الأكاديمية والتعليمية، لضمان وعي المطورين الجدد بالمسؤوليات الأخلاقية المترتبة على استخدام هذه التقنية.
إن حوكمة الذكاء الاصطناعي تُشكل ركيزة أساسية لضمان تحقيق أقصى الفوائد من هذه التقنية، مع الحد من المخاطر المرتبطة بها. وبينما يستمر الابتكار في التقدم بوتيرة غير مسبوقة، فإن المسؤولية تقتضي وضع سياسات وتشريعات تنظيمية تضمن الاستخدام العادل والمسؤول لهذه التقنيات، بما يتوافق مع القيم الأخلاقية والقوانين الدولية. ويُعد تحقيق التوازن بين الابتكار والمسؤولية التحدي الأكبر الذي يواجه الحكومات وصناع القرار، لكن من خلال التعاون الدولي ووضع سياسات متقدمة، يمكن بناء مستقبل مستدام للذكاء الاصطناعي يعود بالنفع على البشرية جمعاء.
عارف بن خميس الفزاري كاتب ومتخصص في المعرفة