النهار أونلاين:
2025-04-30@21:45:31 GMT

 سعادتي مرهونة بتقاسم شقتي مع أخ زوجي

تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT

 سعادتي مرهونة بتقاسم شقتي مع أخ زوجي

سيّدتي أحيّيك من خلال المنبر الذي تديرينه، منبر طيب الأرجاء. والدليل تفاعل القراء الأوفياء عبر موقع النهار اونلاين لكل ما تقدمينه للتائهين والمتألمين. والذي شدّني لدرجة أنني لم أتردد في أن أكون من الحائرات اللواتي طرقن بابك ليكون لي ما يثلج صدري ويريحني.

سيدتي، أنا إمرأة متزوجة منذ أزيد من عقد من الزمن، وقد عشت في بيت أهل الزوج مع والديه وإخوته.

كما حلمت بالإستقرار في بيت خاص بي. فرحت أضحي طيلة سنوات زواجي بحرمان نفسي من أبسط الأمور فقط حتى أدخّر مرتبي. وأقتني شقة الأحلام التي تحتضن مستقبلا مريحا لي أنا وزوجي وأبنائي.

وبعون الله وفضله تحقق حلمي ونلت الشقة التي لم أفرح بها كثيرا. حيث أنني وفي غمرة الترتيبات التي كنت أرتبها لإختيار الديكور المناسب وإنتقاء أثاثها. وجدت زوجي يخبرني بأمر من والديه أنه على أحد إخوته المتزوجين. جد أن يقيم معنا حتى يفسح المجال لأخيه الأصغر منه ليتزوج. ذهلت للأمر. وهالني أن أجد نفسي أتقاسم إلى أجل غير مسمى بيتا الله وحده يعلم كم تعبت. لأجل تأمينه لأجد نفسي مجددا في سجن أهل زوجي الذي لم أحيا معهم قط الإستقرار وراحة البال.

أكثر ما يمزقني سيدتي، أن زوجي مستعجل على الأمر وقد يمنح الضوء الأخضر لأخيه وزوجته وأولاده في أي لحظة حتى يلتحقوا بنا، فما هو رأيك؟ أختكم ه.لمياء من منطقة القبائل.

الرد:

من الصعب أن يجد المرء نفسه في مواقف لا يحسد عليها. خاصة إذا كان من يضعنا في هذه المواقف أقرب المقربين إلينا. حقيقة أنت في خيبة ما بعدها خيبة. كيف لا وقد صبرت لسنوات وأنت في قمة التضحية لتنعمي بالمستقر. لتجدي نفسك كمن تلاشت أحلامه وخاب ظنه بسبب زوجك الذي أرى أنه من غير العقلاني أن يقبل على نفسه. وعليك قرارا مثل هذا.

كما أنه وبكل لباقة ولين، على زوجك أن يفهم والديه أن البيت بيتك ومن أنه لم يدفع في تكاليف تسديد مستحقاته شيئا. وبالتالي لا يمكنه أن يقبل بأن يقاسمك أخوه وزوجته. وأولاده شقة الأحلام التي لم يرحك الحصول عليها بقدر ما وجدت نفسك في قمة الوجل والقلق.

في حين،  كان على أهل زوجك أن يكتفوا بالغرفة التي تركتها أنت بعد حصولك على شقتك ليقوموا بتزويج إبنهم الأصغر. حيث أنني أجد أنه من الجشع أن يأمروا إبنهم الأخر. الذي من الواضح أنه إستصاغ الفكرة. وقبل بها لأن ينتقل معكم تاركا هو الأخر غرفته التي يمكنه أن يبقى فيها لحين يستطيع فيها تأمين بيت يليق به.

كما عليك أختاه أن تضعي النقاط على الحروف مع أهل زوجك فالأمر يتعلق بحرمتك وإستقلاليتك التي ضحيت من أجلها بالكثير. وأسأليهم إن كانوا ليقبلوا أن تقوم إحدى بناتهم بـتأمين شقة من مالهن الخاص لتجدن أنفسهنّ تتقاسمنها مع أهل الزوج.

كوني صارمة في هذا الأمر، ولا تفوتي على نفسك أن تحيي السعادة التي لطالما حلمت بها.

ردت:”ب.س

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

المصدر: النهار أونلاين

كلمات دلالية: حديث الشبكة

إقرأ أيضاً:

الذي يأتي ولا يأتي من الحـافلات

الذي يأتي ولا يأتي من الحـافلات
(من أرشيف باب "ومع ذلك" بجريدة الخرطوم 1988)
(طرأ لي إعادة نشر هذه الكلمة القديمة وأنا أرى مصارع السيارات المهجورة ملء البصر في الخرطوم في أعقاب غزوة الجنجويد)

نشر ترمنقهام مؤلف كتاب (الإسلام في السودان) جملة من الأفكار الخاطئة عن ثقافة السودان وإسلامه. غير أنني اتفق كثيراً مع ملحوظته القائلة بأن خريجي المدارس الحديثة (الصفوة بتعبير آخر) غير راغبين في إجراء تحسين جذري في حياة مواطنيهم. فعلى أن ترمنقهام أذاع هذه الملحوظة في الأربعينات إلا أنها ما تزال صادقة إلى حد كبير.
سمّت جريدة (السيـاسة) في افتتاحية لها مشكلة المواصلات (الهاجس اليومي) الذي يجعل حياة المواطن عبئاً لا يطاق. ولعل أخطر مظاهر المشكلة ليس المعاناة اليومية التي يتكبدها المواطن في غدوه ورواحه، ولكن إحساسه بأن هذه المشكلة المعلقة لأكثر من عقد من الزمان تبدو بلا حل قريب أو بعيد.
فالمعتمدية تراوح في مكانها القديم من المشكلة بين إنزال بصات جديدة (أو الوعد بذلك) وبتصليح العطلان منها وبين حملات تأديبية على أصحاب المركبات العامة الذين يزوغون عن العمل بالخطوط مكتفين بالبنزين. كما تتمسك المعتمدية في وصاية فارغة بفئات قانونية للطلبة وغير الطلبة. وفي مطالبة أهل حي بعينه من المعتمدية الانصياع للفئة التي قررها أصحاب المركبات العامة مؤشر قوي على استفحال المشكلة وعدم واقعية (أو بالأحرى جدية) المعتمدية.
ولعل أكثر دواعي اليأس من حل أزمة المواصلات هو تطاولها على خيالنا وفكرنا. فالأزمة غير واردة في أجندة فكرنا السياسي والاجتماعي والنقابي. فلم نعد نسمع شيئاً عن الدراسة التي التزمت المعتمدية بإجرائها على ضـوء استبيانات وزعتها. وهذه الدراسة هي الدليل الوحيد على أن المشكلة شاغل فكري معتبر يتجاوز همهمات المكتوين بنار الأزمة مما تنشره الصحف.
وأهـل الفكر عن المسألة في شغل وانصـراف. فطاقم الدولة القيادي اكتفى بتوسيع بند شراء العربات الحكومية (الخاصة) ليمتطيها آناء الليل وأطراف النهار. فقد صدقت وزارة الاقتصاد مؤخرا بـ 15 مليون دولار لشراء عربات كريسيدا تدفع مقابلها الوزارة من سمسم الوطن، أو القضارف. كما اتجهت نقابات الاطباء وأساتذة الجامعات والبياطرة وغيرهم الى مساومات مع وزارة التجارة وموردي السيارات لاستيراد عربات خاصة بأعضائها. ولا غبار على هذه الإجـراءات لو لم تكن هروباُ من مواجهة هذه الأزمة المزمنة. وما يجعل ذلك الهروب سخيفاً بحق هو أن يصدر من أكثر الفئات فصاحة في السياسة وأنسبها تأهيلاً للنظر في الأزمة وتدبير الحلول.
فمعاناة الشعب ليس عبارة تقال وتبتذل بالتكرار. إنها أوجاع بلا حصر تستنفر الخيال والنظر. فعلى أيام اختناقات البنزين تفتق ذهن الجماعات الصفوية عن فكرة إدخال الحاسوب لضبط توزيعه. ولكن حين يستمر المواطنون على أرصفة الشوارع لأكثر من عقد من الزمان ينتظرون الذي لا يأتي من الحـافلات فصفوتنا السياسية والفكرية خالية الوفاض من الحيل والمناهج.
لقد صدق ترمنقهام في واحدة وهي أن الصفوة من كل شاكلة ولون غير راغبة في تحسين حياة أهلها من كل شاكلة ولون.


ibrahima@missouri.edu

   

مقالات مشابهة

  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله
  • إذا كانت فيك هذه الصفة فلا تتعجبي من صمت زوجك!
  • من هدوء المدينة إلى نار الاشتباكات والطائفية... ما الذي حدث في جرمانا السورية؟
  • الملاكم محمد علي وحرب فيتنام: البطل الذي رفض التجنيد فعوقب على مواقفه ثم انتصر
  • زوجي لم ينسها يوما حتى وأنا على ذمته
  • المشهد اليمني الذي يشبهُ غزة
  • ما هو صاروخ “بار” الذي استخدمه الاحتلال لأول مرة في غزة؟
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية
  • العشاء الذي أسهم في إنقاذ أوروبا
  • الذي يأتي ولا يأتي من الحـافلات