استغلال اللبان ثقافيا واقتصاديا
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
يُعد اللبان من أشهر المحاصيل في سلطنة عمان وأهمها على مر العصور، إذ قامت عليه حركة الاستيطان البشري في ظفار، وبه عُرفت المنطقة واشتهرت، وإذا كانت القيمة المادية للبان ومشتقاته معروفة، فإن قيمته الثقافية لم تُستغل الاستغلال الأمثل، نكتب عن هذا الموضوع بعد حضورنا لندوة اللبان والتراث الثقافي في مجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه بصلالة، إذ قدم فريق العمل مجهودا علميا يُذكر فيُشكر، أعتبره شخصيا قاعدة أساسية لبحوث مستقبلية عن التراث الثقافي والعملي الخاص باللبان، وأثناء عرض أوراق العمل تذكرت بحثا قدمته لمطبوعة ثقافية إلكترونية أصدرتها وزارة الثقافة والرياضة والشباب في أكتوبر2021، وقد خصصت الموضوع لطرق اللبان وإمكانية الاستفادة منها سياحيا واقتصاديا.
لقد قامت على تجارة اللبان أنشطة اقتصادية وحرفية واجتماعية، من الأدوات المعدنية والسعفية المُستخدمة في استخراج المادة اللبنية من لحاء الشجرة، إلى حركة تدوين كميات اللبان، وتسجيل أسماء العمال، وإقامة المحلات التجارية المعتمدة على تجارة الذهب الأبيض كما يوصف، ناهيك عن أمكنة التخزين ومقاييس الموازين، إضافة إلى المُنتجات الزراعية والحيوانية المُغذية للعمال والقائمين على تجارة اللبان. ناهيك عن المُنتجات الحرفية المرتبطة بالصنعة، مثل السلال وأدوات جرح الأشجار، وكذلك صناعة أكياس الخيش، وغيرها من وسائل حفظ المادة وحملها.
هكذا نشطت حركة المواصلات البحرية والبرية، وشهدت الموانئ التي يُصدّر منها اللبان، أو تلك التي يُفرغ فيها، حركة تجارية رائجة في وقتها، ويقاس على ذلك ما يحدث في المحطات البرية، إذ تأسست تجمعات بشرية، في محطات عبور القوافل من جنوب عُمان وإلى شمال الجزيرة العربية وغربها.
إن التاريخ أو الماضي بصفة عامة لا يعني للحاضر شيئا، إلا إذا تمت الاستفادة المباشرة منه، والاستفادة هنا بمعنى الاستثمار المادي القادر على تحقيق رغبات الإنسان، وجني الثمار؛ لذلك فإن فكرة إحياء طُرق اللبان تخدم عدة مجالات حيوية، اقتصادية وسياسية وثقافية واجتماعية، جديرة بالاهتمام والعناية، وهذا ما تضمنته الخطة الخمسية العاشرة (2021-2025)، من استغلال المواقع التراثية والمكونات الثقافية، للمساهمة في الاقتصاد الوطني، وقد أشير إلى ذلك في فقرة «قصة طريق اللبان: ابتكار تجارب سياحية تعرّف السائح بطريق اللبان وبالحضارات القديمة التي تسيطر على تجارة اللبان». (مجلد البرامج الاستراتيجية للخطة الخمسية العاشرة 2021-2025، وزارة الاقتصاد).
إن قصة طريق اللبان، يُمكن تسويقها كحدث عالمي يُدرج في روزنامة السياحة العالمية، لما للبان من قيمة ثقافية وسياحية واقتصادية، ونظرا لاختراق طرق اللبان لعدة كيانات سياسية مجاورة، مثل الدول العربية في شبه الجزيرة العربية والخليج، ومصر والهند والصين، وأفريقيا.
إن خلق صناعة سياحية تعتمد على طريق اللبان، كمادة للمتعة والفرجة والاستمتاع، ممكنة إذا تضافرت جهود المؤسسات المعنية بالسياحة والثقافة في البلاد التي تمُر بها طرق اللبان البرية والبحرية. إذ يُمكن بعث مهرجان دولي لإحياء طريق اللبان، يُدرج في شهر ديسمبر، لاستقطاب أعداد السياح في عُطل أعياد الميلاد ونهاية العام الميلادي، ويُنظم المهرجان بالتعاون مع الدول التي يمر بها طريق اللبان البري، أو البلدان التي يصل اللبان إلى موانئها. وهكذا يتم استغلال المواقع الأثرية، وإعادة الاعتبار للثقافات المرتبطة بالإنسان وبيئته.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: على تجارة التی ی
إقرأ أيضاً:
عودة النشاط داخل المحطة البرية خروبة
أعلنت الصفحة الرسمية لشركة استغلال وتسيير المحطات البرية -سوقرال- عن عودة النشاط داخل المحطة البرية خروبة بعد التحكم الكلي في الحريق.
وطمأنت الصفحة الرسمية لشركة استغلال وتسيير المحطات البرية -سوقرال- المواطنين بوفرة الرحلات نحو مختلف الوجهات.