لساني الحاد سبب مشاكلي.. فكيف ألزم الصمت وأتفادى الجدال ؟!
تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أعلم أن اعترافي اليوم غريبا نوعا ما، فعادة الجميع يبرر صفاته السيئة، لكني اليوم لن أفعل فأنا حقا أقع في مطبات دوما بسبب ما أتلفظ به من كلام من لساني.
أجل سيدتي، فانا مقبلة على مشروع العمر، مخطوبة وقريبا سأزف عروس، بيني وبين خطيبي علاقة حب جميلة، لكن لساني السليط سوف يجرني إلى ما لا يُحمد عقباه، ففي كل موقف أكون أنا السيئة ولو كنت مظلومة لأني لا اعرف السيطرة على لساني وأحب دوما أن أواجه دون لف ودوران.
سيدتي اعترف بهذه الصفة السيئة، فأنا لا أفوت موقف دون أن أضع فيه النقاط على الأحرف، وهذا الصفة أتعبتني جدا، وأحاول صلح نفسي والتحكم في لساني، لان أهلي وخطيبي دوما ينبهاني أن التغاضي مرة ومرتين جيد حتى نبني علاقات جيدة، لكن دوما أعود لنفس العادة، أجادل وأناقش أتفه الأمور، لكن أشعر أن الكل منزعج مني، بل صاروا ينفرون مني، ويتحاشون الحديث معي، فما الحل لأبقى صامتة، لأن علاقتي بخطيبي متوترة نوعا ما، وأنا لا أريد أن أخسره.
دعاء من الشرقالرد:
وعليكم السلام ورحمة الله أختاه، اعتراف جميل للغاية، وحبك للتغير أجمل ليس لأجل الخطيب فحسب، بل لأجل الحياة ككل وعلاقاتك جميعا ومستقبلك أيضا.
حبيبتي، جميل أن نعبر عما يخالجنا، وأن نكون صريحين في مواقفنا، والتكتم أحيانا يفقدنا حقوقنا، لكن بأسلوب حسن . فهو الطريقة التي يجب أن نحذر فيها ونحرص أن نكون لطيفين فيها حتى نكسب حب الآخرين واحترامهم من جهة. ونوضح موقفنا ونثبت ذاتنا بلطف من جهة أخرى، فالكلام يجب أن يكون بهدوء دون انفعالات، تفادي اتهام الآخرين ، وقولي “أنا شعرت بكذا وكذا“. أو “أردت كذا وكذا“، بدل أن تقولي “أنتَ فعلت..” أو “أنتِ قلتي“.
أيضا لابد أن تختاري الوقت المناسب والظروف المهيئة للحديث، فهذه هي الطريقة الصواب لتمسكي بالعصا من منتصفها، واحذري لسانك. ولا تناقشي في كل صغيرة وكبيرة. بل تغافلي فقال أحد الأئمة: “تسع أعشار الطمأنينة التغافل وقيل التغابي“. لا تتوقفي عزيزتي عند كل كلمة وكل موقف، واجعلي لسانك مهذبا رطبا بالكلمات الطيبة. ثم تيقني أنه ليس اهلك وخطيبك فقط من سوف ينفرون منك. بل سوف يتعدى الأمر على كل من تتعاملين معه وهذا سيؤثر في استقرار نفسيتك ويؤذي قلبك. فما عليك الآن سوى أن تتغلبي على هذه العادة، وسوف يتصلح كل شيء خاصة مع خطيبك. استعيني بالله وتضرعي إليه بالدعاء، وبحول الله ستكونين من السعداء.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
إفطار رمضان لأجل الامتحانات.. دار الإفتاء: لا يجوز إلا عند الضرورة القصوى
أيام قليلة ويبدأ شهر رمضان الكريم، ويتسأل الكثير من الاهلى والطلبة عن إفطار رمضان لأجل الامتحانات؟، لترد دار الإفتاء موضحة، بأنه لا يجوز للطلبة المكلفين بالصيام الإفطار في رمضان بحجة أنهم يدرسون ويطلبون العلم أو الامتحانات إلا عند الضرورة القصوى وتحقق الأعذار المبيحة للفطر، والضرورة تقدر بقدرها.
وقالت إن كان لدى الطالب عذرٌ مبيحٌ للفطر أو كانت هناك ضرورةٌ تجبره على الفطر جاز له ذلك، وهو المسؤول أمام الله عن تقدير هذه الضرورة، وليست الامتحانات أو الدارسة في -حد ذاتها- ضرورةً من الضرورات.
وأوضح أمين الفتوى، أن الطالب إذا كان يعي جيدا أنه من الصعب عليه التركيز في مذاكرته وامتحانات وهو صائم وأنه لن ينجح بهذه الطريقة، فيجوز له في هذه الحالة الإفطار، مشيرا إلى أن بعض الناس قد يتلاعبوا في هذا الأمر ويجيز بعضهم الإفطار له في شهر رمضان طالما أنه في وقت امتحانات ومذاكرة، فهم بذلك آثمون.
إفطار رمضان لأجل الامتحاناتأجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد اليها عبر موقعها الرسمي مضمونة:"ما حكم إفطار طلاب المدارس والجامعات أيام الامتحانات؟ فإنهم سيؤدون بعض الامتحانات هذا العام في أيامٍ من رمضان، ولا بد لهم فيها من بذل الجهد في المذاكرة والتحصيل استعدادًا للامتحان. فهل يُعَدُّ ذلك عذرًا يبيح لهم الفطر شرعًا في هذه الأيام؟".
لترد دار الإفتاء موضحة: ان الامتحان في حدِّ ذاته ليس عذرًا مبيحًا للفطر، ولكن إن غلب على ظنّ أحد هؤلاء الطلاب -وهو المسؤول أمام الله جل وعلا- وهو صحيحٌ مقيمٌ، خوف المرض إذا صام مع أداء الامتحان، أو بلغَ به حدَّ المشقة والتعب الشديد بما يضرُّ به وكان مضطرًّا لأداء الامتحان ولا بد من أدائه في الوقت المحدد له: فيباح له الفطر، وعليه القضاء.
الامتحان في ذاته ليس عذرًا يُبيح الفطر، وكم أدَّاه أناسٌ وهم صيام؛ إذ إنَّه يقع عادة في غدوة النهار وينتهي في منتصفه تقريبًا، وكذلك الاستذكار فإنه يكون عادة في الليل بعد الإفطار، والمَسنُون في الأكل في سائر الأيام فضلًا عن أيام الصوم الاعتدال والتوسط؛ حتى لا تحدث للآكل بطنة وتخمة تعوقه عن مواصلة العمل بسهولة.
والامتحان والاستذكار دون أعمال كثيرة يقوم بها الصائمون بدون أن يجدوا مشقةً أو يَمْسَّسْهُم سوء. ولكن هناك حالتان:
إحداهما: أن يغلب على ظنّ أحد هؤلاء الطلاب وهو صحيحٌ مقيمٌ خوفَ المرض إذا صام مع أداء الامتحان؛ بأمارة ظهرت أو تجربة وقعت أو إخبار طبيب ماهر، لا بمجرد التَّوهّم والتخيّل، ففي هذه الحالة: يُباح له الفطر شرعًا.
ففي "شرح الدر" و"حواشيه" -ملخصًا- (2/ 422، ط. دار الفكر-بيروت): [أنَّ الصحيح إذا خاف على نفسه المرض إذا صام بطريق من الطرق المذكورة يُباح له الفطر، وأنه مثل المريض الذي يخاف بإحدى هذه الطرق زيادة المرض أو إبطاء البرء، فالذاهب لسدِّ النهر أو كريه -حفره- إذا اشتد الحر وخاف الهلاك يجوز له الفطر، والحامل إذا خافت على نفسها أو على الجنين، والمرضع إذا خافت على نفسها أو على الرضيع يُباح لهما الفطر شرعًا، وعليهم القضاء في أيام أُخَر ليس فيها هذا العذر] اهـ.
الحالة الثانية: أن يُجهدَه العمل ويشقَّ عليه؛ بحيث لا يستطيع أداءه مع الصوم، وإن لم يخش منه المرض ولا بد له من أدائه، فالظاهر: أن يباح له الفطر في هذه الحالة أخذًا مما استظهره العلامة ابن عابدين في المحترف الذي عنده ما يكفيه وعياله، ولا بدَّ له من العمل بضرورة المعيشة، والصوم يضعفه من أنه يباح له الفطر إذا لم يمكنه مباشرة عمل لا يؤديه إلى الفطر، وكذلك في الزارع الذي يخاف على زرعه الهلاك أو السرقة، ولا يجد مَنْ يعمل له بأجرة المثل وهو يقدر عليها؛ لأنَّ له قطع الصلاة لأقل من ذلك صيانةً لماله، فالفطر أولى.
وظاهر أنَّ مبنى ذلك تقديرًا لضرورة أداء الطالب الذي لا يستطيع أداء الامتحان مع الصوم؛ لبلوغه حدًّا من الإعياء يضرُّ به مضطر لأداء الامتحان اضطرار الفقير إلى عيشه، ولا بدَّ له منه في وقته المحدّد له، وفي تركه الامتحان في الوقت الـمُحدّد مَضَرَّة له: فيباح له الفطر، وعليه القضاء في أيام أُخَر ليس فيها هذه الضرورة.
وقد نَصُّوا على أنَّ الحصّاد إذا لم يقدر عليه مع الصوم ويهلك الزرع بتأخيره يجوز له الفطر، وكذلك الخبَّاز، وعليهما القضاء، ومثلهما: عمال المناجم، والغوَّاصون، والحجَّارون، وسائقو القطارات وأشباههم.
ومـمَّا يجب أن يُعلم أنَّ فريضة الصوم مُحْكَمَة والثواب مقطوع به لمن أحسنه، وأنَّ رخصة الفطر منحة من الشارع لأرباب الأعذار حقيقةً لا وهمًا وخيالًا ولا مغالطةً واحتيالًا.
والاحتيال على الفطر فرارًا من الصوم لا يخفى على مَنْ يعلم خائنة الأعين وما تُخْفِي الصدور، وكلُّ امرئ بما كسب رهين، وهو أدرى بحاله وانطباق الحكم عليه، وأَجْدَرُ الناس بالطاعة والامتثال والصبر والاحتمال: مَنْ يرجو من الله سبحانه أن يُنِيرَ بصيرته، ويُلْهِمَهُ الصواب، ويوفقه للسداد، ويفتح له المغاليق، ويُيَسِّر له الصعاب، وكيف يستقيم أنْ يعصيه ويتركَ فرائضه بلا عذر يُسَوّغه في الوقت الذي يبسط إليه فيه يدَ الرجاء، ويبتهل إليه بالدعاء، ويستمد منه العون والإلهام وهو الفتاح العليم.