يعقد المصرف المركزي الروسي، الثلاثاء، اجتماعا للبحث في معدلات الفائدة الرئيسية مع استمرار تراجع الروبل وبلوغه الاثنين أدنى مستوى له منذ مارس 2022 حين انهار في أعقاب بدء غزو أوكرانيا والعقوبات الغربية التي فرضت على موسكو.

وتراجع سعر صرف العملة اليوم الاثنين إلى أكثر من 100 روبل للدولار الواحد، وانخفض الروبل زهاء 30% أمام الدولار منذ مطلع عام 2023، في وقت تعاني روسيا من تراجع مداخيل الصادرات وزيادة في كلفة الاستيراد والإنفاق العسكري.

مادة اعلانية

وأعلن المصرف المركزي أنه سيعقد الثلاثاء اجتماعا لم يكن مقررا مسبقا لبحث معدلات الفائدة الرئيسية التي تمّ رفعها قبل أسابيع قليلة فقط وسيعلن نتائج الاجتماع عند الساعة 07:30 بتوقيت غرينتش.

أسواق المال عملات الروبل الروسي ينخفض لأدنى مستوى في 17 شهراً.. تخطى 100 مقابل الدولار!

وفي نهاية فترة بعد الظهر اليوم الاثنين، أظهرت بيانات بورصة موسكو تداول الروبل بسعر 98 مقابل الدولار و107 مقابل اليورو، في تحسّن طفيف عن الفترة الصباحية التي شهدت تخطي سعر الدولار واليورو عتبة 100 و110 روبلات تواليا.

وسبق الإعلان عن اجتماع المصرف انتقاد المستشار في الكرملين ماكسيم أورشكين "السياسة النقدية المتراخية".

وأضاف في مقال رأي نشرته وكالة "تاس" الرسمية الاثنين أن المركزي يمتلك "كل الوسائل الضرورية" للتعامل مع الوضع، متوقعا أن يعود سعر صرف الروبل لمستوياته المعتادة في المدى القريب.

ويبعث تراجع قيمة الروبل بشكل متواصل في الأسابيع الأخيرة مخاوف لدى العديد من الروس حيال مستواهم المعيشي، في ظل عودة التضخم والعقوبات والكلفة المالية المتزايدة لحرب أوكرانيا.

وقال يفغيني كوندراتاس لوكالة فرانس برس "بالطبع أنا مستاء"، وأضاف الرجل البالغ 44 عاما ويعمل في مجال الموارد البشرية "كلفة العملة (الأجنبية) ارتفعت. الأمر ليس مناسبا".

وحذّر المحلل في شركة "ألور بروكر" أليكسي أنطونوف في وقت سابق الاثنين من أن الروبل قد يواصل التراجع ليصل الى ما بين 115 و120 للدولار الواحد، مشيرا إلى أن وقف هذا التراجع يتطلب "انتظار خفض (كلفة) الواردات أو خطوات حاسمة من السلطات المالية".

وسجلت روسيا العام الماضي تضخما مرتفعا تخطى 17% في الربيع، ما أدى إلى تدني القوة الشرائية لملايين الروس.

وشهدت السنوات الماضية عودة التضخم الذي بلغت نسبته 4.3% في يوليو/تموز، بالتوازي مع تدهور العملة الوطنية في ظل التراجع الحاد في العائدات الناجمة عن تصدير المحروقات.

وإزاء هذا الوضع، اضطر البنك المركزي في 21 يوليو/تموز إلى زيادة معدل فائدته الرئيسية إلى 8.5% سعيا لمكافحة ارتفاع الأسعار، وعلّق اعتبارا من الخميس الماضي وحتى نهاية السنة مشترياته من العملات الأجنبية في سوق القطع الوطنية.

غير أن ضعف الروبل يسمح للدولة في المقابل بتعزيز خزائنها، لأن كل دولار أو يورو تحصل عليه الحكومة يؤمن لها مبالغ أكبر بالروبل لتغطية نفقاتها المتزايدة بسبب النزاع في أوكرانيا.

ويلاقي هذا الوضع المستجد مواقف متفاوتة في شوارع موسكو، حيث أعرب العامل في المجال الصحي فيكتور ريباكوف (61 عاما) لفرانس برس عن اقتناعه بأن "كل الأسعار سترتفع الآن، من النقل إلى المواد الغذائية، ونحن - المواطنين- العاديين سنتأثر للغاية".

ورأت المتقاعدة ليودميلا ليبيديفا (74 عاما) أن "المشكلات الكبيرة" التي يعانيها الاقتصاد الروسي حاليا تهون في سبيل هدف أسمى، وأن كل ما يحصل اليوم هو من أجل انبعاث روسيا".

مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News المركزي الروسي الحرب الروسية الأوكرانية الروبل الفائدة على الروبل روسيا

المصدر: العربية

كلمات دلالية: المركزي الروسي الحرب الروسية الأوكرانية الروبل الفائدة على الروبل روسيا

إقرأ أيضاً:

كيف يؤثر قرار الفيدرالي الأخير بشأن أسعار الفائدة على الذهب عالميا؟

كشف محمد أنيس، الخبير الاقتصادي، عن وجود علاقة إيجابية بين خفض سعر الفائدة الأمريكية وارتفاع أسعار الذهب عالميًا، موضحًا أن هذه العلاقة تؤدي إلى زيادة الطلب على المعدن النفيس مع كل تخفيض في سعر الفائدة على الدولار.

وأشار إلى أن قرار الاحتياطي الفيدرالي الأخير بخفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، من 5.5% إلى 5%، يمثل خطوة نحو مزيد من التحفيز الاقتصادي، ومن المتوقع أن يستمر الفيدرالي في هذا الاتجاه، متوقعًا أن هذه السياسة النقدية الداعمة ستنعكس على أسعار الذهب بصورة إيجابية، مما يعزز جاذبيته كملاذ آمن للمستثمرين حول العالم.

التوقعات المستقبلية تدعم الارتفاعات القياسية في أسعار الذهب

وأضاف أنيس في تصريح خاص لـ«الوطن»، أن الأسواق لا تنتظر هذه التخفيضات لتؤثر في أسعار الذهب بشكل مباشر، بل يعتمد المستثمرون على توقعاتهم المستقبلية التي تتسم بالثبات والرؤية الاستراتيجية طويلة الأجل، ويرى أن هذا التوجه كان واضحًا خلال العام الماضي، حيث ارتفعت أسعار الذهب تدريجيًا من 1800 دولار إلى أن بلغت مستويات قياسية وصلت إلى 2700 دولار للأونصة، في أعلى مستوى تاريخي لها، وهذا الصعود المستمر يعكس تفاؤل الأسواق حول استمرار الفيدرالي الأمريكي في تخفيض الفائدة، مما يعزز مكانة الذهب كأحد الاستثمارات الأكثر أمانًا على المدى الطويل.

اضطرابات النظام المالي العالمي

وأوضح أن العوامل الاقتصادية التقليدية، كخفض الفائدة، ليست وحدها المؤثرة في حركة أسعار الذهب حاليًا، بل هناك عوامل أكبر ترتبط بالنظام المالي العالمي، موضحا أن صعود الصين كمنافس اقتصادي للولايات المتحدة وزيادة حجم الدين الأمريكي إلى مستويات غير مسبوقة، أثار مخاوف البنوك المركزية العالمية بشأن مستقبل الدولار كعملة احتياطية وحيدة، وفي ظل هذا المناخ، بدأت العديد من البنوك المركزية البحث عن حلول بديلة، وكان الذهب هو الخيار الأبرز والأكثر أمانًا لتعزيز احتياطياتها النقدية.

الذهب الخيار الأفضل للبنوك المركزية

وأكد أن الذهب بات خيارًا استراتيجيًا للبنوك المركزية العالمية، في ظل غياب بدائل موثوقة تنافس الدولار كعملة احتياطية، فالروبل الروسي والروبية الهندية وحتى اليوان الصيني لم يصلوا بعد إلى مستوى الثقة المطلوبة، في حين أن اليورو الأوروبي، رغم قوته الاقتصادية، يظل بعيدًا عن منافسة الدولار بسبب ضعف القوة العسكرية الأوروبية مقارنةً بالولايات المتحدة.

وشدد: في ظل هذه التحديات، بدأت البنوك المركزية، وعلى رأسها الصين والهند وتركيا، زيادة مشترياتها من الذهب بشكل مكثف خلال الأشهر الماضية، وتوقع أنيس أن تواصل هذه البنوك تعزيز احتياطياتها من الذهب خلال الفترة المقبلة، مما سيستمر في دعم الأسعار العالمية.

مقالات مشابهة

  • كيف يؤثر قرار الفيدرالي الأخير بشأن أسعار الفائدة على الذهب عالميا؟
  • “المركزي الروسي” يخفض سعر الروبل أمام العملات الرئيسية
  • «المركزي» يبحث مستجدات أعمال قطاع الصرافة
  • المصرف المركزي يبحث مستجدات أعمال قطاع الصرافة في الإمارات
  • المصرف المركزي يبحث مستجدات أعمال قطاع الصرافة في الدولة
  • المركزي الروسي يرفع الدولار واليوان ويخفّض اليورو أمام الروبل
  • اقتصاد أميركا ينمو 3% في الربع الثاني
  • في قراءة أخيرة.. اقتصاد أميركا ينمو 3% في الربع الثاني
  • المركزي الروسي يخفض سعر صرف الدولار واليوان أمام الروبل
  • الشريف: انخفاض متوقع بالدخل وارتفاع معدلات الفقر في ليبيا