قررت الرياض لأول مرة تعيين سفير "مفوض فوق العادة" غير مقيم لدى فلسطين، في خطوة جاءت على ضوء تصاعد وتيرة التقارير حول مسار تطبيع العلاقات بين الاحتلال الإسرائيلي والمملكة العربية السعودية برعاية أمريكية.

ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا لمدير مكتبها في القدس، باتريك كينغسلي، قال فيه إن السعودية عينت مبعوثها الأول للإدارة الفلسطينية في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، في خطوة يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها مرتبطة بالجهود التي تقودها الولايات المتحدة لإقامة علاقات دبلوماسية بين السعودية وإسرائيل.



وأعلنت وزارة الخارجية السعودية، السبت، في بيان مقتضب، أن المبعوث السعودي إلى الأردن، نايف السديري، سيعمل الآن بشكل متزامن "كسفير غير مقيم في دولة فلسطين".

سفير #الرياض لدى #الأردن و #فلسطين نايف السديري ينشر صورة تاريخية لافتتاح قنصلية المملكة العربية #السعودية في مدينة #القدس الشرقية عام 1947 https://t.co/vT6Rwe6nGw pic.twitter.com/M1qi8mMePK — Anadolu العربية (@aa_arabic) August 14, 2023
وتعترف السعودية بالدولة الفلسطينية عبر الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية، وهي الأراضي التي احتلتها إسرائيل خلال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967.

بحسب تقرير الصحيفة الأمريكية، الذي ترجمه "عربي21"، جاء هذا الإعلان وسط تصاعد جهود الولايات المتحدة لإقامة علاقات رسمية لأول مرة بين إسرائيل والسعودية. كما جاء في أعقاب تكهنات في الأوساط الإسرائيلية  بأن السعودية، التي عارضت منذ فترة طويلة إقامة علاقات رسمية حتى يتم حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، قد تكون مستعدة الآن للقيام بذلك دون أن توفر إسرائيل للفلسطينيين قدرا أكبر من الحكم الذاتي.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال في مقابلة أذيعت الأسبوع الماضي: إنها مجرد نقطة على القائمة يجب أن تتأكد بأن تكون وضعت علامة صح عليها كي تقول أنك فعلت ذلك. 

لكن محللين سعوديين وفلسطينيين قالوا إن تعيين السفير السديري أظهر أن الرياض جادة في تأمين معاملة أفضل للفلسطينيين. وقال عبد العزيز الغشيان، الخبير السعودي في علاقة الرياض بإسرائيل: هذه هي الطريقة السعودية في إيصال رسالة ما. إنهم يقولون إن هذا أكثر قليلا من علامة صح على نقطة في القائمة.

في هذا الإطار، أشرف السفير السعودي في الأردن منذ فترة طويلة بشكل غير رسمي على الملف الفلسطيني، عمليا إن لم يكن بالاسم. وقال الغشيان، المقيم في الرياض، إن الاعتراف الرسمي بهذا الدور المزدوج هو "رد فعل على التصور السائد في الأوساط الإسرائيلية بأن السعوديين لا يهتمون حقا بالفلسطينيين".

إذا تم التوصل إلى اتفاق في العام المقبل، فمن المتوقع أن يتضمن اتفاقا ثلاثيا تقدم فيه الولايات المتحدة للرياض دعما عسكريا أكبر ومساعدة لبرنامج نووي مدني، وتقدم إسرائيل للفلسطينيين نوعا من التنازلات، وفقا لتقرير كينغسلي.

لكن حكومة الاحتلال الإسرائيلي، التي يهيمن عليها نواب معارضون للسيادة الفلسطينية، واصلت التقليل من أهمية العنصر الفلسطيني في المفاوضات.



وقال إيلي كوهين، وزير خارجية الاحتلال، الأحد، في مقابلة إذاعية إن "الإعلان رمزي إلى حد كبير". وأضاف: "يريد السعوديون نقل رسالة إلى الفلسطينيين مفادها أنهم لم يُنسوا"، مشيرا إلى  أن "القضية الفلسطينية ليست القضية الرئيسية في المحادثات"، بحسب زعمه.

لكن الفلسطينيين تشجّعوا من هذا الإعلان، لا سيما تأكيده على أن السفير سيعمل أيضا، على الأقل بالاسم، كقنصل عام في القدس. وتسيطر إسرائيل على القدس بالكامل منذ عام 1967 وأعلنت المدينة عاصمة موحدة لها، لكن الفلسطينيين يأملون في أن يصبح جزء منها على الأقل في يوم من الأيام عاصمة لدولة فلسطينية، وفقا لـ "نيويورك تايمز".

وقال إبراهيم دليشة، مدير مركز هورايزون، وهو مجموعة بحثية فلسطينية في رام الله بالضفة الغربية، إن "تعيين قنصل هناك ينظر إليه على أنه دعم لتلك التطلعات الفلسطينية".

وتابع: على مستوى أعمق، يُنظر إليه من منظور فلسطيني على أنه رسالة مفادها أن السعوديين لن يتخلوا عن الفلسطينيين في مشاوراتهم مع الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن صفقة تطبيع محتملة.



إلى ذلك، قال وزير خارجية الاحتلال كوهين إن إسرائيل لن تسمح للسعودية بفتح قنصلية للفلسطينيين في القدس.  وأضاف:رلا نسمح للدول بفتح قنصليات  للفلسطينيين في القدس. هذا لا يتوافق معنا.

أقامت إسرائيل علاقات دبلوماسية في عام 2020 مع ثلاث دول عربية، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة، مما أنهى سنوات من العزلة في العالم العربي وأدى إلى تكهنات بأن السعودية ستكون التالية. جعلت إدارة بايدن الآن العلاقات السعودية الإسرائيلية أحد أهداف سياستها الخارجية الرئيسية، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة فلسطين الاحتلال الإسرائيلي السعودية نايف السديري فلسطين السعودية الاحتلال الإسرائيلي نايف السديري صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة فی القدس على أن

إقرأ أيضاً:

فلسطين تطلب عقد اجتماع عربي طارئ لبحث مواجهة "الجرائم" الإسرائيلية

القدس المحتلة- أعلن مندوب فلسطين الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير مهند العكلوك، الأحد 30يونيو2024، أن بلاده تقدمت بطلب لعقد اجتماع عربي طارئ على مستوى المندوبين لبحث سبل مواجهة "الجرائم" الإسرائيلية.

وقال العكلوك في بيان اليوم إن دولة فلسطين تقدمت بطلب عقد دورة غير عادية لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين على أن يعقد الأسبوع الجاري، وفق وكالة شينخوا الصينية.

وأضاف أن الاجتماع يستهدف "بحث سياسة مواجهة جرائم الإبادة الجماعية والعدوان الإسرائيلي والتوسع الاستيطاني والإجراءات العقابية التي أقرتها حكومة الاحتلال مؤخرا".

وتابع أن طلب هذا الاجتماع يأتي في ظل "استمرار جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال بحق الشعب الفلسطيني على مدار نحو 9 أشهر متواصلة" في غزة.

كما يأتي في ظل "إقرار حكومة الاحتلال مؤخرا لسلسلة من العقوبات العدوانية ضد دولة فلسطين تهدف إلى منع تجسيد استقلالها على الأرض والإمعان في خطط ضم أراضي الضفة الغربية المحتلة، بالإضافة إلى التوسع الاستعماري الاستيطاني وتقويض صلاحيات الحكومة الفلسطينية وقرصنة أموالها وفرض عقوبات على المسؤولين الفلسطينيين تشمل الإبعاد ومنع السفر"، وفق العكلوك.

وصادق مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر الخاص بالشؤون السياسية والأمنية الخميس الماضي على خطة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش للتصدي للاعترافات بدولة فلسطينية والإجراءات المتخذة ضد إسرائيل في المحاكم الدولية، بحسب ما نشرت الإذاعة العبرية العامة.

وقالت الإذاعة العبرية إنه بموجب الخطة التي عرضها سموتريتش يتم اتخاذ إجراءات ضد السلطة الفلسطينية وتقنين خمس بؤر استيطانية في الضفة الغربية وسيتم نشر عطاءات لبناء آلاف الوحدات السكنية في المستوطنات.

كما تنص الخطة على أن "إجراءات التصدي للسلطة الفلسطينية ستشمل إلغاء تصاريح ومزايا مختلفة لكبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية، وتقييد الحركة ومنع كبار المسؤولين من مغادرة البلاد، ومعاقبتهم بارتكاب مخالفات التحريض".

بالإضافة إلى ذلك، يتعلق الأمر بـ"إبعاد كبار المسؤولين الفلسطينيين، وسحب صلاحيات تنفيذية من السلطة الفلسطينية في جنوب الضفة الغربية".

واحتلت إسرائيل الضفة الغربية في العام 1967 وأقامت عليها المستوطنات، التي تعتبر مخالفة للقانون الدولي.

ويعد ملف الاستيطان أبرز أوجه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وأحد الأسباب الرئيسة لتوقف آخر مفاوضات للسلام بين الجانبين قبل منتصف العام 2014.

ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، تشن إسرائيل حربا واسعة النطاق ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة تحت اسم "السيوف الحديدية" أدت لمقتل أكثر من 37 ألف شخص ودمار كبير في المنازل والبنية التحتية.

وجاءت الحرب بعد أن شنت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسمته "طوفان الأقصى"، أودى بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي واحتجاز رهائن، وفق السلطات الإسرائيلية.

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي تُنظم ندوة دولية حول قضية القدس
  • مؤرخ إسرائيلي يطالب بإعلان الأردن دولة للفلسطينيين بديلا عن حل الدولتين
  • الكشف عن شبكة دولية مواليه لـإسرائيل تستهدف مؤيدي فلسطين.. مَن وراءها؟
  • تعيين سفير جديد للاحتلال في الأمم المتحدة بعد مغادرة أردان لمنصبه
  • الكشف عن شبكة مواليه لـإسرائيل تستهدف مؤيدي فلسطين.. مَن وراءها؟
  • الكشف عن شبكة مواليه لـإسرائيل تستهدف مؤيدي فلسطين.. من ورائها؟
  • فلسطين تطلب عقد اجتماع عربي طارئ لبحث مواجهة "الجرائم" الإسرائيلية
  • شبكة إلكترونية داعمة لإسرائيل تستهدف النشطاء المؤيدين للفلسطينيين في الغرب
  • جامعة أكسفورد العريقة تهدد المعتصمين المؤيدين للفلسطينيين بإجراءات قانونية
  • أبو عمر.. شهيد لسرايا القدس في جنوب لبنان